الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: في خضم الأحداث التي تعيشها مصر ، وما نراه من أستغلال فصيل لقوة مصر الحقيقية ودعامتها في التطور والتقدم الا وهم الشباب فكان لزاما علينا أن نوجه كلمة للشباب حتى نضيء له الطريق فأترككم وهذا المقال راجيا من الله أن يوفق شبابنا لما فيه الحق والله من وراء القصد الخميس فبراير 28, 2013 1:07 am | |
| في خضم الأحداث التي تعيشها مصر ، وما نراه من أستغلال فصيل لقوة مصر الحقيقية ودعامتها في التطور والتقدم الا وهم الشباب فكان لزاما علينا أن نوجه كلمة للشباب حتى نضيء له الطريق فأترككم وهذا المقال راجيا من الله أن يوفق شبابنا لما فيه الحق والله من وراء القصد. =======================
واجب الشباب في ذكرى ثورة 25 يناير الحديث عن الشباب متجدد دائما و بالذات في الاوقات التي تمر بها مصر بمراحل البناء و التشييد والإنتقال الصحيح للحرية والعدالة الإجتماعية ، وذلك لأن تربية الشباب هي النقطة الأولى التي يجب أن تبدأ منها حركة الاصلاح في أية امة من الأمم ، فالشباب هم نواة المجتمع القوية ، وكما أنهم دعامته المتينة ، وأساسه الراسخ ، وقلبه النابض ، وروحه المحركة لجميع جنبات المجتمع. ومن المتعارف عليه "أن من شب على شيء شاب عليه" فالصفات التي يكون عليها الشاب هي الطابع الأساس الذي تنطبع به الأمة ، فإذا صلح الشباب صلحت الأمة, وإذا فسد أو انحل اصيبت الأمة بالفساد و الإنحلال. و سن الشباب هي سن التقبل والتجاوب ، وهي البيئة الصالحة ، و الأرض الخصبة التي تتقبل الغراس الطيب. ولكن ما أحسن الوسائل لإعداد الشباب أنفسهم؟ إن الإعداد السليم للشباب فكرياً، يساعد وبشكل فعال على إدراكهم المفاهيم الصحيحة المبنية على قيم روحية وخُلُقِية مستمدة من دينهم و تراثهم ، ليشب الواحد منهم راسخ الإيمان، نقي العقيدة ، طاهر الوجدان ، صافي الروح ، وليكتسب بذلك مناعة ذاتية ضد تيارات الإنحراف والفساد التي لا تتفق مع دينه ومجتمعه وتقاليده. وينبغي – بعد ذلك – أن يستفيد الشباب دائماً من تاريخ أمتهم الإسلامية وحضارة بلدهم العريقة ، ومن الجهود التي قدمها أجدادهم الأوائل ، ومما تخللَها من إنجازات وأمجاد ضاربة في صدر التاريخ ، وأن يبنوا ويضيفوا إليها ويوسعوا مداركهم بالثقافة البعيدة عن الزيغ والإنحراف ، وأن يكون عملهم وسلوكهم ترجمة لما تفهموه وتعلموه من أخلاق وعلوم ، وما تلقوه من ثقافات ، وأن يبنوا نفوسهم على أسس واقعية و منطقية ، فلا يسرفوا في الخيالات ، أو يقدموا على عمل دون تفكير ودراية وحساب للعواقب ، على الشباب أن يتعلموا كيف يستفيدون من التجارب ، ولا ييأسوا ولا يتحطموا عند الفشل في تحقيق مطلب ما ، أو عندما تواجههم المصاعب ، وإنما عليهم أن يقابلوا ذلك بنفسٍ قادرة على تذليل تلك المصاعب ، والقضاء عليها. يجب أن يُعَدَّ الشباب الإعداد النفسي القويم ليُحسوا بكيانهم ، وليُدركوا قيمتهم ، وحقيقة وجودهم في مجتمعهم ، وذلك لأن الشخصية الكاملة والمستقلة لا تتحقق إلا بالقُدرة على النظر في الأمور نظرة استقلالية، والحكم عليها حكماً صائباً. وإذا تحقق الاستقلال الشخصي في الشباب يتبعه دور الانطلاق إلى البحث والتجريب والتحصيل بما يوافق خلقهم الإسلامي العريق وثقافتهم المصرية الأصيلة ، وبذلك ينمو تفكيرهم ، وتُثرى معرفتهم ، وتتسع مداركهم ، ويٌصبحون أحراراً في آرائهم وفي نظرتهم إلى الحياة. ويجب في مرحلة الإعداد والتكوين للشباب المصري الأصيل في هذا الوقت الحرج من تاريخ مصر ، يجب أن يُنَمي الشباب في نفوسهم الحافز على القراءة والإطلاع فهي الباب لفتح أبواب الثقافة والتطور ، وعليهم أن يحسنوا ما يُقرأ في مجالات العلم والمعرفة ، وأن يحرصوا دوماً على تقوية الوازع الإسلامي والوطنى في أنفسهم ، فيحبون دينهم ومن خلال حبهم لدينهم يحبون الوطن، ويعملون على خدمتهما ، ويؤمنون بأن سلامتهم وأمنهم ورفاهيتهم – بل وبقاءهم كله – رهن برفع راية إسلامهم وبرفاهية بلادهم وسلامتها وأمنها ورخائها. إن شباب مصر في هذا العصر يعيشون لحظة عالمية وتاريخية ، فقد تداعت الحواجز، بتقوية وسائل الاتصال وتعددها بين الشعوب ، وأصبحوا يواجهون التحدي الحقيقي في القدرة على التمييز بين المنطق السليم ، وبين غيره في حكمة واتزان بأسلوب موضوعي ، يقوم على التحليل والاستنتاج ، وأن يتَعَودوا على ضبط النفس ، بحيث لا يتأثرون بالأفكار المستوردة السيئة. إن واجب الشباب المصري يتطلب منهم أن يشعروا بحقائق رسالتهم، وحقائق الأمور التي يتوقعها المجتمع منهم ، وأن يحيطوا أنفسهم بسياج منيع من الخُلق والعلم اللذين يحولان بينهم وبين أفكار ذوي الأهواء الرخيصة والنفوس الضعيفة ، والتي قد تقودهم بعيدا عن مجتمعهم، وتصل بوطنهم إلى مالا يحمد عقبه ، وتتأخر مسيرة التقدم والتطور والبناء ، ويكون من العسير حملهم بعد ذلك على الجد والإنتاج. دكتور/ محمد جمال دكتور العلوم السياسية جامعة لندن | |
|