الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: المن والتعالي بالعبادة د.أحمد عبد الرحيم في 20 أبريل، 2011، الساعة 12:30 صباحاً · المن والتعالي بالعبادة الخميس فبراير 28, 2013 1:49 am | |
| المن والتعالي بالعبادة د.أحمد عبد الرحيم في 20 أبريل، 2011، الساعة 12:30 صباحاً ·
المن والتعالي بالعبادة
إن المتأمل لقول الله تعالى في سورة الحجرات: (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان) فسيجد في هذه الآية معنى عجيباً و هو أنهم لما و هبت لهم العقول فتدبروا بها عيب الأصنام وزيفها، فعلموا وتيقنوا أنها لا تصلح للعبادة ، فوجهوا العبادة إلى من فطر الأشياء وخلقها ، فكانت هذه المعرفة ثمرة العقل الموهوب -من قبل الخالق عز وجل - و الذي به باينوا البهائم والجمادات.
فعلى هذا كل متعبد لله تعالى و مجتهد في تحصيل العلم النافع إنما رأى بنور اليقظة والحق ، و قوة الفهم و العقل صوابا ،فحصل له المطلوب ، فكان لزاماً عليه أن يوجه الشكر إلى من بعث له في حالك ظلام قبساً يهتدي به .
و من هذا المنطلق نجد حديث الثلاثة الذين دخلوا الغار ، فانحطت عليهم صخرة فسدت باب الغار ، فقالوا : تعالوا نتوسل بصالح أعمالنا ، فقال كل منهم : فعلت كذا وكذا . و هؤلاء إن كانوا لاحظوا نعمة الواهب للعصمة عن الخطأ فتوسلوا بإنعامه عليهم الذي أوجب تخصيصهم بتلك النعمة عن أبناء جنسهم ، فبه توسلوا وإليه توجهوا .
و إن كانوا اعتمدوا على أفعالهم ، و أعتمدوا على جزاءها ظناً منهم أنهم هم الذين فعلوا فهم أهل جهل لا علم حقيقي لهم مطلق .
و على نفس النسق رؤية المتقي تقواه حتى إنه يرى أنه أفضل من كثير من الخلق .
و ربما احتقر أهل المعاصي و تعالى عليهم . و هذه غفلة عن طريق السلوك.
و لا أقول لك خالط الفساق احتقاراً لنفسك . بل أغضب عليهم في الباطن وأنكر عليهم و أعرض عنهم في الظاهر إذا مالم يمتنعوا عن فسقهم. ثم تلمح جريان الأقدار عليهم . فأكثرهم قد لا يعرف عظمة من عصى .
و جمهورهم لا يقصد العصيان في حد ذاته ، بل يريد موافقة هواه ، و عزيز عليه أن يعصي . و فيهم من غلبه تطلعه إلى العفو و الحلم فاحتقر واستصغر ما يأتيه لقوة يقينه بالعفو .
و هذه كلها ليست بأعذار لهم ، و لكن هي إشارة لك أخي فتلمحها أنت يا صاحب التقوى والطاعة والعلم ، و اعلم أن الحجة عليك أوفى من الحجة عليهم ، لأنك تعرف من تعصى ، و تعلم ما تأتي .
بل انظر إلى تقليب القلوب بين إصبعين فربما دارت الدائرة فصرت المنقطع و وصل المقطوع .
فالعجب ممن يدل على نفسه ويستشهد لها بخير ، وفي ذات الوقت ينسى من أنعم عليه و وفقه للطاعة .
أسأل الله أن يجعلنا ممن يتعلق قلبه وعقله بالله ويستشرف نور الحق بما علمه وهداه الله إليه فيكون حليما مع خلق الله متواضعا لهم ، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. | |
|