الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: قال الله عز وجل يؤذنى ابن ادم يسب الدهر وأنا الدهر بيدى الأمر أقلب الليل والنهار الأحد فبراير 03, 2013 4:15 pm | |
| عن أبى هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل يؤذنى ابن ادم يسب الدهر وأنا الدهر بيدى الأمر أقلب الليل والنهار حديث صحيح متفق عليه
معاني المفردات: السب: الشتم أو التقبيح والذم. الدهر: الوقت والزمان. يؤذيني: أي ينسب إليَّ ما لا يليق بي. وأنا الدَّهر: أنا ملك الدهر ومصرفه ومقلبه
ألفاظ للحديث: جاء الحديث بألفاظ مختلفة منها رواية مسلم: قال الله عز وجل: «يؤذيني ابن آدم يقول: يا خيبة الدهر، فلا يقولن أحدكم: يا خيبة الدهر، فإنّي أنا الدهر أقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتهما». ومنها رواية للإمام أحمد: «لا تسبوا الدهر فإن الله عز وجل قال: أنا الدهر الأيام والليالي لي أجددها وأبليها وآتي بملوك بعد ملوك» وصححه الألباني.
معنى الحديث: أقسم الله تعالى بالعصر والزمان لعظمته وأهميته، فهو ظرف العمل ووعاؤه، وهو سبب الربح والخسارة في الدنيا والآخرة، وهو الحياة، فما الحياة إلّا هذه الدقائق والثواني التي نعيشها لحظة بلحظة، ولهذا أمتن الله به على عباده فقال: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً} [الفرقان:62] فمن فاته عمل الليل قضاه بالنهار، ومن فاته عمل النهار قضاه بالليل.
وكان أهل الجاهلية إذا أصابتهم مصيبة، أو حُرِموا غرضاً معيناً أخذوا يسبون الدهر ويلعنون الزمان، فيقول أحدهم: " قبح الله الدهر الذي شتت شملنا "، و" لعن الله الزمان الذي جرى فيه كذا وكذا "، وما أشبه ذلك من عبارات التقبيح والشتم، فجاء هذا الحديث لرد ما يقوله أهل الجاهلية ومن شابههم وسلك مسلكهم، فبيَّن أنّ ابن آدم حين يسب الدّهر والزمان، فإنّما يسب في الحقيقة الذي فعل هذه الأمور وقدَّرها، حتى وإن أضاف الفعل إلى الدهر، فإنّ الدَّهر لا فعل له، وإنّما الفاعل هو ربُّ الدهر المعطي المانع، الخافض الرافع، المعز المذل، وأمّا الدهر فليس له من الأمر شيء، فمسبتهم للدهر هي مسبة لله عز وجل، ولهذا كانت مؤذية للربّ جل جلاله.
| |
|