مدى صحة هذا الحديث
*****************
اشتهر حديث
**********
(إني والإنس والجن لفي نبأٍ عظيم، أخلق ويُعبد غيري، وأرزق ويشكر سواي، خيري إلى العباد نازل، وشرهم إليَّ صاعد، أتحبب إليهم بالنعم وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم أحوج شيءٍ إلي، أهل ذكري هم أهل مجالستي، فمن أراد أن يجالسني فليذكرني، وأهل طاعتي هم أهل محبتي، وأهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي، فإن تابوا إليَّ فأنا حبيبهم، وإن أقبل واحدٌ
منهم إليَّ تائباً تلقيته من بعيد، وإن أعرض عني واحد منهم عاصياً ناديته من قريب قائلاً له: إلى أين تذهب؟ ألك ربٌ غيري؟ الحسنة عندي بعشر أمثالها وأزيد، والسيئة عندي بمثلها وقد أعفو، وعزتي وجلالي وإن استغفروني غفرتها لهم). قال إبليس لرب العزة: (وعزتك وجلالك لأضلنهم ما دامت أرواحهم في أبدانهم، فقال أرحم الرحمين وأكرم الأكرمين لإبليس: وعزتي وجلالي لأغفرن لهم ما داموا يستغفرونني
مدي صحه هذا الحديث
*****************
بالنسبة لهذا الحديث بهذا اللفظ فلا يوجد منه إلا جزءا بسيطا
وهو ما أخرجه الطبراني في مسند الشاميين والحاكم في التاريخ والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله إني والجن والإنس في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيري وأرزق ويشكر غيري" (والتخريج مستفاد من الدر المنثور للإمام السيوطي).
وقد ضعفه الإمام السيوطي في الجامع الصغير.
وقال الشيخ عبد الرؤوف المناوي في فيض القدير:
((فيه عند مخرجه البيهقي كالحاكم مهنى بن يحيى مجهول وبقية بن الوليد أورده الذهبي في الضعفاء وقال: يروي عن الكذابين ويدلسهم وشريح بن عبيد ثقة لكنه مرسل))
ثم وقفت على كلام للشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة تحت رقم 2371 يقول محققا ومستدركا على كلام المناوي:
(("ضعيف":
رواه البيهقي في " الشعب " ( 2/11/1 ) عن مهنأ بن يحيى , و ابن عساكر ( 5/350/1 ) من طريق الطبراني , و هذا في " مسند الشاميين " ( 2/93/974 ) : نا خير بن عرفة المصري : نا حيوة بن شريح الحمصي كلاهما قال : نا بقية بن الوليد : حدثني صفوان بن عمرو : حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير و شريح بن عبيد الحضرميان عن أبي الدرداء مرفوعا .
قلت : أورده ابن عساكر في ترجمة خير بن عرفة , و ذكر أنه توفي سنة ثلاث و ثمانين و مائتين و قد أسن , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و هذا إسناد رجاله ثقات , و بقية قد صرح بالتحديث , و لكنه منقطع , فإن عبد الرحمن بن جبير و شريح بن عبيد لم يدركا أبا الدرداء , فعلة الحديث الانقطاع .
وأما إعلال المناوي إياه بتدليس بقية ,
و جهالة مهنأ بن يحيى , فمردود بأن بقية قد صرح بالتحديث في الطريقين , و أن مهنأ بن يحيى ليس مجهولا , فقد قال الأزدي : " منكر الحديث " و قال الدارقطني :
" ثقة نبيل " و قال ابن حبان في " الثقات " ( 9/204 ) :" مستقيم الحديث " وإنما المجهول
مهنأ بن عبد الحميد ومع ذلك فقد وثقه أبو داود .
و الحديث عزاه السيوطي للحكيم الترمذي و البيهقي فقط ,
و زاد عليه المناوي الحاكم ,
و لم أره في "مستدركه " , و هو المراد عند إطلاق العزو إليه .
وذكر المناوي أيضا أن الحكيم لم يذكر له سندا ,
فكان اللائق عدم عزوه إليه .
ثم راجعت له " فهرس المستدرك " الذي وضعته حديثا ,
فلم أره فيه . ثم رأيت السيوطي في " الجامع الكبير " عزاه للحاكم في " التاريخ " ,
فزال الإشكال و الحمد لله .
و كما أخطأ المناوي في الإطلاق المذكور ;
أخطأ المعلق على " الفردوس " ( 3/166 ) ,
فأطلق العزو إلى ( الترمذي ) ! فأوهم أنه أبو عيسى صاحب السنن ! ! والله أعلم ))
تحقيق
الداعية جنة الفردوس[b]