الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: رقائق سأل موسى بن عمران الأربعاء يناير 09, 2013 1:32 am | |
| وحديث هذا الرجل في حديث مسلم من حديث المغيرة بن شعبة أن النبي r قال: (( سأل موسى بن عمران )) على نبينا وعليه الصلاة والسلام ((سأل ربه عز وجل وقال: يارب ما أدنى أهل الجنة منزلا ؟ فقال الرب جل وعلا لموسى: ذاك رجل يجيء فيقال له: ادخل الجنة فينطلق ثم يعود إلى الله ويقول: يارب قد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم)).يعني: لا مكان لي في الجنة ، الجنة مشغولة شغلت كل الأماكن فيها يقول الرب جل وعلا: أترضى أن يكون لك ملكك في الجنة كملك ملك من ملوك الدنيا .وقد لا نعرف نحن جميعا ملك من ملوك الدنيا (( فيقول العبد للرب: رضيت يارب رضيت)) أن يكون ملكي في الجنة كملك ملك من ملوك الدنيا رضيت يارب ((فيقول الرب – جل وعلا )) وفقط ، لأن الذي يكلمه الكريم ((لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله فيقول العبد في المرة الخامسة: رضيت يارب فيقول الرب جل جلاله: لك ذلك وعشرة أمثاله معك قال موسى: يارب هذا أدنى أهل الجنة منزلة فما أعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين غرست كرامتهم بيدى وختمت عليها، فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر ))(1) .أيها الحبيب اللبيب: هل ستتوب؟ هل ستتوب الآن؟ هل ستتوبين الآن بعد كل هذه الكلمات الرقراقة من كلام ربي وكلام نبينا r هل ستتوب؟ هل ستحقق التوحيد؟ هل ستحافظ على الصلاة؟ هل ستحافظ على أكل الحلال؟ هل ستحقق من الآن بر والديك؟ هل ستحسن من اليوم إلى جيرانك في البيت وإلى جيرانك في الوظيقة والعمل ؟ هل ستتخلى من اليوم عن أكل الربا ؟ هل سترد حقوق اليتامى اليوم إليهم ؟ هل سترجع اليوم إلى جارك الذي آذيته ، لتعتذر له ؟ هل سترجع في الصباح الباكر إلى موظفك أو مرؤوسك في العمل ؟ لتعتذر له بعد أن ظلمته ؟ هل سترد الحقوق إلى أهلها ؟ هل ستلبسين الحجاب أيتها المسلمة ؟ هل سنكف وآسفاه ، إن دعينا بعد كل هذا إلى التوبة ، وما أجبنا ، واحسرتاه إن دعينا بعد كل هذه الكلمات إلى التوبة ، وما أنبنا .يا نادما على الذنوب أين أثر ندمك ؟ يا نادما على الذنوب أين أثر ندمك ؟ أين بكاؤك على زلة قدمك ؟ هيا الآن قبل أن ترجع إلى البيت ، عاهد ربك .وأنت أيها المسلم يا من تستمع إلى عبر شريط الكاسيت ، هيا الآن قبل أن تغلق الكاسيت والجهاز ، عاهد ربك اللحظة على التوبة ، على الإنابة ، على الأوبة ، ارجع مهما كانت معاصيك ، مهما عظمت ذنوبك ، اقرع باب الملك بقلبك ، فإن أبواب الملوك لا تقرع بالأظافر ، كيف وأنت تطالب الآن بقرع باب ملك الملوك – جل جلاله: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر/53] .واعلم أن الله سيفرح بتوبتك وأوبتك ، وهو الغنى عن العالمين ، لا تنفعه الطاعة ، ولا تضره المعصية .الآن، الآن عاهد ربك على تحقيق التوحيد، على المحافظة على الصلوات، على المحافظة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بغير منكر والدعوة إلى الله بأي وسيلة من الوسائل، عاهد ربك على أن تكون عبدا يعيش في الدنيا، وقلبه معلق بالآخرة, عاهد ربك على أن تكون بعد هذا اللقاء إنسانا مختلفا تمام الاختلاف .فالتوبة التوبة : هي العودة من المعصية إلى الطاعة ، هي العودة عن كل ما يغضب الله إلى كل ما يرضي الله - سبحانه وتعالى .أيها الشاب الحبيب اللبيب ، أيها الوالد الكريم ، أيتها الأم الكريمة ، أيتها الأخت الفاضلة ، أذكر نفسي والمسلمين جميعا بالعودة إلى الله – عز وجل – فالدنيا مهما طالت، فهي قصيرة ومهما عظمت فهي حقيرة ، لأن الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر، ولأن العمر مهما طال لابد من دخول القبر .ليس معنى ذلك أننا ننادي على المسلمين أن يتركوا الدنيا ، كلا كلا إنما قلت في ثنايا اللقاء : الدنيا دار صدق فيها من صدقها ، ودار نجاة لمن فهم عنها ، ودار غنى لمن تزود منها فهي مصلى الأنبياء ، ومتجر أولياء الله ، ربحوا فيها الرحمة واكتسبوا فيها الجنة.هذا وما كان من توفيق ، فمن الله وحده ، وما كان من خطأ أو سهو ، أو نسيان فمني ومن الشيطان ، وأعوذ بالله أن أكون جسرا تعبرون عليه إلى الجنة ، ويلقى به في النار ، ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه وأقم الصلاة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
|