" مباحث في علوم القرآن "– .
-----------------------------
الفرق بين الحديث والأثـر
الحديث إذا أُطلق في الاصطلاح فهو أعم من أقوال النبي صلى الله عليه على آله وسلم .
بل يشمل الأحاديث القولية التي قالها الرسول صلى الله عليه على آله وسلم .
ويشمل الأفعال ،
فوصف أفعال النبي صلى الله عليه على آله وسلم داخلة في مسمى الحديث ،
كوصف وضوئه أو صلاته .
ويشمل أوصافه عليه الصلاة والسلام ، كذِكر صفة خَلقية أو خُلقية .
ويشمل تقرير النبي صلى الله عليه على آله وسلم لأمر من الأمور ، كإقراره أصحابه على أكل الضب والضبع .
وإذا أُطلق الحديث فإنه يشمل أقوال النبي صلى الله عليه على آله وسلم وأفعاله كما تقدّم ،
ويشمل أقوال الصحابة وأفعالهم ، فيُقال – مثلاً –
بعد رواية حديث ما :
والحديث موقوف من قول فلان من الصحابة ،
ويشمل المقطوع ، وهو ما ورد عن التابعين من أقوالهم .
ويشمل كذلك :
الحديث الضعيف فيُطلق عليه حديث ضعيف ،
وكذلك الحديث الموضوع .
ويُطلق على ما تقدّم الخبر .
فهو بهذا الاعتبار يُرادف لفظ السُّـنـَّـة .
وأما عند التقسيم الاصطلاحي ، فيختلف عند بعض العلماء التقسيم إلى :
حديث :
وهو ما أُثِـر عن رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خُلقية –
زاد بعضهم - قبل البعثة أو بعدها .
والصحيح أن لفظ "
الحديث "
ينصرف في الغالب إلى ما يُروى عن النبي صلى الله عليه على آله وسلم بعد النبوة .
وخبر : وهو مُرادف للحديث عند المُحدِّثين .
وفرّق بعضهم بينهما فقيل :
الحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه على آله وسلم ، والخبر ما جاء عن غيره .
ولذا قيل لمن يشتغل بالسنة :
مُحدِّث ، ولمن يشتغل بالتواريخ إخباري .
وقيل بين الحديث والخبر عموم وخصوص مطلق ، فكلّ حديث خبر ، وليس كل خبر حديث .
وأثر :
وهذا قد يُطلقه المُحدِّثون على المرفوع من حديثه عليه الصلاة والسلام ،
وعلى الموقوف من أقوال أصحابه يُطلقون عليها : ( أثـر ) ،
ولذا يُسمّى المحدِّث : أثـري .
نسبة للأثر .
ويُقال في الحديث القدسي : في الأثر الإلهي .
إلا عند فقهاء خراسان ، فإنهم فإنه يُسمّون الموقوف بالأثـر ، والمرفوع بالخبر .
وخلاصة القول في هذا :
إذا أُطلِق لفظ
" الحديث "
فإنه يُراد به ما أُضيف إلى النبي صلى الله عليه على آله وسلم ،
وقد يُراد به ما أضيف إلى الصحابي أو إلى التابعي ، ولكنه يُقيّد – غالباً –
بما يُفيد تخصيصه بقائله .
ويُطلق الخبر والأثر ويُراد بهما ما أُضيف إلى رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم ، وما أُضيف إلى الصحابة والتابعين ، إلا أن فقهاء خراسان فرّقوا بينها كما تقدّم .
وهذا عند المحدِّثين ، ولذا فإنه لا فرق عندهم بين " حدثني " وبين " أخبرني " .
ويختلف إطلاق السُّـنّـة عند أهل العلم كل بحسب تخصصه وفَـنِّـه .
إطلاقات السُّـنّـة
* تُطلق السُّـنّـة على ما يُقابل البدعة ،
فيُقال :
أهل السنة وأهل البدعة ، ويُقال :
طلاق سني وطلاق بدعي .
* وتُطلق السُّـنّـة على ما يُقابل الواجب ،
فيُقال : هذا واجب وهذا سُنّـة .
* وتُطلق السُّـنّـة على ما يُقابل القرآن ،
فيُقال : الكتاب والسنة .
* و تُطلق السُّـنّـة ويُقصد بها العمل المتّبع ،
فيُقال :
فعل رسول الله كذا ، وفعل أبو بكر كذا ، وكلٌّ سُنة
ولذا قال عليه الصلاة والسلام :
عليكم بسنتي وسُنة الخلفاء الراشدين .
ومن كان عنده زيادة علم فلا يبخل به علينا
والله يحفظكم
الداعية جنة الفردوس