الداعية جنة الفردوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركته
أهلاً ومرحاً أيها الزائر العزيز في منتدى الداعية جنة الفردوس الإيسلامي
نرجو منك أن تشرفنا بنضمامك معنا في المنتدى
اذا كنت منضم معنا فرجاءً سجل الدخول
تحيات الداعية جنة الفردوس
الداعية جنة الفردوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركته
أهلاً ومرحاً أيها الزائر العزيز في منتدى الداعية جنة الفردوس الإيسلامي
نرجو منك أن تشرفنا بنضمامك معنا في المنتدى
اذا كنت منضم معنا فرجاءً سجل الدخول
تحيات الداعية جنة الفردوس
الداعية جنة الفردوس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اسلامي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تابع:أسماء الله الحسنى-4-

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الداعية جنة الفردوس
Admin
Admin
الداعية جنة الفردوس


عدد المساهمات : 4517
جوهرة : 13406
تاريخ التسجيل : 03/01/2013

تابع:أسماء الله الحسنى-4- Empty
مُساهمةموضوع: تابع:أسماء الله الحسنى-4-   تابع:أسماء الله الحسنى-4- I_icon_minitimeالأحد أبريل 14, 2013 7:43 pm


تابع:أسماء الله الحسنى-4-

( القيوم ) : أي : القائم بنفسه المقيم لغيره ، فهو على العموم والإطلاق لا يصح إلا لله تعالى ، فإن قوامه بذاته لا يتوقف بوجه ما على غيره ، وقوام كل شيء به إذ لا يتصور للأشياء وجود ودوام إلا بوجوده تعالى ، وللعبد فيه مدخل بقدر استغنائه عما سوى الله وإمداده للناس ، وكان مفهومه مركبا من نعوت الجلال وصفات الأفعال .

قال القشيري : من عرف أنه القيوم استراح عن كد التدبير وتعب الأشغال ، وعاش براحة التفويض ، فلم يضن بشيء بتكريمه ، ولم يجعل في قلبه للدنيا كثرة قيمة ، وهو ( فيعول ) للمبالغة كالديوم . قال السهروردي : قيوم لا يعتريه الزيادة والنقصان والتغير فالزيادة لقصور عن الغاية ، والنقصان لتخلف عن النهاية ، وهو خالق الغايات والنهايات .

( الواجد ) : بالجيم أي : الذي يجد كل ما يريده ويطلبه ولا يفوته شيء ، وقيل : معناه الغني مأخوذ من الوجد . قال تعالي : أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم كما ذكره الطيبي ، وظاهره أن المعنى الثاني أعم من الأول ، وأما قول ابن حجر : وهذا مرادف للمعنى الأول لا مغاير له خلافا لما يوهمه كلام الشارح - فوهم منه وسهو عنه . قال القشيري : الوجد عند القوم ما يصادفونه من الأحوال من غير تكلف ولا تطلب . قال الثوري : الوجد لهيب ينشأ في الأسرار وينسلخ عن الشوق فتضطرب الجوارح طربا أو حزنا عند ذلك الوارد ، وقيل : الوجد وجود نسيم الحبيب كقوله تعالى : إني لأجد ريح يوسف قلت : وكما هو المشهور على ألسنة الصوفية ، وإن لم أره في الكتب الحديثية ، وإني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن ، والله أعلم .

[ ص: 1583 ] ( الماجد ) : من المجد وهو سعة الكرم ونهاية الشرف ، قال ابن حجر : هو بمعنى المجيد إلا أن في المجيد مبالغة ليست في هذا من المجد . اهـ . وفيه من الإيهام ما لا يخفى ، والتحقيق أن صفاته في غاية من الكمال ، سواء تكون بصيغة المبالغة كمجيد وعليم أو لا ، كماجد وعالم . نعم ما ذكر إنما هو باعتبار المبنى لا من حيثية أصل المعنى ، بقي أن ظاهره التكرار ، والمحققون لا يرضون بذلك ، والذي خطر ببالي أن نكتة إعادته أنه مقابل للاسم الذي قبله ، ولذا ورد أنه - صلى الله عليه وسلم - رأى جبريل متشبثا بأستار الكعبة قائلا : " يا واجد يا ماجد لا تزل عني نعمة أنعمت بها علي " .

( الواحد ) : وفي نسخة بزيادة الأحد بعده . قال الطيبي في جامع الأصول : لفظ الأحد بعد الواحد ، ولم يوجد في جامع الترمذي ، والدعوات للبيهقي ، ولا في شرح السنة ، ومعنى الواحد أنه لا يتجزأ في ذاته ولا نظير له في صفاته ، وليس له شريك في فعاله . اهـ . وقال بعض شراح المصابيح : الواحد المتفرد بالذات لا شريك له ، والأحد المتفرد بالصفات لا يشاركه أحد في صفاته ، وقيل : الوحدة تطلق ويراد بها عدم التجزئة والانقسام ، ويكثر إطلاق الواحد بهذا المعنى ، وقد يطلق بإزاء التعدد والكثرة ، ويكثر إطلاق الأحد بهذا المعنى ، والله سبحانه وتعالى من حيث إنه متعال عن أن يكون له مثل فيتطرق إلى ذاته التعدد والاشتراك أحد ، ومن حيث إنه منزه عن التركيب والمقادير لا يقبل التجزئة والانقسام واحد ، وهذا القول أظهر والله أعلم .

قال الطيبي : الواحد الأحد مأخوذ من الوحدة ، فإن أصل أحد واحد بفتحتين فأبدلت الواو همزة والفرق بينهما من حيث اللفظ من وجوه ، الأول : أن أحدا لا يستعمل في الإثبات على غير الله ، فيقال : الله أحد ، ولا يقال : زيد أحد ، كما يقال : زيد واحد ، وكأنه بني لنفي ما يذكر معه من العدد ، والثاني : أن نفيه يعم ، ونفي الواحد قد لا يعم ، ولذا صح أن يقال : ليس في الدار واحد بل فيها اثنان ، ولا يصح ذلك في أحد . والثالث : أن الواحد يفتح به العدد فيقال : واحد اثنان الخ . ولا كذلك أحد ، فلا يقال أحد اثنين . والرابع : أن الواحد يلحقه التاء بخلاف الأحد .

والفرق بينهما من حيث المعنى أيضا من وجوه ، الأول : أن أحدا من حيث البناء أبلغ من واحد ، لأنه من الصفات المشبهة التي بنيت بمعنى الثبات . الثاني : أن الوحدة تطلق ويراد بها عدم التجزئة تارة ويراد بها عدم التثني والنظير أخرى ، كوحدة الشمس ، والواحد يكثر إطلاقه بالمعنى الأول ، والأحد يغلب استعماله في المعنى الثاني ، ولذا يجمع أحد .

قال الأزهري : سئل أحمد بن يحيى عن الآحاد أنه جمع أحد ؟ فقال : معاذ الله ليس للأحد جمع ، ولا يبعد أن يقال : أنه جمع واحد كالأشهاد في جمع شاهد ، ولا يفتح به العدد ، وإليه أشار من قال : الواحد للوصل ، والأحد للفصل ، فمن الواحد وصل إلى عباده ما وصل من النعم ، ومن الأحد فصل عنهم ما فصل من النقم . قلت : ولعل هذا وجه الاكتفاء به في هذا المقام ، لأن فصل النقم يندرج في وصل النعم . والثالث : ما ذكره بعض المتكلمين ، وهو أن الواحد باعتبار الذات ، والأحد باعتبار الصفات ، يعني باعتبار أنه لا نظير له ، ولا شبيه في صفاته ، ويمكن أن يكون هذا سبب عدم ذكره ، لأنه بظاهره ينافي تعدد الأسماء ، وغلب عليه الواحد باعتبار المعنى للاكتفاء ، وحظ العبد أن يغوص لجة التوحيد ، ويستغرق في بحر التفريد ، حتى لا يرى من الأزل إلى الأبد غير الواحد الأحد .

قال القشيري : التوحيد ثلاثة : توحيد الحق تعالى نفسه ، وهو علمه بأنه واحد وكذا إخباره . قلت : كقوله تعالى : شهد الله أنه لا إله إلا هو وتوحيد الحق للعبد ، وهو إعطاؤه التوحيد له والتوفيق به ، قلت : وإليه الإشارة بقوله تعالى فاعلم أنه لا إله إلا الله وتوحيد العبد للحق ، وهو أن لا يشرك به شيئا . قلت : وإليه الإشارة بقوله تعالى هو الله الذي لا إله إلا هو .

[ ص: 1584 ] وقال الجنيدي : التوحيد إفراد القدم من الحدث ، وقيل : التوحيد إسقاط الإضافات بنور الخلق لظهور الحق ، وحظك منه أن تفرد قلبك له لقوله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله وتر يحب الوتر " . قيل : الوتر هنا القلب المنفرد له تعالى ، قال الشاعر :

إذا كان من تهواه في الحسن واحدا فكن واحدا في الحب إن كنت تهواه

.

( الصمد ) : أي : السيد الذي انتهى إليه السؤدد ، وقيل : الذي لا جوف له ، فهو الذي يطعم ولا يطعم ، وقيل : هو المنزه عن أن يعرض له حاجة أو يعتريه آفة ، وقيل : الباقي الذي لا يزول ، وقيل : الدائم ، وقيل غير ذلك ، وقيل الذي يصمد إليه في الرغائب ويقصد إليه في النوائب ، وهو المعتمد . ومن كان يقصده الناس فيما يعن لهم من مهام دينهم ودنياهم ، فله حظ من الوصف ، ومن رسخ في التوحيد وصار متصلبا في الدين لا يتزلزل بتقادم الشبهات وتعاقب البليات ، فقد حظي منه .

قال القشيري رحمه الله : من حق من عرفه بهذا الوصف أن يعرف نفسه بالفناء والزوال وشد الارتحال ويلاحظ الكون بعين الفناء والانتقال فيزهد في حطامها ، ولا يرغب في حلالها ، فضلا عن حرامها . ومن حق من يعرف‌‌‌ أنه يطعم ولا يطعم أن يوجه رغباته عند مآربه إليه ، ويصدق توكله في جميع حالاته . فلا يهتم في رزقه ، وكما أنه لم يستعن بأحد من خلقه كذلك لا يشاركه في رزقه ، وإذا عرف أنه يصمد إليه في الحوائج شكا إليه حاجته وفاقته ورفع إليه ، وتعلق بجميل تصرفه وتقرب بصنوف توسله .

( القادر ، المقتدر ) : معناهما ذو القدرة ، إلا أن المقتدر أبلغ لما في البناء من معنى التكلف والاكتساب ، فإن ذلك وإن امتنع في حقه تعالى حقيقة ، لكنه يفيد المعنى مبالغة ، فمن قال باستواء الاسمين في المعنى المراد حق ، لأن المراد بها البالغ في القدرة . وأما قول ابن حجر : زعم استواء الاسمين في المعنى المراد بعيد ، فبعيد لأن الكلام في المعنى ، والاختلاف في المبنى ، مع أنه ذكر بنفسه أن معنى التكلفة والاكتساب مستحيل في حقه تعالى ، فبين كلاميه مناقضة ظاهرة ، وقيل : المراد من وصفه تعالى بهما : نفي العجز عنه فيما يشاء ويريد ، ومحال أن يوصف بالقدرة المطلقة غير الله تعالى وإن أطلق عليه لفظا . قال الطيبي : ومن حقهما أن لا يوصف بهما مطلقا غير الله ، فإنه القادر بالذات ، والمقتدر على جميع الممكنات ، وما عداه فإنما يقدر بإقداره على بعض الأشياء في بعض الأحوال فحقيق به أن لا يقال له أنه قادر إلا مقيدا ، أو على قصد التقييد .

( المقدم ، المؤخر ) : معناهما هو الذي يقرب ويبعد ، ومن قربه فقد قدمه ، ومن أبعده فقد أخره ، وقيل : هو الذي يقدم الأشياء بعضها على بعض ، إما بالذات كتقدم البسائط على المركبات ، وإما بالوجود كتقديم الأسباب على المسببات ، أو بالشرف والقربة كتقدم الأنبياء والصالحين على من عداهم ، أو بالمكان كتقدم الأجسام العلوية على السفلية ، أو بالزمان كتقدم الأطوار والقرون بعضها على بعض . ومن كلام بعض العارفين : المقدم من قدم الأبرار بفنون المبار ، والمؤخر من أخر الفجرة وشغلهم بالأغيار ، وحظ العبد منه أن يهم بأمره فيقدم الأهم فالأهم ، وأن يكون بين الخوف والرجاء .

( الأول ) : أي : الذي لا بداية لأوليته . ( الآخر ) : أي : الباقي بعد فناء خليقته ، ولا نهاية لآخريته ، فمنه الأمر بدأ وإليه يعود ، وهو المقصود في مراتب الوجود .

( الظاهر ، الباطن ) : أي : الذي ظهر ظاهر وجوده بالآيات الباهرة ، واحتجب كنه ذاته عن العقول الماهرة ، وقيل : الظاهر الذي ظهرت شواهد وجوده بخلق السماوات والأرض وما بينهما ، وقيل : هو الذي ظهر فوق كل شيء وعلا عليه ، وقيل : هو الذي عرف بطريق الاستدلال العقلي بما ظهر من آثار أفعاله وأوصافه . والباطن : هو المحتجب عن بصر الخلق ونظر العقل بحجب كبريائه ، فلا يدركه بصر ولا يحيط به وهم ، وقيل : هو العالم بما بطن يقال : بطنت الأمر : إذا عرفت باطنه ، وقيل : الظاهر بنعمته الباطن برحمته ، وقيل : الظاهر لقوم فلذلك وحدوه ، والباطن عن قوم فلذلك جحدوه ، وقيل : الأول قبل كل شيء والآخر بعد كل شيء ، والظاهر بالقدرة والباطن عن الفكرة وقيل الأول بلا مطلع والآخر بلا مقطع والظاهر بلا اقتراب والباطن بلا احتجاب ، ولعل الإتيان بها في الآية بالواو العاطفة إشارة إلى المرتبة الجمعية ، وإشعار برفع وهم التناقضية ، ولذا قال بعضهم : إنما خفي تعالى مع ظهوره لشدة ظهوره ، فظهوره سبب لبطونه ، ونوره حجاب نوره ، وكل ما جاوز عن حده انعكس على ضده ، وفي الحكم أظهر وجود كل شيء لأنه الباطن ، وطوى وجود كل شيء إلا أنه الظاهر .

[ ص: 1585 ] ( الوالي ) : أي الذي تولى الأمور وحكمها بالأحزان والسرور .

( المتعالي ) : بمعنى العلي بنوع من المبالغة ، وقيل : البالغ في العلو ، والمرتفع عن النقائص .

( البر ) : أي المحسن البالغ في البر والإحسان . قال القشيري ، رحمه الله : من كان الله تعالى بارا به عصم عن المخالفة نفسه ، وأدام بفنون اللطائف أنسه ، وطيب فؤاده ، وحصل مراده وجعل التقوى زاده ، وأغناه عن إشكاله بإفضاله ، وحماه عن مخالفته بيمن إقباله ، فهو ملك لا يستظهر بجيش وعدد ، وغني لا يتمول بمال وعدد ، وفي الحكم : متى أعطاك أشهدك بره ، ومتى منعك أشهدك قهره ، فهو في كل ذلك يتعرف إليك ، ويقبل بوجود لطفه عليك .

( التواب ) : أي : الذي يرجع بالإنعام على كل مذنب رجع إلى التزام الطاعة ، بقبول توبته من التوب وهو الرجوع . وقيل : هو الذي ييسر للمذنبين أساس التوبة ، ويوفقهم لها ، فسمي المسبب للشيء باسم المباشر له . وقيل : الذي يقبل توبة عباده مرة بعد أخرى ، ومن حظ العبد منه أن يكون واثقا بقبول التوبة ، غير آيس من زوال الرحمة ، ويصفح عن المجرمين ، ويقبل عذر المتعذرين . قال القشيري : توبة الله على العبد توفيقه للتوبة ، فإذن ابتداء التوبة وأصلها من الله ، وكذلك إتمامها على الله تعالى ، ونظامها بالله نظامها في الحال ، وتمامها في المآل . ولولا أن الله يتوب على العبد متى كان للعبد توبة . قال تعالى : ثم تاب عليهم ليتوبوا .

( المنتقم ) : أي : المعاقب للعصاة على مكروهات أفعالهم ، افتعال من نقم الشيء : إذا كرهه غاية الكراهة وهو لا يحمد من العبد إلا إذا كان انتقامه لله ، ومن أعداء الله ، وأحق أعداء بالانتقام نفسه ، فينتقم منها مهما قارفت معصية أو تركت طاعة ، بأن يكلفها خلاف ما حملها عليه .

( العفو ) : فعول من العفو ، وهو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي ، وهو أبلغ من الغفور لأن الغفران ينبئ عن الستر ، والعفو ينبئ ، عن المحو ، وأصل العفو القصد لتناول الشيء ، سمي به المحو لأنه قصد لإزالة الممحو . قال القشيري : من عرف أنه تعالى عفو طلب عفوه ، ومن طلب عفوه تجاوز عن خلقه ، فإن الله تعالى بذلك أدبهم وإليه ندبهم بقوله : وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم .

( الرءوف ) : أي : ذو الرأفة ، وهي شدة الرحمة ، وهو أبلغ من الرحيم بمرتبة ، ومن الراحم بمرتبتين ، كذا ذكره الطيبي . وصحف ابن حجر الراحم بالرحمن ، واعترض عليه بقوله : وهو عجيب من الشارح ، لأنه إنما يأتي على أن الرحيم أبلغ من الرحمن ، وهو قول ليس بمشهور . حكي أن إنسانا تجنب عن الصلاة على جار له مات لكونه كان شريرا ، فرئي في المنام فقيل له : ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لي وقال : قل لفلان : ( لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق ) .

( مالك الملك ) : هو الذي ينفذ مشيئته في ملكه ، ويجري الأمور فيه على ما يشاء إيجادا وإعداما وإبقاء وفناء ، لا مرد لقضائه ولا معقب لحكمه . قال الشاذلي : قف بباب واحد ليفتح لك الأبواب ، واخضع لملك واحد ليخضع لك الرقاب ، قال تعالى : وإن من شيء إلا عندنا خزائنه .

( ذو الجلال والإكرام ) : قيل : هو الذي لا شرف ولا كمال إلا وهو له ، ولا كرامة ولا مكرمة إلا وهي منه ، فالجلال في ذاته ، والإكرام منه فائض على مخلوقاته . وفي الحديث : " ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام " . قيل : لأنه الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب .

( المقسط ) : يقال : قسط : إذا جار ، ومنه قوله تعالى : وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا وأقسط : إذا عدل وأزال الجور ، فهو الذي ينتصف للمظلومين من الظالمين ، ويدفع بأس الظلمة عن المستضعفين ، ومنه قوله تعالى : إن الله يحب المقسطين وأما قوله تعالى : وأقيموا الوزن بالقسط أي : بالعدل ، فهو اسم مصدر لأقسط لا مصدر لقسط لتضاد معنيهما .

[ ص: 1586 ] ( الجامع ) : أي : الذي جمع بين أشتات الحقائق المختلفة والمتضادة متجاورة ومتمازجة في الأنفس والآفاق . وقيل : الجامع لأوصاف الحمد والثناء ، وأقول : هو كما قال : جامع الناس ليوم لا ريب فيه فمن جمع بين العلم والعمل ، ووافق الكمالات النفسانية بالآداب الجسمانية فله حظ من ذلك . وقال القشيري : وقد يجمع اليوم قلوب أوليائه إلى شهود تقديره ، حتى يتخلص من أسباب التفرقة فيطيب عيشه ، إذ لا راحة للمؤمن دون لقاء الله ، فلا يرى الوسائط ، ولا ينظر إلى الحادثات بعين التقدير فإن كان نعم علم أن الله هو المعطي لها ومنيحها ، وإن كان شدة علم أن الله هو الكاشف لها ومزيحها .

( الغني ) : أي : المستغني بذاته وصفاته عن كل شيء في كل شيء قال تعالى : يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد .

( المغني ) : أي الذي يغني من يشاء من عباده بما شاء ، وقيل : هو الذي أغنى خواص عباده عما سواه ، بأن لم يبق لهم حاجة إلا إليه . قال القشيري : إن الله يغني عباده بعضهم عن بعض على الحقيقة ، لأن الحوائج لا تكون إلا إلى الله ، فمن أشار إلى الله ثم رجع عند حوائجه إلى غير الله ابتلاه الله الحاجة إلى الخلق ، ثم ينزع الرحمة من قلوبهم ، ومن شهد محل افتقاره إلى الله ، فرجع إليه بحسن العرفان ، أغناه الله من حيث لا يحتسب ، وأعطاه من حيث لا يرتقب ، وإغناء الله العباد على قسمين : فمنهم من يغنيه بتنمية أمواله ، ومنهم من يغنيه بتصفية أحواله ، وهذا هو الغنى الحقيقي .

( المانع ) : أي الدافع لأسباب الهلاك والنقصان في الأبدان والأديان ، وقيل : هو من المنعة أي يحوط أولياءه وينصر أصفياءه ، وقيل : من المنع أي : يمنع من يستحق المنع ، ومنه قوله - عليه الصلاة والسلام - : " لا مانع لما أعطى ، ولا معطي لما منع " . وقال ابن عطاء : ربما أعطاك فمنعك ، وربما منعك فأعطاك . قال ابن حجر : وفي رواية : المعطي المانع ، قال القشيري : المانع في وصفه تعالى يكون بمعنى منع البلاء عن أوليائه ، ويكون بمعنى منع العطاء عمن شاء من أوليائه وأعدائه ، وقد يمنع المني والشهوات عن نفوس العوام ، ويمنع الإرادات والاختيارات عن قلوب الخواص ، وهو من أجل النعم التي يخص بها عباده المقربين ، ويكرم به أولياءه العارفين .

( الضار ، النافع ) : هما بمنزلة وصف واحد ، وهو القدرة الشاملة للضر والنفع ، أو خالق الضر والنفع ، أو الذي يصدر عنه النفع والضر إما بواسط أو بغير واسط . قال القشيري : وفي معنى الوصفين إشارة إلى التوحيد ، وهو أنه لا يحدث شيء في ملكه إلا بإيجاده وحكمته وقضائه وإرادته ومشيئته ، فمن استسلم لحكمه فهو عائش في الراحة ، ومن آثر اختيار نفسه وقع في كل آفة ، وقد ورد عن الحق تعالى أنه قال : ( أنا الله لا إله إلا أنا ، من استسلم لقضائي وصبر على بلائي وشكر على نعمائي كان عبدي حقا ، ومن لم يستسلم لقضائي ولم يصبر على بلائي ولم يشكر على نعمائي فليطلب ربا سواي ) .

( النور ) : أي : الظاهر بنفسه المظهر لغيره ، وقيل : هو الذي يبصر بنوره ذو العماية . قال القشيري في قوله تعالى : الله نور السماوات والأرض ينور الآفاق بالنجوم ، والقلوب بفنون المعارف وصنوف العلوم ، والأبدان بآثار الطاعات ، لأن العبادة زينة النفوس ، والأشباح والمعارف زينة القلوب ، والأرواح والتأييد بالموافقات نور الظواهر ، والتوحيد بالمواصلات نور السرائر ، وأن الله تعالى يزيد قلب العبد نورا على نور . قوله : ( يهدي الله لنوره من يشاء ) أي : يهدي الله القلوب إلى محاسن الأخلاق بنور الحق ويصطفيه ، ويترك الباطل ويدع ما يستدعيه .

( الهادي ) : هو الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى خاصة خلقه إلى معرفة ذاته فاطلعوا بها على معرفة مصنوعاته ، فيكون أول معرفتهم بالله ، ثم يعرفون غيره به ، وهدى عامة خلقه إلى مخلوقاته ، فاستشهدوا بها على معرفة ذاته وصفاته ، فيكون أول معرفتهم بالأفعال ثم يرتفعون بها إلى الفاعل ، فالثاني مريد ، والأول مراد ، والله رءوف بالعباد ، وإلى المرتبة الأولى الإشارة بقوله تعالى : أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد خطابا منه - عليه الصلاة والسلام - وهو معرفة الأقوياء من خواص عباده الأصفياء ، وإليها الإيماء بقوله : عرفت ربي بربي ، ولولا ربي ما عرفت ربي ، ولولا الله ما اهتدينا . وإلى الثانية الإشارة بقوله تعالى : سنريهم آيتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق وبقوله عز وجل : أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء قال القشيري في قوله تعالى : يهديهم ربهم يكرم أقواما . مما يلهمهم من جميل [ ص: 1587 ] الأخلاق ، ويصرف قلوبهم إلى ابتغاء ما فيه رضا الخلاق ، ويدلهم على استصغار قدر الدنيا حتى لا يسترقهم ذل الطمع من الوقوف على غير باب المولى ، والهداية إلى حسن الخلق ثاني الهداية إلى اعتقاد الحق ، لأن الدين صدق مع الحق وخلق مع الخلق .

( البديع ) : أي : المبدع الذي أتى بما لم يسبق إليه ، فعيل بمعنى مفعل ، أو الذي أبدع الأشياء أي أوجدها من العدم ، أو هو الذي لم يعهد مثله ، فالله هو البديع مطلقا ، لأنه لا مثل له في ذاته ، ولا نظير له في صفاته . قيل : من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة ، ومن أمر الهوى على نفسه قولا وفعلا نطق بالبدعة ، وقال القشيري : أصل مذهبنا ثلاثة . الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في الأخلاق والأفعال والأكل من الحلال ، وصدق المقال ، وإخلاص النية في جميع الأعمال . وقال أيضا : من داهن مبتدعا سلب الله حلاوة السنن من عمله ، ومن ضحك إلى مبتدع نزع الله نور الإيمان من قلبه .

( الباقي ) : أي : الدائم الوجود الذي لا يقبل الفناء . قال القشيري : حقيقة الباقي من له البقاء ولا يجوز أن يكون الباقي باقيا ببقاء غيره ، ومما يجب أن تشتد به العناية أن يتحقق العبد أن المخلوق لا يجوز أن يكون متصفا بصفات ذات الحق تعالى ، فلا يجوز أن يكون العبد عالما بعلم الحق ، ولا قادرا بقدرته ، ولا سميعا بسمعه ، ولا بصيرا ببصره ، ولا باقيا ببقائه ، لأن الصفة القديمة لا يجوز قيامها بالذات الحادثة ، كما لا يجوز قيام الصفة الحادثة بالذات القديمة ، وحفظ هذا الباب أصل التوحيد ، وإن كثيرا ممن لا تحصيل له ولا تحقيق زعموا أن العبد يصير باقيا ببقاء الحق ، سميعا بسمعه ، وبصيرا ببصره ، وهذا خروج عن الدين ، وانسلاخ عن الإسلام بالكلية ، وربما تعلقوا في نصرة هذه المقالة الشنيعة بما روي في الخبر : فإذا أحببته كنت له سمعا وبصرا ، بي يسمع وبي يبصر ، ولا احتجاج لهم في ظاهره ، إذ ليس فيه أنه يسمع بسمعي ويبصر ببصري ، بل قال : بي يسمع وبي يبصر . قال النصر آباذي : الله تعالى باق ببقائه والعبد باق بإبقائه ، ولقد حقق رحمه الله وحصل وأخذ عن كمية المسألة وفصل .

( الوارث ) : الباقي بعد فناء العباد وخراب البلاد حين يقول : لمن الملك اليوم لله الواحد القهار قال تعالى : إنا نحن نرث الأرض ومن عليها ومنه قوله : رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين فيرجع إليه الأملاك بعد فناء الملاك ، وهذا بالنظر العامي ، وأما الحقيقة فهو الملك المالك على الإطلاق كما قيل : الوارث الذي يرث بلا توريث أحد والباقي الذي ليس لملكه أمد .

( الرشيد ) : أي الذي تنساق تدابيره إلى غايتها على سنن السداد بلا استشارة وإرشاد ، فهو الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم أي : هداهم إليها ، ودلهم عليها فعيل بمعنى مفعل بمعنى الهادي ، فيكون إرشاد الله لعبده هداية نفسه إلى طاعته وقلبه إلى معرفته وروحه إلى محبته وسره إلى قربته ، وأمارة من أرشده الحق لإصلاح نفسه أن يلهمه التوكل عليه والتفويض في سائر أموره إليه .

جاع ابن أدهم يوما فأمر رجلا برهن شيء معه على ما يأكله ، فخرج فإذا بإنسان معه بغلة عليها أربعون ألف دينار فسأله عن إبراهيم وقال : هذا ميراثه عن أبيه ، وأنا غلامه فأتي به إليه فقال : إن كنت صادقا فأنت حر لوجه الله وما معك وهبته لك ، فانصرف عني ، فلما خرج قال : يا رب كلمتك في رغيف فصببت علي الدنيا ، فوحقك لئن أمتني جوعا لم أتعرض لطلب شيء .

( الصبور ) : أي : الذي لا يعجل في مؤاخذة العصاة ، وهذا قريب من معنى الحليم ، والفرق بينهما أن المذنب لا يأمن العقوبة في صفة الصبور كما يأمنها في صفة الحليم ، وقيل : هو الذي لا تحمله العجلة على المسارعة في الفعل قبل أوانه ، والفرق بينه وبين الحليم أن الصبور يشعر بأنه يعاقب في الآخرة ، بخلاف الحليم . وأصل الصبر حبس النفس عن المراد ، فاستعير لمطلق التأني في الفعل لأنه غايته . ( رواه الترمذي ، والبيهقي في الدعوات الكبير ) : ورواه ابن ماجه ، والحاكم في مستدركه ، وابن حبان في صحيحه . قال ابن حجر : وروى عدد تلك التسعة والتسعين ابن ماجه أيضا ، لكن بين الروايتين تقديم وتأخير ، وتبديل وتغيير ، واختلف الحفاظ في أن سردها هل هو موقوف على الراوي ، أو مرفوع ورجح الأول بأن تعدادها إنما هو مدرج من كلام الراوي ، لكن الموقوف الذي ليس من قبل الرأي في حكم المرفوع . ( وقال الترمذي : هذا حديث غريب ) : قيل : ما من اسم من الأسماء التي في هذا الباب إلا وقد ورد به الكتاب والسنة الصحيحة غير لفظ الصبور ، فإنه ما وجد إلا في هذا الحديث ، وفي قوله - صلى الله عليه وسلم - : " ما أحد أصبر على أذى يسمعه من الله "
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eldaaia-gantelfrdous.yoo7.com
 
تابع:أسماء الله الحسنى-4-
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع:أسماء الله الحسنى3--
» تابع:أسماء الله الحسنى2--
» كتب حول أسماء الله الحسنى
»  أسماء الله وصفاته
» (الكافي) من أسماء الله الحسنى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الداعية جنة الفردوس :: العلوم الشرعية :: علم العقيدة-
انتقل الى: