الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: بحث في حديث التوحيد الموسع كتاب التوحيد باب : [[ ما جاء من التغليظ فِي مَن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده الأربعاء فبراير 06, 2013 11:41 pm | |
| ابن مسعود ]] : ـــــــــــــــــــــــــــــــ يقول : (( من كان مستنا فليستن بمن مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ، ولذا قال تعالى : ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ {175} وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ )) فليس كل من نطق في علم من العلوم الشريعة انه على هدى " كلا " إنما هي أقوال وعلم يعرض على الكتاب والسنة فما وافق منها الكتاب والسنة فيقبل وما خالف يرد وهذه هي أقوال الأئمة : أبي حنيفة ومالك والشافعي أحمد نقل عنهم أن من استبانت له سنة النبي عليه الصلاة والسلام فلا يجوز أن يعدل عنها إلى رأي من آرائهم أبو حنيفة يقول : " إذا جاء الحديث فعلى العين والرأس " الإمام مالك يقول : " كل يؤخذ منه ويرد إلا صاحب هذا القبر ( يعني : النبي عليه الصلاة والسلام ) " والشافعي يقول : " أشهدكم انه إذا خالف رأيي قول النبي عليه الصلاة والسلام فإن عقلي قد ضل فخذوا برأيي واضربوا به عرض الحائط " ــ فهذه هي أقوالهم تواتر ت على عرض آرائهم عل الكتاب والسنة وهذا هو منطلق قاعدة الشرع التي قال النبي عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع – كما عند مسلم في خطبة عرفة قال : (( تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا كتاب الله وسنتي )) زاد مالك في موطئه (( وسنتي )) ـــ فهذا الموضوع جد خطير لُبس فيه ودلس فيه على كثير من هذه الأمة وهذا الموضوع ليس شركا لأن من صلى عند القبر لله عز وجل أو تصدق عند القبر لله عز وجل أو دعا الله أو ذكره عند القبر ليس شركا لأنه وجه عبادته لله لكن لما خصص تلك البقعة كان هذه التخصيص وسلة من وسائل الشرك ولا قال المصنف : باب ما جاء في التغليظ " يعني من الأدلة في حق من ؟ في حق من عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده ؟ إذا عبده شيء عظيم وشرك بالله عز وجل لكن عبادة الله عند هذه المقابر وسيلة من وسائل الشرك بالله ولذ يقول شيخ الإسلام : " إن النفوس تنساق إلى التقرب والتعب للصالحين أكثر من أن تنساق إلى عبادة خشبة أو حجر أو جدار " من باب ماذا .؟ من باب أن هؤلاء لهم قدر ومكانة عند الله ولذا قال النبي عليه الصلاة والسلام –كما جاء في سنن أبي داود ومسند الإمام أحمد قال : (( لا عقر في الإسلام )) كانوا في السابق يذبحون لله عز وجل لكن عند ماذا عند القبور فقال عليه الصلاة والسلام : (( لا عقر في الإسلام )) قال شيخ الإسلام رحمه الله : (( ويندرج تحت هذا كل عبادة )) ولذا قال : " عين المحاداة لله أن يُتعبد الله عند هذه القبور " بل قال : " لو أن الإنسان أخرج صدقته أثناء تشيع جنازة فإنها من البدع لأنه خصص هذه العبادة في هذا الموطن " وهذا في ثنايا التشييع فكيف في المقبرة ؟ ولذا قال رحمه الله : " لا يجوز أن يقصد الإنسان بعبادته حانوتا أو جدارا في السوق " لو أنه خصص عبادة ما عند حانوت يعني : عند محل أو عند جدار فإنه لا يجوز له ذلك ولذا لو عُبد الله عز وجل عند هذه المقابر اُلتمست بركة هذه المقابر كما تُلتمس بركة المساجد وترتب على هذا أن تكون العبادة في المقابر لا في المساجد وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله : [ لو أن الإنسان شرع فيذكر الله عز وجل حتى انتهى به الأمر إلى المقبرة فإنه لا حرج عليه في ذلك ] ــــــ لم ؟ لأن هذا الذكر وهذا الدعاء وقع منه اتفاقا لا قصدا فكل عبادة لا يجوز أن تفعل في المقابر إلا إذا كان الإنسان يذكر الله عز وجل أو يدعوه فوافق دعاءه وذكره هذا المكان والأدلة متظاهرة ذكرها المصنف ، وسيأتي عليها حديث لكن ما لم يذكره وهي أشياء واضحة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : (( الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام )) ليس معنى المسجد أن يبنى مسجد فقط " لا " لأن البناء المسجد على القبور نوعان : ـــ إما حسي ـــ وإما معنوي فأما الحسي : ــــــــــــــــــــــ أن يبنى البناء المعروف من اللبن والطين أو الأحجار هذا بناء المسد بناء حسيا البناء المعنوي : ـــــــــــــــــــــ أن لا يُبنى بناء حسيا وإنما يُعبد الله في هذه الأماكن ولذا قال النبي عليه الصلاة والسلام - كما في الصحيحين ـ : (( جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا )) أم سلمة رضي الله عنها تقول : (( كان فراشي حيال مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم )) يعني : حيال مصلاه في صحيح مسلم من حديث أبي مرثد الغنوي قال النبي عليه الصلاة والسلام :
(( لا تصلوا إلى القبور )) فالصلاة منهي عنها وأنت مستقبل القبور ، ولو كنت خارج المقبرة ، فكيف داخل المقبرة ؟ وهذا مستقر في نفوس الصحابة ولذا جاء عند البخاري : (( أن أنس رضي الله عنه كان يصلي عند قبر فرآه عمر فقال (( القبرَ القبرَ )) يعني : احذر القبر القبر فيقول انس : فظننت انه يقول : القمر القمر أن أنس أكمل صلاته وهو لم يتعمد أن يصلي عند القبر ، ولو سمع كلام عمر بعبارة واضحة لما أكمل صلاته فهذا مستقر في نفوسهم ولذا : ما يفعل الآن : من الترتيب في توزيع المياه هذا من البدع ، ولا ينظر إلى استحسان من استحسن حتى من طلاب العلم وقد سمعت قبل أسبوعين كلاما للشيخ " صالح الفوزان " لما سئل عن هذا السؤال : أنا أقول به من زمن من أنه لا يجوز ، لكن لما سمعته زادني يقينا بحرمة هذا العمل فبدَّعه ، وقال : " هذا من البدع " الآن توزع مياه وغدا توزع الأطعمة وهلم جرا ثم بعد ذلك ينفتح باب من أبواب الشر على المسلمين قد يغتر مغتر بفتوى الشيخ " ابن باز " رحمه الله لكنها لم تُفهم ، وهي مسألة لها سبب سئل رحمه الله : أن هناك أناسا كانوا يدفنون شخصا فأتعبهم الحر فذهب أحد الأشخاص وأحضر لهم ماء فشربوا ؟ فقال : لا بأس بذلك ونحن نقول في مثل هذه الحال " لا بأس بذلك " لك أن تخصص " كراتين في السابق لسقيا الناس ثم يتطور الأمر بالناس إلى أن تدخل السيارات هذا من البدع يتعللون بأن هذا الأمر من باب سقياهم لأنهم يتعبون ، فيقال : لم لا ينتظر بهؤلاء أن يخرجوا من المقبرة ثم يشربوا أيهلكون عطشا لو إذا ظلوا ربع ساعة ؟ ثم يمكن أن توضع هذه المياه خارج المقبرة قريبا من المقبرة إن سلمنا بهذا في فصل الصيف لكن في فصل الشتاء ، في شدة البرد يؤتى بها ؟! مع أن الإنسان يمكن أن تذهب عليه ساعات اليوم ولم يشرب جرعة ماء ، وإذا بهذه توزع في شدة البرد إذاً ليس الغرض هو دفع العطش ، وإنما الغرض ولو لم يصرح باللسان الغرض التقرب إلى الله غما صدقة من هذا الشخص لنفسه أو صدقة عن ميته ثم إذا بالأمر في هذه السنوات ينتقل إلى حال آخر إذا بهم الآن يوزعون أشرطة ولا يدرى ماذا يكون في المستقبل ؟ فهذه من الوسائل التي يتعلق الناس بأهل القبور ولو بعد حين والإنسان العاقل لا ينظر إلى زمنه في أمر العقيدة ينظر إلى الأجيال القادمة . ولذا قوم نوح : ما كانوا يتوقعون أن يأتي جيل آخر فيتخذون هؤلاء معبودين من دون الله عز وجل صحيح النفوس تميل إلى الصالحين ما لا تميل إلى غيرهم تصور : لو علم قبر عالم من العلماء أن هذا قبره أيستوي في نفسك قبر هذا العالم الإمام المعروف أم قبر هذا الشخص العادي ؟ من حيث طبيعة النفس تميل النفس إلى قبر هذا العالم تصور لو علم مثلا قبر شيخ الإسلام ابن تيمية ألا يكون في النفس من الميل ما لا يكون في غيره ؟ بلى لو رأيت صورة لأحد العلماء السابقين الذين لم ندركهم يكون في النفس شيء ما لا يكون في غيره ومن ثم : ــــــــــــــ فإن النبي عليه الصلاة والسلام – كما عند مسلم - : (( نهى أن يُجصص القبر ونهى أن يُكتب عليه )) لأنه وسيلة من وسائل الشرك . انظر إلى حرص النبي عليه الصلاة والسلام على سد كل باب من أبواب الشرك تصور لو أن هذا القبر كتب عليه : [[ هذا قبر الإمام المجدد : محمد بن عبد الوهاب ، وتوفي في كذا ]] أو [[ هذا قبر شيخ الإسلام ابن تيمية ]] أو كتب عليه [[ قبر ابن القيم ]] أو غيرهم من العلماء ماذا يكون في النفس ؟ لا تنظر إلى من وقر الإيمان في قلبه وامتلأ علما ونورا لكن انظر إلى عموم الناس وجهال الناس كيف يفضي بهم هذا الأمر إلى أمور لا تحمد في العقيدة عقباهها ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقوله رحمه الله : (( فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح )) : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إذاً لو عبد الله عند قبر رجل غير صالح فهو من أشد وأعظم ولذا ذكر في كشف الشبهات أن شرك الأولين أخف من شرك المتأخرين من وجهين : 1ـــ الوجه الأول : ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أن شرك الأوليين كان في الرخاء لكن في الضراء يتضرعون إلى الله : قال تعالى : ((فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )) لكن شرك المتأخرين يدعون هؤلاء في السراء وفي الضراء ولا أدل من واقع المسلمين : يأتي الواحد إلى قبر النبي عليه الصلاة والسلام ويقول : ــ مدد يا رسول الله أغثني أو يأتي إلى قبر الحسين 2ـــ الوجه الثاني : ـــــــــــــــــــــــــــــ أن شرك الأوليين ما أشركوا بالله إلا عبادا صالحين من أنبياء أو أولياء أو على أقل ما يكون في الأحجار أو الأشجار التي في نفسها تعبد الله عز وجل : (( وإن من شيء إلا يسبح بحمده )) ــ لكن في هذا العصر عُبد أناس – كما قال المجدد- عباد عرفوا بارتكاب الفواحش : مثل : أحمد البدوي : ــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا يعرف له صلاح ، وإنما دخل المسجد يوم الجمعة فبال فيه ثم خرج وتعلق في نفوس الناس أنه يعلم الغيب ، وأنه يطلع على ما في نفسك فانتشر هذا الخبر فظُن بهذا الرجل ما ظن ثم تُقرب إليه وعُبد من دون الله ـــ* ولذا هذا الباب من باب الوسائل المفضية إلى الشرك وعندنا قاعدة أصولية : وهي : [ " أن الوسائل لها أحكام المقاصد " ] منتهى الشيء ما هو ؟ الشرك بالله إذاُ الوسيلة شرك لكنها شرك أصغر فلو عُبد الله عند هذه القبور لا يؤمن أن توجه هذه العبادة لأصحاب القبور وهذا واقع في ها العصر سؤال // قلنا بتحريم العبادة عند القبور : هل هذا مطلق أم هناك عبادات استثناها الشرع ؟ الجواب : ـــــــــــــــــ إذا قلنا : إن العبادة تحرم عند القبور فالمراد من ذلك ما لم يأت به نص ، أما ما جاء بها النص فإننا تبع للنص سمعنا وأطعنا ، ومما جاء في ذلك : ـــــــــــــ ــ زيارة المقابر لا للانتفاع بهم ، وإنما لنفعهم ، والواقع الآن أنهم يأتون إلى المقابر للانتفاع بأهل القبور والشريعة إنما سنت عبادة ينتفع بها أهل القبور لا أن ينتفع بها الزائر منهم . فمن هذه العبادة هي " زيارة القبور " من أجل أن يدعى لهم وبالتتالي فإن زيارة القبور نوعان : ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ ** زيارة شريعة : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وهي التي يقصد بها نفع أهل القبور بالدعاء لهم ، ولنفع نفسك لا بذوات القبور ، وإنما للاتعاظ : كما قال النبي عليه الصلاة والسلام – كما عند مسلم والترمذي - : (( زوروا القبور فإنها تذكر الآخرة )) (( تذكر الموت فإنها تذكرة )) روايات متعددة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ ** زيارة بدعية شركية : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وهي أن تزار القبور من أجل أن ينتفع بهم أو أن يُعبد الله عندهم ومما ورد : ـــــــــــــــــ ــ الصلاة على أهل القبور لمن لم يصل عليهم : لأن النبي – كما جاء الصحيحين وغيره – لما افتقد تلك المرأة التي تقمُّ المسجد فسئل عنها فقالوا : إنها ماتت فقال : (( ألا آذنتموني )) أي أعلمتموني قالوا : إنها ماتت بالليل فخشينا أن نوقظك يا رسول الله فقال : دلوني على قبرها فجاء فصلى على قبرها )) ـــ *** هذه من العبادة التي تجوز في المقابر امتثالا لا من الشرع وأما ما عداها من قراءة القرآن قبل الدفن أو بعد الدفن أو الصلاة في غيرها ما استثنى الشرع أو الذكر أو الدعاء أو الصدقة فإن هذه أمور محرمة . ـــ ليس كما يظن البعض تعقيدا أو عادة ورثناها ممن سبق أو تقليدا لمن سبق أو تعصبا لما يقال :" إن هذا من قول الوهابية " لا" ولا نصف أنفسنا بأننا وهابيون ، نحن على ملة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم هذا هو معتقد " محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم " ألم يقل : (( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) ألم تقل عائشة : (( ولو ذلك أبرز قبره لكن خشي أن يتخذ مسجدا )) النبي عليه الصلاة والسلام دفن في حجرة عائشة ، وحجرة عائشة قريبة من المسجد النبوي عليه الصلاة واسللام الذي بناه النبي عليه الصلاة والسلام أيمكن اتخاذ المسجد الذي خشي أن يُبنى على قبره أيمكن أن يُبنى بناء حسيا مسجد آخر ؟ يمكن أن يتصور أن يُبنى مسجد بجوار مسجده ؟ ليس هذا متصورا ، وإنما المقصود أن تفعل العبادة عند قبره ، وبالتالي يكون هذا من باب اتخاذ قبره مسجدا وتحذيره لا نتبع في ذلك عالما ولا سلفا من العلماء وإنما هي عقيدة النبي عليه الصلاة والسلام وعقيدة أصحابه ولذا في إحدى الروايات : " لكن خُشي " في رواية : " خشي " أي النبي عليه الصلاة والسلام وفي رواية : " خُشي " أي خشي الصحابة أن يتخذ قبره مسجدا ولذا ابن عباس لما أتاه رجل فقال له : أأنت على ملة عثمان أم على ملة علي؟ أليس عثمان وعلي من الخلفاء الراشدين المهديين الذين أُمرنا بالاستنان بسنتهما ؟ بلى فهما على خير ، وعلى هدى ومع ذلك لما قال هذا الرجل : " أأنت على ملة عثمان أم على ملة علي ؟ قال ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن : (( لا على ملة عثمان ولا على ملة علي إنما على ملة محمد بن عبد الله )) رده إلى الأصل وقد ذكر شيخ الإسلام في الفتاوى حديثا عند هذا الموضوع ، وهو الانتساب إلى الفرق أو الطوائف يجب أن يكون قولك وفعلك متبعا فيه سنة النبي عليه الصلاة والسلام لا انتسابا إلى طائفة ولا إلى ملة ـــ في تعاملك مع الآخرين لا تفرق ، وإنما الميزان والمعيار هو ما وضعه النبي عليه الصلاة والسلام كما قال عند البخاري : (( من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو المسلم له مالنا وعليه ما علينا )) هذا هو الميزان لأن مثل هذه العلوم التي تذكر في هذا الباب أو في كتب غيره من الأئمة إذا سمعها من في هذا العصر ممن تعلق بالقبور قال : عن هؤلاء وهابيون أو أتيتنا بمذهب الوهابية ليس هذا مذهب الوهابية وأصلا لا يعرف في هذه البلد طائفة تزعم أنها وهابية ولم نسمع بهذا ، وإنما هي جاءت من الخارج نسب إلينا ما لم ننسبه إلى أنفسنا و " الإمام محمد بن عبد الوهاب " إمام فاضل جليل وله قدر ولا ندعي فيه العصمة ، لكن مستقى ما في كتبه حول هذا الموضوع إنما هو من الكتاب والسنة ــ هل أتى بقول من عنده في هذه الأبواب ؟ سحان الله مع أنه ذكر هذه الأبواب : هذا الباب ، والذي قبله ، والذي يليه لم ينسب إلى نفسه شيئا ما تراه في هذه الأبواب : قال الله قال النبي عليه الصلاة والسلام قال العالم الفلاني ويذكر أقوال العلماء لا من حيث الأصل ، وإنما يذكرها في آخر ما يكون من باب الاستشهاد وتوضيح ما جاء في الكتاب أو ما جاء في السنة ــ لكن لو أتوا إلينا وقالوا : إن قبر النبي عليه الصلاة والسلام في المسجد النبوي والناس يتعبدون لله في هذا المسجد فهو حجة علينا لا حجة لنا هكذا قد يزعمون : والجواب عن هذا من عدة أمور : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1ـــ الأمر الأول : ــــــــــــــــــــــــــــ أن باني هذا المسجد النبي ، إذاً البناء في حياته ، فكيف يبنى مسجده على قبره ؟ هذا من المستحيل 2ــ الأمر الثاني : ـــــــــــــــــــــــــــــــــ أن قبر النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن داخل المسجد في أول الأمر ، وإنما كان مدفونا في حجرة عائشة لكن لما وسع المسجد من جهته الشرقية دخلت الحجرة داخل المسجد النبو ي: وبالتالي : لا يقال : بأنه يجوز أن يبنى مسجد على قبر استدلا بهذه الحادثة لم ؟ لأن النبي عليه الصلاة والسلام هو الذي بنى المسجد ، فكيف يبني مسجده على قبره وهو حي ؟! ولا يقال : بأن دفن الميت في المسجد جائز ؟ لم ؟ لأن النبي عليه الصلاة والسلام لم يدفن في مسجده ، وإنما دفن في حجرة عائشة ، لكن مع التوسعة دخلت الحجرة المسجد ومما يدل على هذا : قول النبي عليه الصلاة والسلام : (( ما بيم منبري وبيتي روضة من رياض الجنة )) إذاً البيت لم يدخل ، وإنما حد انتهائه الروضة إلى بيته لكن لو قيل : جاءت رواية عند مسلم : (( ما بين منبري وقبري روضة من رياض الجنة )) يقال : ـــــــــــــــ هذا إخبار من النبي عليه الصلاة والسلام على أنه سيدفن خارج المسجد في حجرة عائشة هذا على التسليم بصحة هذه اللفظة لأن أئمة الحديث قالوا : هذه ليست صحيحة ، إنما الصحيح : (( ما ين منبري وبيتي )) وأما رواية قبري فهي مروية بالمعنى ـــ ولذا المسجد إذا بُني على قبر يجب أن يهدم المسجد لأنه ما بني على تقى ، والذي لم يبن على تقى وجوده كعدمه فيستحق أن يزال كمسجد الضرار كما قال تعالى : ((وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ{107} لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً )) ــــــــــ لم ؟ لعلة فيه : ((لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى )) وهو مسجد قباء : ((مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ{108} أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{109} ))
هذا المسجد أسس على التقوى هو مسجد قباء وفي مسلم أنه مسجد النبي عليه الصلاة السلام ، ولا تعارض بينهما لأن كلا المسجدين بنيا على تقى ففهم من كلمة (( عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ )) فهم أن مسجد الضرار ليس مؤسسا على التقى ــ وفي المقابل : لو دفن ميت في مسجد يجب أن ينبش ولا يبقى ولو قال قائل : مسجد النبي عليه الصلاة والسلام أصله مقبرة : كما جاء عند البخاري : (( أن النبي عليه الصلاة والسلام لما قدم إلى المدينة رأى هذه الأرض وإذا فيها قبور المشركين ؟ )) فيقال : ـــــــــــــ أأبقى النبي عليه الصلاة والسلام قبور المشركين أم نبشها ؟ نبشها وأزالها ــــــ لم ؟ لأنه لا حرمة لهم ولكن لو أتى سلطان أو غيره من أجل أن ينبش قبور المسلمين ويضع فيها مسجدا فإنه لا يجوز وذلك لحرمة قبور المسلمين فهي وقف عليهم لا يجوز التعدي عليهم لو قال قائل : ـــــــــــــ جاء عند البخاري : (( أن زوجة الحسن بن الحسن بن علي واسمها " فاطمة بنت الحسين بن علي " لما مات الحسن بن الحسن أمرت بأن تضرب قبة عند قبره ، وظلت سنة )) ويلزم من هذا – كما قال البخاري – أنها ظلت سنة في هذه القبة أن تتعبد لله ، وأن تصلي وأن تصوم وأن تذكر الله وأن تدعو الله فلما ظلت سنة نادى منادي : هل وجدوا ما فقدوا ؟ فقال آخر : بل يئسوا فانقلبوا ، فأمرت برفع هذه القبة التي هي خيمة ما التوجيه لهذا الحديث وهذا الفعل ؟ التوجيه : ـــــــــــــــــــــ ـــــ أولا : ـــــــــــــــــــ أن هذا الفعل لم تقر عليه بدليل هذا النداء الذي أرسله الله قال ابن حجر : إما من الملائكة وإما من مسلمي الجن لأن مثل هذه العبارة التي قيلت لها عبارة إنكار ــ ثانيا ـــــــــــــــــــــــــــ كما قال ابن المنير : أنها جلست من باب ما يفعله الشعراء في محاكاة الأطلال والمنازل من أجل التقرب وعلى كل حال فليس في هذا دليل لمن تعلق بالقبور إنما هو دليل عليهم لأنه قيل لها أوجدوا مما فقدوا ؟ قل " لا بل يئسوا فانقلبوا الأمر الثالث في كون قبر النبي عليه الصلاة والسلام في المسجد : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أن الأمة لم تجمع على إدخال حجرة النبي عليه الصلاة والسلام في المسجد ، وإنما جاءت قوة السلطة في عهد الأمويين لما كان " عمر بن عبد العزيز " أميرا عليها قبل أن يتولى الخلافة لو كان خليفة ما سمح بهذا لأن أمر عمر بن عبد العزيز قبل الخلافة وبعد الخلافة غريب كان يعرف بالترف قبل الخلافة ، كان يغير ثوبه في اليوم مرتين ، كان يعرف بأطايب الطيب إذا مر من الطريق لكن لما تولى الخلافة اختلف أمره اختلافا كبيرا حتى جعله بعض العلماء خامس الخلفاء الراشدين بل قال البعض : لو قيل : إن الله لم يُعص في زمن عمر بن عبد العزيز ما كان الناقل كاذبا ، من العدل في عهده ولذا امتلأت خزائن دولته بالأموال من أموال المزكين فنادى : " من كان عليه دين فدينه يقضى من بيت مال المسلمين ، فقضى الديون كلها ثم نادى : من كان أعزبا فزواجه من بيت مال لمسلمين فزوج الشباب فنادى : من كان عبدا فعتقه من بيت مال المسلمين فأعتق الرقاب وبقي في الخزينة مال كثير .
| |
|