الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: [size=24]د.أحمد عبد الرحيم 2 يناير، 2012 الخلوات وأثرها في حياة المسلم الخميس فبراير 28, 2013 12:39 am | |
| د.أحمد عبد الرحيم 2 يناير، 2012
الخلوات وأثرها في حياة المسلم
للخلوات تأثيراتها التي لا تبين مع سواها ، فكم أن المؤمن بالله سبحانه وتعالى يسعى دوما لإحترام ربه خاصة عند الخلوات فهو يعمل جاهدا على ترك ما يشتهي أما حذراً من عقاب ربه ، أو رجاء لثوابه تعالى ، أو إجلالاً وتبجيلا له سبحانه وتعالى ، فيكون المؤمن بذلك كالشمعة المعطرة التي يحترق زيتها فيفوح طيبها فيستنشقه الخلائق و لا يدرون أين هو تمنح الضوء والنور لمن حولها ولكن لايراها الجميع.
وكما قيل على قدر أهل العزم تأتي العزائم ، فعلى قدر مجاهدة المريء نفسه في ترك ما يهوى ويشتهي فتقوى محبته ، فعلى قدر زيادة المجهود من المجاهد في دفع ذلك الهوى المتروك يزيد فوح طيبه ، و يتفاوت سطوع نوره ، فيلقى الله المحبة في قلبه ، وذلك بعد أن يحبه الله ، ثم يلقى محبته بين ملائكته المقربيين ، فترى أبصار الخلائق تهفو وتعظم هذا المؤمن و لا تكاد ألسنتهم تنقطع من مديحه و لايعرفون لم ؟ و تعجز كلماتهم عن وصفه وماذلك إلا لبعدهم عن معرفتي حقيقته ، وما هذا إلا القبول الذي يضعه الله لعبده المخلص في الارض.
ومن رحمة الله بعبده المخلص ألا ينقطع الفضل الممنوح له من الباري بموته ولكن قد يمتد لما بعد الموت وما يكون امتداده إلا على قدر مجاهدته وإخلاصه في خلواته ، فمن المجاهدين في الخلوات من يطيب ذكره بالخير بين الخلائق مدة مديدة ثم ينسى ، و منهم من يذكر قرن من الزمن ثم يخفى ذكره و قبره ، و ولكن يبقى هناك أعلام راسخه منهم يبقى ذكرها أبداً. والعكس بالعكس ، فمن هاب الخلق دونما الخالق ، و لم يحتفظ بحق الخالق في خلوته ، فإنه على قدر مبارزته بالذنوب ، و على مقادير تلك الذنوب ، تشتم منه ريح الكراهة فتمقته القلوب النقيه ، فإن قل مقدار ما يحصد من عمل قل في المقابل ذكر الخلائق له بالخير ، و لاحول ولا قوة الا بالله . فرب خال بذنبه ، كانت خلوته سببا في سقوطه من شاهق في هوة سحيقة من شقوة في عيش الدنيا و نكد عذاب الآخرة ، فما من مهرب إحبتي في الله من التأمل في الخلوات وما قد تسوله من من المعاصي ، فوالله كم من المعاصي أثرت و أعسرت، ولله در الصحابي الجليل أبي الدرداء رضي الله عنه حيث قال : (إن العبد ليخلوا بمعصية الله تعالى فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر) أحبتي في الله من منا لم يجترأ على خلواته فانتهكها ، تأملوا كلماتي فلعل توبة صادقة تجد طريقها لأبواب السماء فتجد لها قبولا فتصفى النفوس ، البدار البدار أخواتي ، فلا تهملوا خلواتكم و تعهدوا سرائركم ، فإن الأعمال بالنيات ، و على قدر إخلاصنا يأتي الجزاء ، ولتعلموا أن لنا رب رحيم أرحم من الوالدة بولدها ، كما أنه ملك لا يتعدى على حماه ألا فلنسارع بالعودة لله تعالى فهو السبيل وهو النجاة فنحن منه وإليه ، أسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في السر والعلن وأن يجعلنا ممن يخافه في الخلوات قبل العلانيه ، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. | |
|