الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: لسلام عليكم و رحمة الله التدرّج سنّة الله و سنّة رسوله و السنّة التي يجب علينا أن ننتهجها إذا أردنا حقّا الإقلاع من القعر. أمثلة على التدرّج الأحد مارس 31, 2013 2:32 pm | |
| السلام عليكم و رحمة الله
التدرّج سنّة الله و سنّة رسوله و السنّة التي يجب علينا أن ننتهجها إذا أردنا حقّا الإقلاع من القعر.
أمثلة على التدرّج :
1. التدرج في الخلق و الإنشاء : في خلق السماوات و الأرض، في خلق الإنسان و مراحل تكوينه من نطفة إلى علقة إلى مضغة ثم تنمو الأعضاء ثم يخرج رضيعا فطفلا فشابّا بالغا مكلّفا بينما الله عز و جل قادر على خلقه مكلّفا دفعة واحدة.
2. التدرج في فرض العبادات : و هو نوعان، التدرج في الفرائض، الصلاة ثم الصوم ثم الزكاة ثم الحجّ و بينها سنوات. و النوع الثاني التدرج في الفرض الواحد : الصلاة كانت ركعتين ركعتين، ثم ثلاث صلوات، ثمّ خمسة، يعني تدرج في الأوقات و الأعداد. الصيام، كان أولا تخيير بين الصيام و الفدية ثمّ صار الصيام واجبا. الزكاة بقي تشريعها يتدرج عشر سنين أو أكثر.
3. التدرج في تحريم المحرمات : تحريم الخمر على مراحل كما هو معروف. الت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : (إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار،حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام،ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر،لقالوا لا ندع الخمر أبدا .. ولو نزل : لا تزنوا، لقالوا : لا ندع الزنا أبدا). رواه البخاري. كذلك تدرج في تحريم الربا و الزنا.
4. التدرج في من يراد تبليغهم. قال ابن القيم رحمه الله : (فصل في ترتيب الدعوة، ولها مراتب : المرتبة الأولى : النبوة. الثانية : إنذار عشيرته الأقربين. الثالثة : إنذار قومه. الرابعة : إنذار قوم ما أتاهم من نذير من قبله وهم العرب قاطبة. الخامسة : إنذار جميع من بلغته الدعوة من الجن والإنس إلى آخر الدهر)
5. التدرج في مقدار البلاغ : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لمعاذ رضي الله عنه و هو مرسله إلى أهل اليمن : (إنك تأتي قوما أهل كتاب،فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ءوفي رواية فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز وجلء فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة،فإن هم أطاعوا لذلك،فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم،فإن هم أطاعوا لذلك ،فإياك وكرائم أموالهم،واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب) رواه البخاري. قال ابن تيمية رحمه الله : (وكذلك المجدد لدينه،المحي لسنته،لا يبلغ إلا ما أمكن علمه والعمل به،كما أن الداخل في الإسلام لا يمكن حين دخوله أن يلقن جميع شرائعه ويؤمر بها كلها .. وكذلك التائب من الذنوب،والمتعلم،والمسترشد،لا يمكن في أول الأمر أن يؤمر بجميع الدين،ويذكر له جميع العلم،فإنه لا يطيق ذلك،وإذا لم يطقه لم يكن واجبا عليه في هذه الحال،وإذا لم يكن واجبا لم يكن للعالم والأمير أن يوجبه جميعه ابتداء، بل يعفو عن الأمر والنهي بما لا يمكن علمه وعمله إلى وقت الإمكان ..)
و مظاهر التدرج كثيرة جدّا و مختلفة، و لا نستطيع أن نقول أن الشريعة الآن أُكملت فلا سبيل إلى التدرج في شيء لأنّ هذا مخالف لسنّة الله و رسوله يعني طريقته، و في قصة وفد ثقيف أكبر دليل، و ما نقله الأخ تيتوف غير مكتمل، و في القصة أنّ النبي صلى الله عليه و سلم قبِل "إسقاط" الزكاة و الجهاد عنهم. روى الامام أحمد في مسنده و أبو داود و غيره بأسانيد صحيحة : (سألت جابرا عن شأن ثقيف إذ بايعت قال اشترطت على النبي صلى الله عليه وسلم أن لا صدقة عليها ولا جهاد وأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يقول سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا). نعم لم يقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم إبقاء آلهتهم و إسقاط الصلاة عنهم لأنّ الأولى شرك و الثانية عمود الدّين. و هذا من حكمته إذ يعلم أنهم بعد أن يسلموا و تلين قلوبهم للإسلام بالتوحيد و الصلاة فسيمتثلون تلقائيّا لجميع التكاليف. و هذا في الحقيقة ليس إسقاطا بل تدرّجا حكيما. فلو ثبتوا على الاسلام ثمّ أرادوا أن يُسقطوا فرض الزكاة لكانت رِدّة. | |
|