الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: تفصيل بعض الحقوق والآداب في العشرة بين الأزواج الاحاديث النبوية في الحقوق بين الزوجين الأحد مارس 03, 2013 4:32 pm | |
| فتاوى الازهر الشريف وعلماء المملكة العربية السعودية فيما يخص العلاقات بين الزوجين : 1- زوجتي كثيرة الجحد لما أقدمه لها، فدائماً تقول: لم نر منك خيراً. وأنا لا آلو جهداً في تحقيق الطلبات، وإن كانت طلباتهم الباقية كمالية، فماذا أصنع معها، فقد أتعبتني وأكثرت اللوم علي؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفة النساء "أنهن يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط". وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهن بذلك أكثر أهل النار، فعليك نصحها وتخويفها من النار، وتذكيرها بإحسانك إليها، ومسارعتك في تلبية طلباتها الكمالية، فضلاً عن الضرورية، وتحذيرها من كفران العشير، وجحد المعروف، ومتى أصرت على الجحد وإنكار الخير فلا يهمك ذلك منها، حيث أديت الواجب وزيادة.
2- زوجي ينقل كلامي لأهله ثم يأتي إلي بكلامهم، فيترتب على ذلك مشاكل كثيرة، ولقد طلبت منه كثيراً ترك ذلك لكنه لم يمتثل، فكيف أصنع؟
هذا الفعل يسمى نميمة، وهي نقل الكلام على وجه التحريش والإفساد ويسمى أيضاً العضة وفيه قوله صلى الله عليه وسلم (ألا أنبئكم ما العضة هي النميمة القالة بين الناس) وأما الوعيد فقد قال تعالى (هماز مشاء بنميم)(القلم:11) هذا في وصف بعض أهل النار وقال تعالى: (ويل لكل همزة لمزة)(الهمزة:1) وهو النمام وقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة نمام). وفي الأثر (إن النمام يفسد في الساعة ما لا يفسد الساحر في السنة). وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم (أن النمام يعذب في قبره) ولا شك أن التحريم يكون أشد إذا كان بين الرجل وزوجته وأقاربه، فعليه الخوف من الله تعالى والمراقبة له، والبعد عن الأسباب التي توقعه في العذاب العاجل والآجل، وعليه أن يجتنب الكذب والغيبة والنميمة، والبهتان والتحريش بين الناس، وأن يعدل إلى الصدق وصيانة الأعراض، والخوف من الله ومراقبته، فهو شديد العقاب، والله أعلم.
3- زوجي رجل كريم، لكن كرمه زاد عن حده، فوصل إلىدرجة الإسراف، فإذا ناقشته في ذلك قال: ما أحد رائح إلا بكفنه، رغم اننا نسكن في بيت أجار، فهل له الحق في هذا التبذير،
وكيف أتعامل معه، حيث لم ينفع معه النصح؟
لا يجوز هذا العمل، فإنه سفه وإفساد للمال المحترم في غير شيء ضروري، فالمال لا يحصل لكل أحد، ولا يحصل إلا بعد تعب، والإنسان عليه أن يقتصد في النفقة، ويبعد عن الإسراف، لقوله تعالى (ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) وقد نهى الله تعالى عن التبذير الذي هو إخراج المال فيما ليس بضروري، فقال تعالى (ولا تبذر تبذيراً إن المبذرين كانوا اخوان الشياطين) فالله لا يحب المسرفين، والمبذرون إخوان الشياطين والإنسان يحفظ ماله لحاجته ويحرص على تأمين سكنه، ولو كان لا يروح إلا بكفنه فهو منهي عن الإفساد في المطعم والمشرب، والملبس والمركب، وسائر النفقات الزائدة عن قدر الحاجة، والله أعلم.
4- أنا امرأة متزوجة، وأعيش مع زوجي حياة مستقرة، غير أن أخوات زوجي يخلقن لي المشاكل، فكل ما يزرنني يخلقن لي مشاكل، فإن أبيت استقبالهن غضب زوجي وإن استقبلتهن
فتحن لي باب المشاكل، فماذا أفعل؟ أرشدوني وجزاكم الله خيراً ؟
أرى أن تتحملي هذه المشاكل، وأن تكثري من نصحهن وتخويفهن، ووعظهن عن خلق هذه المشاكل، وتخبري زوجك بفعلهن وما يحصل بسببهن لعله يقوم بالنصح والتحذير لهن، رجاء أن يرتدعن عن هذه المشاكل، مع الصبر والتصبر، فهو خير من التقاطع، والمنع من الزيارة
للأقارب، والله أعلم.
5- أنا موظف متوسط الدخل، وزوجتي مصابة بحب المظاهر، وتقليد الآخرين، وهذا يكلفني كثيراً، فظروفي المادية لا تسمح بذلك، فإذا دخلت معها في نقاش حصلت مشاكل كثيرة، فماذا أصنع معها؟
أنصحك بالاقتصاد، والاقتصار على الأشياء الضرورية، وعدم التمادي مع الزوجة في الأشياء التي لا حاجة إليها، وعليك إقناعها بأن الإسراف إفساد للمال، وتعريض لكم إلى الاستدانة ، وشدة الحاجة، فالله تعالى لا يحب المسرفين، والمبذرون هم إخوان الشياطين، وقد قال تعالى: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً، وارزقوهم فيها واكسوهم، وقولوا لهم قولا معروفاً)(النساء:5) فعليك بنصحها وإقناعها، والقناعة كنز لا يفنى. (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)(الذاريات:58).
6- زوجي كثير اللعن، كثير الوقوع في أعراض الناس، رغم أنه من المحافظين على الصلاة، بل والنوافل، لكن به ذلك العيب، ولقد نصحته ولم يمتثل، فما توجيه فضيلتكم لي؟
عليك أن تكرري النصح له والتخويف من العذاب، فقد جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) أي لأن الإيمان الكامل يمنع صاحبه من إطلاق لسانه في الطعن والعيب واللعن والشتم والكلام المنكر لأن عاقبته وخيمه وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم (إن اللعانين لا يكونون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة) وورد في الحديث أن اللعنة تذهب إلى الملعون، فإن كان يستحقها وإلا رجعت إلى قائلها وهكذا الوقوع في أعراض الناس، فإن إثمه كبير، فعليه التوبة، وأن يملك عليه لسانه، حتى لا يحبط أعماله والله أعلم.
7- أنا رجل متزوج ولله الحمد، ولي أولاد، وامرأتي امرأة طيبة، ومشكلتي يا فضيلة الشيخ أني أتصنت على زوجتي فإذا اخفضت صوتها وهي تتحدث في الهاتف أسأت الظن فيها وحاولت أن اتصنت لأعرف ما تقول، ومع من تتحدث، فهل أنا محق في هذا العمل، فكيف أقضي على الشكوك التي تساورني بين الفينة، والفينة رغم أني لا دليل عندي على هذه الشكوك أرشدوني وفقكم الله؟
عليك بحسن الظن، حيث إنها امرأة طيبة، لا تعاب في دينها وأمانتها، فننصحك بالابتعاد عن الشكوك والتوهمات، حتى لا تسوء الصحبة بينكما، واحرص على ترك هذه الظنون والتوهمات التي لا دليل عليها، وترك هذا التصنت ولو خفضت صوتها، فلا داعي لما تفعله من هذا التصنت، والله أعلم.
8- شخصان أغتاب أحدهما الآخر، ليقع اللوم عليه، ويبرئ نفسه أمام الآخرين، لكن الشخص الثاني يخشى الله من آثام الغيبة، فمثلاً زوجان تشاجرا واختلفا، فذهبت الزوجة لأهلها واغتابت زوجها بما حصل منه، وما فعله، وذلك أمام أهلها، ثم قام أهلها بدورهم يغتابون الرجل زوج ابنتهم، أمام الآخرين، وهكذا إلى أن يفضحوا الرجل، سواء كان فيه هذا الشيء أو لم يكن فيه. لكن الرجل زوج المرأة لما سمع عن زوجته ما حصل منها من الغيبة والظلم منها ومن أهلها أمام الناس وسماعهم، أراد أن يدافع عن نفسه بالمثل، ويخبر الناس بما حصل منها، لكن خشي الله من آثام الغيبة والظلم. فهل يسكت ويسلم أمره إلى الله، ولا يبالي بما حصل؟ فماذا يقول
فضيلتكم في هذا الشأن: والله يرعاكم؟
لا شك ان الغيبة حرام، وهي ذكرك أخاك بما يكره، ولو كنت صادقا فيما تقول، أما إن كذبت عليه بما ليس فيه فهذا من البهتان العظيم، والظلم الكبير، وإثمه أكبر من إثم الغيبة، فعلى هذا يجوز للزوج أن يبرئ نفسه مما كذبوا عليه أمام الناس، حتى يعلم الجمهور عدم صحة ما قيل فيه، وتبرأ ساحته ويصون عرضة عن الكذب فإنه لو سكت لصدق الناس ما نسب إليه، وظنوه حقاً، وانتشر ت له سمعه سيئة، كما أن على من علم ذلك نصح الزوجة وأهلها عن مجرد الغيبة والكذب والبهتان، وعن افشاء الأسرار بين الزوجين، وبيان أن هذا من الظن، والظن أكذب الحديث، وهكذا يجب السعي في الإصلاح بينهما، وجمع الكلمة، وإزالة ما في القلوب من الشحناء والعداوة والبغضاء، رجاء أن تصلح الحال، وتعود الصحبة كما كانت.
9- رجل يخشى الله كلما أراد أن يداعب ويلاعب زوجته، ويمزح معها، تقول له: عليك وجه الله. عليك وجه الله، فيصد عنها ويبتعد، خوفا من الله. فما رأي فضيلتكم حفظكم الله في هذه الكلمة (عليك وجه الله) وما رأيكم في فعل زوجته مع زوجها في صده عنها بدون ضرر عليها. أفيدونا جزاكم الله خيراً؟
لا يجوز للزوجة أن تمتنع عن زوجها إذا طلبها في نفسها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبانا عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح) وورد أنه صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دعا الرجل امرأته فلتأته ولو كانت على التنور) فعليها التوبة وعدم الإمتناع من زوجها، وأما قولها: عليك وجه الله، فلا يجوز لورود الحديث بلفظ (لا يسأل بوجه الله إلا الجنة) ومع ذلك إذا قالت له مثل هذه الكلمة فليس له الامتناع عن حقه في الاستمتاع، بل له أن يطالبها بالمجيء إليه ولو قالت له هذه الكلمة ونحوها.
10- قبل الزواج اشترط أهل الزوجة عليّ بأن الزوجة تعمل بعد الزواج، فوافقت على هذا الطلب، لكن بعد الزواج رفضت عمل الزوجة، ففوجئت بأهل الزوجة يقولون شرعاً بأن الزوجة تعمل، لأنه يوجد شرط قبل الزواج، فهل من حق الزوجة مباشرة العمل بدون موافقة الزوج؟
ليس من حقك أن ترفض عملها، بل عليك أن تمكنها من العمل الذي وافقت عليه قبل الزواج، فإن المسلمين على شروطهم وفي الحديث (إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج) فأما أن تمكنها من العمل حسب شرطهم، وإما أن تطلقها، فإن تركت العمل من نفسها فلها ذلك، والله أعلم.
11-
ما حكم خروج المرأة للسوق لقضاء مستلزماتها، ومستلزمات
أبنائها، علماً بأن الزوج يرفض خروجها، ولو حتى للسوق
النسائي، وأنت تعلم أن المرأة لها نظرتها، ورغبتها في
الملبوسات وغيرها، وليس دائماً، وإنما ولو في السنة مرتين
في الأعياد وفي المناسبات فقط؟
ليس للمرأة أن تعصي زوجها، ولا تخرج إلا بإذنه أو ترخيصه العام، أو الخاص، وليس له منعها من الخروج المأمون، إذا عرف عفتها، وأمن عليها الفتنة، سيما إذا تعذر قضاء حاجتها إلا بخروجها، وتخرج مع محرم، أو مع نسوة ثقات، إلى مكان قريب، بعيد عن الاختلاط والاختطاف.
12-
هل يجوز للرجل الذي لديه زوجتان أن يقسم لكل زوجة
أسبوعاً، بدلاً من يوم، فكل زوجة لها أسبوع يجلس عندها، ثم
الأسبوع الآخر عند الأخرى، وهكذا؟
يجوز ذلك، فإن القصد التسوية بينهن في القسم الذي هو المبيت والمؤانسة، فإذا رضين بهذا القسم الطويل جاز ذلك، كما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم لما تزوج بأم سلمة مكث عندها ثلاثا، ثم قال: إنه ليس بك هوان على أهلك، وإن شئت سبعت لك، وإن سبعت لك سبعت لنسائي والله أعلم.
13-
أن لي على زوجي أموال كثيرة حقوق، وعندي ما يثبت ذلك
من أوراق وشهود، ولكنه لم يوفها لي، ورفض إرجاع مالي
عنده من حقوق، بقصد أن لدي أموالاً، ولست بحاجة لها
أرشدوني ماذا أفعل؟
نوصيك بالصبر، وعدم التشديد على زوجك، إذا كنت مستغنية عن هذا الدين، فيبقى عنده كأمانة، واحفظي ما لديك من الوثائق والإثباتات، فإن سمحت بها فهو زوجك وأبو أولادك، والذي لك يرجع له ولأولاده، وإن احتفظت بحقك جاز لك الطلب به في الحياة، وبعد الممات، والله أعلم .
14-
سائلة تقول في سؤال لها : إذا المرأة طلبت من زوجها نقوداً
لكي تذهب مثلاً للدكتور، أو تشتري شيئاً معيناً وأعطاها
برغبته، ولم تذهب مثلاً للدكتور، أو لم تشتري هذا الشيء
الذي قد طلبت النقود من أجله، واشترت شيئاً آخر لأولادها
وأولاده أيضاً، أو ادخرت تلكم الفلوس ليوم ما، فهل تعتبر في
هذا عاصية ومخالفة، وترجو التوجيه؟ وأيضاً سمعت أن خروج
المرأة بدون إذن من زوجها حرام، ولكني أخذت منه الإذن
فقلت له، إذا لم تكن موجوداً فسوف أخرج إذا أردت الخروج
فقال لها : أنت مسامحة على ذلك، وترجو التوجيه حيال هذه
الأمور جزاكم الله خيراً؟
إذا أخذت المرأة من زوجها النقود لبعض الحاجات أو للطبيب ثم بدا لها ألا تذهب وألا تشتري هذه الحاجة، وأن تحفظ الفلوس لحاجة أخرى أهم أو لحاجات الأولاد أو لحاجات البيت أو تحفظها ليوم ما، فلا بأس عليها في ذلك، وهي محسنة وعليها أن تنظر في الأصلح ولا يضرها هذا، بل هذا يدل على كمال العقل وقوة في الدين، وقوة البصيرة، ولا حرج في هذا، إنما الواجب أن تكون هذه الفلوس مدفوعة في شيء أنفع، لا في إسراف ولا في تبذير، ولا في شيء محرم، تحفظها لحاجتها، وتصرفها للمصلحة، ولو كان غير ما أذن فيها الزوج، كأن تأخذها للطبيب ثم تقول أنا طيبة ولا حاجة للطبيب، أو تأخذها لشراء حاجة ثم ترى غيرها أولى منها، أو ترى أن حفظها لحاجة الأولاد أو لحاجة البيت التي هي أهم كل هذا لا بأس به، والحمد لله.
أما خروج فليس لها خروج إلا بإذنه، فإذا أذن إذناً عاماً فلا بأس ومع الإذن العام تتحرى، لا تخرج لكل شيء، تخرج للأمور المهمة، ولا تخرج إلى جهات فيها خطر أو فيها تهمة، تخرج إلى محلات لا تهمة فيها ولا خطر فيها وإذا تيسر أن يكون معها صاحبة هذا يكون أكمل وأحسن في هذا العصر، لأنه أبعد عن الشر والخطر، ولا تخرج إلا عند الحاجات المهمة جداً.
15-
تسأل سائلة وتقول : هل تجوز صلاة المرأة في المسجد
وهي مستترة ومحتشمة ولم تمس طيبا ولم تتبرج وهي تريد
بذلك وجه الله عز وجل إلا أن زوجها غير راض عنها ،
أفيدونا أفادكم الله؟
للمرأة أن تصلي في المسجد مع التستر وعدم الطيب ، وليس لزوجها منعها من ذلك إذا التزمت بالآداب الشرعية؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وقال صلى الله عليه وسلم : إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها متفق على صحته .
فإذا خرجت محتشمة وبدون طيب فلا بأس ولو أن زوجها غير راض للحديثين المذكورين ، وإن صلت في بيتها ولم تخرج تطييبا لنفسه وابتعادا عن أسباب الفتنة فهو أفضل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن .
16-
هل يجوز للمرأة أن تتصدق على أبويها عند موتهما من مال
زوجها؟
إذا سمح بذلك، وإلا فليس لها ذلك، لكن تتصدق من مالها، تتصدق على الفقراء والمساكين في أي وقت، أما من مال الزوج فلابد من إذنه.
17-
سائلة تصف نفسها بأنها كثيرة العناد لزوجها وحاولت أن
تتخلص من هذه الخطيئة لكنها لم تستطع حتى الآن كيف
ترون لها الطريق سماحة الشيخ؟
عليها أن تتقى الله سبحانه وأن تجاهد نفسها في طاعة زوجها في المعروف وعليها أن تستحضر دائما أن الواجب عليها طاعة زوجها وأنها بعنادها له تأثم وتغضب ربها فالواجب عليها أن تحاسب هذه النفس فإنها أمارة بالسوء إلا من رحم الله فعليها أن تحاسب النفس وأن تتذكر وقوفها بين يدي الله وأنها مسئولة عن طاعته ومعصيته فإذا استحضرت هذه الأمور وكانت على بالها الله يعينها على طاعته وترك العناد أما إن أرادت تنفيذ هواها أو تقليد النساء العاصيات اللاتي لا يبالين بأمر الله فإنها تخسر في الدنيا والآخرة ولكن عليها أن تتأسى بالأخيار السالفات على الهدى من أزواجه صلى الله عليه وسلم ومن نساء أهل الخير التقيات المؤمنات عليها أن تتأسى بأهل الخير لا بأهل الشر وعليها فوق ذلك أن تتذكر عظمة الله وأن تخافه سبحانه وأن تطيع أمره في ذلك لأن الله أمرها بطاعة زوجها فلزوجها عليها الطاعة في المعروف.
18-
سائلة تسأل عن عمها الذي تزوج امرأة جديدة فلم يهتم إلا
بها وبأولادها، وترك أولاد زوجته الأولى. الرأي لو تكرمتم
سماحة الشيخ؟
الواجب نصيحته من اخوته ومن أصدقائه حتى يحسن بأم أولاده الأولى وحتى يعرف لها حقها وفضلها، وألا ينساها ويعرض عنها، ويبخسها حقها. فإن كان ولابد وليس له رغبة فيها فإنه يخيرها إن شاءت صبرت على ما يسر الله منه، وأن شاءت طلبت الطلاق، فإن طلبت الطلاق وجب عليه أن يطلق أو يعدل بينها وبين الجديدة. وليس له أن يحبسها ولا يعدل بل عليه أن يعدل بينها أو يجيبها إلى طلب الطلاق ويطلق وإذا طلقها أنفق عليها نفقة العدة طلقها طلقة واحدة السنة يطلق واحدة فقط لا يطلق بالثلاث يطلق واحدة. وينفق عليها نفقة العدة. ويعرف لها فضلها الله يقول ولا تنسوا الفضل بينكم فينبغي له ألا ينسى حالها الأولى، وأنها أم أولاده، فينبغي أن يكرمها ويلاحظها ويطيب خاطرها بما تيسر له من المساعدة، هكذا ينبغي للرجال الأخيار ذوي مكارم الأخلاق، وذوي النفوس الرفيعة الطيبة ولكن لا يلزمه أن يبقيها في حباله إذا شاء أن يطلق فله أن يطلق، وإن صبرت هي ولم تطلب الطلاق، رجاء أن يعود اليها، أو لأنها ليست في حاجة إلى الطلاق لأنها لا ترغب الزواج بغيره. فإذا صبرت فلا بأس، وهو ينبغي له أن يحسن إليها وأن يعرف لها حالها الأولى، وأن يجود عليها بما يسر الله له. ولا ينساها. هذا هو المشروع له. وعلى أقاربه الطيبين أن ينصحوه حتى يعدل. أو يطلق إذا طلبت الطلاق.
19-
في الحديث : استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع
أعوج وإن أعوج ما في الضلع أعلاه إلخ الحديث ، والرجاء
توضيح معنى الحديث مع توضيح معنى : أعوج ما في الضلع
أعلاه .
هذا حديث صحيح رواه الشيخان في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال صلى الله عليه وسلم : استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فاستوصوا بالنساء خيرا انتهى .
هذا أمر للأزواج والآباء والإخوة وغيرهم أن يستوصوا بالنساء خيرا وأن يحسنوا إليهن وألا يظلموهن وأن يعطوهن حقوقهن ويوجهوهن إلى الخير ، وهذا هو الواجب على الجميع لقوله عليه الصلاة والسلام : استوصوا بالنساء خيرا وينبغي ألا يمنع من ذلك كونها قد تسيء في بعض الأحيان إلى زوجها وأقاربها بلسانها أو فعلها لأنهن خلقن من ضلع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه . ومعلوم أن أعلاه مما يلي منبت الضلع فإن الضلع يكون فيه اعوجاج ، هذا معروف .
فالمعنى أنه لا بد أن يكون في خلقها شيء من العوج والنقص ، ولهذا ورد في الحديث الآخر في الصحيحين : ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن والمقصود أن هذا حكم النبي وهو ثابت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، ومعنى نقص العقل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أن شهادة المرأتين تعدل شهادة رجل واحد ، وأما نقص الدين فهو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أنها تمكث الأيام والليالي لا تصلي؛ يعني من أجل الحيض ، وهكذا النفاس ، وهذا نقص كتبه الله عليها ليس عليها فيه إثم .
فينبغي لها أن تعترف بذلك على الوجه الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم ولو كانت ذات علم وتقى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى وإنما ذلك منه وحي يوحيه الله إليه فيبلغه الأمة كما قال عز وجل : وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى .
20-
إنني متزوجة منذ حوالي 25 سنة ولدي العديد من الأبناء
والبنات ، وأواجه كثيرا من المشاكل من قبل زوجي فهو يكثر
من إهانتي أمام أولادي وأمام القريب والبعيد ولا يقدرني
أبدا من دون سبب ولا ارتاح إلا عندما يخرج من البيت ، مع
العلم أن هذا الرجل يصلي ويخاف الله ، أرجو أن تدلوني
على الطريق السليم جزاكم الله خيرا
الواجب عليك الصبر ، ونصيحته بالتي هي أحسن ، وتذكيره بالله واليوم الآخر لعله يستجيب ويرجع إلى الحق ويدع أخلاقه السيئة ، فإن لم يفعل فالإثم عليه ولك الأجر العظيم على صبرك وتحملك أذاه ، ويشرع لك الدعاء له في صلاتك وغيرها بأن يهديه الله للصواب ، وأن يمنحه الأخلاق الفاضلة ، وأن يعيذك من شره وشر غيره . وعليك أن تحاسبي نفسك ، وأن تستقيمي في دينك ، وأن تتوبي إلى الله سبحانه مما قد صدر منك من سيئات وأخطاء في حق الله أو في حق زوجك أو في حق غيره ، فلعله إنما سلط عليك لمعاص اقترفتيها .
لأن الله سبحانه يقول : وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ولا مانع أن تطلبي من أبيه أو أمه أو إخوته الكبار أو من يقدرهم من الأقارب والجيران أن ينصحوه ويوجهوه بحسن المعاشرة ؛ عملا بقول الله سبحانه : وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وقوله عز وجل : وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِوَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ الآية .
أصلح الله حالكما وهدى زوجك ورده إلى الصواب على الخير والهدى إنه جواد كريم.
21-
أختنا تقول إنها معلمة بالمملكة منذ سنوات وقد تزوجت، وجاء
زوجها معها بدلاً من أخيها الذي كان يرافقها أولاً. ورزقنا
الله طفلا والحمد لله، وبدأ زوجي يبحث عن عمل
يناسب مؤهله العلمي، ولكن لم يوفق وأخيراً عمل بإحدى
المحلات الموجودة بالمنطقة الشرقية التي نعيش فيها، وبدأ
الخلاف على مصاريف البيت فأسأل سماحة الشيخ أولاً: هل
علىّ أن أتحمل في مصاريف البيت لأن زوجي يقول إذا لم
تدفعي في مصاريف البيت فلا عمل لك مطلقا، هل لزوجي
حق في مرتبي الذي أتقضاه مقابل عملي، وإذا كان علىّ أن
أتحمل في مصاريف البيت فما هي النسبة بيني وبين زوجي
أفيدونا في هذه القضايا. لو تكرمتم. سماحة الشيخ.؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى أله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد فهذه المسألة وهي مصاريف البيت بين الزوج والزوجة الذين تغربا للعمل وطلب الرزق ينبغي فيها المصالحة بينهما وعدم النزاع أما من حيث الواجب هذا يختلف. فيه تفصيل.
إن كان الزوج قد شرط عليك أن المصاريف بينك وبينه وإلا لم يسمح لك بالعمل فالمسلمون على شروطهم يقول النبي صلى الله عليه وسلم المسلمون على شروطهم إلا شرطاً حرم حلالا، أو أحل حراما ويقول صلى الله عليه وسلم إن أحق الشروط أن يوفى به ما استحللتم به الفروج فأنتما على شروطكما إن كان بينكما شروط، أما إذا لم يكن بينكما شروط فالمصاريف كلها على الزوج، وليس على الزوجة مصاريف البيت، فهو الذي ينفق.
قال الله جل وعلا لينفق ذو سعة من سعته وقال النبي صلى الله عليه وسلم وعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف فالإنفاق على الزوج، هو الذي يقوم بحاجات البيت وشئون البيت له ولزوجته وأولاده، ومعاشها لها وراتبها لها لأنه في مقابل عملها وتعبها وقد دخل على هذا ولم يشرط عليها أن المصاريف عليها أو نصفها أو نحو ذلك.
أما إن كان دخل على شىء مثل ما تقدم. المسلمون على شروطهم. وإذا كان قد دخل على أنك مدرسة، وأنك تعملين ورضي بذلك فإنه لا يلزمه الرجوع لهذا الأمر وألا ينازع في شىء من ذلك وأن يكون راتبك لك إلا إذا سمحتي بشىء من الراتب عن طيب نفس الله جل وعلا يقول: فإن طبن لكم عن شىء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا وينبغي لك أن تسمحي ببعض الشىء، وأنا أنصح لك أن تسمحي ببعض الراتب لزوجك تطيبا لنفسه وحلاً للنزاع ، وإزالة للإشكال حتى تعيشا في هدوء وراحة وطمأنينة. فاتفقا على شىء بينكما كنصف الراتب أو ثلثه أو ربعه أو نحو ذلك حتى تزول المشاكل وحتى يحل الوئام والراحة والطمأنينة، محل النزاع أما إذا لم يتيسر ذلك فلا مانع من التحاكم إلى المحكمة رفع قضية إلى المحكمة في البلد التي أنتم فيها وفيما تراه المحكمة الشرعية كفاية إن
شاء الله.
ولكن نصيحتي لكما جميعا هو الصلح وعدم النزاع وعدم الترافع إلى المحكمة، وأن ترضى أيها الزوجة بشئ من المال لزوجك حتى يزول الاشكال، أو يسمح هو وأن يرضى بما قسمه الله له ويقوم بالنفقة حسب طاقته ويسمح عن راتبك كله ويترفع عن ذلك، هذا هو الذي ينبغي بينكما ولكني أنصح وأكرر أن تسمحي أنت ببعض الراتب حتى تطيب نفسه، وحتى تتعاونا على الخير بينكما فالبيت بينكما، والأولاد أولادكما، والشئ لكما فالذي ينبغي التسامح منك ببعض الشىء حتى يزول الإشكال، وفق الله الجميع.
22-
سائلة تقول زوجها كثير الخروج من البيت و لا يحب أن يجلس
معها و مع أولادها تقول و نحن نهيأ له الجو المريح و لكن دائما
يحب أن يخرج و يسهر مع زملائه و هذا لا يريحنا فهل يأثم
بتركه لنا يا فضيلة الشيخ و ما توجيهكم للأزواج ؟
على الوالد أن يجلس مع أولاده و مع زوجته و يتفقد أحوالهم و أن يربي أولاده على الطاعة و على الخير و يدرسهم القرآن و أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم و أمور العقيدة وأمور الفقه الذي يحتاجون إليه لأن هذا من التربية و من حقوقهم عليه و لا يعرض عنهم و يتركهم و يجفو في حقهم لأن هذا من سوء التربية و لهم حق عليه ، الزوجة لها حق العشرة و الأولاد لهم حق التربية و التعليم و هم أمانة عنده و مسؤول عنهم .
23-
قول الصابوني : ( إنما القوامة للرجل قوامة تكليف وليست قوامة تشريف ) فهل هذا صحيح؟
هذا خطأ ، والصواب أن يقال : إن قوامة الرجال على النساء قوامة تكليف وتشريف لقول الله جل وعلا : الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا فأوضح سبحانه أنه جعل الرجال قوامين على النساء لأمرين : أحدهما : فضل جنس الرجال على جنس النساء ، والأمر الثاني : قيام الرجال بالإنفاق على النساء بما يدفعونه من المهور وغيرها من النفقات .
24-
أنا امرأة متزوجة وأريد الحج، وإنني قد جلست مع زوجي
أربعين سنة وقد طلبته الحج فيوافق وإذا جاء الحج أو العمرة
منع لا أمشي علشان عنده غنم وبقر أجلس معها، وإنه قد
حج أكثر من خمس حجج وأنا أريد الحج، فهل يجوز أن أمشي
مع أزواج بناتي؟ لأنني طلبت زوجي أمشي مع إحدى بناتي
وزوجها فأبى.
إذا كان الواقع من حالك مع زوجك ما ذكرت، ولم تحجي حج الفريضة ولم تعتمري وجب عليك أن تسافري مع من ذكرت من المحارم ولو لم يأذن زوجك؛ لأن تركك الحج مع قدرتك على أدائه مُحرَّم، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
25-
حكم خروج الزوجة إلى حج الفريضة بدون إذن زوجها؟
حج الفريضة واجب إذا توفرت شروط الاستطاعة، وليس منها إذن الزوج، ولا يجوز له أن يمنعها، بل يشرع له أن يتعاون معها في أداء هذا الواجب.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
26-
زوجة لا تملك نفقات الحج وزوجها ذو غنى، فهل هو ملزم
شرعاً بنفقات حجها؟
لا يلزم الزوج شرعاً بنفقات حجها وإن كان غنياً، وإنما ذلك من باب المعروف، وهي غير ملزمة بالحج لعجزها عن نفقته.
27-
تقول السائلة : إذا كان الزوج يغضب بمجرد سؤاله وطلب
المصروفات والمستلزمات فكيف أستطيع التعامل معه إذ أني
أخشى من الوقوع في الإثم ؟
إلى الله المشتكى ! مصيبة عظيمة إذا كان صاحب الحق لا يصل إلى حقه إلا بمهانة ولا يصل إلى حقه إلا بضيق وحرج ، ما هؤلاء بخيار الأمة ، إذا كان الزوج مع زوجته لا تستطيع زوجته أن تصل إلى حقها إلا وقد أحاطت بها الأمور المحرجة من كل جانب فأخذت تتلطف وتتملق حتى تصل إلى حقوقها فهذا-نسأل الله السلامة والعافية- يعني من حرمان الإنسان الخير ، فإن المؤمن الصالح الكامل الفاضل هو السهل المُسهَّل الموطأ كنفه ، الحبيب إلفه الذي يستطيع كل إنسان أن يصل إلى حقه عنده بدون صعوبة وبدون حرج وبدون ضيق .
الزوج إذا أراد أن يصل إلى مراتب الكمال هو الذي يسأل زوجته هل لك من خدمة أقدمها ويبذل لها حقها قبل أن تسأل فضلاً عن أنه يتنظر منها أن تسأل حقها ، وينتظر منها أن تسأل حقها بطريقة تتكلف فيها حتى لا تزعجه أو تقلقه على الإنسان أن يراجع نفسه وأن ينـزل نفسه منـزلة المرأة ، وهكذا بالنسبة للعمال والأجراء والضعفاء والموظفين والمستخدمين الذين هم تحت الإنسان إذا أراد الإنسان أن يسلك المسلك المحمود وأن ينجو في اللقاء المشهود فلينـزل نفسه منـزلة الضعفاء ، وإذا أرادت عيناك أن ترى رجلاً يسلم من حقوق الناس في هذا الباب فانظر إلى ذلك الذي يتقصى الحقوق التي عليه فيؤديها قبل أن يُسألها - نسأل الله أن يجعلنا ذلك الرجل - .
من أنصف الناس من نفسه سلم والمصاريف مصاريف البيت ينبغي للإنسان أن يحددها يحدد زمانها ويحدد قدرها ، فإذا أراد أن يؤديها أداها بدون منة وبدون تضييق وبدون إحراج وبدون إذلال لأن هذه حقوق واجبة فيؤديها بطيبة نفس برضى خاطر ، يؤديها دون أن يكون كلام بذيء أو جرح للمشاعر أو إهانة خاصةً في هذا الزمان وبالأخص للملتزم والخير الصالح ، فالحمد لله إذا رزق الله الإنسان امرأة صالحة ليتذكر أن الله عافاه من امرأة تجره إلى الأسواق ، وأن عافاه من امرأة تستنـزف ماله في أمور لاطائل تحتها ولا نائل ، فليحمد الله على العافية وليشكر فضل الله عليه وليحسن من هذه المرأة الصالحة نعمة الله عليه فيها ، فالمقصود أن التضييق على صاحب الحق يكون العامل يريد مكافأته فيتأخر صاحب العمل وينتظر من العامل أن يأتي إليه حتى يسأله أجرته (( ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ومن كنت خصمه فقد خصتمه - في الحديث القدسي أي أن الله خصم هؤلاء - رجل أعطى بي ثم غدر ، ورجل استأجر أجيراً فلم يوفه أجره )) إذا انتهى عمل العامل والمرأة وصفها النبي-صلى الله عليه وسلم- بالأسيرة (( إنهن عندكم عوان )) أسيرات فإذا جاء وقت الحق تذهب وتعطيه وتسدده ما ينتظر الإنسان تأتي المرأة تتذلل له يا فلان أعطنا المصروف لا ... هو الذي يسأل وهو الذي يباشر وهو الذي يأتي ويقدم بنفس طيبة وبنفس راضية حتى يُبارك للمرأة فيما تأخذه .
كذلك الأبناء والبنات الإبن يطرأ عليه شيء يريد أن يشتريه فيأتي إلى أبيه يقول : - يا أبت - أريد أن أشتري كذا طبعاً الشيطان دائماً يسول للإنسان الناس اليوم يقولون : إذا كان ولدك بمجرد ما يأتي ويطلب والزوجة بمجرد ما تأتي تطلب تعطيها إذاً تركب على الإنسان تركب عليه نعم هكذا يشعرون ، يشعرون أن الإنسان مغفل وأنه ساذج إذا كان كل ما جاءه ولده يطلبه وأعطاه يقولون : هذا مسكين وهل يدخل الجنة إلا المساكين ، فنقول مثل ما قال : اللهم أحيني مسكيناً إذا كان هذه مسكنة فنعم المسكنة { فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } هذه المسكنة التي تراها مسكنة هي الطريق إلى الجنة ووصف أهل الجنة بأنهم (( ألا أنبئكم عن أهل النار ؟ كل عتل جواظ )) الخشين المتكبر متعجرف الذي لايوصل للحق معه إلا بإلحاح وأذية فإذا جاء الشخص يلين مع أهله قالوا : لا أنت مسكين هذا ما يصلح لابد أن تكون عندك شخصية { وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ } ما يأتي الشيطان بشيء يأتي بتزيين يأتي بأنك تصير شجاع أنك تصير قوي تكون لك شخصية في البيت ، والله إذا لم يهابوك محبة لم يهابوك بغيرها
أهابك إجلالاً وما بك قدرة علي ولكن ملء عين حبيبها
تملك القلوب بالإحسان ، تملك البيت بالمحبة تملك البيت بالوفاء تملك البيت بأداء الحقوق ابنك إذا عاش في بيتٍ يرى الأب يخاف من الله-عزوجل- يؤدي حقه إليه تعلًّم كيف يؤدي إلى الناس الحقوق ؛ ولكن إذا نشأ عند أبٍ ظالم جائر ويصبح ويمسي وهو يسمع أمه تتأوه وتتألم وتتفجع وتتوجع من مهانة المصاريف وأذيتها فإنه إما أن يسلك سبيل الأب أو ينحرف-والعياذ بالله- ؛ لأن الإنسان مجبول على التأثر بغيره فما بالك إذا كان والداً له ، ومن هنا { وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ } فعلى الأب أن ينتبه لهذا .
ومن الأهمية بمكان أن تعلم أنه إذا فرض عليك الحق عليك تؤديه بدون منة ، وإذا جئت تحسن إلى أولادك وزوجك في المصاريف وتعطيهم المصاريف تعطيهم بكلمات طيبة إذا قالوا لك جزاك الله خيراً تقول لا بالعكس هذا شيء يفرحني ويرضيني أنتم مني إني أحمل من يد وأضع في أخرى ، من أنتم ما يحتاج هذا الشيء فإذا سمعوا منك هذه الكلمات ترضوا عليك وترحموا عليك وذكروك بالخير وأحبوك وملكت مشاعرهم هذه هي الشخصية ، وهذه هي المحبة لأنك أرضيت الله فرضي الله عنك وأرضاك وأرضى عنك خلقه ، أما أن تلتمس هذا بالقوة والعنف ويقول : أنا لايمكن أن أكون زوجاً إلا إذا كان أو أن الزوجة أمرها بأمر فلم تطعه أو مثلاً أراد أن يهينها ويذلهم يأتي عند المصاريف يأتي عند حقها فيذلها ، والله لو صب الذهب في حجرها وملأ حجرها ذهباً وفضة وهو يمتن ويذل فلا قيمة لمعروفه
معروف مَنْ مَنَّ به خداج ما طاب عذب شابه عجاج
كيف تستطيب شيء تقول : إنه حلو ما دام أنه مخلوط بالعجاج والمرارة ، ما يمكن هذا فعلى الإنسان أن يراجع نفسه ودائماً تتفكر أنك مقصر وتحس نفسك مقصر ، الزوج الكامل يعطي المرأة مصاريفها المائة والمائتين يعطيها الألف والألفين ثم يشك في نفسه لعله أن تأتيها حاجة فيقول : يا فلانة تحتاجين المرة الأولى والثانية والثالثة ثم تصبح المرأة تستحي من زوجها ؛ ولكن على المرأة - أيضاً - أن تعين زوجها ، وعلى الأولاد أن يعينوا والدهم وأن يكبروا من والدهم القيام عليهم فلا يحملوه مالايطيق والحقيقة مسألة القيام بالمصاريف مسألة مؤلمة وكم من بيوت هدمت وأسر شتت ، بل كم من أولاد أبناء وبنات وقعوا في الحرام بسبب تضييق الحقوق في المصاريف بسبب عدم عناية الوالد بالقيام بمصروف البيت ، الواحد منا ينفق عشرات الألوف في سفره ، وينفق عشرات الألوف في نزهه وتمشيته وتجده ينفق الأف والألفين على الضيف وهو خارج غريب عنه ولو أن هذا من طاعة الله ومرضاة الله ؛ ولكنه قد يتكلف نفاقاً ورياء ويتملق القريب والبعيد بمصاريف يقول له الضيف تكلفت يقول : لا والله ما تكلفت ، أما الابن المسكين إذا أخذ مصروفه يقول : يا بني أنت تريد أن تدمر البيت أنت كل شوي تأتي وتأخذ من عندي ما هذا ويقيم الدنيا ويقعدها ، فجبر القلوب وعدم كسر المشاعر وهذا مؤلم جداً وكسر المشاعر من الوالد والوالدة مؤلم وقد تكون الكلمة سهلة على لسان الإنسان ؛ لكنها جارحة مؤلمة في قلبه ، الابن لما يحس أن والده يمتن عليه أو أن والده تضايق من مصاريفه يحصل له من الضيق والهم والغم ما الله به عليم ، فعلينا أن نعيد النظر .
والكلمة الأخيرة : لا أعرف شيئاً يسدد الإنسان ويقومه بعد توفيق الله-عزوجل- ومعونته ويجعله مراقباً لله-عزوجل- مؤدياً للحقوق على أتم وجوهها وأكملها لا أعلم شيئاً أجل ولا أكمل ولا أسمى من ذكر الآخرة ، الإنسان الذي يعلم أنه ينفق على ولده وأولاده وزوجه وأنه يريد وجه الله ، وأن القليل الذي يعطيه يرضي به الله وأن هذا كله مخلوف من ملك الملوك ومن بيده خزائن السموات والأرض لا تنفذ خزائنه طابت نفسه وارتاح قلبه ولربما جاءه ولده وهو أحوج ما يكون إلى المال فيؤثر ولده على نفسه التي بين جنبيه ، فلا يزال يرفل في الدرجات العلا من مرضات ربه عنه حتى يجعل الله له حسن العاقبة ، والله ما وجدنا أحداً أحسن لأهله وولده إلا أحسن الله إليه في ماله ونفسه وحاله فأصلح الله له أمره ، فعلى الإنسان أن يوطن نفسه بهذا الشعور وهو أنه ينفق على ولده لله لا لشيء سواه وأنه إذا أنفق على هذا الوجه أنه مضمون الخلف من ربه ، فتذكر كلمتين تذكر أنه جواد كريم ، وأنه يخلف على عبده { وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ } وأفضل النفقة وأحبها إلى
الله-عزوجل- أن تبدأ بولدك وبزوجك (( ابدأ بنفسك وبمن تعول )) قال : - يا رسول الله - عندي دينار قال : (( أنفقه على نفسك )) قال : عندي غيره قال : (( أنفقه على أهلك وولدك )) أول من تبدأ بهم وأول من تشتري به رحمة الله بعد نفسك التي بين جنبيك ابنك وبنتك وفلذة كبدك ، فلا تجعل عينه قاصرة ولا تجعل عينه مكسورة حينما ينظر إلى الناس وهو يرفلون في النعم دون إسراف وبذخ ولكن في الحدود الشرعية
فوطنهم على ذلك-رحمك الله- واسأل ربك السداد فإنه نعم المولى ونعم النصير .
28-
أنا متزوج من امرأة ليست ذات دين هل يجوز لي أن امتنع عن
النسل خوفاً من أن لا تربي أولادي التربية الصالحة ؟
هو ذات الدين يقال ذات الدين يعني صاحبة الدين الأزيد ؛ لكن أنت روعتنا ما ندري استغفر الله خفنا أن ما عندها دين !! على كل حال هذه الكلمات النبي-صلى الله عليه وسلم- قال : (( تنكح المرأة لدينها ولجمالها ولحسبها ولمالها فاظفر بذات الدين )) ولأنه سبق وأن أعطى تنبيهاً يعني في سياق الحديث ما يدل على أن ذات الدين يعني المراد لكن أنت تقول ليست بذات دين يعني كذا في كلام مجرد قد يفهم أنها كتابية يهودية نصرانية أستغفر الله يعني ما لها دين ، على كل حال يحتاط في الألفاظ .
أولاً : ينبغي اختيار ذات الدين والحرص على ذات الدين ، وإذا كان عند المرأة تقصير في دينها يكمل الزوج نقصها ويجبر كسرها ويدلها على الكمال في دينها واستقامتها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً .
يعني قصدك ألا تنجب هذه المرأة ؟! القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن كم من شخص مهتدي اليوم وغداً ضال مضل ما يضمن أحد ، على كل حال عليك بنصيحتها وتذكيرها بالله-تعالي- وأمرها بما أمر الله ونهيها عما نهى الله عنه وكن رجلاً بمعنى الكلمة الرجل قوام على المرأة وأما أن تكون ضعيف الشخصية هي التي تأمرك وتنهاك فهذا لا يليق بك كرجل تزوج وأنكح وأخرج منها النسل والذرية فإن الله يخرج الحي من الميت وقد يخرج منها ذرية صالحة ، ثم تقوم بواجبك كرجل تربية أولادك وتنشأهم على طاعة الله وتجاهد ولو اصطدمت معها في ذلك تصطدم معها وتوقفها عند حدها فإن كانت سبباً في ضلال ولدك وغلب على ظنك أنها تفسدهم بعد أن تنجب الأولاد تطلقها ولا تبقيها إذا كانت تعرضت للأولاد بسوء ومنعتهم من دينهم وأفسدت عليهم دينهم وأضرتهم فمن حقك الطلاق في هذه الحالة ومن حقك أن تضيق عليها حتى ترد لك المهر لأن هذا من أفحش الفاحشة وهو السوء في الدين والسوء في الخلق ، وسوء الدين أعظم من سوء الخلق وهذا مما يشرع فيه التضييق على المرأة حتى تفتدي إذا كانت امرأة تكره الدين وتكره الطاعة وتؤذي الولد وتؤذي الزوج تضيق عليه ويضيق عليها حتى تفتدي وتخالعه ، وعلى كل حال الأمر كله بيد الله وأنت إذا صدقت مع الله وأخرجت الذرية واستعنت بالله-عزوجل- في أداء واجبك كوالد وحفظت أولادك فإن الله يعينك ويسددك - ونسأل الله بعزته وجلاله أن يهديها وأن يهدي ضال المسلمين ، وأن يتوب علينا وعليها وعلى المسلمين أجمعين - ، والله - تعالى - أعلم . | |
|