رقائق في الخشوع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
_____________________________

الحمد لله القديم ،الأول الأخر المتعال العظيم ،الرزاق الكريم ،الباعث الحكيم ،الخالق العليم ،المُنزّه عن كل نقصٍ و ذميم ،القاهر على كل خبٍ لئيم فيعذبهم أشد العذاب الأليم ،و يكون بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم....و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعالى الله عمّا يدّعيه الكافرون أن جعلوا له ولدا سبحانه تكاد الجبال أن تخر صعقا من هذه الكلمة فهو الإله الواحد الأحد لا يحتاج لشئ و هو يجيب ما أُحتيج إليه من خلقه.

أما بعد ...فالدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر ... أو كما قال عامر بن عبد قيس : إن أشد أهل الجنة فرحاً اطولهم في الدنيا حُزناً ...او كما قال شميط بن عجلان : إن الله عز و جل وسم الدنيا بالوحشة ليكون أنس للمطيعين ...و المؤمنون دائما و أبدا من عذاب ربهم مشفقون لأن عذاب ربهم غير مأمون ..دائما يكون المؤمن في معية الحق لا يغيب ذكره عن قلبه و لا تفارقه دمعته عند ذكره و يخشى أن يسهو طرفة عين عن ذكر ربه و معصيته لأن الموت في عين المؤمن شئ لا معلوم له إلا عند الله فربما يقبضه و هو يلهو فدائما هو في معيّة الحق لا يغفل قلبه عن ذكر الله لأنه علم أن الله لا يتقبل عملا إلا إذا كان خالصا لوجهه و لو كان صغيرا ..فربما تصلي الصلوات الخمس بقصار السور لكنك خاشع كامل الخشوع إلى الله في حين أنه ربما يقرأ احدهم في صلاته بسورة البقرة و ما شابهها من الطوال و لا يخشع كمثل خشوع الذي قرأ بقصار السور ...و تذكر اخي دائما خشوعك لربك فإن لم تخشع لربك فما فائدة النذير و البشير في كتاب المنير ؟؟ و من وسائل الخشوع ذكر الله تعالى لأنها أسهل وسيلة للخشوع و أسهل وسيلة لجعل المؤمن مطمئن النفس طاهر القلب مبتعدا عن المعصية لأن في معلومه أنه عُدّ من الذاكرين فكيف يُعدُّ من العاصين ؟؟ و قد قال () : (( لا تُكثروا الكلام بغير ذكر الله ،فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب و إن أبعد الناس من الله القلب القاسي )) و قال حُذيفة بن اليمان و شداد بن أوس : أول ما تفقدونه من الإيمان الخشوع أو(التخشُع) ..فدل ذلك على أن الخشوع أهم أنواع الإيمان لذلك فإن الشيطان يريد أن تذهب تلك الملكة من صاحبها لأنها اول وسيلة و افضلها لتذكر الله تعالى في كل حين ...فهي اعظم عبادة لذلك فهي اول هدف للشيطان ليذهبها عن عقل صاحبها ..لذلك كما ذكرنا (أول ما تفقدونه من إيمانكم الخشوع) ...و البكاء علامة الخشوع الحقيقي ...و قد أثنى الله على الخاشعين ثناءا كبيرا في سورة المؤمنين (قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون ...إلخ) لقد ذكر الله صفات عديدة للمؤمنين في هذه السورة ...لكن أتلاحظ ما أولها؟ اتلاحظ ؟

إنه الخشوع الخشوع ..الخشوع ...و بعد ذكر هذه الصفات قال (أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون) و كأن الحق يقول أن أهم صفة لدخول الجنة و أولها الخشوع و بها يكون العمل خالصا و الله لا يتقبل من العمل إلا الخالص ...فلو ترك المرء الخشوع فما فائدة فعلك الطاعات بدونها إذا كان الله لا يتقبل الشئ إلا خالصه !! ؟؟ !! اخشع أخي في الله ..أخشع فإن المؤمن عكس الكافر في كل امر ... فالمؤمن يخشع في الدنيا و يخاف و يوم القيامة لا خوف عليه و لا هو من المحزونين ..أما الكافر فبالعكس فهو سعيد بالدنيا لأنه أغتر بها و هو في حقيقته ذبابة او بعوضة لأنه أحب الدنيا التي كالبعوضة او كجناحها فكان مثلها في المنزلة عند الله ....و يوم القيامة يأتي خاشع ذليل رعديد خائف من جزائه(خاشعة أبصارهم ترهقهم ذله) ...أفاتريد أخي المؤمن المسلم أن تكون مثل الكافرين !! (قل لا يستوى الأعمى و لا البصير و لا الظلمات و لا النور و لا الظل و لا الحَرور و لا يستوى الأحياء و لا الأموات)...

» رقائق تابع:الحياة على سطح الارض موقوتة
» رقائق سأل موسى بن عمران
» رقائق هؤلاء يدخلون الجنة
» رقائق ومنهم من يبعث يوم القيامة
» رقائق ماذا قال الصحابة وهم على فراش الموت