الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: فتح الباري شرح صحيح البخاري باب قَوْلِ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُصِرْتُ بِالصَّبَا الثلاثاء مايو 07, 2013 12:19 pm | |
| فتح الباري شرح صحيح البخاري
باب قَوْلِ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُصِرْتُ بِالصَّبَا ============================
الشرح: قوله: (باب قول النبى صلى الله عليه وسلم نصرت بالصبا) قال الزين بن المنير: فى هذه الترجمة إشارة إلى تخصيص حديث أنس الذى قبله بما سوى الصبا من جميع أنواع الريح لأن قضية نصرها له أن يكون مما يسر بها دون غيرها، ويحتمل أن يكون حديث أنس على عمومه إما بأن يكون نصرها له متأخرا عن ذلك لأن ذلك وقع فى غزوة الأحزاب وهو المراد بقوله تعالى (فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها) كما جزم به مجاهد وغيره وإما بأن يكون نصرها له بسبب إهلاك أعدائه فيخشى من هبوبها أن تهلك أحدا من عصاة أمته وهو كان بهم رءوفا رحيما صلى الله عليه وسلم. وأيضا فالصبا تؤلف السحاب وتجمعه، فالمطر فى الغالب يقع حينئذ، وقد وقع فى الخبر الماضى أنه كان إذا أمطرت سرى عنه، وذلك يقتضى أن تكون الصبا أيضا مما يقـع التخوف عند هبوبها فيعكر ذلك على التخصيص المذكور، والله أعلم.
849- حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نُصِرْتُ بِالصَّبَا وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ الشرح: قوله: (حدثنا مسلم) هو ابن إبراهيم. قوله: (بالصبا) بفتح المهملة بعدها موحدة مقصورة يقال لها القبول بفتح القاف لأنها تقابل باب الكعبة إذ مهبها من مشرق الشمس، وضدها الدبور وهى التى أهلكت بها قوم عاد، ومن لطيف المناسبة كون القبول نصرت أهل القبول وكون الدبور أهلكت أهل الإدبار، وأن الدبور أشد من الصبا لما سنذكره فى قصة عاد أنها لم يخرج منها إلا قدر يسير ومع ذلك استأصلتهم، قال الله تعالى (فهل ترى لهم مـن باقية). ولما علم الله رأفة نبيه صلى الله عليه وسلم بقومه رجاء أن يسلموا سلط عليهم الصبا فكانت سبب رحيلهم عن المسلمين لما أصابهم بسببها من الشدة، ومع ذلك فلم تهلك منهم أحدا ولم تستأصلهم. ومن الرياح أيضا الجنوب والشمال، فهذه الأربع تهب من الجهات الأربع، وأى ريح هبت من بين جهتين منها يقال لها النكباء بفتح النون وسكون الكاف بعدها موحدة ومد، وسيأتى الكلام على بقية فوائد هذا الحديث فى بدء الخلق إن شاء الله تعالى. الى.
2495- حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِى اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نُصِرْتُ بِالصَّبَا وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ الشرح: قوله: (عن الحكم) هو ابن عتيبة بالمثناة والموحدة مصغر. قوله: (نصرت بالصبا) بفتح المهملة وتخفيف الموحدة مقصور هى الريح الشرقية، والدبور بفتح أوله وتخفيف الموحدة المضمومة مقابلها، يشير صلى الله عليه وسلم إلى قوله تعالى فى قصة الأحزاب (فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها) وروى الشافعى بإسناد فيه انقطاع أن النبى صلى الله عليه وسلم قال"نصرت بالصبا، وكانت عذابا على من كان قبلنا"وقيل إن الصبا هى التى حملت ريح قميص يوسف إلى يعقوب قبل أن يصل إليه، قال ابن بطال: فى هذا الحديث تفضيل بعض المخلوقات على بعض، وفيه إخبار المرء عن نفسه بما فضله الله به على سبيل التحدث بالنعمة لا على الفخر، وفيه الإخبار عن الأمم الماضية وإهلاكها.
3250- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ حَدَّثَنِى الْحَكَمُ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِى اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نُصِرْتُ بِالصَّبَا وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ الشرح: قوله: (نصرت بالصبا) بفتح المهملة وتخفيف الموحدة وهى الريح الشرقية، والدبور هى الريح الغربية، وروى أحمد من حديث أبى سعيد قال. " قلنا يوم الخندق: يا رسول الله، هل من شيء تقوله؟ قد بلغت القلوب الحناجر، قال: نعم، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا. قال: فضرب الله وجوه أعدائنا بالريح، فهزمهم الله عز وجل بالريح"وروى ابن مردويه فى التفسير من طريق أخرى عن ابن عباس أيضا قال:"قالت الصبا للشمال: اذهبى بنا ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن الحرائر لا تهب بالليل، فغضب الله عليها فجعلها عقيما"وفى رواية له من هذا الوجه"فكانت الريح التى نصر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبا" وقد تقدم فى الاستسقاء ذكر النكتة فى تخصيص الدبور بعاد والصبا بالمسلمين، وعرف بهذا وجه إيراد المصنف هذا الحديث هنا، وأن الله نصر نبيه فى غزوة الخندق بالريح، قال تعالى: (فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها) قال مجاهد: سلط الله عليهم الريح فكفأت قدورهم، ونزعت خيامهم حتى أطعنتهم. وذكر ابن إسحاق فى سبب رحيلهم"أن نعيم بن مسعود الأشجعى أتى النبي صلى الله عليه وسلم مسلما ولم يعلم به قومه، فقال له: خذل عنا. فمضى إلى بنى قريظة - وكان نديما لهم - فقال: قد عرفتم محبتي، قالوا: نعم. فقال: إن قريشا وغطفان ليست هذه بلادهم، وإنهم إن رأوا فرصة انتهزوها وإلا رجعوا إلى بلادهم وتركوكم فى البلاء مع محمد، ولا طاقة لكم به. قالوا: فما ترى؟ قال: لا تقاتلوا معهم حتى تأخذوا رهنا منهم. فقبلوا رأيه. فتوجه إلى قريش فقال لهم: إن اليهود ندموا على الغدر بمحمد فراسلوه فى الرجوع إليه، فراسلهم بأنا لا نرضى حتى تبعثوا إلى قريش فتأخذوا منهم رهنا فاقتلوهم. ثم جاء غطفان بنحو ذلك. قال: فلما أصبح أبو سفيان بعث عكرمة بن أبى جهل إلى بنى قريظة بأنا قد ضاق بنا المنزل ولم نجد مرعى، فأخرجوا بنا حتى نناجز محمدا. فأجابوهم: إن اليوم يوم السبت ولا نعمل فيه شيئا، ولا بد لنا من الرهن منكم لئلا تعذروا بنا. فقالت قريش: هذا ما حذركم نعيم، فراسلوهم ثانيا أن لا نعطيكم رهنا، فإن شئتم أن تخرجوا فافعلوا. فقالت قريظة: هذا ما أخبرنا نعيم"قال ابن إسحاق: وحدثنى يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة"أن نعيما كان رجلا نموما، وأن النبى صلى الله عليه وسلم قال له: إن اليهود بعثت إلى إن كان يرضيك أن تأخذ من قريش وغطفان رهنا ندفعهم إليك فتقتلهم فعلنا، فرجع نعيم مسرعا إلى قومه فأخبرهم، فقالوا: والله ما كذب محمد عليهم، وإنهم لأهل غدر. وكذلك قال لقريش. فكان ذلك سبب خذلانهم ورحيلهم"وقد تقدم فى الحديث السادس بيان ما أرسل عليهم من الريح.
1944 - وحدثنا أبو بكر بن أبى شيبة. حدثنا غندر عن شعبة. ح وحدثنى محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبى صلى الله عليه وسلم ، أنه قال: % "نصرت بالصبا. وأهلكت عاد بالدبور". (نصرت بالصبا) الصبا ريح. ومهبها المستوى أن تهب من مطلع الشمس إذا استوى الليل والنهار. (بالدبور) الريح التى تقابل الصبا. وقال النووى. هى الريح الغربية.
المصادر: • فتح الباري / المغازي3250+ • مسلم / صلاة الاستسقاء1944 • فتح الباري /بدء الخلق2495 • فتح البارى /الجمعة 849 • فتح البارى
| |
|