الداعية جنة الفردوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركته
أهلاً ومرحاً أيها الزائر العزيز في منتدى الداعية جنة الفردوس الإيسلامي
نرجو منك أن تشرفنا بنضمامك معنا في المنتدى
اذا كنت منضم معنا فرجاءً سجل الدخول
تحيات الداعية جنة الفردوس
الداعية جنة الفردوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركته
أهلاً ومرحاً أيها الزائر العزيز في منتدى الداعية جنة الفردوس الإيسلامي
نرجو منك أن تشرفنا بنضمامك معنا في المنتدى
اذا كنت منضم معنا فرجاءً سجل الدخول
تحيات الداعية جنة الفردوس
الداعية جنة الفردوس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اسلامي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 155 4 / 212

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الداعية جنة الفردوس
Admin
Admin
الداعية جنة الفردوس


عدد المساهمات : 4517
جوهرة : 13406
تاريخ التسجيل : 03/01/2013

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 155 4 / 212  Empty
مُساهمةموضوع: قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 155 4 / 212    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 155 4 / 212  I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 29, 2013 3:34 pm

" ما أهل مهل قط إلا بشر , و لا كبر مكبر قط إلا بشر , قيل : بالجنة ? قال :
نعم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 155 :

رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 7943 - نسختي ) و أبو الحسن الحربي في
" الأمالي " ( 245 / 2 ) عن عبد الأعلى بن حماد النرسي حدثنا معتمر بن سليمان
حدثنا زيد بن عمر بن عاصم عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن # أبي هريرة # مرفوعا
, و قال الطبراني : " لم يروه عن زيد إلا معتمر " .
قلت : قال في " الميزان " : " حدث عن سهيل بن أبي صالح بخبر منكر " .
قلت : لعله يعني هذا , لكن مجيئه من طريق آخر يرفع عنه النكارة , و هو ما أخرجه
الطبراني أيضا قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا الحسن بن علي
الحلواني حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عبيد الله بن عمر
عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة نحوه .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عثمان بن أبي
شيبة و فيه كلام لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن إن شاء الله كما بينته في مقدمة
" مسائل ابن أبي شيبة شيوخه " تأليف محمد بن عثمان هذا . و الحديث قال الهيثمي
( 3 / 224 ) تبعا للمنذري ( 2 / 119 ) : " رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين
رجال أحدهما رجال الصحيح " . كذا قال و ابن شيبة هذا ليس من رجال الصحيح لكن قد
رواه الخطيب في " تاريخه " ( 2 / 79 ) من طريق محمد بن أبان البلخي قال : نبأ
عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن محرر بن أبي هريرة عن أبيه
مرفوعا بلفظ : " ما أهل مهل قط إلا آبت الشمس بذنوبه " . فهذا إسناد رجاله كلهم
رجال البخاري غير محرر بن أبي هريرة فإنه من رجال النسائي و ابن ماجة فقط ,
و لم يوثقه غير ابن حبان . و لذلك لم يوثقه الحافظ ابن حجر بل اكتفى بقوله :
" مقبول " . يعني عند المتابعة . على أن في الإسناد علة أخرى خفية نبه عليها
الخطيب فقال عقبه : " تفرد بروايته محمد بن أبان عن عبد الرزاق عن الثوري ,
و خالفه الحسن بن أبي الربيع الجرجاني فرواه عن عبد الرزاق عن ياسين الزيات عن
ابن المنكدر به " , ثم ساق إسناده إلى الحسن به . ثم ساق لمحمد بن أبان البلخي
حديث آخر له عن عبد الرزاق قال أبو داود فيه : " أنكروه على ابن أبان " !
قلت : و ابن أبان البلخي و الحسن الجرجاني كل منهما ثقة , و لكن الأول منتقد في
بعض رواياته عن عبد الرزاق . فروايته عند المخالفة شاذة مرجوحة , و كلام الخطيب
السابق يشير إلى هذا و الفرق بين روايته و رواية الجرجاني أن الأول جعل سفيان
الثوري مكان ياسين الزيات , و الثوري إمام جليل مشهور بينما ياسين الزيات ضعيف
جدا , فهو علة هذه الطريق . و الله أعلم .
" إن الله إذا أنزل سطوته بأهل نقمته و فيهم الصالحون , فيصابون معهم , ثم
يبعثون على نياتهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 157 :

أخرجه ابن حبان ( 1846 ) عن عمرو بن عثمان الرقي قال : حدثنا زهير بن معاوية عن
هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # قالت : " قلت : يا رسول الله إن الله إذا
أنزل سطوته بأهل الأرض و فيها الصالحون فيهلكون بهلاكهم ? فقال : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل الرقي هذا , فإنه ضعيف كما قال الحافظ و أورده
الذهبي في " الضعفاء " و قال : " قال النسائي و غيره : متروك " .
قلت : لكن الحديث في " صحيح مسلم " ( 8 / 168 ) و " المسند " ( 6 / 259 ) من
طرق أخرى عن عائشة رضي الله عنها بلفظ آخر , و لفظ مسلم : " العجب ! إن ناسا من
أمتي يؤمون بالبيت , برجل من قريش , قد لجأ بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف
بهم , فقلنا : يا رسول الله : إن الطريق قد يجمع الناس , قال : نعم , فيهم
المستبصر و المجبور و ابن السبيل , يهلكون مهلكا واحدا , و يصدرون مصادر شتى ,
يبعثهم الله على نياتهم " . و أخرجه البخاري ( 4 / 271 ) و أبو نعيم في
" الحلية " ( 5 / 11 ) من طريق أخرى عن عائشة مرفوعا نحوه , و لفظه : " يغزو
جيش الكعبة , فإذا كانوا ببيداء من الأرض ... " الحديث . للحديث شاهد من حديث
عبد الله بن عمر مرفوعا بلفظ : " إذا أراد الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان
فيهم , ثم بعثوا على أعمالهم " . أخرجه البخاري ( 13 / 50 - 51 - فتح ) و مسلم
( 8 / 165 ) و أحمد ( 2 / 40 ) .
" أخذ الله تبارك و تعالى الميثاق من ظهر آدم بـ ( نعمان ) - يعني عرفة - فأخرج
من صلبه كل ذرية ذرأها , فنثرهم بين يديه كالذر , ثم كلمهم قبلا قال : *( ألست
بربكم قالوا : بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين . أو
تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل و كنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون
)* " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 158 :

أخرجه أحمد ( 1 / 272 ) و ابن جرير في " التفسير " ( 15338 ) و ابن أبي عاصم في
" السنة " ( 17 / 1 ) و الحاكم ( 2 / 544 ) و البيهقي في " الأسماء و الصفات "
( ص 326 - 327 ) كلهم من طريق الحسين بن محمد المروذي حدثنا جرير بن حازم عن
كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: فذكره . قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
قلت : و حقهما أن يقيداه بأنه على شرط مسلم , فإن كلثوم بن جبر من رجاله
و سائرهم من رجال الشيخين . و تابعه وهب بن جرير حدثنا أبي به دون ذكر " نعمان
" و قال أيضا : " صحيح الإسناد , و قد احتج مسلم بكلثوم بن جبر " . و وافقه
الذهبي أيضا . و أما ابن كثير فتعقبه بقوله في " التفسير " ( 2 / 262 ) :
" هكذا قال , و قد رواه عبد الوارث عن كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس فوقفه . و كذا رواه إسماعيل بن علية و وكيع عن ربيعة بن كلثوم بن جبر عن
أبيه به , و كذا رواه عطاء بن السائب و حبيب بن أبي ثابت و علي بن بذيمة عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس , و كذا رواه العوفي و علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ,
فهذا أكثر و أثبت . و الله أعلم " .
قلت : هو كما قال رحمه الله تعالى , و لكن ذلك لا يعني أن الحديث لا يصح مرفوعا
و ذلك لأن الموقوف في حكم المرفوع , لسببين :
الأول : أنه في تفسير القرآن , و ما كان كذلك فهو في حكم المرفوع , و لذلك
اشترط الحاكم في كتابه " المستدرك " أن يخرج فيه التفاسير عن الصحابة كما ذكر
ذلك فيه ( 1 / 55 ) .
الآخر : أن له شواهد مرفوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جمع من الصحابة ,
و هم عمر بن الخطاب و عبد الله بن عمرو و أبو هريرة و أبو أمامة و هشام بن حكيم
أو عبد الرحمن بن قتادة السلمي على خلاف عنهما - و معاوية بن أبي سفيان و أبو
الدرداء و أبو موسى , و هي إن كان غالبها لا تخلوا أسانيدها من مقال , فإن
بعضها يقوي بعضا , بل قال الشيخ صالح المقبلي في " الأبحاث المسددة " : " و لا
يبعد دعوى التواتر المعنوي في الأحاديث و الروايات في ذلك " <1> , و لاسيما
و قد تلقاها أو تلقى ما اتفقت عليه من إخراج الذرية من ظهر آدم و إشهادهم على
أنفسهم , السلف الصالح من الصحابة و التابعين دون اختلاف بينهم , منهم عبد الله
ابن عمرو و عبد الله بن مسعود , و ناس من الصحابة , و أبي بن كعب و سلمان
الفارسي و محمد بن كعب و الضحاك بن مزاحم و الحسن البصري و قتادة و فاطمة بنت
الحسين و أبو جعفر الباقر و غيرهم , و قد أخرج هذه الآثار الموقوفة و تلك
الأحاديث المرفوعة الحافظ السيوطي في " الدر المنثور " ( 3 / 141 - 145 ) ,
و أخرج بعضها الشوكاني في " فتح القدير " ( 2 / 215 - 252 ) و من قبله الحافظ
ابن كثير في " تفسيره ( 2 / 261 - 164 ) و خرجت أنا حديث عمر في " الضعيفة " (
3070 ) و صححته لغيره في " تخريج شرح الطحاوية " ( 266 ) و حديث أبي هريرة في
تخريج السنة لابن أبي عاصم ( 204 و 205 - بتحقيقي ) و صححته أيضا هناك ( ص 267
) و في الباب عن أبي الدرداء مرفوعا , و قد سبق برقم ( 49 ) و عن أنس , و سبق
برقم ( 172 ) و هو متفق عليه , فهو أصحها و فيه : " إن الله تعالى يقول للرجل
من أهل النار يوم القيامة : أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتديا ?
فيقول : نعم . فيقول الله : قد أردت منك أهون من ذلك , قد أخذت عليك في ظهر آدم
أن لا تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك بي " . إذا عرف هذا فمن العجيب قول
الحافظ ابن كثير عقب الأحاديث و الآثار التي سبقت الإشارة إلى أنه أخرجها :
" فهذه الأحاديث دالة على أن الله عز وجل استخرج ذرية آدم من صلبه , و ميز بين
أهل الجنة و أهل النار , و أما الإشهاد عليهم هناك بأنه ربهم فما هو إلا في
حديث كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس , و في حديث عبد الله بن عمرو ,
و قد بينا أنهما موقوفان لا مرفوعان كما تقدم " .
قلت : و ليس الأمر كما نفى , بل الإشهاد وارد في كثير من تلك الأحاديث :
الأول : حديث أنس هذا , ففيه كما رأيت قول الله تعالى : " قد أخذت عليك في ظهر
آدم أن لا تشرك بي شيئا " . قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 6 / 284 )
: " فيه إشارة إلى قوله تعالى : *( و إذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم
و أشهدهم على أنفسهم )* الآية .
قلت : و لفظ حديث ابن عمرو الذي أعله ابن كثير بالوقف إنما هو : أخذ من ظهره .
.. " , فأي فرق بينه و بين لفظ حديث أنس الصحيح ? !
الثاني : حديث عمر بلفظ : ( ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية ... "
الثالث : حديث أبي هريرة الصحيح : " ... مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو
خالقها من ذريته إلى يوم القيامة ... " .
الرابع : حديث هشام بن حكيم : " إن الله قد أخذ ذرية آدم من ظهورهم , ثم أشهدهم
على أنفسهم ... "
الخامس : حديث أبي أمامة : " لما خلق الله الخلق و قضى القضية , أخذ أهل اليمين
بيمينه , و أهل الشمال بشماله , فقال : ... ألست بربكم , قالوا : بلى ... " .
ففي ذلك رد على قول ابن القيم أيضا في كتاب " الروح " ( ص 161 ) بعد أن سرد
طائفة من الأحاديث المتقدمة : " و أما مخاطبتهم و استنطاقهم و إقرارهم له
بالربوبية و شهادتهم على أنفسهم بالعبودية - فمن قال من السلف فإنما هو بناء
منه على فهم الآية , و الآية لم تدل على هذا بل دلت على خلافه " . و قد أفاض
جدا في تفسير الآية و تأويلها تأويلا ينافي ظاهرها بل و يعطل دلالتها أشبه ما
يكون بصنيع المعطلة لآيات و أحاديث الصفات حين يتأولونها , و هذا خلاف مذهب ابن
القيم رحمه الله الذي تعلمناه منه و من شيخه ابن تيمية , فلا أدري لماذا خرج
عنه هنا لاسيما و قد نقل ( ص 163 ) عن ابن الأنباري أنه قال : " مذهب أهل
الحديث و كبراء أهل العلم في هذه الآية أن الله أخرج ذرية آدم من صلبه و صلب
أولاده و هم في صور الذر فأخذ عليهم الميثاق أنه خالقهم و أنهم مصنوعون ,
فاعترفوا بذلك و قبلوا , و ذلك بعد أن ركب فيهم عقولا عرفوا بها ما عرض عليهم
كما جعل للجبل عقلا حين خوطب , و كما فعل ذلك للبعير لما سجد , و النخلة حتى
سمعت و انقادت حين دعيت " . كما نقل أيضا عن إسحاق بن راهويه : " و أجمع أهل
العلم أن الله خلق الأرواح قبل الأجساد , و أنه استنطقهم و أشهدهم " .
قلت : و في كلام ابن الأنباري إشارة لطيفة إلى طريقة الجمع بين الآية و الحديث
و هو قوله : " إن الله أخرج ذرية آدم من صلبه و أصلاب أولاده " . و إليه ذهب
الفخر الرازي في " تفسيره " ( 4 / 323 ) و أيده العلامة ملا على القاري في "
مرقاة المفاتيح " ( 1 / 140 - 141 ) و قال عقب كلام الفخر : " قال بعض المحققين
: إن بني آدم من ظهره , فكل ما أخرج من ظهورهم فيما لا يزال إلى يوم القيامة هم
الذين أخرجهم الله تعالى في الأزل من صلب آدم , و أخذ منهم الميثاق الأزلي
ليعرف منه أن النسل المخرج فيما لا يزال من أصلاب بنيه هو المخرج في الأزل من
صلبه , و أخذ منهم الميثاق الأول , و هو المقالي الأزلي , كما أخذ منهم فيما لا
يزال بالتدريج حين أخرجوا الميثاق الثاني , و هو الحالي الإنزالي . و الحاصل أن
الله تعالى لما كان له ميثاقان مع بني آدم أحدهما تهتدي إليه العقول من نصب
الأدلة الحاملة على الاعتراف الحالي , و ثانيهما المقالي الذي لا يهتدي إليه
العقل , بل يتوقف على توقيف واقف على أحوال العباد من الأزل إلى الأبد ,
كالأنبياء عليهم الصلاة و السلام , أراد عليه الصلاة و السلام أن يعلم الأمة
و يخبرهم أن وراء الميثاق الذي يهتدون إليه بعقولهم ميثاقا آخر أزليا فقال ( ما
) قال من مسح ظهر آدم في الأزل و إخراج ذريته و أخذه الميثاق عليهم و بهذا يزول
كثير من الإشكالات , فتأمل فيها حق التأمل " .
و جملة القول أن الحديث صحيح , بل هو متواتر المعنى كما سبق , و أنه لا تعارض
بينه و بين آية أخذ الميثاق , فالواجب ضمه إليها , و أخذ الحقيقة من مجموعها
و قد تجلت لك إن شاء الله مما نقلته لك من كلام العلماء , و بذلك ننجو من
مشكلتين بل مفسدتين كبيرتين :
الأولى : رد الحديث بزعم معارضته للآية .
و الأخرى : تأويلها تأويلا يبطل معناها , أشبه ما يكون بتأويل المبتدعة
و المعتزلة . كيف لا و هم أنفسهم الذين أنكروا حقيقة الأخذ و الإشهاد و القول
المذكور فيها بدعوى أنها خرجت مخرج التمثيل ! و قد عز علي كثيرا أن يتبعهم في
ذلك مثل ابن القيم و ابن كثير , خلافا للمعهود منهم من الرد على المبتدعة ما هو
هو دون ذلك من التأويل . و العصمة لله وحده . ثم إنه ليلوح لي أننا و إن كنا لا
نتذكر جميعا ذلك الميثاق الرباني و قد بين العلماء سبب ذلك - فإن الفطرة التي
فطر الله الناس عليها , و التي تشهد فعلا بأن الله هو الرب وحده لا شريك له ,
إنما هي أثر ذلك الميثاق , و كأن الحسن البصري رحمه الله أشار إلى ذلك حين روى
عن الأسود بن سريع مرفوعا : " ألا إنها ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة ...
" الحديث , قال الحسن عقبه : " و لقد قال الله ذلك في كتابه : *( و إذ أخذ ربك
... )* الآية " . أخرجه ابن جرير ( 15353 ) , و يؤيده أن الحسن من القائلين
بأخذ الميثاق الوارد في الأحاديث , كما سبقت الإشارة إلى ذلك , و عليه فلا يصح
أن يقال : إن الحسن البصري مع الخلف القائلين بأن المراد بالإشهاد المذكور في
الآية إنما هو فطرهم على التوحيد , كما صنع ابن كثير . و الله أعلم .

-----------------------------------------------------------
[1] نقلته من " فتح البيان " لصديق حسن خان " ( 3 / 406 ) . اهـ .
" إن الله تطول عليكم في جمعكم هذا , فوهب مسيئكم لمحسنكم , و أعطى محسنكم ما
سأل , ادفعوا باسم الله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 163 :

أخرجه ابن ماجة ( 3024 ) عن أبي سلمة الحمصي عن # بلال بن رباح # أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال له غداة جمع : " يا بلال أسكت الناس , أو أنصت الناس " . ثم
قال : فذكره . قال البوصيري في " الزوائد " ( 207 / 2 - مصورة المكتب ) : " هذا
إسناد ضعيف , أبو سلمة هذا لا يعرف اسمه , و هو مجهول " .
قلت : لكن الحديث صحيح عندي , فإن له شواهد من حديث أنس بن مالك و عبادة بن
الصامت و عباس بن مرداس . أما حديث أنس فيرويه صالح المري عن يزيد الرقاشي عنه
مرفوعا به أتم منه . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 1015 ) . و صالح المري
و يزيد الرقاشي ضعيفان , و اقتصر الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 257 ) على إعلاله
بالمري فقط ! لكن رواه ابن المبارك عن سفيان الثوري عن الزبير بن عدي عن أنس بن
مالك به نحوه . هكذا ساق إسناده في " الترغيب " ( 2 / 128 ) , و هو إسناد صحيح
لا علة فيه , و قد أشار إلى ذلك عبد الحق الإشبيلي في كتابه " الأحكام " ( رقم
71 - بتحقيقي ) بسكوته عليه , و فيه : " إن الله غفر لأهل عرفات و أهل المشعر .
.. " . و انظر " صحيح الترغيب " ( 1143 ) . و الحديثان الآخران مخرجان في
" الترغيب " , و إسنادهما و إن كان ضعيفا , فلا بأس به في الشواهد . و للحديث
شاهد آخر رواه البغوي عن عبد الرحمن بن عبد الله بن زيد عن أبيه عن جده . ذكره
السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1 / 143 / 2 ) .
" إن الله تعالى جعل الدنيا كلها قليلا , و ما بقي منها إلا القليل من القليل ,
و مثل ما بقي من الدنيا كالثغب - يعني الغدير - شرب صفوه , و بقي كدره " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 164 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 320 ) من طريق الفضل بن محمد الشعراني حدثنا عبيد الله بن
محمد العبسي حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي وائل عن # ابن مسعود # قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال : " صحيح الإسناد " .
و وافقه الذهبي .
قلت : و إنما هو حسن فقط لأن عاصما و هو ابن أبي النجود في حفظه بعض الضعف .
و الفضل بن محمد الشعراني , قد تكلم فيه بعضهم بغير حجة , و هو ثقة كما قال
الذهبي في " الميزان " , و قد توبع فأخرجه الديلمي ( 1 / 2 / 226 ) من طريق
السلمي بسنده عن أبي الأحوص حدثنا أبو سلمة عن حماد بن سلمة به . و الحديث
أخرجه البخاري ( 2 / 239 ) من طريق منصور عن أبي وائل به الشطر الآخر منه لكنه
أوقفه على ابن مسعود .
" إن الله جميل يحب الجمال , إن الكبر من سفه الحق و غمص الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 165 :

رواه أحمد ( 4 / 133 - 134 و 134 ) و الحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 34 / 1 -
2 ) و كذا رواه ابن عساكر ( 14 / 271 / 2 ) و الخطابي في " الغريب " ( 97 / 1 )
عن سعيد بن مرثد عن عبد الرحمن بن حوشب عن ثوبان بن شهر الأشعري قال : سمعت
كريب بن أبرهة يقول : سمعت # أبا ريحانة # يقول , فذكره مرفوعا : " لا يدخل شيء
من الكبر الجنة " فقال قائل : يا نبي الله إني أحب أن أتجمل : بجلاز سوطي و شسع
نعلي ? فقال صلى الله عليه وسلم : " إن ذلك ليس من الكبر , إن الله جميل .. " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف فيه من لا يعرف منهم سعيد و يقال : سعد بن مرثد , ترجمه
ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 63 ) فقال : " أدرك صفين . روى عن عبد الرحمن بن حوشب .
روى عنه حريز بن عثمان " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . لكن قال أبو داود
: " شيوخ حريز كلهم ثقات " , و ذكره ابن حبان في " الثقات " , و كذلك ذكر فيهم
من فوق سعيد هذا و أشهرهم كريب بن أبرهة . و قد وثقه العجلي أيضا . و الحديث
صحيح على كل حال لأن له شواهد من حديث عبد الله بن مسعود و عبد الله بن عمرو
و عقبة بن عامر و عبد الله بن عمر و جابر بن عبد الله و أبي هريرة .
1 - أما حديث ابن مسعود فيرويه إبراهيم النخعي عن علقمة عن عبد الله بن مسعود
مرفوعا به نحوه . أخرجه مسلم ( 1 / 65 ) و أبو داود ( 4091 ) ببعضه و الترمذي (
1 / 360 ) و قال : " حديث حسن صحيح " . و أخرجه الحاكم ( 4 / 181 ) لكنه لم
يسقه بطوله . ثم أخرجه من طريق أبي يحيى بن جعدة عن ابن مسعود به و قال :
" صحيح الإسناد , و قد احتجا برواته " . و وافقه الذهبي . و أخرجه أحمد ( 1 /
385 و 427 ) و الحاكم أيضا ( 4 / 182 ) من طريق حميد بن عبد الرحمن عن ابن
مسعود به دون قوله : " إن الله جميل يحب الجمال " .
2 - و أما حديث ابن عمرو فيرويه زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عنه به مثل رواية
حميد بن عبد الرحمن . أخرجه أحمد ( 2 / 169 - 170 ) و الحاكم ( 1 / 26 ) مختصرا
و فيه عنده الزيادة : " إن الله جميل يحب الجمال " , و قال : " على شرط مسلم "
و هو كما قال .
3 - و أما حديث عقبة فيرويه شهر بن حوشب قال : سمعت رجلا يحدث عن عقبة به .
أخرجه أحمد ( 4 / 151 ) . و شهر ضعيف , و شيخه لم يسم .
4 - و أما حديث ابن عمر فيرويه موسى بن عيسى القرشي أخبرنا عطاء الخراساني عن
نافع عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من سحب
ثيابه لم ينظر الله إليه يوم القيامة " , فقال أبو ريحانة , لقد أمرضنا ما
حدثتنا , إني أحب الجمال حتى أجعله في نعلي , و علاقة سوطي , أفمن الكبر ذلك ,
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله جميل يحب الجمال , و يحب أن يرى
أثر نعمته على عبده , لكن الكبر من سفه الحق , و غمص الناس أعمالهم " . رواه
ابن عساكر ( 17 / 200 / 1 ) في ترجمة القرشي هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا . و عطاء و هو ابن مسلم الخراساني قال الحافظ : " صدوق يهم كثيرا و يرسل
و يدلس " .
قلت : لكن حديثه صحيح لأن طرفيه يشهد له ما تقدم , و أما وسطه فقد جاء من حديث
والد أبي الأحوص و ابن عمرو و هو مخرج في " غاية المرام في تخريج الحلال
و الحرام " ( رقم 76 ) و " المشكاة " ( 4350 ) .
5 - و أما حديث جابر فيرويه محمد بن صالح المديني عن محمد بن المنكدر أنه سمعه
يقول : حدثنا جابر بن عبد الله الأنصاري مرفوعا بلفظ : " إن الله جميل يحب
الجمال و يحب معالي الأمور و يكره سفسافها " . أخرجه ابن عساكر ( 11 / 50 / 2 )
. قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد فإن محمد بن صالح المديني قال الحافظ
: " صدوق يخطىء " . و لشطره الأول ما تقدم من الشواهد , و أما الشطر الآخر فله
شواهد أخرى يأتي تخريجها عقب هذا إن شاء الله تعالى .
6 - و أما حديث أبي هريرة فيرويه هشام بن حسان عن محمد عن أبي هريرة . أن رجلا
أتى النبي صلى الله عليه وسلم و كان رجلا جميلا , فقال يا رسول الله إني رجل
حبب إلي الجمال , و أعطيت منه ما ترى حتى ما أحب أن يفوقني أحد , إما قال :
بشراك نعلي , و إما قال : بشسع نعلي , أفمن الكبر ذلك ? قال : " لا و لكن الكبر
من بطر الحق و غمط الناس " . أخرجه أبو داود ( 4092 ) و الحاكم ( 4 / 181 - 182
) و صححه , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . ( جلاز سوطي ) الجلاز : كل شيء
يلوى على شيء , واحدته : جلاوزة . ( علاقة سوطي ) العلاقة : ما يعلق به السيف
و نحوه .
" إن الله يحب معالي الأمور و أشرافها و يكره سفسافها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 168 :

رواه الطبراني رقم ( 2894 ) و ابن عدي ( 114 / 1 ) و القضاعي ( 89 / 2 ) عن
خالد بن إلياس عن محمد بن عبد الله بن عمر بن عثمان عن فاطمة بنت الحسين عن
# حسين بن علي # مرفوعا . و رواه الخطيب البغدادي في " تلخيص المتشابه في الرسم
" ( 8 / 1 ) من هذا الوجه .
قلت : و خالد بن إلياس ضعيف . لكن له شاهد , فقال الماليني في " الأربعين
الصوفية " ( 10 / 1 ) : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح أخبرنا محمد
ابن زهير أنبأنا محمد بن الخطاب أنبأنا أحمد بن يونس أنبأنا الفضيل بن عياض عن
محمد بن ثور عن معمر عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعا به .
قلت : و رجاله ثقات غير هؤلاء المحمدين الذين هم على نسق واحد فلم أجد لهم
ترجمة غير محمد بن الخطاب , فأورده الخطيب في " التاريخ " ( 5 / 252 ) و روى عن
ابن قانع أن وفاته كانت سنة ( 284 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , لكن قد
تابعه إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختلي و إبراهيم بن عبد الرزاق الضرير
قالا : أنبأنا أحمد بن عبد الله بن يونس به . أخرجه ابن عساكر ( 2 / 226 / 1 )
عن أبي بكر محمد بن جعفر بن محمد بن سهل السامري عنهما . و أبو بكر هذا هو
الخرائطي صاحب كتاب " مكارم الأخلاق و معاليها " و قد أخرجه فيه ( ص 2 - 3 )
بهذا الإسناد . و أخرجه البيهقي في " الأسماء " ( ص 53 ) من طريق أخرى عن ابن
يونس به .
قلت : فهو إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات مترجمون في " التهذيب " غير شيخي
الخرائطي و هما ثقتان أيضا ( ص 55 ) من طريق أبي معاوية الضرير عن الحجاج بن
أرطاة عن سليمان بن سحيم عن طلحة بن عبيد الله بن كريز قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره و زاد في أوله : " إن الله جواد يحب الجود و يحب معالي
... " . و أخرجه الهيثم بن كليب في " المسند " ( 7 / 1 ) من هذا الوجه , و كذا
أبو عبيدة في " فضائل القرآن " ( ق 11 / 2 ) . و هذا مرسل ضعيف , عبيد الله بن
كريز هذا تابعي ثقة , و لم يقع للهيثم منسوبا لكريز فظنه طلحة بن عبد الله
التيمي الصحابي فأورده في " مسنده " ! و وافقه السيوطي في " الجامع " فلم يذكر
أنه مرسل على خلاف عادته في مثله . و الحجاج بن أرطأة مدلس و قد عنعنه , و قد
رواه عنه نوح بن أبي مريم موصولا فقال : عنه عن طلحة بن مصرف عن كريب عن ابن
عباس مرفوعا به . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5 / 29 ) . و هذا من أوهام
نوح أو وضعه , فإنه كذاب . و قوله : " إن الله جواد يحب الجود " . روي من حديث
سعد أيضا و غيره , و هو مخرج في " حجاب المرأة المسلمة " ( 101 ) .
" إنما أنا مبلغ و الله يهدي و قاسم و الله يعطي , فمن بلغه مني شيء بحسن
رغبة و حسن هدى , فإن ذلك الذي يبارك له فيه و من بلغه عني شيء بسوء رغبة
و سوء هدى , فذاك الذي يأكل و لا يشبع " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 170 :

أخرجه أحمد ( 4 / 101 - 102 ) : حدثنا أبو المغيرة قال : حدثنا صفوان قال :
حدثنا أبو الزاهرية عن # معاوية بن أبي سفيان # مرفوعا . و هذا سند صحيح رجاله
كلهم ثقات رجال مسلم . و تابعه عبد القدوس أخبرنا صفوان به . أخرجه البخاري في
" التاريخ " ( 4 / 1 / 10 ) . و عزاه السيوطي للطبراني في " الكبير " عن معاوية
نحوه دون قوله : " فمن بلغه .... " و قال شارحه المناوي : " قال الهيثمي رواه
بإسنادين أحدهما حسن " .
قلت : أخرجه البخاري في " التاريخ " من طريق صفوان أيضا و فضيل بن فضالة عن أبي
هزان عطية بن رافع عن معاوية مرفوعا بلفظ : " إنما أنا مبلغ و الله يهدي و إنما
أنا قاسم و الله يعطي " . أورده البخاري في ترجمة عطية هذا . و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا . و كذلك صنع ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 382 ) و ذكر أنه روى عنه
ثلاثة من الثقات . و هو في " ثقات ابن حبان " ( 3 / 204 ) . و الجملة الثانية
منه في " الصحيحين " غيرهما من حديث أبي هريرة . و أخرجه الحاكم ( 2 / 604 ) من
طريق ابن عجلان عن أبيه عنه مرفوعا بلفظ : " أنا أبو القاسم , الله يعطي , و
أنا أقسم " . و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و أقره الذهبي . و إنما هو حسن
فقط لأن محمد بن عجلان لم يحتج به مسلم , و إنما روى له متابعة أو مقرونا . نعم
هو صحيح باعتبار ما قبله من الطرق .
" إن الله حين خلق الخلق كتب بيده على نفسه : إن رحمتي تغلب غضبي " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 171 :

أخرجه الترمذي ( 2 / 271 ) و اللفظ له و أحمد ( 2 / 433 ) و ابن ماجة ( 4295 )
من طريق ابن عجلان عن أبيه عن # أبي هريرة # عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : فذكره و قال : " هذا حديث حسن صحيح غريب " .
قال : و سنده حسن , و الحديث صحيح , فإن له طرقا أخرى كثيرة في " الصحيحين "
و " المسند " ( 2 / 242 و 257 و 259 و 313 و 358 و 381 و 397 و 466 ) عن أبي
هريرة رضي الله عنه نحوه , و راجع بعضها في " ظلال الجنة في تخريج السنة "
( 808 - 809 ) .
" إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض , فجاء بنو آدم على قدر الأرض
, جاء منهم الأحمر و الأبيض و الأسود , و بين ذلك , و السهل و الحزن , و الخبيث
و الطيب " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 172 :

رواه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 5 - 6 ) : أخبرنا هوذة بن خليفة أخبرنا عوف
عن قسامة قال : سمعت # أبا موسى الأشعري # مرفوعا به .
قلت : هذا سند صحيح رجاله رجال مسلم غير هوذة , و هو ثقة , و عنه رواه الواحدي
في " الوسيط " ( 1 / 14 / 1 - 2 ) و ابن عساكر ( 2 / 307 / 2 ) من طرق عنه
و كذا رواه أبو الفرج الثقفي في " الفوائد " ( 97 / 1 ) و صححه و ابن حبان (
2083 و 2084 ) و أحمد ( 4 / 406 ) و غيرهم كأبي داود و الترمذي و قال : " حسن
صحيح " .
قلت : و قد توبع هوذة بن خليفة , فأخرجه الطبري أيضا في " التفسير " ( 1 / 481
/ 645 ) و البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( 327 و 385 ) و ابن خزيمة في
" التوحيد " ( 44 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 104 و 8 / 135 ) من طرق عن
عوف الأعرابي به .
" إن المؤمن يجاهد بسيفه و لسانه , والذي نفسي بيده لكأن ما ترمونهم به نضح
النبل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 172 :

أخرجه أحمد ( 6 / 387 ) : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن الزهري عن
# عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه # أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن
الله عز وجل قد أنزل في الشعر ما أنزل , فقال : فذكره . و هذا صحيح على شرط
الشيخين . و في رواية لأحمد ( 3 / 456 ) و ابن عساكر ( 14 / 290 / 1 ) من طريق
شعيب عن الزهري قال : حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك . أن كعب بن
مالك حين أنزل الله تبارك و تعالى في الشعر ما أنزل أتى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال : إن الله تبارك و تعالى قد أنزل في الشعر ما قد علمت و كيف ترى فيه
? فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن المؤمن يجاهد بسيفه و لسانه " . و هذا
سند صحيح أيضا على شرطهما . و الظاهر أن الزهري له فيه شيخين أحدهما : عبد
الرحمن بن كعب بن مالك كما رواه معمر عنه , و الآخر عبد الرحمن بن عبد الله بن
كعب بن مالك كما في رواية شعيب هذه عنه . و تابعه محمد بن عبد الله بن أخي
الزهري عنه بلفظ : " اهجوا بالشعر ... " , و قد مضى برقم ( 802 ) .
" إن المؤمن بكل خير , على كل حال , إن نفسه تخرج من بين جنبيه و هو يحمد الله
عز وجل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 173 :

أخرجه أحمد ( 1 / 273 - 274 ) : حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب
عن عكرمة عن # ابن عباس # قال : " أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بنتا له تقضي ,
فاحتضنها فوضعها بن ثدييه , فماتت و هو بين ثدييه , فصاحت أم أيمن , فقيل :
أتبكي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ? ! قالت : ألست أراك تبكي يا رسول
الله ? قال : لست أبكي , إنما هي رحمة , إن المؤمن ..... " .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات , فإن عطاء بن السائب و إن كان قد
اختلط , فإن سفيانا - و هو الثوري - سمع منه قبل الاختلاط , و كأنه لهذا أخرج
الحديث الضياء المقدسي في " المختارة " ( 65 / 66 / 1 ) من طريق أحمد هذه .
و من طريق أخرى عنده ( 1 / 297 ) , و رواه النسائي ( 1 / 261 ) و البزار ( 808
) من طرق أخرى عن عطاء به . و له شاهد يرويه عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي
عمرو عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: رفعه : " إن المؤمن عند الله بمنزلة كل خير , يحمدني و أنا أنزع نفسه من بين
جنبيه " . أخرجه أحمد ( 2 / 361 ) و كذا البزار في " مسنده " ( رقم - 781 )
و قال الهيثمي : " إسناد حسن " . و هو كما قال . و لفظ أحمد : " قال الله
عز وجل : إن المؤمن عندي بمنزلة ... " . و في رواية له ( 2 / 341 ) : " إن الله
عز وجل يقول : إن عبدي المؤمن عندي بمنزلة .... " .
" إن الله خلق الداء و الدواء , فتداووا , و لا تتداووا بحرام " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 174 :

رواه الدولابي ( 2 / 38 ) عن علي بن عياش قال : حدثنا ثعلبة بن مسلم عن أبي
عمران سليمان بن عبد الله عن # أبي الدرداء # مرفوعا .
قلت : كذا وقع في الأصل و الظاهر أن في الإسناد سقطا , فإن بين ثعلبة و علي بن
عياش إسماعيل بن عياش كما في " التهذيب " . و هذا إسناد حسن و رجاله ثقات
معروفون غير ثعلبة هذا , ذكره ابن حبان في " الثقات " و روى عنه جمع , فهو حسن
الحديث إن شاء الله تعالى إذا لم يخالف . و الحديث ذكره الهيثمي ( 5 / 86 ) من
رواية الطبراني و قال : " و رجاله ثقات " . و له شاهد من حديث أم سلمة أنها
انتبذت , فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم و النبيذ يهدر , فقال : " ما هذا ?
" , قلت : فلانة اشتكت فوصف لها , قالت : فدفعه برجله فكسره و قال : " إن الله
لم يجعل في حرام شفاء " . أخرجه أحمد في " الأشربة " ( ق 19 / 1 ) و ابن أبي
الدنيا في " ذم المسكر " ( 5 / 1 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1658 ) و عنه
ابن حبان ( 1397 ) من طرق عن أبي إسحاق الشيباني عن حسان بن مخارق عنها .
قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات معروفون غير حسان بن مخارق , فهو مستور لم
يوثقه أحد غير ابن حبان . و يشهد له أيضا حديث " نهى عن الدواء الخبيث " . و هو
مخرج في " المشكاة " ( 4539 ) . و أخرج أحمد أيضا ( ق 16 / 1 - 2 ) و الطبراني
في " الكبير " ( 9714 - 9717 ) عن ابن مسعود موقوفا عليه : " إن الله لم يجعل
شفاءكم فيما حرم عليكم " . و إسناده صحيح , و علقه البخاري بصيغة الجزم ( 10 /
65 - فتح ) و صححه الحافظ ابن حجر . و أخرج الطبراني ( 8910 ) عن أبي الأحوص
أن رجلا أتى عبد الله فقال : إن أخي مريض اشتكى بطنه , و أنه نعت له الخمر
أفأسقيه ? قال عبد الله : سبحان الله ! ما جعل الله شفاء في رجس , إنما الشفاء
في شيئين : العسل شفاء للناس , و القرآن شفاء لما في الصدور .
قلت : و إسناده صحيح أيضا .
" إن لله مائة رحمة قسم رحمة ( واحدة ) بين أهل الدنيا وسعتهم إلى آجالهم و أخر
تسعا و تسعين رحمة لأوليائه و إن الله قابض تلك الرحمة التي قسمها بين
أهل الدنيا إلى التسع و التسعين , فيكملها مائة رحمة لأوليائه يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 176 :

أخرجه أحمد ( 2 / 514 ) : حدثنا روح و محمد بن جعفر قالا : حدثنا عوف عن
# الحسن # قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره نحوه .
قال محمد في حديثه : و حدثني بهذا الحديث محمد بن سيرين و خلاس كلاهما عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . حدثنا روح حدثنا عوف عن خلاس بن عمرو
عن أبي هريرة مثله . حدثنا روح حدثنا عوف عن محمد عن أبي هريرة مثله .
قلت : و هذه أسانيد صحيحة موصولة عن أبي هريرة , إلا الأول , فهو مرسل صحيح
الإسناد . و قد أخرجه الحاكم ( 4 / 248 ) من طريق بكار بن محمد السيريني عن عوف
ابن أبي جميلة عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة به و اللفظ له و قال : " صحيح على
شرط الشيخين " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : بكار ذاهب الحديث . قاله أبو
زرعة " .
قلت : قد تابعه روح و محمد بن جعفر كما رأيت , فالحديث صحيح على شرطهما من
طريقهما . و الحديث أخرجه البخاري ( 4 / 223 - 224 ) و مسلم ( 8 / 96 و 97 )
و الترمذي ( 2 / 270 ) و الدارمي ( 2 / 321 ) و ابن ماجة ( 4293 ) و أحمد ( 3 /
55 - 56 ) من طرق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا نحوه . و أخرجه الخطيب في " التاريخ
" ( 8 / 324 ) من طريق آخر عنه . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و عنده
زيادة بلفظ : " لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في الجنة أحد ,
و لو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من الجنة أحد " . و هي عند مسلم
أيضا ( 8 / 97 ) و فصلاها عن الحديث و الطريق عندهما واحدة , خلافا للبخاري .
و قصر السيوطي فعزاها للترمذي وحده , و لما تعقبه المناوي بإخراج الشيخين لها
زعم أن اللفظ لمسلم فوهم , فإن لفظه للترمذي , و لفظ مسلم يختلف عنه قليلا ,
و أخرجها ابن حبان أيضا ( 2523 ) , و هي عند البخاري نحوه . و أخرجه مسلم
و الحاكم ( 4 / 247 - 248 ) و أحمد ( 5 / 439 ) من حديث سلمان نحوه . و أحمد (
3 / 55 ) و ابن ماجة ( 4294 ) من حديث أبي سعيد الخدري . و الطبراني في
" الكبير " ( 3 / 145 / 1 ) من حديث ابن عباس مرفوعا مختصرا نحوه و إسناده ضعيف
. و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 214 ) : " رواه الطبراني و البزار و
إسناده حسن " .
قلت : إن كان يعني إسناد البزار فمحتمل , و إلا فإسناد الطبراني ضعيف , و هو في
" زوائد البزار " ( ص 314 - 315 ) لكن بيض في النسخة لإسنادها . و الطبراني عن
معاوية بن حيدة , قال الهيثمي : " و فيه مخيس بن تميم و هو مجهول " .
قلت : و من طريقه ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 219 - 220 ) و قال عن
أبيه : " موضوع . يعني بهذا الإسناد " .
قلت : يغني عنه حديث الترجمة , و من أجله خرجته كي لا يغتر به من لا علم عنده .
" إن الله رضي لهذه الأمة اليسر و كره لهم العسر , ( قالها ثلاث مرات ) و إن
هذا أخذ بالعسر و ترك اليسر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 178 :

رواه الواحدي في " الوسيط " ( 1 / 66 / 1 ) عن أبي يونس سعد بن يونس عن حماد
عن الجريري عن عبد الله بن شقيق عن # محجن بن الأدرع # أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم بلغه أن رجلا في المسجد يطيل الصلاة , فأتاه فأخذ بمنكبه ثم قال :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي يونس هذا فلم أعرفه . لكن عزاه
السيوطي للطبراني في " الكبير " فقال المناوي : " قال الهيثمي : رجاله رجال
الصحيح " . فالظاهر من هذا أنه عند الطبراني من غير طريق أبي يونس المذكور .
و قد أخرجه أحمد ( 5 / 32 ) من طريق أخرى عن حماد به نحوه . و عن كهمس قال :
سمعت عبد الله بن شقيق قال محجن بن الأدرع ... فذكره نحوه بلفظ : " إنكم أمة
أريد بكم اليسر " . و هذا إسناد صحيح . و خالفهما أبو بشر فقال : عن عبد الله
ابن شقيق عن رجاء بن أبي رجاء الباهلي عن محجن به نحوه بلفظ : " إن خير دينكم
أيسره " . قاله ثلاثا . أخرجه الطيالسي ( 1296 ) و البخاري في " الأدب المفرد "
( 341 ) و أحمد ( 4 / 338 و 5 / 32 ) .
قلت : و رجاء هذا لا يعرف إلا في هذا الإسناد , و لم يوثقه غير العجلي و ابن
حبان . و كأنه غير محفوظ . فإنه لم يذكر في رواية حماد و كهمس كما تقدم .
و الله أعلم . و له شاهد من حديث أنس مرفوعا به و زاد : " و خير العبادة الفقه
" . أخرجه ابن عبد البر في " الجامع " ( 1 / 21 ) من طريق أبي سفيان السروجي
عبد الرحيم بن مطرف ابن عم وكيع قال : حدثنا أبو عبد الله العذري عن يونس بن
يزيد عن الزهري عنه . قال أبو سفيان : و يكره الحديث عن العذري .
قلت : يشير إلى ضعفه . و قد أورده في " الميزان " لهذا الخبر , و قال : إنه
منكر . و من طريقه أخرجه الديلمي ( 2 / 115 ) دون الشطر الأول .
" إن الله سائل كل راع عما استرعاه , أحفظ ذلك أم ضيع ? حتى يسأل الرجل عن
أهل بيته " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 180 :

رواه النسائي في " عشرة النساء " ( 2 / 89 / 2 ) : أخبرني إسحاق بن إبراهيم قال
أخبرنا معاذ بن هشام قال : حدثني أبي عن قتادة عن # أنس # مرفوعا . و بهذا
الإسناد عن قتادة عن الحسن مثله .
قلت : و رجال الإسنادين ثقات لكن الثاني مرسل , و الأول مسند فهو صحيح إن كان
قتادة سمعه من أنس فإنه مذكور بشيء من التدليس . و الله أعلم . و من الوجه
الأول رواه الضياء في " المختارة " ( 185 / 2 ) ثم ذكر الرواية الأخرى المرسلة
ثم قال : " قال الدارقطني : و الصحيح عن هشام عن قتادة عن الحسن مرسلا " .
قلت : و أخرجه ابن حبان في صحيحه ( 1562 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 13 / 1 )
من طريق إسحاق بن إبراهيم و هو ابن راهويه ثم قال : " و هو حديث يتفرد به إسحاق
ابن راهويه " .
قلت : هو إمام ثقة حافظ فلا يضر تفرده . و يشهد للحديث قوله صلى الله عليه وسلم
: " كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته ... " الحديث , و هو مخرج في " غاية المرام
في تخريج الحلال و الحرام " ( 268 ) . و روى عبد الرزاق في " المصنف " ( 20650
) و عنه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8855 ) عن قتادة أن ابن مسعود قال :
" إن الله عز وجل سائل كل ذي رعية فيما استرعاه , أقام أمر الله فيهم أم أضاعه
? حتى إن الرجل ليسأل عن أهل بيته " . و هو موقوف منقطع لأن قتادة لم يسمع من
ابن مسعود كما قال الهيثمي في " المجمع " ( 7 / 208 ) .
" إن الله يصنع كل صانع و صنعته " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 181 :

أخرجه البخاري في " خلق أفعال العباد " ( ص 73 ) و ابن أبي عاصم في " السنة "
( 357 و 358 ) و ابن منده في " التوحيد " ( ق 39 / 2 ) و ابن عدي ( 263 / 2 )
و الحاكم ( 1 / 31 ) و البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 26 و 388 ) و كذا
المحاملي في " الأمالي " ( ج 6 رقم 13 ) و الديلمي ( 1 / 2 / 228 ) من طرق عن
أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن # حذيفة # مرفوعا به . و قال الحاكم :
" صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا .
قلت : و لفظه عند ابن منده و الحاكم و الديلمي : " خالق " مكان " يصنع " .
و زاد البخاري في آخر الحديث : " و تلا بعضهم عند ذلك : *( و الله خلقكم و ما
تعملون )* " . و الظاهر أنها مدرجة , و قال البخاري عقبه : " فأخبر أن الصناعات
و أهلها مخلوقة " . ثم رواه من طريق الأعمش عن شقيق عن حذيفة رضي الله عنه :
" إن الله خلق كل صانع و صنعته , إن الله خلق صانع الخزم و صنعته " .
( الخزم ) بالتحريك شجر يتخذ من لحائه الحبال .

" لا تكونوا أعوانا للشيطان على أخيكم . إنه لا ينبغي للإمام إذا انتهى إليه
حد إلا أن يقيمه , إن الله عفو يحب العفو , *( و ليعفوا و ليصفحوا ألا تحبون
أن يغفر الله لكم , و الله غفور رحيم )* " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 182 :

أخرجه أحمد ( 1 / 438 ) و الحاكم ( 4 / 382 - 383 ) و البيهقي ( 8 / 331 ) من
طريق يحيى الجابر سمعت أبا ماجدة يقول : " كنت قاعدا مع # عبد الله بن مسعود #
رضي الله عنه , فقال : إني لأذكر أول رجل قطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
أتى بسارق فأمر بقطعه , فكأنما أسف وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقالوا
: يا رسول الله كأنك كرهت قطعه ? قال : و ما يمنعني ? ! لا تكونوا ... الخ
و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و سكت عنه الذهبي و ما يحسن ذلك منه , فإذا
أورد أبا ماجدة هذا في " الميزان " و قال : " لا يعرف , و قال النسائي : منكر
الحديث , و قال البخاري : ضعيف " . لكن الحديث عندي حسن , فإن جله قد ثبت مفرقا
في أحاديث , فقوله : " لا تكونوا أعوانا للشيطان على أخيكم " , أخرجه البخاري
عن أبي هريرة . انظر " المشكاة " ( 2621 ) . و قوله : " إنه لا ينبغي ... " ,
يشهد له حديث ابن عمرو " تعافوا الحدود بينكم ... " و هو مخرج في " المشكاة "
( 3568 ) . و حديث العفو , و يشهد له حديث عائشة " قولي اللهم إنك عفو تحب
العفو ... " . و هو في المشكاة ( 2091 ) . و ذكر له السيوطي شاهدا آخر من رواية
ابن عدي عن عبد الله بن جعفر .
" إن الله عز وجل قال : إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة و إيتاء الزكاة و لو كان
لابن آدم واد لأحب أن يكون إليه ثان و لو كان له واديان لأحب أن يكون إليهما
ثالث , و لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب , ثم يتوب الله على من تاب " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 183 :

أخرجه أحمد ( 5 / 218 - 219 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3300 و 3301 ) من
طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن # أبي واقد الليثي # قال :
" كنا نأتي النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه , فيحدثنا , فقال لنا ذات
يوم ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن , و هو على شرط مسلم , و في هشام بن سعد كلام لا يضر ,
و قد تابعه محمد بن عبد الرحمن بن مجبر عن زيد بن أسلم به . أخرجه الطبراني (
3302 ) . لكن ابن مجبر هذا متروك كما قال النسائي و غيره , فلا يفرح بمتابعته .
و خالفهما ربيعة بن عثمان فقال : عن زيد بن أسلم عن أبي مراوح عن أبي واقد
الليثي به . فذكر أبا مراوح بدل عطاء . أخرجه الطبراني ( 3303 ) و ابن منده في
" المعرفة " ( 2 / 264 / 1 ) . و ربيعة هذا حاله كحال هشام , فإن كان كل منهما
قد حفظ , فيكون لعطاء بن يسار في هذا الحديث شيخان , و كلاهما ثقة . و الله
أعلم . و للحديث شواهد كثيرة معروفة فهو حديث صحيح , فراجع " فتح الباري " ( 11
/ 253 - 258 - طبع الخطيب ) .
إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب , و ما تقرب إلي عبدي
بشيء أحب إلي مما افترضته عليه , و ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ,
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها
و رجله التي يمشي عليها , و إن سألني لأعطينه و لئن استعاذني لأعيذنه , و ما
ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن , يكره الموت و أنا أكره
مساءته " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 184 :

أخرجه البخاري ( 4 / 231 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 4 ) و البغوي في
" شرح السنة " ( 1 / 142 / 2 ) و أبو القاسم المهرواني في " الفوائد المنتخبة
الصحاح " ( 2 / 3 / 1 ) و ابن الحمامي الصوفي في " منتخب من مسموعاته " ( 171 /
1 ) و صححه ثلاثتهم , و رزق الله الحنبلي في " أحاديث من مسموعاته " ( 1 / 2 -
2 / 1 ) و يوسف بن الحسن النابلسي في " الأحاديث الستة العراقية " ( ق 26 / 1 )
و البيهقي في " الزهد " ( ق 83 / 2 ) و في " الأسماء و الصفات " ص ( 491 ) من
طريق خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن
عطاء عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , و هو من الأسانيد القليلة التي انتقدها العلماء على
البخاري رحمه الله تعالى , فقال الذهبي في ترجمة خالد بن مخلد هذا و هو
القطواني بعد أن ذكر اختلاف العلماء في توثيقه و تضعيفه و ساق له أحاديث تفرد
بها هذا منها : " فهذا حديث غريب جدا , و لولا هيبة " الجامع الصحيح " ( ! )
لعددته في منكرات خالد بن مخلد , و ذلك لغرابة لفظه , و لأنه مما ينفرد به شريك
, و ليس بالحافظ , و لم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد . و لا أخرجه من عدا
البخاري , و لا أظنه في " مسند أحمد " و قد اختلف في عطاء , فقيل : هو ابن أبي
رباح , و الصحيح أنه عطاء بن يسار " . و نقل كلامه هذا بشيء من الاختصار الحافظ
في " الفتح " ( 11 / 292 - 293 ) , ثم قال : " قلت : ليس هو في " مسند أحمد
جزما , و إطلاق أنه لم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد مردود , و مع ذلك فشريك
شيخ شيخ خالد - فيه مقال أيضا . و هو راوي حديث المعراج الذي زاد فيه و نقص , و
قدم و أخر و تفرد فيه بأشياء لم يتابع عليها و لكن للحديث طرق أخرى يدل مجموعها
على أن له أصلا .
1 - منها عن عائشة أخرجه أحمد في " المسند " ( 6 / 256 ) و في " الزهد " و ابن
أبي الدنيا و أبو نعيم في " الحلية " و البيهقي في " الزهد " من طريق عبد
الواحد بن ميمون عن عروة عنها . و ذكر ابن حبان و ابن عدي أنه تفرد به . و قد
قال البخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eldaaia-gantelfrdous.yoo7.com
 
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 155 4 / 212
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 93\111
» قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 241 : " 4 / 286 :
» قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 631 :
»  الغسل صاع , و الوضوء مد " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 643 :
»  إن الله لا يحب العقوق , و كأنه كره الاسم " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 213 4 / 239 : :

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الداعية جنة الفردوس :: الحديث الشريف :: الاحاديث الصحيحة-
انتقل الى: