الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: د.أحمد عبد الرحيم 15 يناير، 2012 همسة في خاطرك : باعد نفسك عن الفتن وأسبابها الخميس فبراير 28, 2013 12:30 am | |
| د.أحمد عبد الرحيم 15 يناير، 2012
همسة في خاطرك : باعد نفسك عن الفتن وأسبابها
أخي المسلم أختي المسلمة همسة في خاطرك ، وهي تهمس إليكم وبكل صدق وبكل أمانة فإن من نازعته نفسه إلى لذة محرمة ، فشغله فكره إليها ورومه لها ، فشغله ذلك عن التأمل في عواقبها او النظر في عقابها و سمع هاتف العقل يصرخ فيه وبكل قوة أي عبد الله وأنتِ يا أمة الله: و يحكم لا تقدموا على الإنتهاك ، فأنتم ولا شك تتأرجحون لا الى الرقي للعُلَى بالطاعة ولكنكم ، تهْوون هبوطا في شَرَكِ الفتن ، وفي نهاية الطريق ينادا عليك ويقال لك : إبق بمنزلةِ ما إخترت وارضى لنفسك الهوان ، أخي المسلم أختي المسلمة ؛ إن من شغله هواه وفتنته فلم يلتفت إلى داعي الخير من وجدانه ، لم يزل في نزول ويهوي في حضيض ، و كان مثله في سوء إختياره كالمثل المروي: أن الكلب قال للأسد : ياسيد السباع ، غير إسمي فإنه قبيح ، فقال له : أنت خائن لا يصلح لك غير هذا الإسم ، قال : فجربني فأعطاه شقة لحم و قال : إحفظ لي هذه إلى غد و انا أغير إسمك ، فجاع و جعل ينظر إلى اللحم ، و يصبر ، فلما غلبته نفسه قال : و أي شيء بإسمي ؟ و ما كلب إلا إسم حسن . فأكل قطعة الحم ولم يحفظ الأمانة فاستمع لمنادي الشهوة وتجاهل نداء العقل. و هكذا الشخص ضعيف الهمة ، بالي الفكر الفطنة ، ذاك القنوع بأقل المنازل ، الذي يفضل الرخيص من عاجل الهوى على الغالي من آجل الفضائل. وعلى النقيد من ذلك العفيف الذي يقي نفسه الفتن وأسبابها ، ويمنع نفسه عنها باختياره وهو قادر عليها ، فجزاؤه عظيم واجره جزيل ، ففي الحديث الذي رواه البخاري وغيره من قصة الثلاثة الذي كانوا بكهف فسقطت عليهم صخرة فاغلقت الكهف عليهم ، شاب يضرب لنا المثال على الطهر والعفة ، ترى ما كان هذا العمل أترك الحديث يروى لنا قصته على لسانه فيقول : (اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء , فطلبت إليها نفسها , فأبت حتى آتيها بمائة دينار , فسعيت حتى جمعت مائة دينار , فلقيتها بها , فلما قعدت بين رجليها قالت : يا عبد الله , اتق الله ولا تفتح الخاتم إلا بحقه , فقمت عنها , اللهم فإن كنت تعلم أني قد فعلت ذلك ابتغاء وجهك , فافرج لنا منها , ففرج لهم فرجة ) فلله در ذاك الفتى الذي ناجى ربه وتوجه اليه بافضل عمل صالح له ألا وهو عصيان داعي الفتنة والسمو بالتزام الفضيلة ، أستجاب لداعي الخير ، وهزم بداخله محرض الرذيلة . فا الله الله يا أخواني والحذر الحذر يا أحبابي من حريق نار تلظى من الهوى إذا ثار رمادها ، و النظر ثم النظر في كيفية اطفائها ، فرب زلة لا نلقي لها بالا فاذا بها وقد أوقعتنا في بئر من البوار ، و رب أثر لمعصية تم الإدمان عليها لم ينقلع ، و الفائت لا يستدرك على حقيقته الا بتوبة صادقة ، فالبدار البدار إلى البعد عن أسباب الفتنة ، مواطن الزلات فإن المقاربة للفتن واسبابها محنة لا يكاد صاحبها يسلم الدهر منها ، فالله نسأله السلامة من الفتن ونداء الشهوات ، وهو المستعان على طلب الصبر عند اشتداد الوسوسات ، ثم العون منه على تحصيل توبة ناصحة صادقة تمحو ما قد سبقها من زلات وهنات وسقطات ، هو وحده ولي ذلك والقادر عليه وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. | |
|