الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: تاريخ علم المصطلح وفيه ثلاثة مباحث: الإثنين فبراير 18, 2013 12:23 am | |
| تاريخ علم المصطلح
وفيه ثلاثة مباحث:
1 - بداية نشأة علم مصطلح الحديث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
2 - تطور قواعد المصطلح من بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى العصر الذهبي للسُّنَّة
3 - تطور علم المصطلح منذ العصر الذهبي للسنة إلى الآن
أهداف دراسة الفصل الأول:
موجز تاريخ علم المصطلح
يتوقع منك أيها الدارس الكريم بعد دراسة هذا الموضوع ما يلي:
1- أن تعرفَ الأدوارَ التي مرَّ بها علمُ مصطلحِ الحديث منذُ بدايةِ ظهورِه في العهدِ النبويِّ إلى يومنا هذا.
2- أن تقتنعَ بأنَّ المسلمين قد اتبعوا منهجيةً علميةً سليمةً في التعامل مع السنة النبوية المباركة وهي منهجيةٌ تُعَدُّ مَفْخَرَةً لهذه الأمة.
3- أن تعتقدَ أن اللهً قد حفظ هذا الدين بإلهامه علماءَ المسلمين وضعَ قواعدَ دقيقةٍ ملائمةٍ لحفظ السنة، تَمكًَّنوا بها من سدِّ كل الثغرات التي حاول أعداءُ الإسلام النَّفَاذَ منها لضرب الدين.
4- أن تدركَ مدى الجهد العظيم الذي بذله السلفُ الصالحُ من علماء الأمة الكرام في العملِ لهذا الدين وحمايةِ السنة المباركة، وضرورةَ الاهتمام بتلك الجهود ودعمِها والنسجِ على منوالها.
5- أن تستشعرَ أن لك دوْراً وأن عليك واجباً في العمل لهذا الدين للِّحاق بالسلف الصالح وتحصيل المثوبة من الله عزَّ وجل.
المبحث الأول
بداية نشأة علم مصطلح الحديث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
يتضمن أربع نقاط على النحو التالي:
1 - الرسالة العالمية وما يترتب عليها.
2 - قواعد الرواية الصحيحة.
3 - الوسائل التي استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم مما يعين على الحفظ.
4 - الوسائل والآداب التي راعاها الصحابة في التلقي والسماع من النبي صلى الله عليه وسلم .
1 - الرسالة العالمية وما يترتب عليها:
قال تعالى : (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) (الأعراف: 158).
تعني هذه الآية أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم مكلَّفٌ بتبليغ الرسالة للناس جميعاً، وهذا يعني أنه لابد أن يحدث أحدُ ثلاثة أمور:
1- إمَّا أن يذهب النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى كلِّ الناس فرداً فرداً ليبلغهم بكل ما جاء به حرفاً حرفاً، وهذا أمرٌ مستحيلٌ بَدَاهة.
2- وإمَّا أن يترك الناسُ جميعَ شئونهم ويتفرغوا جميعاً للحضور عنده والسماع منه صلى الله عليه وسلم لكل ما جاء به، وهذا أيضاً مستحيلٌ بَدَاهة.
3- وإمَّا أن تسير الحياة سيرَها الطبيعيَّ، ويبلِّغ النبيُ صلى الله عليه وسلم مَن لقيه، ويأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم مَن يتمكن من الحضور فيسمع منه، ثم يقوم هؤلاء وأولئك بنقل ما سمعوه إلى غيرهم، ممن لم يَلْقَهُم النبيُّ صلى الله عليه وسلم وممن لم يتمكنوا من الحضور عنده، ثم يقوم هذا الغير الذي سمع بالنقل إلى غيره، وهكذا تتوالى حلقات التبليغ، حتى يصلَ البلاغُ إلى جميع الناس في كلِّ مكان، وتقومَ الحجة على الناس جميعاً.
وهذا هو التصور المنطقيُّ والمعقول.
وهذه العملية تسمى (الرواية)، وهي ما دعا إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَه حين قال: «بَلِّغُوا عَنِّى وَلَوْ آَيَة»([1])، وحين قال: «لِيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ»([2])، وحين قال: «تَسْمَعُونَ مِنِّى، وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ، وَيُسْمَعُ مِمَّنْ يَسْمَعُ مِنْكُمْ»([3]).
الرواية - إذاً - هي السبيلُ المعقولُ لتوصيل الرسالة العالمية كاملةً إلى العالمين.
2 - قواعد الرواية الصحيحة:
من المنطقي أنه لا بدَّ أن يكون النقلُ عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم عمَّن وراءَه نقلاً سليماً تماماً من الأخطاء، مساوياً – أو قريباً جداً - لما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا يعني أنه لابد أن تتوفر فيه ثلاثةُ أمورٍ أساسية:
1- أن يكون المرويُّ أو المنقول هو ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم بلا زيادة.
2- أن يكون المرويُّ أو المنقول هو ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم بلا نقصان.
3- أن يكون المرويُّ أو المنقول هو ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم بلا تحريفٍ ولا غلطٍ ولا خطأ.
وهذه هي أصول الرواية التي حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليمها لأصحابه وتربيتهم عليها، على النحو التالي:
أولاً- في مجال الحرص على نقل الرواية كما هي بلا زيادة: دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصدق وحثَّ عليه، وحذَّر تمامَ التحذير من الكذب وخصوصاً من الكذب عليه، فقال صلى الله عليه وسلم : «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»([4])وكرَّر النبيُّ صلى الله عليه وسلم هذا الحديثَ عشرات المرات، حتى رواه عنه أكثرُ من سبعين صحابياً منهم العشرة المبشرون بالجنة، ولهذا عدَّه العلماء متواتراً.
كما دعا القرآن المسلمين إلى التبيُّن والتثبُّت عند سماع الأخبار، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا)([5]).
على أن العربَ يومَئِذٍ - فضلاً عن الصحابة - لم يكن الكذبُ من أخلاقهم، بل كانوا يستنكفون منه، حتى إنَّ أحدهم لَيَأْنَف أن يكذبَ حتى على الحيوان الأعجمي، ويقول لناقته وقد أجهدَها العطشُ في الصحراء:
أُرِيدُ أُمَنِّيكِ الشَّرَابَ لِتَهْدَئِي وَلَكِنَّ عَارَ الْكَاذِبِينَ يَحُولُ
ويدل على ذلك أن أبا سفيان لما دخل على هِرَقْل، أخذ هرقل يسأله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول لأصحابه([6]): «إني سائل هذا عن هذا الرجل، فإن كَذَبني فكذِّبوه» قال أبو سفيان: فوالله لولا الحياءُ من أن يَأْثِرُوا عليَّ كذباً لكذبت عنه».
فمع أن أبا سفيان كان يومئذٍ خصماً للنبي صلى الله عليه وسلم ، ومع يقينِه بأنَّ أصحابَه لم يكونوا ليكذِّبوه أمام هرقل، لمشاركتهم له في الدين ولمكانته فيهم، إلا أنه كان يستحيي أن يأخذوا عليه كذبةً يُعرَف بها.
الصحابة يصدِّق بعضُهم بعضا:
لهذا كان الصحابة يسمع بعضُهم من بعض، ويتحمل غائبُهم عن شاهدهم، وهم على تمام اليقين من صدق المحدِّث.
يقول البَرَاء بن عازبٍ رضي الله عنهم: «ليس كلُّنا كان يسمع حديثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم . كانت لنا ضَيْعَةٌ (يعني عقاراً وأراضي) وأشغالٌ، ولكن الناسَ لم يكونوا يكذبون يومئذٍ، فيحدِّث الشاهدُ الغائبَ»([7])
ويقول أنس بن مالك رضي الله عنه: «والله ما كلُّ ما نحدِّثكم به سمعناه من ما كُنَّا نكذب، ولا ندري ما الكذب، ولكن كان يُحَدِّث بعضُنا بعضاً، ولا يتَّهِم بعضُنا بعضاً»([8])وفي رواية قال: «والله».
وهكذا لم يتعمدْ أحدٌ من الصحابة أن ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حرفاً واحداً بغير حق، بل كانوا أحياناً يرجعون إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه عما سمع بعضُهم من بعض من أقواله وأفعاله وأحواله صلى الله عليه وسلم ، على سبيل التثبُّت والتأكُّد، لا على سبيل الشك في الراوي، رضي الله عنهم أجمعين.
وهكذا كانت سيرتهم عند تلامذتهم من التابعين فقد أخرج البخاري في كتاب: الأذان([9]) بسنده إلى عبد الله بن يزيد الخطمي قال: حدثني البراء(ابن عازب) وهو غير كذوب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال: سمع الله لمن حمده لم يَحْنِ أحدٌ منا ظهره حتى يقع النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا ثم نقع سجودا بعده.
وأخرج الطبراني في الأوسط([10]) بسنده إلى مسروق، أنه قال لابن عقبة بن أبي معيط: حدثنا عبد الله بن مسعود، وكان غير كذوب - وفي رواية عند البزار: فقال مسروق: حدثنا عبد الله بن مسعود وكان عندنا موثوق الحديث غير كذوب- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بعنق أبيك أن يضرب صبرا، لم يرثه، فقال: من للصبية بعدي؟ قال: لهم النار، حسبك ما رضي لك رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقول التابعي عن الصحابي (غير كذوب) معناه تقوية الحديث وتفخيمه والمبالغة في تمكينه من النفس لا التزكية التي تكون في مشكوك فيه، وقال الخطابي: هذا القول لا يوجب تهمة في الراوي، وإنما يوجب حقيقة الصدق له، لأن هذه عادتهم إذا أرادوا تأكيد العلم بالراوي والعمل بما روى، وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول: سمعت خليلي الصادق المصدوق، وقال ابن مسعود: حدثني الصادق المصدوق.
أو أن معنى (غير كذوب) أي غير مظنون به الخطأ، وغير مجرب عليه الغلط في الرواية، يصفه بالحفظ والإتقان، فقد يجرى الكذب في كلامهم مجرى الخطأ، ويوضع موضع الخلف، كقول القائل: كذب سمعي كذب بصري.
ثانياً- وفي مجال نقل الحديث من غير نقصٍ ولا كتمٍ: أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمرين:
(أ) الدعوة إلى التبليغ والحث عليه. (ب) التحذير من الكتمان.
ففي الدعوة إلى التبليغ قال صلى الله عليه وسلم : «لِيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ»([11])، ودعا بنَضْرة الوجه لمن قام بذلك، فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتواتر: «نَضَّرَ اللهُ امْرَءاً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثاً، فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ، فَإِنَّهُ رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ. ثَلاثُ خِصَالٍ لا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ أَبَداً: إِخْلاصُ الْعَمَلِ لِلّهِ، وَمُنَاصَحَةُ وُلاةِ الْأَمْرِ، وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ»([12]).
وفي مجال التحذير من الكَتْم جاء التحذير شديداً مخيفاً في القرآن والسنة، فقال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ. إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة: 159-160) فلم يجعل الله للكاتمين خلاصاً من إثم الكَتْم إلا بالقيام بالبيان والتبليغ. وقال صلى الله عليه وسلم : «مَنْ كَتَمَ عِلْما ً تَلَجَّمَ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»([13]).
ولذلك كان كثير من الصحابة يبذلون ما عندهم من العلم رغبةً في تحصيل أجر التبليغ، وخشيةً من الوقوع في إثم الكَتْم، فهذا أبو هريرة رضي الله عنه لما عابوا عليه كثرة الرواية ردَّ عن نفسه، ثم قال: «والله لولا آيتان في كتاب الله ما حدَّثْتُكم شيئاً أبداً: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ) إلى قوله: (الرَّحِيمُ)»([14]).
وهذا عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول: «والله لأحدثنكم حديثاً، والله لولا آية في كتاب الله ما حدَّثْتُكُمُوه»([15]). ويقصد هاتين الآيتين. وغير هذا كثير.
وهكذا قام الصحابة رضي الله عنهم برواية ما سمعوه وما رأوه من النبي صلى الله عليه وسلم من غير زيادة ولا نقص، ومن غير إضافة ولا كتم.
ثالثاً- يبقى أن المجال الثالث، وهو مجال نقل الرواية بلا تحريف وبلا خطإ، هو أمرٌ شديدٌ، إذ الخطأُ من طبيعة العباد، والنسيانُ والوهم لا يسلم منه غيرُ الأنبياء المعصومين، فطَلَبُ سلامةِ كلِّ الروايات من الخطأ، وسلامةِ كلِّ الرواة من الوهم والنسيان أمرٌ صعبٌ جداً، فما العمل؟.
العملُ هو أن يجتهدَ المعلمُ الأعظمُ صلى الله عليه وسلم في تحفيظهم، وأن يجتهدَ الصحابة رضي الله عنهم في الحفظ والضبط عنه، وأن يتخذوا من الوسائل ما يُعين على الحفظِ الكاملِ والضبطِ التام، ويضمن انكشافَ الخطأِ إذا حصل، وتداركَ الوهمِ والنسيان إذا وُجِد أو حصل. وقد كان جُلُّ اهتمامِ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم في تحقيق ذلك.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، أخرجه البخاري في كتاب: الأنبياء:باب حدثوا عن بني إسرائيل 6/496(3461).
([2]) الحديث عن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه، أخرجه البخاري في كتاب: العلم:باب ليبلغ الشاهد منكم الغائب 1 /199(105).
([3]) الحديث عن ابن عباس رضي الله عنه، أخرجه أبو داود بإسناد صحيح في كتاب: العلم، باب: فضل نشر العلم 3/321 (3659)، وأحمد 1/321وصححه ابن حبان 1/263 (62)، والحاكم 1/95، ووافقه الذهبي.
([4]) الحديث مروي عن عدد من الصحابة، وسأكتفي ببعض رواياته في الصحيحين، فهو بهذا اللفظ جزء من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أخرجه البخاري في كتاب: الجنائز، باب: ما يكره من النياحة على الميت 3/160(1291)، وجزء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أخرجه البخاري في كتاب: العلم باب:إثم من كذب علي النبي صلى الله عليه وسلم 1/203(110)، ومسلم في المقدمة، باب: تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم 1/10 (3/3) وبألفاظ متقاربة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والزبير بن العوام، وأنس بن مالك، وسلمة بن الأكوع، أخرجها البخاري في الموضع السابق (106-110)، ومسلم في الموضع السابق (1-2).
([5]) الحجرات: 6.
([6]) الحديث عن ابن عباس رضي الله عنه أخرجه البخاري في باب: بدء الوحي 1/31(6)، وفي كتاب: التفسير (4553).
([7]) أخرجه الرامهرمزي في (المحدث الفاصل) ص 235(133)، والخطيب في الجامع 1/174(102).
([8]) أخرجه الحاكم 3/575 وسكت عليه هو والذهبي، وأخرج نحوه ابن سعد في الطبقات 7/21، والخطيب في الجامع 1/174(103).
([9]) أخرجه البخاري في كتاب:الأذان باب:متى يسجد من خلف الإمام 2/181(690).
([10]) أخرجه الطبراني في الأوسط 3/213 (2949)، والبزار في مسنده 3/319 (1936).
([11]) سبق تخريجه.
([12]) الحديث عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، أخرجه أبو داود في كتاب: العلم، باب: فضل نشر العلم 3/ 322 (3660)، والترمذي-وقال: حسن- في كتاب: العلم، باب: في الحث على تبليغ السماع 5/33 (2656)، وابن ماجه في المقدمة باب: من بلغ علما 1/84(230)، وصححه ابن حبان 1/270(67)، و2/454 (680)، وله شواهد متعددة وطرق متكاثرة، جمعها ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/177: 189 (185: 199)، وخصه الشخٍ عبد المحسن بن حمد العباد بدراسة مستقلة في كتابه: (دراسة حديث: "نضر الله امرءا سمع مقالتى" رواية ودراية)، وخلص إلى أنه متواتر، رواه أربعة وعشرون صحابيا.
قال القاضي الرامهرمزي في المحدث الفاصل 1/167: « قوله صلى الله عليه وسلم : نضر الله امرأ، مخفف، وأكثر المحدثين يقوله بالتثقيل إلا من ضبط منهم، والصواب التخفيف، ويحتمل معناه وجهين: أحدهما: يكون في معنى ألبسه الله النضرة وهي الحسن وخلوص اللون، فيكون تقديره: جمله الله وزينه، والوجه الثاني: أن يكون في معنى أوصله الله إلى نضرة الجنة وهي نعمتها ونضارتها، قال الله عز وجل: )تعرف في وجوههم نضرة النعيم( وقال: )ولقاهم نضرة وسرورا( وفيه لغتان: تقول نضر وجه فلان بكسر الضاد ينضر نضرة ونضارة ونضورا، ونضر الله وجهه وأنضره لغتان، تقول نضر الله وجه فلان فنضر فالوجه نضير وناضر، قال الله عز وجل: )وجوه يومئذ ناضرة( وهو من قولهم: نضر وجهه فهو ناضر من فعله».
([13]) الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، صححه ابن حبان 1/271 (95).
([14]) أخرجه البخاري في كتاب:الحرث والمزارعة باب: ما في الغرس 5/28 (2350).
([15]) أخرجه مسلم في كتاب الطهارة باب:فضل الوضوء والصلاة بعده 1/ 205 (227). | |
|