الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: إن الله لا يحب العقوق , و كأنه كره الاسم " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 213 4 / 239 : : الثلاثاء يناير 29, 2013 3:38 pm | |
| " إن الله لا يحب العقوق , و كأنه كره الاسم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 213 :
أخرجه أبو داود ( 2842 ) و النسائي ( 2 / 188 ) و الحاكم ( 4 / 238 ) و البيهقي ( 9 / 300 ) و أحمد ( 2 / 182 و 194 ) من طريق داود بن قيس عن # عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده # قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العقيقة , فقال : ( فذكره ) . قالوا : يا رسول الله إنما نسألك عن أحدنا يولد له : قال : " من أحب منكم أن ينسك عن ولده فليفعل , عن الغلام شاتان مكافئتان , و عن الجارية شاة " . و لفظه لأحمد و الآخرين نحوه . و لفظ الحاكم : " لا أحب العقوق " . و هو رواية لأحمد . و قال : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي . و إنما هو حسن فقط , للخلاف المعروف في عمرو بن شعيب . نعم له شاهد أخرجه مالك ( 2 / 500 / 1 ) عن زيد بن أسلم عن رجل من بني ضمرة عن أبيه أنه قال : فذكره بلفظ الحاكم . قلت : و هذا شاهد لا بأس به , فالرجل الضمري شيخ زيد بن أسلم الظاهر أنه تابعي إن لم يكن صحابيا , فإن زيد هذا من التابعين الثقات , فالحديث به صحيح . ( مكافئتان ) يعني متساويتين في السن . و قيل : أي مستويتان , أو متقاربتان . و اختار الخطابي الأول , كما في " النهاية " . و ( الشاة ) : الواحدة من الضأن و المعز و الظباء و البقر و النعام و حمر الوحش . كما في " المعجم الوسيط " . " إن الله لا ينظر إلى مسبل الإزار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 214 :
أخرجه النسائي ( 2 / 299 ) و أحمد ( 1 / 322 ) من طريقين عن أشعث قال : سمعت سعيد بن جبير عن # ابن عباس # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و أشعث هو ابن أبي الشعثاء . و له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا به إلا أنه قال : " ... المسبل يوم القيامة " . أخرجه أحمد ( 2 / 318 ) بإسناد صحيح على شرط الشيخين أيضا . و قد رواه مسلم ( 6 / 148 ) عن محمد بن زياد قال : سمعت أبا هريرة و رأى رجلا يجر إزاره , فجعل يضرب الأرض برجله , و هو أمير على ( البحرين ) و هو يقول : جاء الأمير جاء الأمير ! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره بلفظ : " ... إلى من يجر إزاره بطرا " . ثم أخرجه عن ابن عمر مرفوعا بلفظ : " إن الذي يجر ثيابه من الخيلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة " . " إن الله يؤيد حسان بروح القدس ما نافح أو فاخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 214 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 138 ) و الحاكم ( 3 / 487 ) و أبو يعلى ( 3 / 1129 ) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع لحسان منبرا في المسجد يقوم عليه قائما يفاخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال : ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , و يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي . و في رواية له عن ابن أبي الزناد عن أبيه و هشام بن عروة .... و قدأخرجه أحمد ( 6 / 72 ) عنه عن أبيه عن عروة به .فيبدو أن لعبد الرحمن بن أبي الزناد فيه شيخين : والده أبو الزناد و هشام بن عروة , فكان يرويه تارة عن هذا و تارة عن هذا , و تارة يجمعهما . و الله أعلم , و هو في نفسه ثقة , و قد تكلم فيه بعضهم على تفصيل حققه العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله تعالى في كتاب " التنكيل " فليراجعه من شاء ( 1 / 33 - 34 ) . " إن الله تبارك و تعالى يبتلي عبده بما أعطاه , فمن رضي بما قسم الله عز وجل له بارك الله له فيه و وسعه , و من لم يرض لم يبارك له فيه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 215 :
أخرجه أحمد ( 5 / 24 ) عن # أبي العلاء بن الشخير حدثني أحد بني سليم # - و لا أحسبه إلا قد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و جهالة الصحابي لا تضر . " إن الله يبعث ريحا من اليمن , ألين من الحرير , فلا تدع أحدا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا قبضته " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 215 :
أخرجه مسلم ( 1 / 76 ) و البخاري في " التاريخ " ( 3 / 109 / 1 ) و السراج في " مسنده " ( 5 / 88 - 89 ) و الحاكم ( 4 / 455 ) من طريق صفوان بن سليم عن عبد الله بن سليمان الأغر عن أبيه عن # أبي هريرة # رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد و لم يخرجاه " . و وافقه الذهبي . قلت : فوهما مرتين : استدراكه على مسلم و قد أخرجه . و تصحيحه تصحيحا مطلقا غير مقيد بكونه على شرط مسلم . و لعل هذا الوهم هو منشأ تقصير السيوطي في " الجامع الصغير " في عزوه الحديث للحاكم فقط . و انطلى ذلك على المناوي فلم يستدرك عليه خلافا لغالب عادته , و الغريب أنه قد عزاه في " الجامع الكبير " ( 1 / 156 / 2 ) لمسلم أيضا ! فأصاب . " الدال على الخير كفاعله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 216 :
ورد من حديث # أبي مسعود البدري و عبد الله بن مسعود و سهل بن سعد و بريدة بن الحصيب و أنس بن مالك و عبد الله بن عباس و عبد الله بن عمر # . 1 - أما حديث أبي مسعود فيرويه الأعمش عن أبي عمرو الشيباني : سعيد بن إياس الأنصاري عنه مرفوعا به . أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 484 ) و أحمد ( 5 / 274 ) و الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 16 - 17 ) و ابن حبان في " صحيحه " ( 867 و 868 ) و ابن عبد البر في " الجامع " ( 1 / 16 ) من طرق عن الأعمش به . و اللفظ للخرائطي , و لفظ ابن حبان : " أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فسأله , فقال : ما عندي ما أعطيك , و لكن ائت فلانا , فأتاه الرجل , فأعطاه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من دل على خير فله مثل أجر فاعله " . و لفظ الطحاوي مثله إلا أنه قال : " الدال على الخير له كأجر فاعله " . قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجه مسلم ( 6 / 41 ) باللفظ الثاني و هو رواية لأحمد ( 4 / 120 ) و أبي داود ( 5129 ) و الترمذي ( 2 / 112 ) و قال : " حسن صحيح " . و خالفهم أبان بن تغلب فقال : عن الأعمش عن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن مسعود قال : فذكره . أخرجه الخرائطي ( ص 16 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 266 ) . قلت : و أبان بن تغلب ثقة احتج به مسلم , لكن رواية الجماعة أصح <1> . على أنه قد روي من طريق أخرى عن ابن مسعود و هو الآتي : 2 - و أما حديث ابن مسعود , فيرويه عيسى بن المختار عن ابن أبي ليلى عن فضيل بن عمرو عن أبي وائل عنه مرفوعا بلفظ الترجمة . أخرجه البزار ( رقم - 154 ) و قال : " لا نعلمه مرفوعا عن عبد الله إلا بهذا الإسناد " . قلت : و هو ضعيف لسوء حفظ ابن أبي ليلى . 3 - و أما حديث سهل فيرويه العائشي حدثنا عمران بن يزيد القرشي عن أبي حازم عنه به . أخرجه الطحاوي حدثنا محمد بن علي بن داود حدثنا العائشي به . قلت : و رجاله ثقات كلهم لكنه منقطع بين القرشي و أبي حازم , فإن روايته إنما هي عن أتباع التابعين , فلعل الواسطة بينهما سقطت من الطابع أو الناسخ . 4 - و أما حديث بريدة فيرويه أبو حنيفة في " مسنده " ( ص 160 بشرح القاري ) عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه مرفوعا به . و من طريق أبي حنيفة أخرجه أحمد ( 5 / 357 ) و لكنه لم يسمه عمدا كما قال ابنه عبد الله . قال : كذا قال أبي لم يسمه على عمد , و حدثناه غيره فسماه , يعني أبا حنيفة . و إليه أشار الهيثمي بقوله في " المجمع " ( 1 / 166 ) : " و فيه ضعيف و مع ضعفه لم يسم " . قلت : و رواه سليمان الشاذكوني حدثنا ابن يمان عن سفيان عن علقمة به , و زاد : " و الله يحب إغاثة اللهفان " . أخرجه تمام في " الفوائد " ( 227 / 2 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 162 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 333 - 334 ) و قال ابن عدي : " لا أعرفه إلا عن الشاذكوني , و هو حافظ ماجن عندي , ممن يسرق الحديث " . قلت : كذبه ابن معين و غيره , و رماه غير واحد بوضع الحديث , و من الغريب أن أبا نعيم لم يذكر في ترجمته جرحا و لا تعديلا ! فكأنه خفي عليه حاله . هذا , و لقد أبعد الشيخ البنا في شرحه على " الفتح الرباني " ( 19 / 72 ) , فإنه قال عقب قول الهيثمي المتقدم : " قلت : أبو حنيفة المسمى في السند , قال الحافظ في " التقريب " : أبو حنيفة الكوفي والد عبد الأكرم مجهول أهـ " . قلت : و هذا خطأ مزدوج : الأول : أنه ليس هو هذا و إنما هو الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت المشهور و هو ليس مجهولا بل هو معروف بالصدق , و لكنه ضعيف الحفظ كما كنت حققته في المجلد الأول من " الضعيفة " , و إن لم يرق ذلك لمتعصبة الحنفية , و غيرهم من ذوي الأهواء ! و لذلك لم يسمه شيخ الإمام أحمد إسحاق بن يوسف , و عمدا فعل ذلك كما تقدم عن أحمد . و الآخر : أنه وهم على الحافظ , فإن تمام كلامه في " التقريب " : " من الثالثة " . أي أنه من الطبقة الوسطى من التابعين الذين لهم رواية عن بعض الصحابة , و أبو حنيفة الإمام ليس كذلك , فإن الحافظ ذكر في ترجمته أنه من الطبقة السادسة - أي من صغار التابعين الذين لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة . و أبو حنيفة الراوي هنا بينه و بين صحابي الحديث راويان : علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة , فكيف يعقل أن يكون هو والد عبد الأكرم الذي يروي عن بعض الصحابة ? ! و هذا يقال إذا ما وقفنا في ذلك عند كتاب " التقريب " فقط , و أما إذا رجعنا إلى " التهذيب " فستزداد يقينا في خطأ الشيخ المزدوج حين نجده يقول في ترجمة الأول : " روى عن سليمان بن هود , و عنه ابنه " . و ذكر في ترجمة الإمام أنه روى عن جمع منهم علقمة بن مرثد ! 5 - و أما حديث أنس فيرويه شبيب بن بشر عنه قال : " أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يستحمله , فلم يجد عنده ما يتحمله , فدله على آخر فحمله , فأتى النبي صلى الله عليه وسلم , فأخبره فقال ... " فذكره بلفظ الترجمة بزيادة : " إن الدال ... " . أخرجه الترمذي و قال : " حديث غريب من هذا الوجه من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم " . قلت : و إسناده حسن , رجاله موثوقون , و السبب الذي فيه هو عند مسلم و غيره من حديث أبي مسعود المتقدم , فهو شاهد قوي له . و قد تابعه على حديث الترجمة زياد ابن ميمون الثقفي عنه مرفوعا به و زاد : " و الله يحب إغاثة اللهفان " . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 1063 ) و ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " ( ص 78 ) و ابن عبد البر في " الجامع " دون الزيادة . قلت : و زياد هذا متروك , و كذبه يزيد بن هارون . و أخرجه البزار في " مسنده " ( رقم - 1951 ) لكن وقع فيه : زياد النميري , و كذا قال المنذري ( 1 / 72 ) بعد أن عزاه إليه : " فيه زياد بن عبد الله النميري و قد وثق , و له شواهد " . كذا قال و النميري أحسن حالا من الثقفي و الله أعلم . و هذه الزيادة رويت من طريق أبي العباس محمد بن يونس السامي حدثنا أزهر بن سعد حدثنا ابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا . أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 15 / 72 / 2 ) . قلت : و السامي هذا هو الكديمي متهم بالوضع . 6 - و أما حديث ابن عباس فيرويه طلحة بن عمرو عن عطاء عنه رفعه و زاد : " و الله يحب إغاثة اللهفان " . أخرجه أبو القاسم القشيري في " الأربعين " ( 157 / 2 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 449 / 2 ) . قلت : و طلحة متروك . 7 - و أما حديث ابن عمر فيرويه سفيان بن وكيع حدثنا زيد بن الحباب عن موسى بن عبيدة عن طلحة بن عبيد الله بن كرز عنه مرفوعا به . أخرجه ابن عدي ( 183 / 2 ) و أعله بأن غير سفيان أرسله لم يذكر فيه ابن عمر . قلت : و هو ضعيف كان يتلقن , و موسى ضعيف أيضا . و جملة القول : أن حديث الترجمة صحيح بلا ريب , بخلاف الزيادة . و الله أعلم .
----------------------------------------------------------- [1] ثم رأيت ابن عدي في " الكامل " ( 93 / 1 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 7 / 383 ) قد نصا على أن رواية أبان خطأ و أن الخطأ ممن دونه . و الله أعلم . اهـ . " إن الله عز وجل يخرج قوما من النار بعدما لا يبقى منهم فيها إلا الوجوه , فيدخلهم الله الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 221 :
أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 100 / 1 ) من طريق عطية عن # أبي سعيد # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف , عطية و هو العوفي ضعيف مدلس . لكن الحديث في " صحيح البخاري " ( 4 / 463 - 464 ) من طريق أخرى عن أبي سعيد مرفوعا , فذكر حديث الشفاعة بطوله , و فيه : " فيقول الله تعالى : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه , و يحرم الله صورهم على النار ... " . و الصور هنا الوجوه , فهو شاهد قوي للحديث و لذلك أوردته هنا في " الصحيحة " . " إن الله يقول : إن عبدا أصححت له جسمه , و وسعت عليه في المعيشة , تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 22 :
ورد من حديث # أبي سعيد و أبي هريرة # . 1 - أما حديث أبي سعيد فيرويه العلاء بن المسيب عن أبيه عنه مرفوعا به . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 1 / 289 - 290 ) و ابن حبان ( 960 ) و أبو بكر الأنباري في " الأمالي " ( 10 / 2 ) و ابن مخلد العطار في " المنتقى من أحاديثه " ( 2 / 85 / 2 ) و القاضي الشريف أبو الحسين في " المشيخة " ( 1 / 178 / 1 ) و البيهقي في " السنن " ( 5 / 262 ) و الخطيب في " التاريخ : ( 8 / 318 ) كلهم من طريق خلف بن خليفة عن العلاء به . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم إلا أن خلفا هذا كان اختلط , لكنه قد توبع . فقال الخطيب عقبه : " رواه سفيان الثوري عن العلاء مثل رواية خلف بن خليفة " . قلت : وصله عبد الرزاق عن سفيان به . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 110 / 1 ) و كذا الدبري في " حديثه " عن عبد الرزاق ( 173 / 2 - 174 / 1 ) إلا أنه قال : " عن أبيه أو عن رجل عن أبي سعيد " . و قال الطبراني : " لم يرفعه عن سفيان إلا عبد الرزاق " . قلت : و هو ثقة حجة ما لم يخالف . و خالفهما محمد بن فضيل فقال : عن العلاء بن المسيب عن يونس بن خباب عن أبي سعيد به . أخرجه أبو بكر الأنباري و الخطيب البغدادي و علقه البيهقي . قلت : و محمد بن فضيل بن غزوان ثقة محتج به في " الصحيحين " , فروايته أصح من رواية خلف بن خليفة , لكن متابعة الثوري لخلف مما يقوي روايته و يرجحها على رواية ابن فضيل , و بذلك يصير الإسناد صحيحا , لكن لعل الأولى أن يقال بصحة الروايتين , و أن للعلاء فيه إسنادين عن أبي سعيد , فكان تارة يرويه عن أبيه عنه , و تارة عن يونس بن خباب عنه . فروى عنه كل من خلف و الثوري و ابن فضيل ما سمع . و الله أعلم . 2 - و أما حديث أبي هريرة , فله عنه طريقان : الأولى : عن صدقة بن يزيد الخراساني قال : حدثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عنه مرفوعا به . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 188 ) و ابن عدي ( 201 / 2 ) و البيهقي أيضا و الواحدي في " الوسيط " ( 1 / 125 / 2 ) و ابن عساكر ( 8 / 142 / 2 ) من طريق الوليد بن مسلم حدثنا صدقة بن يزيد به . و قال العقيلي : " و فيه رواية عن أبي سعيد الخدري , فيها لين أيضا " . و قال ابن عدي : " و هذا عن العلاء منكر كما قاله البخاري , و لا أعلم يرويه عن العلاء غير صدقة , و إنما يروي هذا خلف بن خليفة - و هو مشهور به و روى عن الثوري أيضا - عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم , فلعل صدقة هذا سمع بذكر العلاء فظن أنه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة , و كان هذا الطريق أسهل عليه و إنما هو العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي سعيد " . قلت : و صدقة هذا ضعفه جمع , فهو بمثل هذا النقد حري , لكن لعل الطريق الآتية تقويه . و الله أعلم . الأخرى : عن قيس بن الربيع عن عباد بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به . أخرجه الخطيب في " الموضح " ( 1 / 152 ) . قلت : و عباد اسمه عبد الله بن أبي صالح لين الحديث كما في " التقريب " و مثله قيس بن الربيع , و ضعفهما من قبل حفظهما , فمثلهما يستشهد بحديثه . و جملة القول : إن الحديث صحيح قطعا بمجموع هذه الطرق . و الله أعلم . ( فائدة ) قال المنذري في " الترغيب " ( 2 / 134 ) : " رواه ابن حبان في " صحيحه " و البيهقي و قال : قال علي بن المنذر أخبرني بعض أصحابنا قال : كان حسن بن حي يعجبه هذا الحديث , و به يأخذ , و يحب للرجل الموسر الصحيح أن لا يترك الحج خمس سنين " . " إن الله تعالى يقول : أنا عند ظن عبدي بي إن خيرا فخير و إن شرا فشر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 224 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم 8115 بترقيمي ) و من طريقه أبو نعيم في " الحلية " ( 9 / 306 ) عن عمرو بن واقد عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال : " دخلنا على يزيد بن الأسود فدخل عليه # واثلة # , فلما نظر إليه مد يده , فأخذ بيده فمسح بها وجهه و صدره لأنه بايع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال له : يا يزيد كيف ظنك بربك ? قال : حسن , قال : أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " فذكره . و قال الطبراني : " لم يروه عن يونس إلا عمرو " . قلت : و هو متروك كما في " التقريب " . لكن قد جاء من طريق أخرى قوية , أخرجه الطبراني أيضا رقم ( 396 ) و ابن حبان ( 716 ) من طريق محمد بن المهاجر عن يزيد ابن عبيدة عن حيان أبي النضر قال : " خرجت عائدا ليزيد بن الأسود , فلقيت واثلة ابن الأسقع و هو يريد عيادته , فدخلنا عليه ... " فذكره بلفظ : " إن ظن بي خيرا فله , و إن ظن شرا فله " . و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات مترجمون في " التهذيب " غير حيان أبي النضر و قد وثقه ابن معين , و قال ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 245 ) عن أبيه : " صالح " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 3 / 48 ) . و محمد بن المهاجر هو الأنصاري الشامي الثقة و ليس محمد بن مهاجر القرشي الكوفي الضعيف . و الحديث أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 909 ) و عنه الدارمي ( 2 / 305 ) و أحمد ( 3 / 491 و 4 / 106 ) و ابن حبان أيضا ( 717 - 718 و 2393 و 2468 ) و الدولابي في " الكنى " ( 2 / 137 - 138 ) و الحاكم ( 4 / 240 ) من طريق هشام ابن الغاز عن حيان أبي النضر به إلا أنه قال : " فليظن بي ما شاء " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي في " تلخيصه " , لكن وقع فيه " صحيح ( م ) " , و هو خطأ من الناسخ أو الطابع . و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا به مثل لفظ ابن المهاجر . أخرجه أحمد ( 2 / 391 ) و ابن حبان ( 2394 ) , و سنده صحيح . " إن المعونة تأتي من الله على قدر المؤنة , و إن الصبر يأتي من الله على قدر البلاء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 225 :
روي من حديث # أبي هريرة و أنس بن مالك # . 1 - أما حديث أبي هريرة , فله عنه طرق : الأولى : عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة . أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 156 زوائد ابن حجر ) و الفاكهي في " حديثه " ( 1 / 20 / 1 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 206 / 1 ) عن طارق - زاد البزار و الفاكهي : و عباد بن كثير - عن أبي الزناد به , و قال البزار : " لا نعلمه عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد " . كذا قال , و يرده ما يأتي . و قال ابن عدي : " طارق بن عمار يعرف بهذا الحديث , قال البخاري : لا يتابع عليه " . قلت : كذا قال الإمام البخاري , و فيه نظر , فقد قال بقية : حدثني معاوية بن يحيى عن أبي الزناد به . أخرجه ابن شاهين في " الترغيب و الترهيب " ( 297 / 2 ) و ابن عدي أيضا ( 335 / 2 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 83 / 2 ) , و قال ابن عدي : " معاوية بن يحيى الأطرابلسي بعض رواياته مما لا يتابع عليه " . قلت : و هذا تضعيف لين , و مثله قول الحافظ في " التقريب " : " صدوق له أوهام , و غلط من خلطه بالذي قبله " . ( يعني معاوية بن يحيى الصدفي ) . فقد قال ابن معين و أبو حاتم و غيرهما : " الأطرابلسي أقوى من الصدفي , و عكس الدارقطني " . قلت : فمثله حسن الحديث عند المتابعة على الأقل , و قد تابعه طارق بن عمار كما تقدم . و قد قال المنذري فيه ( 3 / 81 ) : " فيه كلام قريب , و لم يترك " . قلت : فمثله يستشهد به , فالحديث عندي حسن بمجموع الروايتين . و له متابع ثالث , فقد ذكر ابن عدي في ترجمة محمد بن عبد الله , و يقال : ابن الحسن ( 307 / 2 ) أنه رواه عن أبي الزناد به . قلت : و محمد هذا هو ابن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب الملقب بالنفس الزكية , و هو ثقة كما قال النسائي و غيره . و قول البخاري في حديثه : " لا يتابع عليه " لا يضره , بعد ثبوت عدالته عند من وثقه كما لا يخفى على أهل المعرفة بهذا العلم الشريف . فالحديث بهذه المتابعة صحيح . و ثمة متابعة رابعة و لكنها مما لا يفرح به , و هي متابعة عباد بن كثير المتقدمة و المقرونة مع طارق عند البزار . و قد أخرجها الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " ( ص 102 - زوائده ) و الديلمي ( 1 / 2 / 246 - 247 ) من طريق ابن لال معلقا عن عبد الرحمن ابن واقد حدثنا وهب بن وهب حدثنا عباد بن كثير به . و عباد بن كثير و هو الثقفي البصري متروك , فلا يستشهد به . و سند الديلمي إليه ساقط هالك , لكن إسناد البزار إليه قوي . الطريق الأخرى : عن يزيد بن صالح أخبرنا خارجة عن عباد بن كثير عن أبي الزناد عن أبي صالح عن أبي هريرة به . أخرجه ابن عساكر ( 5 / 205 / 2 ) . و عباد بن كثير متروك كما تقدم , و من دونهما لم أعرفهما الآن . 2 - و أما حديث أنس فيرويه داود بن المحبر قال : أخبرنا العباس بن رزين السلمي عن { خلاس } بن يحيى التميمي عن ثابت البناني عنه مرفوعا . أخرجه أبو جعفر البختري في " ستة مجالس من الأمالي " ( ق 114 / 2 ) . قلت : و داود بن المحبر متهم بالوضع فلا يستشهد به . ثم رأيت ابن أبي حاتم قد أعل حديث الأطرابلسي بعلة غريبة فقال ( 2 / 126 ) : " قال أبي : هذا حديث منكر يحتمل أن يكون بين معاوية و أبي الزناد عباد بن كثير و هو عندي الأطرابلسي " . قلت : و هذا احتمال مردود يمكن ادعاؤه في كل الروايات الثابتة عن الثقات , فمثله لا يقبل إلا بحجة , و هو لم يذكرها . نعم ذكرها في مكان آخر فلما وقفت عليها تبين ضعفها , و تأكد رد الاحتمال , فقال ( 2 / 133 ) عن أبيه : " كنت معجبا بهذا الحديث حتى ظهرت لي عورته , فإذا هو معاوية عن عباد بن كثير عن أبي الزناد . قال أبو زرعة : الصحيح ما رواه الدراوردي عن عباد بن كثير عن أبي الزناد . فبين معاوية بن يحيى و أبي الزناد عباد بن كثير , و عباد ليس بالقوي " . قلت : لا يلزم من رواية الدراوردي إياه عن عباد أن تكون رواية غيره عن أبي الزناد من طريقه عنه , ألست ترى أنه قد رواه مع معاوية طارق بن عمار و محمد بن عبد الله بن الحسن ثلاثتهم عن أبي الزناد به . فادعاء أن بين هؤلاء الثلاثة و بين شيخهم أبي الزناد - عباد المتروك دعوى باطلة مردودة لا يخفى فسادها . و إني لأعجب من هذا الإمام كيف ذهب إليها ! ( المؤنة ) و يقال : ( المؤونة ) : القوت , و الجمع ( مؤن ) و ( مؤونات ) كما في " المعجم الوسيط " . " إن الله عز وجل ينشئ السحاب فينطق أحسن النطق , و يضحك أحسن الضحك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 228 :
أخرجه أحمد ( 5 / 435 ) و العقيلي ( ص 10 ) و ابن منده في " المعرفة ( 2 / 279 / 1 ) و الرامهرمزي في " الأمثال " ( ص 154 - هند ) و البيهقي في " الأسماء " ( ص 475 ) و الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 90 / 1 - 2 ) من طرق عن إبراهيم ابن سعد أخبرني أبي قال : " كنت جالسا إلى جنب حميد بن عبد الرحمن في المسجد , فمر شيخ جميل من بني غفار , و في أذنيه صمم أو قال : وقر , فأرسل إلى حميد , فلما أقبل , قال : يا ابن أخي أوسع له فيما بيني و بينك , فإنه قد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فجاء حتى جلس فيما بيني و بينه , فقال له حميد : هذا الحديث الذي حدثتني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ? فقال الشيخ : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين , و جهالة الصحابي لا تضر . و قد سماه بعض الضعفاء أبا هريرة ! أخرجه العقيلي و الرامهرمزي في " الأمثال " من طريق عمرو بن الحصين قال : حدثنا أمية بن سعد الأموي قال : أخبرنا صفوان بن سليم عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة مرفوعا به و زاد : " و ضحكه البرق , و منطقه الرعد " . ساقه العقيلي في ترجمة أمية هذا و قال فيه : " مجهول في حديثه وهم و لعله أتي من عمرو بن الحصين " . قلت : و إعلاله به أولى فإنه كذاب , فالاعتماد على الطريق الأولى . " إن الله يوصيكم بأمهاتكم , ثم يوصيكم بآبائكم , ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 229 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 60 ) و ابن ماجة ( 3661 ) و الحاكم ( 4 / 151 ) و أحمد ( 4 / 131 و 132 ) من طريق بقية و إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن # المقدام بن معدي كرب الكندي # عن النبي صلى الله عليه وسلم . و قال الحاكم : " إسماعيل بن عياش أحد أئمة أهل الشام , و إنما نقم عليه سوء الحفظ فقط " . قلت : التحقيق , أن النقمة المذكورة إنما هي في روايته عن غير الشاميين و أما روايته عنهم فهي صحيحة كما صرح بذلك جمع من الأئمة كالبخاري و غيره . و لذلك فهذا الإسناد صحيح , لأن شيخه بحير بن سعيد شامي . فما في حاشية ابن ماجة نقلا عن " الزوائد " : " في إسناده إسماعيل و روايته عن الحجازيين ضعيفة كما هنا " . قلت : فهذا خطأ , و لا أدري ممن هو , فإن نسختنا المصورة من " الزوائد " ليس فيها ( ق 244 / 2 ) هذا الكلام , و إنما فيها عزو الحديث للمسند و البيهقي , فلعل ذلك وقع في بعض النسخ منه . ثم إنه خطأ في نفسه , فلعل القائل تحرف عليه اسم " بحير " , فظنه " يحيى " , و يحيى بن سعيد مدني . و الله أعلم . " القتيل في سبيل الله شهيد و الطعين في سبيل الله شهيد و الغريق في سبيل الله شهيد و الخار عن دابته في سبيل الله شهيد و المجنوب في سبيل الله شهيد . قال محمد ( يعني ابن إسحاق ) : المجنوب : صاحب الجنب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 230 :
أخرجه أحمد ( 2 / 441 - 442 ) من طريق محمد يعني ابن إسحاق عن أبي مالك بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن # أبي هريرة # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما تعدون الشهيد ? " قالوا : الذي يقاتل في سبيل الله حتى يقتل . قال : " إن الشهيد في أمتي إذا لقليل . القتيل في سبيل الله شهيد ... " الحديث . قلت : و إسناده حسن , رجاله كلهم ثقات لولا أن ابن إسحاق مدلس , و قد عنعنه . لكن الحديث صحيح , فإن له شواهد كثيرة إلا في ( الخار ) , فإن له شاهدا من حديث أبي مالك الأشعري مخرج في " أحكام الجنائز " ( ص 37 ) . و إنما خرجت هذا هنا لأن السيوطي اقتصر في رسالته " أبواب السعادة " ( رقم 58 - مصر ( في عزوه على البيهقي , و لم يعزه محققه الأستاذ نجم عبد الرحمن خلف لأحمد , و هو على شرط الهيثمي , و لم يورده في أبواب " الجهاد " و لا " الجنائز " . و يشهد له حديث عقبة بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صرع عن دابته فهو شهيد " . أخرجه أبو يعلى ( 2 / 486 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 17 / 323 / 892 ) و اللفظ له و لفظ أبي يعلى : " ... في سبيل الله فمات فهو شهيد " . و إسناد الطبراني صحيح , و كذلك إسناد أبي يعلى لولا أنه وقع فيه : " عبد الله ابن وهب عن عمرو بن مالك ... " و عمرو هذا لم أعرفه , و الظاهر أنه محرف من " عمرو بن الحارث " كذلك وقع في " الطبراني " و هو من شيوخ ابن وهب المعروفين . و يبدو أنه وقع كذلك في نسخة " أبي يعلى " لدى الهيثمي , فإنه قال ( 5 / 283 ) : " رواه أبو يعلى و فيه من لم أعرفه " . ثم ذكره في مكان آخر ( 5 / 301 ) بلفظ الطبراني و قال : " و رجاله ثقات " . " تعلمون المعاد إلى الله , ثم إلى الجنة أو إلى النار , و إقامة لا ظعن فيه , و خلود لا موت في أجساد لا تموت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 231 :
أخرجه الحاكم ( 1 / 83 ) من طريق مسلم بن خالد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن ابن سابط عن عمرو بن ميمون الأودي قال : " قام فينا # معاذ بن جبل # فقال : يا بني أود ! إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم " . فذكره و قال : " صحيح الإسناد , و مسلم بن خالد الزنجي إمام أهل مكة و مفتيهم , إلا أن الشيخين قد نسباه إلى أن الحديث ليس من صنعته " . و أقره الذهبي . و قال الحافظ في " التقريب " : " فقيه , صدوق , كثير الأوهام " . قلت : و لكنه لم يتفرد به , فقد أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 396 ) بنحوه دون الجملة الأخيرة منه و قال : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " بنحوه , و زاد فيه : " في أجساد لا تموت " , و إسناد " الكبير " جيد إلا أن ابن سابط لم يدرك معاذا . قلت : الذي سقط بينهما عمرو بن ميمون الأودي كما رواه الحاكم .. " . ثم ذكر كلام الحاكم المتقدم و أقره . قلت : الحديث له شواهد كثيرة في " الصحيحين " و غيرهما في ذبح الموت في ثورة كبش و فيه : " ثم ينادي المنادي : يا أهل الجنة خلود فلا موت و يا أهل النار خلود فلا موت " . فهو بها صحيح . و الله أعلم . " إن جبريل عليه السلام حين ركض زمزم بعقبه جعلت أم إسماعيل تجمع البطحاء , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : رحم الله هاجرا أم إسماعيل , لو تركتها كانت عينا معينا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 233 :
رواه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " ( 5 / 121 ) و ابن حبان ( 1028 ) و أبو بكر المقريء في " الفوائد " ( 1 / 109 / 1 ) و ابن عساكر ( 19 / 279 / 2 ) عن حجاج الشاعر حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال : سمعت أيوب يحدث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن # أبي بن كعب # عن النبي صلى الله عليه وسلم به . و من هذا الوجه رواه ابن شاهين في " الأفراد " ( 5 / 32 - 33 ) ثم قال : " حديث غريب , تفرد به حجاج بن الشاعر , لا أعلم قال فيه : " عن ابن عباس عن أبي بن كعب " غير حجاج و محمد بن علي بن الوضاح البصري عن وهب بن جرير , و رواه حماد بن زيد و ابن علية عن أيوب عن ابن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس لم يذكر فيه أبي ابن كعب " . قلت : و هذا اختلاف لا يضر لأن غاية ما يمكن أن يؤخذ منه أن الصواب فيه أنه من مسند ابن عباس , و ليس من مسند أبي , و ابن عباس صحابي مشهور و لكنه كان صغيرا قد ناهز الحلم حين وفاته صلى الله عليه وسلم , فإن لم يكن سمعه منه , فقد سمعه من بعض الصحابة عنه , فهو مرسل صحابي و مراسيل الصحابة حجة , و رجال السند كلهم ثقات رجال مسلم فالسند صحيح . ( ركض ) أي ضرب . في " النهاية " : " أصل الركض : الضرب بالرجل و الإصابة بها كما تركض الدابة و تصاب بالرجل " . و الحديث أخرجه البخاري ( رقم 3362 - فتح ) و أحمد ( 1 / 360 ) من طريق أيوب عن عبد الله بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا نحوه . ثم أخرجه البخاري ( 2368 و 3364 ) و أحمد ( 1 / 347 ) من طريق أيوب السختياني و كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة - يزيد أحدهما على الآخر - عن سعيد بن جبير به . و قد تكلم الحافظ على اختلاف الرواة في إسناده مبسطا , و انتهى إلى أنه خلاف لا يضر , فمن شاء الاطلاع عليه فليرجع إلى " فتح الباري " ( 6 / 401 - 402 - السلفية ) . " نهى عن الإقعاء و التورك في الصلاة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 234 :
أخرجه أحمد ( 3 / 233 ) و السراج في " مسنده " ( 4 / 73 / 1 ) عن يحيى بن إسحاق السيلحيني حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن # أنس # مرفوعا . و قال البيهقي : " تفرد به يحيى بن إسحاق السيلحيني عن حماد بن سلمة " . قلت : و هما ثقتان من رجال مسلم , فالإسناد صحيح , لكن قال عبد الله بن أحمد عقب روايته لهذا الحديث في مسند أبيه : " كان أبي قد ترك هذا الحديث " . قلت : لعل سبب الترك أنه قد ثبت كل من الإقعاء و التورك في الصلاة عن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله في موضعين , الإقعاء بين السجدتين , و التورك في التشهد الثاني الذي يليه السلام , كما هو مبين في كتابي " صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم " , لكن الجمع ممكن , بحمل الحديث على الإقعاء و التورك في غير الموضعين المشار إليهما , كما فعل النووي و غيره بحديث : " و كان ينهى عن عقبة الشيطان " فقالوا : المراد به الإقعاء المنهي عنه . مع أنه قد أعل بالانقطاع , و لكنه صحيح لشواهده كما بينته في " صحيح أبي داود " ( 752 ) , و منها حديث الترجمة . و الله سبحانه و تعالى أعلم . " إن الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 235 :
أخرجه أبو داود ( 3114 ) و ابن حبان ( 2575 ) و الحاكم ( 1 / 340 ) و عنه البيهقي ( 3 / 384 ) عن يحيى بن أيوب عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن # أبي سعيد الخدري # : أنه لما حضره الموت دعا بثياب جدد فلبسها ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . " إن الناس يهاجرون إليكم , و لا تهاجرون إليهم , والذي نفس محمد بيده لا يحب رجل الأنصار حتى يلقى الله تبارك و تعالى إلا لقي الله تبارك و تعالى و هو يحبه و لا يبغض رجل الأنصار حتى يلقى الله تبارك و تعالى إلا لقي الله تبارك و تعالى و هو يبغضه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 235 :
أخرجه أحمد ( 3 / 429 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 3356 ) من طريق عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل قال : أنبأنا حمزة بن أبي أسيد و كان أبوه بدريا عن # الحارث بن زياد الساعدي الأنصاري # : أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق و هو يبايع الناس على الهجرة , فقال : يا رسول الله بايع هذا , قال : و من هذا ? قال : ابن عمي حوط بن يزيد أو يزيد بن حوط , قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا أبايعك : إن الناس .... " . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال البخاري , و في ابن الغسيل كلام لا يضره , و قد تابعه على بعضه سعيد بن المنذر بن أبي حميد الساعدي عن حمزة به مرفوعا بلفظ : " من أحب الأنصار أحبه الله يوم يلقه , و من أبغض الأنصار أبغضه الله يوم يلقاه " . أخرجه أحمد ( 4 / 321 ) و الطبراني أيضا ( 3357 ) و ابن حبان ( 2291 ) . و سعيد بن المنذر لم أعرفه . و تقدم بهذا اللفظ من رواية آخرين من الصحابة فراجعه إن شئت برقم ( 991 ) . " إن النهبة لا تحل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 236 :
أخرجه ابن ماجة ( 3938 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 2 / 131 ) و عبد الرزاق ( 18841 ) و ابن حبان ( 1679 ) و الحاكم ( 2 / 134 ) و الطيالسي ( رقم 1195 ) و أحمد ( 5 / 367 ) و الطبراني في " الكبير " ( 1371 - 1380 ) من طرق عن سماك ابن حرب عن # ثعلبة بن الحكم # قال : " أصبنا غنما للعدو , فانتهبناها , فنصبنا قدورنا , فمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقدور , فأمر بها فأكفئت , ثم قال : " فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و سكت عنه الذهبي , و هو كما قال . و خالفهم أسباط بن نصر فقال : عن سماك عن ثعلبة عن ابن عباس فذكره . أخرجه الحاكم . و أسباط بن نصر كثير الخطأ كما قال الحافظ , فلا يحتج به إذا تفرد فكيف إذا خالف . و له شاهد من حديث رجل من الأنصار قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , فأصاب الناس حاجة شديدة و جهد , و أصابوا غنما فانتهبوها , فإن قدورنا لتغلي إذ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي على قوسه , فأكفأ قدورنا بقوسه , ثم جعل يرمل اللحم بالتراب ثم قال : " إن النهبة ليست بأحل من الميتة . أو إن الميتة ليست بأحل من النهبة " . شك هناد . أخرجه أبو داود ( 2705 ) و عنه البيهقي ( 9 / 61 ) من طريق عاصم بن كليب عن أبيه عنه . قلت : و إسناده صحيح . و في الباب عن جمع آخر من الأصحاب , منهم زيد بن خالد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم " نهى عن النهبة و الخلسة " . أخرجه أحمد ( 4 / 117 و 5 / 193 ) من طريق مولى الجهنية عن عبد الرحمن بن زيد بن خالد الجهني عن أبيه . قلت : و هذا إسناد ضعيف , عبد الرحمن بن زيد بن خالد لم أعرفه . و لعله الذي في كنى " التهذيب " : " أبو حرب بن زيد بن خالد الجهني . روى عن أبيه . و عنه بكير ابن عبد الله بن الأشج " . ثم رأيت الحافظ ابن حجر أورده في " التعجيل " لهذا الحديث و قال : " لا يعرف حاله , و لا اسم الراوي عنه " . و منهم جابر بن عبد الله قال : " لما كان يوم خيبر أصاب الناس مجاعة , فأخذوا الحمر الإنسية فذبحوها , و ملؤا منها القدور , فبلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم , قال جابر : فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكفأنا القدور و هي تغلي , فحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الحمر الإنسية و لحوم البغال و كل ذي ناب من السباع و كل ذي مخلب من الطيور و حرم المجثمة و الخلسة و النهبة " . أخرجه أحمد ( 3 / 323 ) من طريق عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عنه . قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم , لكن عكرمة بن عمار صدوق يغلط , و في روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب , و لم يكن له كتاب كما في " التقريب " . ثم أخرجه أحمد ( 3 / 335 ) من طريق ابن لهيعة حدثنا أبو الزبير عن جابر مرفوعا مختصرا بلفظ : " نهى عن النهبة " . و ابن لهيعة سيء الحفظ , لكن تابعه ابن جريج قال : قال أبو الزبير بلفظ : " من انتهب نهبة مشهورة فليس منا " . أخرجه أحمد ( 3 / 380 ) و ابن ماجة ( 3935 ) و الطحاوي ( 2 / 130 - 131 ) و تابعه زهير بن معاوية حدثنا أبو الزبير به . فالعلة عنعنة أبي الزبير . ( تنبيه ) الخلسة بالضم ما يؤخذ سلبا و مكابرة كما في " النهاية " . و هكذا هو في حديث زيد بن خالد المتقدم من رواية أحمد في الموضعين المشار إليهما من " مسنده " . و وقع في " الجامع الصغير " : ( الخليسة ) على وزن فعيلة بمعنى مفعولة , و هي ما يستخلص من السبع فيموت قبل أن يذكى . و قد رويت هذه اللفظة في حديث وهب بن خالد الحمصي حدثتني أم حبيبة بنت العرباض قالت : حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم يوم خيبر كل ذي مخلب من الطير و لحوم الحمر الأهلية و الخليسة و المجثمة و أن توطأ السبايا حتى يضعن ما في بطونهن . أخرجه أحمد ( 4 / 127 ) و الترمذي ( 1 / 279 ) و الحاكم ( 2 / 135 ) و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . قلت : أم حبيبة هذه مجهولة كما أشار إلى ذلك الذهبي نفسه بقوله في " الميزان " : " تفرد عنها وهب أبو خالد " . و وقعت هذه اللفظة في " المستدرك " بلفظ : " الخلسة " . و جملة القول : إن الحديث بلفظ " الخليسة " لم يثبت عندي , و لفظ " الخلسة " جاء ذكره في حديث زيد بن خالد و جابر بن عبد الله في " المسند " و العرباض في " المستدرك " فهو صحيح إن شاء الله تعالى . ( تنبيه آخر ) عزا صاحبنا الشيخ حمدي السلفي في تعليقه على " كبير الطبراني " ( 3 / 76 ) حديث الترجمة للإمام أحمد في " المسند " ( 4 / 194 ) . و إنما روى الإمام في هذا الموضع حديث أبي ثعلبة الخشني قصة الحمر الإنسية و ذبحهم إياها .. نحو حديث جابر المتقدم و فيه قصة أخرى في أكلهم البصل و الثوم , و ذهابهم إلى المسجد , و قوله صلى الله عليه وسلم : " من أكل هذه البقلة الخبيثة فلا يقربنا " و قال : " لا تحل النهبة و لا يحل كل ذي ناب من السباع و لا تحل المجثمة " . و فيه عنعنة بقية . " إن الهجرة لا تنقطع ما كان الجهاد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 239 :
أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 3 / 257 ) و أحمد ( 4 / 62 و 5 / 375 ) من طريق # جنادة بن أبي أمية # أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعضهم لبعض : إن الهجرة قد انقطعت , فاختلفوا في ذلك , قال : فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله إن أناسا يقولون : إن الهجرة قد انقطعت . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال الطحاوي : " ما دام الجهاد " . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير جنادة بن أبي أمية الأزدي و لكنه صحابي كما بينه الحافظ في " الإصابة " , و صحح هذا الحديث . و للحديث شاهدان بلفظ : " لا تنقطع الهجرة ما جوهد العدو " . الأول : أخرجه الطحاوي ( 3 / 258 ) و أحمد ( 5 / 270 ) و الخطيب في " الموضح " ( 2 / 33 ) من طريق عطاء الخراساني حدثني ابن محيريز عن عبد الله بن السعدي رجل من بني مالك بن حنبل مرفوعا به . و سنده لا بأس به في الشواهد , رجاله ثقات إلا أن الخراساني صدوق يهم كثيرا , لكن تابعه بسر بن عبيد الله عن عبد الله بن محيريز به . أخرجه ابن حبان ( 1579 ) و البزار ( 1748 ) إلا أنه قال : عن ابن السعدي عن محمد بن حبيب المصري مرفوعا و قال : " لا نعلم روى محمد إلا هذا " . قلت : ذكره في هذا الإسناد شاذ كما يدل عليه رواية ابن حبان و أحمد المتقدمتين و غيرهما مما يأتي , و قد أشار إلى هذا البغوي كما نقله عنه العسقلاني في ترجمة محمد هذا في " الإصابة " فراجعه إن شئت . و الآخر : أخرجه أحمد أيضا ( 5 / 363 ) من طريق رجاء بن حيوة عن أبيه عن الرسول الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الهجرة فقال : فذكره . و رجاله ثقات غير حيوة والد رجاء فلم أعرفه . ثم وجدت للشاهد الأول طريقا أخرى عند أحمد أيضا ( 1 / 192 ) من طريق شريح بن عبيد يرده إلى مالك بن يخامر عن ابن السعدي به . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات . و أخرجه الطحاوي من طريقين آخرين عن ابن السعدي به . و في الباب عن عبد الرحمن بن عوف و ثوبان عند البزار و غيره .
| |
|