الداعية جنة الفردوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركته
أهلاً ومرحاً أيها الزائر العزيز في منتدى الداعية جنة الفردوس الإيسلامي
نرجو منك أن تشرفنا بنضمامك معنا في المنتدى
اذا كنت منضم معنا فرجاءً سجل الدخول
تحيات الداعية جنة الفردوس
الداعية جنة الفردوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركته
أهلاً ومرحاً أيها الزائر العزيز في منتدى الداعية جنة الفردوس الإيسلامي
نرجو منك أن تشرفنا بنضمامك معنا في المنتدى
اذا كنت منضم معنا فرجاءً سجل الدخول
تحيات الداعية جنة الفردوس
الداعية جنة الفردوس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اسلامي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تابع:أسماء الله الحسنى2--

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الداعية جنة الفردوس
Admin
Admin
الداعية جنة الفردوس


عدد المساهمات : 4517
جوهرة : 13406
تاريخ التسجيل : 03/01/2013

تابع:أسماء الله الحسنى2-- Empty
مُساهمةموضوع: تابع:أسماء الله الحسنى2--   تابع:أسماء الله الحسنى2-- I_icon_minitimeالأحد أبريل 14, 2013 7:52 pm

تابع:أسماء الله الحسنى2--
------------------------------

( السلام ) : مصدر نعت به للمبالغة أي : ذو السلامة عن عروض الآفات مطلقا ذاتا وصفة وفعلا ، فهو الذي سلم ذاته عن العيب والحدوث ، وصفاته عن النقص ، وأفعاله عن الشر المحض ، فهو من أسماء التنزيه ، وقيل : معناه مالك تسليم العابد من المخاوف والمهالك ، فيرجع إلى القدرة وهي من صفات الذات ، وقيل : ذو السلام على المؤمنين في الجنان ، كما قال تعالى : سلام قولا من رب رحيم فيكون مرجعه إلى الكلام القديم ، قيل : الفرق بينه وبين القدوس أن القدوس يدل على براءة الشيء من نقص يقتضيه ذاته ويقوم به ، فإن القدوس طهارة الشيء عن نفسه ، ولذلك جاء الفعل منه على فعل بالضم ، والسلام يدل على نزاهته عن نقص يعتريه لعروض آفة ، أو صدور فعل ، ويقرب منه ما قيل : القدوس فيما لم يزل ، والسلام فيما لا يزال ، ووظيفة العارف أن يتحقق به بحيث يسلم قلبه من الحقد والحسد والخيانة وإرادة الشر من غير قصد الخير في ضمنه وجوارحه عن ارتكاب المحظورات والآثام ، ويكون مسلما لأهل الإسلام ، ومسلما على كل من يراه عرفه أو لم يعرفه ، وعن بعض العارفين : السليم من العباد من سلم عن المخالفات سرا وعلنا ، وبرئ من العيوب ظاهرا وباطنا .

وقال القشيري : ومن آداب من تخلق بهذا الاسم أن يعود إلى مولاه بقلب سليم ، وقال بعضهم : لما كان السلام من السلامة كان العارف بهذا الاسم طالبا للسلامة ، ومتلبسا بالاستسلام ، ليجمع له كمال التنزيه في كل الأحوال ، والتخلق به أن يسلم المسلمون من لسانه ويده ، بل يكون بزيادة الشفقة عليهم ، فإذا رأى من هو أكبر منه سنا قال : هو خير مني ؛ لأنه أكثر مني طاعة وأسبق مني إيمانا ومعرفة ، وإن رأى أصغر منه ، قال : إنه خير مني ؛ لأنه أقل مني معصية ، وإذا ظهر من أخيه معصية طلب له سبعين معذرة ، فإن اتضح له عذره وإلا عاد على نفسه باللوم ، ويقول : بئس الرجل أنت حيث لم تقبل سبعين عذرا من أخيك .

( المؤمن ) : أي : من أمن خلقه بإفادة آلات دفع المضار ، أو أمن الأبرار من الفزع الأكبر يوم العرض ، أو أمن عباده من الظلم ، بل ما يفعل بهم إما فضل وإما عدل ، فهو من الأمان ومرجعه إلى أسماء الأفعال ، أو صدق أنبياءه بالمعجزات ، فيرجع إلى الكلام . قال القشيري : اعلم أن الموافقة في الأسماء لا تقتضي المشابهة في الذوات ، فيصبح أن يكون الحق سبحانه مؤمنا ، ولا تقضي المشابهة مشابهة العبد الرب اهـ . ولا تقتضي المشابهة في الصفات فإن بين الإيمانين بونا بينا ، قيل : ووظيفة العارف منه أن يصدق الحق ويسعى في تقريره ، ويكف عن الإضرار والحيف ، ويكون بحيث يأمن الناس بوائقه ، ويعتضدون به في دفع المخاوف ودفع المفاسد في أمور الدين والدنيا . وقال بعضهم : من عرف أنه الصادق في وعده المصدق لمن يشاء من عباده لم يسكن في تصديقه لغيره ، وعطف على السلام لمزيد معنى التأمين على السلام ، لما فيه من القبول والإقبال والله أعلم .

( المهيمن ) : أي : الرقيب المبالغ في المراقبة والحفظ ، ومنه هيمن الطائر إذا نشر جناحه على فراخه صيانة له ، فهو من أسماء الأفعال ، وقيل : الشاهد أي : العالم الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة ، فيرجع إلى العلم ، وقيل : الذي يشهد على كل نفس بما كسبت فيرجع إلى القول ، ومنه قوله تعالى : ( ومهيمنا عليه أي : شاهدا ، وقيل : القائم بأمور الخلق من أعمالهم وأرزاقهم وآجالهم وأخلاقهم ، فيرجع إلى القدرة ، وقيل : أصله مؤيمن أبدلت الهاء من الهمزة ، فهو مفيعل من الأمانة بمعنى الأمين الصادق الوعد ، فهو من الكلام . وقيل : هو من أسمائه تعالى في الكتب القديمة .

قال الغزالي - رحمه الله - : المهيمن اسم لمن استجمع ثلاث صفات : العلم مجال الشيء ، والقدرة العامة على مراعاة مصالحه ، والقيام عليها ، وحظ العارف منه أن يراقب قلبه ، ويقوم أحواله ، ويحفظ القوى [ ص: 1566 ] والجوارح عن الاشتغال بما يشغل قلبه عن جناب القدس ، ويحول بينه وبين الحق ، وما أحسن قول من قال : من عرف أنه المهيمن خضع تحت جلاله في كل أحواله .

( العزيز ) : ومنه قوله تعالى : والله غالب على أمره وقيل : عديم المثال فمرجعه إلى التنزيه ، وقيل : هو الذي تتعذر الإحاطة بوصفه ، وحظ العارف منه أن يعز نفسه ، ولا يستهينها بالمطالب الدنية ، ولا يدنسها بالسؤال من الناس ، والافتقار إليهم ، ويجعلها بحيث يشتد إليها احتياج العباد في الإرفاق والإرشاد ، قال أبو العباس المرسي : والله ما رأيت العز إلا في رفع الهمة عن المخلوقين ، وقيل : إنما يعرف الله عزيزا من أعز أمره وطاعته ، فأما من استهان بأوامره ، فمن المحال أن يكون متحققا بعزته . قال تعالى : ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون .

( الجبار ) : بناء مبالغة من الجبر ، وهو إصلاح الشيء بضرب من القهر ، ويطلق على الإصلاح المجرد نحو ما نقل عن علي : يا جابر كل كسير ، وعلى القهر المجرد نحو ما ورد : لا جبر ولا تفويض ، ثم تجوز به للعلو المسبب عن القهر فقيل لمكة جبارة فقيل الجبار هو المصلح لأمور العباد يغني المؤمن من فقره ، ويصلح عظمه من كسره فهو من أسماء الأفعال ، وقيل : المتعالي عن أن يلحقه كيد الكائدين ، وأن يناله قصد القاصدين ، فمرجعه إلى التنزيه ، وقيل معناه حامل العباد على ما أراد قهرا من أمر أو نهي ، أو على ما أراد صدوره عنهم على سبيل الإجبار ، فصاروا حيث أراد طوعا أو كرها من الأخلاق والأعمال والأرزاق والآجال ، فهو من صفات الذات . قيل : وحظ العارف من هذا الاسم أن يقبل على النفس فيجبر نقائصها باستكمال الفضائل ، ويحملها على ملازمة التقوى من الرذائل ، ويكسر فيها الهوى والشهوات بأنواع الرياضات ، ويرتفع عما سوى الحق غير ملتفت إلى الخلق فيتخلق بالسكينة والوقار بحيث لا يزلزله تعاور الحوادث ، ولا يؤثر فيه تعاقب النوازل ، بل يقوى على التأثير في الأنفس والآفاق بالإرشاد والإصلاح .

قال القشيري : الاسم إذا احتمل معاني مما يصح في وصفه تعالى ، فمن دعاه بهذا الاسم ، فقد أثنى عليه بتلك المعاني فهو الجبار على معنى أنه عزيز متكبر محسن إلى عباده ، لا يجري في سلطانه شيء بخلاف مراده ، من آداب من عرف أنه لا تناله الأيدي لعلو قدرته أن يتحقق بأنه لا سبيل إليه ، فلا يصيب العبد منه إلا لطفه وإحسانه اليوم عرفانه وغدا غفرانه ، وإذا علم أنه يجبر الخلق على مراده ، وعلم أنه لا يجري في سلطانه ما يأباه ويكرهه ترك ما يهواه وانقاد لما يحكم به مولاه ، فيستريح عن كد الفكر وتعب التدبير ، وفي بعض الكتب : عبدي تريد وأريد ولا يكون إلا ما أريد ، فإن رضيت بما أريد كفيتك فيما تريد ، وإن لم ترض بما أريد أتعبتك فيما تريد ، ثم لا يكون إلا ما أريد اهـ .

ولذا قيل لأبي يزيد : ما تريد ؟ قال : أريد ألا أريد . قال عبد الله الأنصاري : هذه إرادة أيضا ، وقال الغزالي ، ما حاصله : الجبار من العباد من ارتفع عن الاتباع ، ونال درجة الاستتباع ، وتفرد بعلو رتبته بحيث يجبر الخلق هيئته وصورته على الاقتداء به ، ومتابعته في سمته وسيرته ، فيفيد الخلق ولا يستفيد ، ويؤثر ولا يتأثر ، ولم يكمل هذا المقام إلا لنبينا - عليه الصلاة والسلام - حيث قال : " لو أن موسى حيا لما وسعه إلا اتباعي ، وأنا سيد ولد آدم ولا فخر " .

( المتكبر ) : أي ذو الكبرياء وهو الرب الملك ، أو هو المتعالي عن صفات الخلق ، وقيل : هو عبارة عن كمال الذات فلا يوصف به غيره ، وقيل : هو الذي يرى غيره حقيرا بالإضافة إلى ذاته ، فينظر إلى غيره نظر المالك إلى عبده وهو عند الإطلاق لا يتصور إلا له تعالى ، فإنه المتفرد بالعظمة والكبرياء بالنسبة إلى كل شيء من كل وجه ولذلك لا يطلق على غيره إلا في معرض الذم .

قال الطيبي : فإن قيل . هذا اللفظ من باب التفعل ، ووضعه للتكلف في إظهار ما لا يكون ، فينبغي أن لا يطلق على الله تعالى . قلت : لما تضمن التكلف بالفعل مبالغة فيه أطلق اللفظ ، وأريد به مجرد المبالغة ، ونظير ذلك شائع في كلامهم ، مع أن التفعل جاء لغير التكلف كثيرا كالتعمم والتقمص .

[ ص: 1567 ] قال القشيري : من عرف علوه تعالى وكبرياءه لازم طريق التواضع ، وسلك سبيل التذلل ، وقد قيل : هتك ستره من جاوز قدره ، وقد قيل : الفقير في خلقه أحسن منه في جديد غيره ، ولا شيء أحسن على الخدم من التواضع بحضرة السادة ، وقيل : كل من أخلص في وده وصدق في حبه كان استلذاذه بمنعه أكثر من استلذاذه بعطائه . وقال الطيبي : وحظك منه أنك إذا شاهدت كبرياءه تعالى تكبرت على الركون إلى الشهوات والسكون إلى المألوفات ، فإن البهائم تساهمك فيها ، بل عن كل ما يشغل سرك عن الحق ، واستحقرت كل شيء سوى الوصول إلى جناب القدس من مستلذات الدنيا والآخرة ، وزالت عنك جميع دعاوى الكبر ومهاويه ، لصفاء نفسك وانطباعها للحق ، حتى سكن وهجها ، وانمحت رسومها ، فلم يبق لها اختيار ، ولا مع غير الله قرار .

( الخالق ) : من الخلق ، وأصله التقدير المستقيم ، ومنه قوله تعالى : فتبارك الله أحسن الخالقين أي المقدرين . وتخلقون إفكا أي تقدرون كذبا ، ويستعمل بمعنى الإبداع ، وإيجاد شيء من غير أصل ، كقوله تعالى : خلق السماوات والأرض فالله خالق كل شيء بمعنى أنه مقدره أو موجده من أصل ، أو من غير أصل .

( البارئ ) : بالهمز في آخره ، أي : الذي خلق الخلق بريئا من التفاوت .

( المصور ) : بكسر الواو المشددة أي : مبدع صور المخترعات ومزينها ومرتبها ، وقيل : هو الذي يصور الشيء على هيئة يتم بها خواصه وأفعاله . قال الطيبي : فالله سبحانه خالق كل شيء . بمعنى أنه مقدره ، أو موجده من أصل أو من غيره ، وبارئه بحسب ما اقتضته حكمته وسبقت به كلمته من غير تفاوت واختلال ، ومصوره بصورة يترتب عليه خواصه ، ويتم به كماله ، وثلاثتها من أسماء الأفعال اهـ . وبه يندفع قول من قال : إن هذه الثلاثة مترادفة وحظ العارف منها أن لا يرى شيئا ، ولا يتصور أمرا إلا ويتأمل فيما فيه من باهر القدرة وعجائب الصنع ، وليترقى من المخلوق إلى الخالق ، وينتقل من ملاحظة المصنوع إلى الصانع ، حتى يصير بحيث كلما نظر إلى شيء وجد الله عنده .

وقال القشيري : وإذا علم العبد أنه لم يكن شيئا ولا عينا ، فحوله الله شيئا وجعله عينا ، فبالحري أن لا يعجب بحاله ، ولا يدل بأفعاله ، وقد أشكل عليه حكم مآله ، وكيف لا يتواضع من يعلم أنه في الابتداء نطفة ، وفي الانتهاء جيفة ، وفي الحال صريع جوعه وأسير شبعه ، ففيه من النقائص ما إن تأمله عرف به جلال ربه ، ثم اعلم أن الأسماء المتقدمة ثلاثة عشر ، سوى الجلالة ، وكلها دائرة على معانيها مع إفادة كل منها زيادة على معنى ما قبلها .

وقد جاء كذلك في خاتمة سورة الحشر ، مع زيادة عالم الغيب والعزيز الحكيم ، وقد قالوا : آخر سورة الحشر مشتمل على اسم الله الأعظم ، والله أعلم .

( الغفار ) : أي الذي يستر العيوب والذنوب في الدنيا بإسبال الستر عليها ، وفي العقبى بترك المعاتبة لها ، وهو لزيادة بنائه أبلغ من الغفور ، وقيل : المبالغة في الغفار باعتبار الكمية ، وفي الغفور باعتبار الكيفية ، وأصل الغفر الستر فهو من أسماء الأفعال ، وحظك منه أن تعرف أنه لا يغفر الذنوب إلا هو ، وأن تستر على عباده ، وتعفو عنهم ، وتلازم على الاستغفار خصوصا في الأسحار .

قال القشيري في قوله تعالى : ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " ثم " تقتضي التراخي كأنه قال : من رخى عمره في الزلات ، وأفنى حياته في المخالفات ، وأبلى شبابه في البطالات ، ثم ندم قبل الموت ، وجد من الله العفو من السيئات ، و " من يعمل سوءا " إخبار عن الفعل ، و " يستغفر الله " إخبار عن القول كأنه قيل : الذين زلاتهم حالة ، وتوبتهم قالة ، ولقد سهل عليك الأمر من رضي عنك بقالة ، وقد عملت ما عملت ، فالاستغفار يستدعي مجرد الغفران ، فقوبل بقوله : " يجد الله " نظرا إلى حال المذنب كيف طلب المغفرة فوجد الله .

[ ص: 1568 ] ( القهار ) : أي : الذي لا موجود إلا وهو مقهور تحت قدرته مسخر لقضائه ، وقدره قال تعالى : وهو القاهر فوق عباده ومرجعه إلى القدرة ، وقيل : هو الذي أذل الجبابرة وقصم ظهورهم بالإهلاك نحوه ، فهو من أسماء الأفعال ، وما أحسن قول من قال : هو من اضمحلت عند صولته صولة كل متمرد أو جبار ، وبادت عند سطوته قوى الملوك وأرباب التفاخر والاستكبار ، لاسيما عند قوله تعالى : لمن الملك اليوم لله الواحد القهار فأين الجبابرة الأكاسرة عند ظهور هذا الخطاب ؟ وأين الأنبياء والمرسلون والملائكة المقربون في هذا العتاب ؟ وأين أهل الضلال والإلحاد والتوحيد والإرشاد ؟ وأين آدم وذريته وإبليس وشيعته ، وكأنهم بادوا وانقرضوا ، وكأنهم لم يغنوا ، زهقت النفوس ، وبلغت الأرواح ، وتبددت الأجسام والأشباح ، وبقي الموجود الذي لم يزل ولا يزال ، وما عداه بادوا عن آخرهم ، وتفرقت منهم الأعضاء والأوصال ، واعلم أن الله تعالى قهر نفوس العابدين بحقوق عبوديته ، وقلوب العارفين بسطوة قربته ، وأرواح الواجدين بكشف حقيقته ، فالعابد بلا نفس لاستيلاء سلطان أفعاله عليه ، والعارف بلا قلب ، لاستيلاء سلطان إقباله عليه ، والواحد بلا روح لاستيلاء كشف جماله وجلاله ، فمتى أراد العابد خروجه عن قيد مجاهدته ، قهرته سطوة العتاب فردته إلى بذل المهجة ، ومتى أراد العارف خروجه عن مطلبات القربة ، قهرته بوادي الهيبة فردته إلى توديع المهجة ، فشتان بين عبد مقهور أفعاله ، وعبد هو مقهور جلاله وجماله .

( الوهاب ) : أي : كثير النعمة دائم العطية : قال تعالى وما بكم من نعمة فمن الله وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها والهبة الحقيقية ، هي الخالية عن غرض الأعراض والأغراض ، فإن المعطي لغرض مستعيض ، وليس بواهب فهو من أسماء الأفعال .

تنبيه : الفتاح متأخر عن الرزاق .

( الفتاح ) : أي : الحاكم بين الخلائق ، من الفتح ، بمعنى الحكم ، ومنه قوله تعالى : ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين لأن الحكم يفتح الأمر المغلق بين الخصمين ، والله سبحانه بين الحق وأوضحه ، وبين الباطل وأدحضه ببعث الرسل وإنزال الكتب ونصب الحجج النقلية والعقلية ومرجعه إلى العلم . وقيل : الذي يفتح خزائن الرحمة على أصناف البرية ، ومنه قوله عز وجل : وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو وقوله تعالى : ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وقيل المفتاح من الفتح وهو الإفراج من الضيق الحسي والمعنوي ، كالذي يفرج تضايق الخصمين في الحق بحكمه ، وعن بعض الصالحين : الفتاح هو الذي لا يغلق وجوه النعمة بالعصيان ، ولا يترك إيصال الرحمة إليهم بالنسيان ، وقيل : هو الذي يفتح قلوب المؤمنين بمعرفته ، وفتح على العاصين أبواب مغفرته . وقيل : هو الذي فتح على النفوس باب توفيقه ، وعلى الأسرار باب تحقيقه ، وحظك منه أن تسعى في الفصل بين الناس ، وأن تنصر المظلومين ، وأن تهتم بتيسير ما تعسر على الخلق من أمور الدنيا والدين ، حتى يكون لك حظ من هذا الاسم .

قال القشيري : من علم أنه الفتاح للأبواب ، الميسر للأسباب ، الكافي للحضور ، المصلح للأمور ، فإنه لا يتعلق بغيره قلبه ، ولا يشتغل بدونه فكره لا يزيد بلاء إلا ويزيد بربه ثقة ورجاء ، واعلم أنه تعالى يفتح للنفوس بركات التوفيق ، وللقلوب درجات التحقيق ، فبتوفيقه تزين النفوس بالمجاهدات ، وبتحقيقه تزين القلوب بالمشاهدات ، ومن آداب من علم أنه الفتاح أن يكون حسن الانتظار لنيل كرمه ، مستديم التطلع لوجود لطفه ، ساكنا تحت جريان حكمه ، عالما بأنه لا مقدم لما أخر ، ولا مؤخر لما قدم ، قال رجل وهو مؤذن على الجارية لعلي - كرم الله وجهه - : إني أحبك ، فذكرته لعلي ، فقال ، قولي له : وأنا أيضا أحبك فما بعد ذلك ؟ فقالت له ذلك . فقالت ذلك . فقال : إذا نصبر حتى يحكم الله بيننا ، فذكرت ذلك لعلي ، فدعاه فسأله عن القصة فأخبره بالصدق ، فقال : خذها فهي لك قد حكم الله بينكما ، فهو من أسماء الأفعال ، وقيل : مبدع الفتح والنصرة ، ومنه قوله : إنا فتحنا لك فتحا مبينا [ ص: 1569 ] ( الرزاق ) : أي : خالق الأرزاق والأسباب التي يتمتع بها . والرزق هو المنتفع به ، سواء كان مباحا أو محظورا ، وقالت المعتزلة : الرزق هو الملك وفساده ظاهر طردا وعكسا ، أما الأول : فلأن كل ما سوى الله ملكه ، وليس رزقا له وأما الثاني : فلأن يدر على البهائم رزقها لقوله تعالى : وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها وليس ملكا لها ، وهو نوعان : ظاهر للأبدان كالأقوات والأمتعة ، وباطن للقلوب والنفوس كالمعارف والعلوم ، ولذلك قال بعض المحققين : الرزاق من رزق الأشباح فوائد لطفه ، والأرواح عوائد كشفه ، وقال الآخر : الرزاق من غذى نفوس الأبرار بتوفيقه ، وجلا قلوب الأخيار بتصديقه ، وحظ العارف منه أن يتحقق معناه ليتيقن أنه لا يستحقه إلا الله ، فلا ينظر الرزق ولا يتوقعه إلا منه ، فيكل أمره إليه ، ولا يتوكل فيه إلا عليه ، ويجعل يده خزانة ربه ، ولسانه وصلة بين الله وخلقه في وصول الأرزاق الروحانية والجسمانية إليهم بالإرفاد والتعليم ، وصرف المال ودعاء الخير ، وغير ذلك لينال حظا وافرا من هذه الصفة .

قال القشيري : من عرف أن الله هو الرزاق أفرده بالقصد إليه وتقرب إليه بدوام التوكل عليه ، وقيل لبعضهم : من أين تأكل ؟ فقال : منذ عرفت خالقي ما شككت في رزقي ، وقيل لعارف : إيش القوت ؟ فقال : ذكر الحي الذي لا يموت ، وقد يقع لبعض العارفين أن يسأل الحقير من الحقير ليعطيه الخطير . قال تعالى : من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا كما وقع للشبلي أنه أرسل لغني أن ابعث إلينا شيئا من دنياك ، فكتب إليه : سل دنياك من مولاك ؟ فأجابه : بأن الدنيا حقيرة وأنت حقير ، وإنما أسأل الحقير من الحقير ، ولا أطلب من مولاي غير مولاي ، ولا ينافي هذا ما ورد : يا موسى سلني حتى ملح عجينك ، لأن سؤال الخلق فيما أجرى على أيديهم لا ينافي سؤاله تعالى في تيسير أسباب وصول ذلك .

( العليم ) : أي : العالم البالغ في العلم المحيط علمه ، السابق بجميع الأشياء ظاهرها وباطنها ، دقيقها وجليلها ، كلياتها وجزئياتها ، وهو من صفات الذات ، فهو تعالى يعلم ذاته وصفاته وأسماءه ، ويعلم ما كان وما لا يكون من الجائزات وأنه لو كان كيف يكون ، ويعلم المستحيل من حيث استحالته وانتفاء كونه ، وما يترتب عليه لو كان ، من ثمة قال عز قائلا : ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) وبالجملة فهو تعالى لا يخفى عليه شيء ولذا قيل ما من عام إلا وخص كقوله تعالى : وهو على كل شيء قدير وأمثاله قيل : هذا أيضا عام ثم خص لعموم قوله تعالى : وهو بكل شيء عليم وما أحسن ما قيل : من عرف أنه تعالى عليم بحالته صبر على بليته وشكر على عطيته واستغفر من خطيئته .

وقال القشيري : من علم أنه تعالى عليم بالخفيات خبير بما في الضمائر من الخطرات ، لا يخفى عليه شيء من الحوادث في جميع الحالات ، فبالحري أن يستحيي من مواضع اطلاعه ، ويرعوي عن الاغترار بجميل ستره ، وفي بعض الكتب إن لم تعلموا أني أراكم ، فالخلل في إيمانكم ، وإن علمتم أني أراكم فلم جعلتموني أهون الناظرين إليكم ؟ .

( القابض ، الباسط ) : أي : مضيق الرزق وغيره على من شاء ما شاء كيف شاء وموسعه . وقيل : قابض الأرواح عن الأجساد عند الموت ، وناشرها فيها عند الحياة ، وهما من صفات الأفعال . قال بعض العارفين : معناهما أنه يقبض القلوب ، ويبسطها تارة بالضلالة والهدى ، وأخرى بالخوف والرجاء ، وقيل : القابض الذي يكاشفك بجلاله فيفنيك ، ويكاشفك بجماله فيغنيك . قال تعالى : والله يقبض ويبسط أي : في كل شيء من الأخلاق والأرزاق والأشباح والأرواح ، إذا قبض فلا طاقة ، وإذا بسط فلا فاقة ، وإنما يحسن إطلاقهما معا ليدلا على كمال القدرة وإتقان الحكمة ، وحظك منهما أن تراقب الحالين ، فلا تعيب أحدا من الخلق ولا تسكن إليه فيه إقبال ولا إدبار ، ولا تيأس منه في بلاء ، ولا تأمن على عطاء وترى القبض عدلا منه فتصبر ، والبسط فضلا فتشكر ، فتكون راضيا بقضائه حالا ومآلا .

[ ص: 1570 ] قال القشيري : هما صفتان يتعاقبان على قلوب أهل العرفان ، فإذا غلب الخوف انقبض ، وإذا غلب الرجاء انبسط . ويحكى عن الجنيد أنه قال : الخوف يقبضني ، والرجاء يبسطني ، والحق يجمعني ، والحقيقة تفرقني ، وهو في ذلك كله موحشني غير مؤنسني ، ثم قال : والقبض يوجب إيحاشه والبسط يوجب إيناسه اهـ . وينبغي للعبد أن يجتنب الضجر حال قبضه ، ويترك الانبساط وترك الأدب وقت بسطه ، ومن هذا خشي الأكابر .

" الخافض ، الرافع " : أي : يخفض القسط ويرفعه ، أو يخفض الكفار بالخزي والصغار ، ويرفع المؤمنين بالنصرة والاعتبار ، أو يخفض أعداءه بالإبعاد ، ويرفع أولياءه بالإسعاد ، وحظك منهما أن لا تثق بحال من أحوالك ، ولا تعتمد على شيء من علومك وأعمالك ، والتخلق بهما أن تخفض ما أمرك الله بخفضه كالنفس والهوى ، وترفع ما أمرك الله برفعه كالقلب والروح ، رؤي رجل في الهواء فقيل له : بم هذا ؟ فقال : جعلت هواي تحت قدمي فسخر الله لي الهواء .

( المعز ، المذل ) : الإعزاز جعل الشيء ذا كمال يصير بسببه مرغوبا إليه قليل المثال ، والإذلال ضده ، والإعزاز الحقيقي تخليص المرء عن ذل الحاجة ، واتباع الشهوة ، وجعله غالبا على مراده قاهرا لنفسه . قال بعض العارفين : المعز الذي أعز أولياءه بعصمته ، ثم غفر لهم برحمته ، ثم نقلهم إلى دار كرامته ، ثم أكرمهم برؤيته ومشاهدته ، والمذل الذي أذل أعداءه بحرمان معرفته ، وارتكاب مخالفته ، ثم نقلهم إلى دار عقوبته ، وأهانهم بطرده ولعنته ، وحظك منهما أنك لم تتعزز بغيره ، ولم تتذلل لسواه ، وأن تعز الحق وأهله ، وتذل الباطل وحزبه ، وتسأل الله التوفيق لموجبات عزه ، وتستعيذ به من قطيعة ذله .

وقال المشايخ : ما أعز الله عبدا بمثل ما يرشده إلى ذل نفسه ، وما أذل الله عبدا بمثل ما يرد إلى توهم عز . قيل ، في قوله تعالى : وتعز من تشاء وتذل من تشاء تعز كل قوم من الزهاد ، والعباد ، والمريدين ، والعارفين ، والمحبين ، والموحدين ، بما يليق بمقامهم ، فالله يعز الزاهد بعزوف نفسه عن الدنيا ، ويعز العابد بخدمة المولى وترك الهوى ، ويعز المريدين بزهادتهم عن صحبة الورى ، ويعز العارف بتأهيله لمقام النجوى ، ويعز المحب بالكشف واللقاء وبالغنى عن كل ما سوى ، ويعز الموحد بشهود جلالة من له البقاء والعظمة والبهاء .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eldaaia-gantelfrdous.yoo7.com
 
تابع:أسماء الله الحسنى2--
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع:أسماء الله الحسنى-4-
» تابع:أسماء الله الحسنى3--
»  أسماء الله وصفاته
» كتب حول أسماء الله الحسنى
» كم اسم من أسماء الله ورد في القرآن الكريم؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الداعية جنة الفردوس :: العلوم الشرعية :: علم العقيدة-
انتقل الى: