الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: د.أحمد عبد الرحيم 12 ديسمبر، 2011 إليك يا فلذة كبدي الأربعاء فبراير 27, 2013 11:51 pm | |
| [ color=black]د.أحمد عبد الرحيم 12 ديسمبر، 2011 إليك يا فلذة كبدي إليك يا بني.. أسطر هذه الكلمات.. نابضة بالحنان والنصح.. والصدق والإخلاص.. لعلك تجد بها الطريق السوي الذي يدلك على الخير ويرشدك إلى الهدى.. وما دفعني إلى نصحك هو خوفي عليك.. وإحساسي العميق بالمسؤولية نحوك.. لقول رسول الله r: «كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته». وكما أنه ليس للإنسان يد في اختيار أبويه.. فكذلك ليس للإنسان يد في اختيار أبنائه.. وليس له إلا دلالتهم على الخير.. وهدايتهما إلى الرشاد.. وهذا.. هذا ما يدفعني إلى حثك في هذه الرسالة على أسباب النجاة والخير.. وتذكيرك بما أوجبه الله عليك.. وما كلفك به من أمانة العبودية.. والطاعة والتوحيد.. فإليك يا بني نص الرسالة.. لا يا بني!! لا تنس الله! فإنك لم تخلق سدى.. ولم توجد في هذه الحياة عبثًا بل أنت خليفة في الأرض قد كُلفتَ فيها بالأمانة.. تلك الأمانة التي عرضت على من هم أكبر منك خلقًا فخافوا وأشفقوا. }إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا{. فهل عرفت ما هي تلك الأمانة؟! إنها عبادة الله! }وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ{. فهل عبدت الله كما أمرك؟! إن العبادة يا بني هي: كل الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة التي ارتضاها لعباده! فأين حظك منها؟! واعلم يا بني أن من تفكَّر في الدنيا قبل أن يوجد.. رآها مدة طويلة، فإذا تفكر فيها بعد أن يخرج منها رآها مدة قصيرة. واعلم أن اللبث في القبور طويل، فإذا تفكر في يوم القيامة علم أنه خمسون ألف سنة، فإذا تفكر في اللبث في الجنة والنار علم أنه لا نهاية له، فإذا عاد إلى النظر في مقدار بقائه في الدنيا فرضنا ستين سنة مثلاً فإن يمضي منها ثلاثين سنة في النوم، ونحوًا من خمس عشرة في الصبا، فإذا حسب الباقي كان أكثره الشهوات والمطاعم والمكاسب، فإذا أخلص ما للآخرة وجد فيه من الرياء والغفلة كثيرًا.. فبماذا تشتري الحياة الأبدية، وإنما الثمن هذه الساعات. لا يا بني.. لا تضيع لحظات عمرك وراء الشهوات المحرمة، فإنها لذات فانية، ومتع منقضية تمضي متعتها، وتبقى تبعتها. قال رسول الله r: «لا تزول قدما عبد حتى يُسأل عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه» [رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح].
أبني كن مستمسكًا بجميع ما لك فيه رشد
ما نحن فيه متاع أيام تعار وتسترد
قال يحيى بن معاذ: «المغبون من عطل أيامه بالبطالات وسلط جوارحه على الهلكات، ومات قبل إفاقته من الجنايات». لا يا بني.. لا تقتل طاقتك الحية الناضجة.. وشبابك النابض في بنيات الطريق.. وغُضَّ بصرك عمَّا حرم الله؛ سواء كنت في السوق أو كنت خاليًا وحدك.. واعلم أن الله يراك.. وأنه سبحانك لا تخفى عليه خافية..
وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى العصيان
فاستحِ من نظر الإله وقل لها: إن الذي خلق الظلام يراني
فما أبأسني يا بني.. إذا رأيتك متجرئًا على المعاصي.. ترافق أهلها.. وتجاهر بها.. وما أحزنني.. إذا رأيتك قد جانبت الصلاح.. واتبعت طريق الغواية والضلال.. تائهًا.. هائمًا لا تعرف ما تريد! وما أسعدني إذا رأيتك مقبلاً على الله.. ساعيًا في الخير.. محافظًا على الوقت تصلي.. وتذكر الله.. وتقرأ القرآن.. وترافق الأخيار.. يقتدي بك إخوتك.. فإنك وأنت على ذلك قرة عيني.. وكسب لي في الآخرة.. ألم تسمع قول الله تعالى: }رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا{.
قال الحسن البصري: «الرجل يرى زوجته وولده مطيعين لله عز وجل, وأي شيء أقر لعينه من أن يرى زوجته وولده يطيعون الله عز وجل ذكره». وقال النبي r: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، وعمل ينتفع به، وولد صالح يدعو له». فاعلم يا بني أن صلاحك هو من تمام بر والديك في حياتهما وبعد موتهما.. فأما في حياتهما فإنهما ينتفعان باستقامتك وهذا لا يخفى.. وأما بعد مماتهما فإن دعاءك واستغفارك لهما في قبرهما يصلهما ثوابه وبركته.[/color] | |
|