الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: رد: نونية ابن القيم كاملة في وصف الجنة (الجزء الثالث) الإثنين مايو 20, 2013 11:49 pm | |
| | |
|
الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: نونية ابن القيم كاملة في وصف الجنة (الجزء الثالث) السبت مارس 23, 2013 11:39 pm | |
| : نونية ابن القيم كاملة في وصف الجنة (الجزء الثالث) =============================
فصل في سماع أهل الجنة
قال ابن عباس ويرسل ربنا*** ريحا تهز ذوائب الأغصان فتثير أصواتا تلذ لمسمع الا***نسان كالنغمات بالأوزان يا لذة الأسماع لا تتعوضي*** بلذاذة الأوتار والعيدان أو ما سمعت سماعهم فيها غنا***ء الحور بالأصوات والألحان واها لذيّاك السماع فإنه*** ملئت به الأذنان بالاحسان واها لذيّاك السماع وطيبه*** من مثل أقمار على أغصان واها لذيّاك السماع فكم به*** للقلب من طرب ومن أشجان واها لذيّاك السماع ولم أقل*** ذيّاك تصغيرا له بلسان ما ظن سامعه بصوت أطيب الـ*** أصوات من حور الجنان حسان نحن النواعم والخوالد خيرا***ت كاملات الحسن والاحسان لسنا نموت ولا نخاف وما لنا*** سخط ولا ضغن من الأضغان طوبى لمن كنا له وكذاك طو***بى للذي هو حظنا لفظان في ذاك آثار روين وذكرها*** في الترمذي ومعجم الطبراني ورواه يحيى شيخ الأوزاعي تفـ***ـسيرا للفظة يحبرون أغان
نزه سماعك إن أردت سماع ذيـ***ـاك الغناء عن هذه الألحان لا تؤثر الأدنى على الأعلى فتحـ***ـرم ذا وذا يا ذلة الحرمان إن اختيارك للسماع النازل الـ***أدنى على الأعلى من النقصان والله أن سماعهم في القلب والـ***إيمان مثل السم في الأبدان والله ما انفك الذي هو دأبه*** أبدا من الاشراك بالرحمن فلقلب بيت الرب جل جلاله*** حبا واخلاصا مع الاحسان فإذا تعلق بالسماع اصاره*** عبدا لكل فلانة وفلان حب الكتاب وحب ألحان الغنا*** في قلب عبد ليس يجتمعان ثقل الكتاب عليهملما رأوا*** تقييده بشرائع الايمان واللهو خف عليهم ولما رأوا*** ما فيه من طرب ومن ألحان قوت النفوس وانما القرآن قو***ت القلب أنى يستوي القوتان ولذا تراه حظ ذي النقصان كالـ***ـجهال والصبيان والنسوان وألذهم فيه أقلهم من العقل*** الصحيح فسل أخا العرفان يا لذة الفساق لست كلذة الـ***أبرار في عقل ولا قرآن
فصل في انهار الجنة
أنهارها في غير أخدود جرت*** سبحان ممسكها عن الفيضان من تحتهم تجري كما شاءوا مفجـ***ـرة وما للنهر من نقصان عسل مصفى ثم ماء ثم خمـ***ـر ثم أنهار من الألبان والله ما تلك المواد كهذه*** لكن هما في اللفظ مجتمعان هذا وبينهما يسير تشابه*** وهو اشتراك قام بالأذهان
فصل في طعام أهل الجنة
وطعامهم ما تشتهيه نفوسهم*** ولحوم طير ناعم وسمان وفواكه شتى بحسب مناهم*** يا شبعة كملت لذي الايمان لحم وخمر والنسا وفواكه*** والطيب مع روح ومع ريحان وصحافهم ذهب تطوف عليهم*** بأكف خدام من الولدان وانظر الى جعل اللذاذة للعيو***ن وشهوة للنفس في القرآن للعين منها لذة تدعو الى*** شهواتها بالنفس والأمران سبب التناول وهو يوجب لذة*** أخرى سوى ما نالت العينان
فصل في شرابهم
يسقون فيها من رحيق ختمه*** بالمسك أوله كمثله الثاني مع خمرة لذت لشاربها بلا*** غول ولا داء ولا نقصان والخمر في الدنيا فهذا وصفها*** تغتال عقل الشارب السكران وبها من الأدواء ما هي أهله*** ويخاف من عدم لذي الوجدان فنفى لنا الرحمن أجمعها عن الـ***ـخمر التي في جنة الحيوان وشرابهم من سلسبيل مزجه الـ***ـكافور ذاك شراب ذي الاحسان هذا شرب أولي اليمين ولكن الـ***أبرار شربهم المقرب خيرة الرحمن صفى المقرب سعيه فصفا له*** ذاك الشراب فتلك تصفيتان لكن أصحاب اليمين فأهل مز***ج بالمباح وليس بالعصيان مزج الشراب لهم كما مزجوا*** هم الأعمال ذاك المزج بالميزان هذا وذو التخليط مزجا أمره*** والحكم فيه لربه الديان
فصل في مصرف طعامهم وشرابهم وهضمه
هذا وتصريف المآكل منهم*** عرق يفيض لهم من الأبدان كروائح المسك الذي ما فيه خلـ***ـط غيره من سائر الألوان فتعود هانيك البطون ضوامرا*** تبغي الطعام على مدى الأزمان لا غائط فيها ولا بول ولا*** مخط ولا بصق من الانسان ولهم جشاء ريحه مسك يكو***ن به تمام الهم بالاحسان هذا وهذا صح عنه فواحد*** في مسلم ولأحمد الأثران
فصل في لباس أهل الجنة
وهم الملوك على الأسرة فوق ها***تيك الرؤوس مرصع التيجان ولباسهم من سندس خضر ومن*** استبرق نوعان معروفان ما ذلك من دود بنى من فوقه*** تلك البيوت وعاد ذا الطيران كلا ولا نسجت على المنوال نسـ***ـج ثيابنا بالقطن والكتان لكنها حلل تشق ثمارها*** عنها رأيت شقائق النعمان بيض وخضر ثم صفر ثم حمـ***ـر كالرباط بأحسن الألوان لا تقرب الدنس المقرب للبلى*** ما للبلى فيهن من سلطان ونصيف احداهن وهو خمارها*** ليست له الدنيا من الأثمان سبعون من حلل عليها لا تعو***ق الطرق عن مخ ورا الساقان لكن يراه من ورا ذا كله*** مثل الشراب لذي زجاج أوان
فصل في فرشهم وما يتبعها
والفرش من استبرق قد بطنت*** ما ظنكم بظهارة لبطان مرفوعة فوق الأسرة يتكئ*** هو والحبيب بخلوة وأمان يتحدثان عن الأرائك ما ترى***حبين في الخلوات ينتجيان هذا وكم زريبة ونمارق*** ووسائد صفت بلا حسبان
فصل في حلى أهل الجنة
والحلى أصفى لؤلؤ وزبرجد*** وكذاك أسورة من العقيان ما ذاك يختص الاناث وانما*** هو للاناث كذاك للذكران التاركين لباسه في هذه الد***نيا لأجل لباسه بجنان أو ما سمعت بأن حليتهم الى*** حيث انتهاء وضوئهم بوزان وكذا وضوء أبي هريرة كان قد*** فازت به العضدان والساقان وسواه أنكر ذا عليه قائلا*** ما الساق موضع حلية الانسان ما ذاك الا موضع الكعبين والز***ـدين لا الساقان والعضدان وكذاك أهل الفقه مختلفون في*** هذا وفيه عندكم قولان والراجح الأقوى انتهاء وضوئنا*** للمرفقين كذلك الكعبان هذا الذي قد حده الرحمن في الـ***ـقرآن لا تعدل عن القرآن واحفظ حدود الرب لا تتعدها*** وكذاك لا تجنح الى النقصان وانظر الى فعل الرسول تجده قد***أبدى المراد وجاء بالتبيان ومن استطاع يطيل غرته فمو***قوف على الراوي هو الفوقاني فأبو هريرة قال ذا من كيسه*** فغدا يميزه أولو العرفان ونعيم الراوي له قد شك في*** رفع الحديث كذا روى الشيباني وإطالة الغرات ليس ببمكن*** أبدا وذا في غاية التبيان
فصل في صفة عرائس الجنة وحسنهن وجمالهن ولذة وصالهن ومهورهن
يا من يطوف بكعبة الحسن التي*** خفت بذاك الحجر والأركان ويظل يسعى دائما حول الصفا*** ومحسّر مسعاه لا العلمان ويروم قربان الوصال على منى*** والخيف يحجبه عن القربان فلذا تراه محرما أبدا ومو***ضع حله منه فليس بدان يبغي التمتع مفردا من حبه*** متجردا يبغي شفيع قران فيظل بالجمرات يرمي قلبه*** هذي مناسكه بكل زمان والناس قد قضوا مناسكهم وقد*** حثوا ركائبهم الى الأوطان وحدت بهم همم لهم وعزائم*** نحو المنازل أول الأزمان زفعت لهم في السير أعلام الوصا***ل فشمّروا يا خيبة الكسلان
ورأوا على بعد خياما نشرفا***ت مشرقات النور والبرهان فتيمموا تلك الخيام فآنسوا*** فيهن أقمارا بلا نقصان من قاصرات الطرف لا تبغى سوى**** محبوبها من سائر الشبان قصرت عليه طرفها من حسنه*** والطرف في ذا الوجه للنسوان أو أنها قصرت عليه طرفه*** من حسنها فالطرف للذكران والأول المعهود من وضع الخطا***ب فلا تحدن عن ظاهر القرآن ولربما دلت اشارته على الثـ***ـاني فتلك اشارة لمعان هذا وليس القاصرات كمن غدت*** مقصورة فهما اذا صنفان
يا مطلق الطرف المعذب في الألى*** جردن عن حسن وعن احسان لا تسبينّك صورة من تحتها*** الداء الدوي تبوء بالخسران قبحت خلائقها وقبح فعلها*** شيطانه في صورة الانسان تنقاد للأنذال والأرذال هم*** أكفاؤها من دون ذي الاحسان ما ثم من دين ولا عقل ولا*** خلق ولا خوف من الرحمن وجمالها زور ومصنوع فان*** تركته لم تطمح لها العينان طبعت على ترك الحفاظ فما لها*** بوفاء حق البعل قط يدان ان قصر الساعي عليها ساعة *** قالت وهل أوليت من احسان أو رام تقويما لها استعصت ولم*** تقبل سوى التعويج والنقصان أفكارها في المكر والكيد الذي*** قد حار فيه فكرة الانسان فجمالها قشر رقيق تحته*** ما شئت من عيب ومن نقصان نقد رديء فوقه من فضة*** شيء يظن به من الأثمان فالناقدون يرون ماذا تحته*** والناس أكثرهم من العميان
أما جميلات الوجوه فخائنا***ت بعولهن وهن للأخدان والحافظات الغيب منهن التي*** قد أصبحت فردا من النسوان فانظر مصارع من يليك ومن خلا*** من قبل من شيب ومن شبان وارغب بعقلك أن تبيع العالي الـ***ـباقي بذا الأدنى الذي هو فان إن كان قد أعياك خود مثل ما*** تبغي ولم تظفر الى ذا الآن فاخطب من الرحمن خودا ثم قد*** م مهرها ما دمت ذا إمكان ذاك النكاح عليك أيسر أن يكن*** لك نسبة للعلم والايمان والله لم تخرج الى الدنيا للذ***ة عيشها أو للحطام الفاني لكن خرجت لكي تعد الزاد للـ***أخرى فجئت بأقبح الخسران أهملت جمع الزاد حتى فات بل*** فات الذي ألهاك عن ذا الشان والله لو أنّ القلوب سليمة*** لتقطعت أسفا من الحرمان لكنها سكرى بحب حياتها الد***نيا وسوف نفيق بعد زمان
فصل
فاسمع صفات عرائس الجنات ثم اخـ***ـتر لنفسك يا أخا العرفان حور حسان قد كملن خلائقا*** ومحاسنا من أجمل النسوان حتى يحار الطرف في الحسن الذي*** قد ألبست فالطرف كالحيران ويقول لما أن يشاهد حسنها*** سبحان معطي الحسن والاحسان والطرف يشري من كؤوس جمالها*** فتراه مثل الشارب النشوان كملت خلائقها وأكمل حسنها*** كالبدر ليل الست بعد ثمان والشمس تجري في محاسن وجهها** والليل تحت ذوائب الأغصان فتراه يعجب وهو موضع ذاك من*** ليل وشمس كيف يجتمعان فيقول سبحان الذي ذا صنعه***سبحان متقن صنعة الانسان لا اليل يدرك شمسها فتغيب عنـ***ـد مجيئه حتى الصباح الثاني والشمس لا تأتي بطرد الليل بل*** يتصاحبان كلاهما اخوان
وكلاهما مرآة صاحبه اذا*** ما شاء يبصر وجهه يريان فيرى محاسن وجهه في وجها*** وترى محاسنها به بعيان حمر الخدود ثغورهن لآلئ*** سود العيون فواتر الأجفان والبرق يبدو حين يبسم ثغرها*** فيضيء سقف القفصر بالجدران ولقد روينا أن برقا ساطعا*** يبدو فيسأل عنه من بجنان فيقال هذا ضوء ثغر صاحبك*** في الجنة العليا كما تريان لله لاثم ذلك الثغر الذي*** في لثمه إدراك كل أمان ريانة الأعطاف من ماء الشبا***ب فغصنها بالماء ذو جريان لما جرى ماء النعيم بغصنها*** حمل الثمار كثيرة الألوان فالورد والتفاح والرمان في*** غصن تعالى غارس البستان
والقد منها كالقضيب اللدن في*** حسن القوام كأوسط القضبان في مغرس كالعاج تحسب أنه*** عالي النقا أو واحد الكثبان لا الظهر يلحقها وليس ثديها*** بلواحق للبطن أو بدوان لكنهن كواعب ونواهد*** فثديهن كألطف الرمان والجيد ذو طول وحسن في بيا***ض واعتدال ليس ذا نكران يشكو الحليّ بعاده فله مدى الـ***أيام وسواس من الهجران والمعصمان فان تشأ شبههما*** بسبيكتين عليهما كفان كالزبد لينا في نعومة ملمس*** أصداف در دورت بوزان والصدر متسع على بطن لها*** حفت به خصران ذا أثمان وعليه أحسن سرة هي مجمع الـ***ـخصرين قد غارت من الأعكان حق من العاج استدار وحوله*** حبات مسك جل ذو الاتقان
وإذا انحدرت رأيت أمرا هائلا*** ما للصفات عليه من سلطان لا الحيض يغشاه ولا بول ولا*** شيء من الآفات في النسوان فخذان قد جفا به حرسا له*** فجنابه في عزة وصيان قاما بخدمته هو السلطان بيـ***ـنهما وحق طاعة السلطان وهو المطاع أميره لا ينثني*** عنه ولا هو عنده بجبان وجماعها فهو الشفا لصبها*** فالصبّ منه ليس بالضجران وإذا يجامعها تعود كما أتت*** بكرا بغير دم ولا نقصان فهو الشهي وعضوه لا ينثني*** جاء الحديث بذا بلا نكران ولقد رأينا أن شغلهم الذي*** قد جاء في يس دون بيان شغل العروس بعرسه من بعدما*** عبثت به الأشواق طول زمان بالله لا تسأله عن أشغاله*** تلك اليالي شأنه ذو شان واضرب لهم مثلا بصب غاب عن*** محبوبه في شاسع البلدان والشوق يزعجه اليه وما له***بلقائه سبب من الامكان وافى اليه بعد طول مغيبه*** عنه وصار الوصل ذا امكان أتلومه ان صار ذا شغل به*** لا والذي أعطى بلا حسبان يا رب غفرا قد طغت أقلامنا*** يا رب معذرة من الطغيان
فصل
أقدامها من فضة قد ركبت*** من فوقها ساقان ملتفان والساق مثل العاج ملموم يرى*** مخ العظام وراءه بعيان والريح مسك الجسوم نواعم*** واللون كالياقوت والمرجان وكلاهما يسبي العقول بنغمة*** زادت على الأوتار والعيدان وهي العروب بشكلها وبدرها*** ونحبب للزوج كل أوان وهي التي عند الجماع تزيد في*** حركاتها للعين والأذنان لطفا وحسن تبعل وتغنج*** وتحبب تفسير ذي العرفان تلك الحلاوة والملاحة أوجبا*** اطلاق هذا اللفظ وضع لسان فملاحة التصوير قبل غناجها*** هي أول وهي المحل الثاني فإذا هما اجتمعا لصب وامق*** بلغت به اللذات كل مكان
فصل
أتراب سن واحد متماثل*** سن الشباب لأجمل الشبان بكر فلم يأخذ بكارتها سوى الـ***ـمحبوب من انس ولا من جان حصن عليه حارس من أعظن الـ***ـحرّاس بأسا شأنه ذو شان فاذا أحسّ بداخل للحصن ولـ***ـى هاربا فتراه ذا امعان ويعود وهنا حين رب الحصن يخـ***ـرج منه فهو كذا مدى الأزمان وكذا رواه أبو هريرة أنها*** تنصاغ بكرا للجماع الثاني لكن دراجا أبا السمح الذي*** فيه يضعفه أولو الاتقان هذا وبعضهم يصحح عنه في التـ***ـفسير كالمولود من حبان فحديثه دون الصحيح وأنه*** فوق الضعيف وليس ذا اتقان
يعطي المجامع قوة المائة التي أجـ***ـتمعت لأقوى واحد الانسان لا أن قوته تضاعف هكذا*** اذ قد يكون لأضعف الأركان ويكون أقوى منه ذا نقص من الـ***إيمان والأعمال والاحسان ولقد روينا أنه يغشى بيو***م واحد مائة من النسوان ورجاله شرط الصحيح رووا لهم*** فيه وذا في معجم الطبراني هذا ودليل أن قدر نسائهم*** متفاوت بتفاوت الايمان وبه يزول توهم الأشكال عن*** تلك النصوص بمنة الرحمن وبقوة المائة التي حصلت له*** أفضى الى مائة لا خوران وأعفهم في هذه الدنيا هو الـ***أقوى هناك لزهده الفاني فاجمع قواك لما هناك وغمض الـ***ـعينين واصبر ساعة لزمان ما ههنا والله ما يسوى قلا*** مة ظفر واحدة ترى بجنان ما ههنا الا النقار وسيّيء الـ***أخلاق مع عيب ومع نقصان هم وغم دائم لا ينتهي*** حق الطلاق أو الفراق الثاني والله قد جعل النساء عوانيا*** شرعا فأضحى البعل وهو العاني لا تؤثر الأدنى على الأعلى فان*** تفعل رجعت بذلة وهوان
فصل وإذا بدت في حلة من لبسها*** وتمايلت كتمايل النشوان تهتز كالغصن الرطيب وحمله*** ورد وتفاح على رمان وتبخرت في مشيها ويحق ذا***ك لمثلها في جنة الحيوان ووصائف من خلفها وأمامها*** وعلى شمائلها وعن أيمان كالبدر ليلة تتمة قد حف في*** غسق الدجى بكواكب الميزان فلسانه وفؤاده والطرف في*** دهش وإعجاب وفي سبحان فالقبل قبل زفافها في عرسه*** والعرس من أثر العرس متصلان حتى إذا ما واجهته تقابلا*** أرايت إذ يتقابل القمران فسل المتيم هل يحل الصبر عن*** ضم وتقبيل وعن فلتان وسل المتيم ابن خلف صبره*** في أي واد أم بأي مكان وسل المتيم كيف حالته وقد*** ملئت له الأذنان والعينان من منطق رقت حواشيه ووجـ***ـه كم به للشمس من جريان وسل المتيم كيف عيشته إذا*** وهما على فرشيهما خلوان يتساقطان لآلءا منثورة*** من بين منظوم كنظم جمان وسل المتيم كيف مجلسه مع الـ***ـمحبوب في روح وفي ريحان وتدور كاسات الرحيق عليهما*** بأكف أقمار من الولدان يتنازعان الكأس هذا مرة*** والخود أخرى ثم يتكئان فيضمها وتضمه*** أرأيت معـ***ـشوقين بعد البعد يلتقيان
غاب الرقيب وغاب كل منكد***وهما بثوب الوصل مشتملان أتراهما ضجرين من ذا العيش لا*** وحياة ربك ما هما ضجران ويزيد كل منهما حبا لصا***حبه جديدا سائر الأزمان ووصاله يكسوه حبا بعده*** متسلسلا لا ينتهي بزمان فالوصل محفوف بحب سابق*** وبلاحق وكلاهما صنوان فرق لطيف بين ذاك وبين ذا*** يدريه ذو شغل بهذا الشان ومزيدهم في كل وقت حاصل*** سبحان ذي الملكوت والسلطان يا غافلا عما خلقت له انتبه*** جد الرحيل فلست باليقظان سار الرفاق وخلفوك مع الألي*** قنعوا بذا الحظ الخسيس الفاني ورأيت أكثر من ترى متخلفا*** فتبعتهم ورضيت بالحرمان لكن أتيت بخطتي وعجز وجهـ***ـل بعد ذا وصحبت كل امان منتك نفسك باللحاق مع القعو***د عن المسير وراحة الأبدان ولسوف تعلم حين ينكشف الغطا*** ماذا صنعت وكنت ذا امكان
فصل في ذكر الخلاف بين الناس هل تحبل نساء أهل الجنة أم لا
والناس بينهم خلاف هل بها*** خبل وفي هذا لهم قولان فنفاه طاوس وابراهيم ثم*** مجاهد هم أولو العرفان وروى العقيلي الصدوق أبو رزيـ***ـن من صاحب المبعوث بالقرآن أن لا توالد في الجنان رواه تعـ***ـليقا محمد عظيم الشان وحكاه عنه الترمذي وقال اسـ***ـحاق بن ابراهيم ذو الاتقان لا يشتهي ولدا بها ولو اشتها***ه لكان ذك محقق الامكان وروى هشام لابنه عن عامر*** عن ناجي عن سعد بن سنان ان المنعم بالجنان إذا اشتهى الـ***ـولد الذي هو نسخة الانسان فالحمل ثم الوضع ثم السن في*** فرد من الساعات في الأزمان اسناده عندي صحيح قد روا***ه الرمذي وأحمد الشيباني ورجال ذا الاسناد محتج بهم*** في مسلم وهم أولو اتقان لكن غريب ما له من شاهد***فرد بذا الاسناد ليس بثان لولا حديث أبي رزين كان ذا*** كلنص يقرب منه في التبيان ولذاك أوله ابن ابراهيم بالـ***ـشرط الذي هو منتفى الوجدان وبذاك رام الجمع بين حديثه*** وأبي رزين وهو ذو امكان هذا وفي تأويله نظر فـ***ـان اذا لتحقيق وذي اتقان ولربما جاءت لغير تحقق*** والعكس في أن ذاك وضع لسان
واحتج من نصر الولادة أن في الجـ***ـنات سائر شهوة الانسان والله قد جعل البنين مع النسا*** من أعظم الشهوات في القرآن فأجيب عنه بأنه لا يشتهي*** ولدا ولا حبلا من النسوان واحتج من منع الولادة أنها*** ملزومة أمرين ممتنعان حيض وإنزال المنى وذانك الـ***أمران في الجنات مفقودان وروى صدى عن رسول الله*** أن منيّهم إذ ذاك ذو فقدان بل لا منيﹼ ولا منية هكذا*** يروي سليمان هو الطبراني وأجيب عنه بأنه نوع سوى الـ***ـمعهود في الدنيا من النسوان فالنفي للمعهود في الدنيا من الـ***إيلاد والاثبات نوع ثان والله خالق نوعنا من أربع*** متقابلات كلها بوزان ذكر وأنثى والذي هو ضده*** وكذاك من أنثى بلا نكران والعكس أيضا مثل حوا أمنا*** هي أربع معلومة التبيان وكذاك مولود لجنان يجوز أن*** يأتي بلا حيض ولا فيضان والأمر في ذا ممكن في نفسه*** والقطع ممتنع بلا برهان
| |
|