الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: تحقيق في حديث عبد الله بن عمرو : ( هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ ، وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ ) السبت يونيو 08, 2013 4:08 pm | |
| تحقيق في حديث عبد الله بن عمرو : ( هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ ، وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ ) ===========================
قال الإمام أحمد رحمه الله في مسنده (12720) :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِهِ قَدْ تَعَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِثْلَ الْمَرَّةِ الْأُولَى ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضًا فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الْأُولَى ، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ : إِنِّي لَاحَيْتُ أَبِي فَأَقْسَمْتُ أَنْ لَا أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ فَعَلْتَ . قَالَ نَعَمْ قَالَ أَنَسٌ : وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثَ فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ شَيْئًا ، غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَّ وَتَقَلَّبَ عَلَى فِرَاشِهِ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَبَّرَ حَتَّى يَقُومَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلَّا خَيْرًا . فَلَمَّا مَضَتْ الثَّلَاثُ لَيَالٍ وَكِدْتُ أَنْ أَحْتَقِرَ عَمَلَهُ قُلْتُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّي لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ وَلَا هَجْرٌ ثَمَّ ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ : ( يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) فَطَلَعْتَ أَنْتَ الثَّلَاثَ مِرَارٍ ، فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ لِأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ فَأَقْتَدِيَ بِهِ ، فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَثِيرَ عَمَلٍ ، فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ ، قَالَ : فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي فَقَالَ : مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ ؛ غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا وَلَا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ ، وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ ========== وقد اختلف العلماء في هذا الحديث : ===================== فقال الهيثمي في "المجمع" (8/79) : " رجال أحمد رجال الصحيح وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (3 / 348) : " رواه أحمد بإسناد على شرط البخاري ومسلم " . وقال البوصيري في "اتحاف الخيرة المهرة" (6 / 25) : "هذا إسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم" . وصححه الألباني ـ أولاـ في "الضعيفة" (1/25) . وأعله غير واحد : ========= فقال الدارقطني في "العلل" (12/204) : " هذا الحديث لم يسمعه الزهري من أنس . رواه شعيب بن أبي حمزة ، وعُقيل ، عن الزهري ، قال: حدثني من لا أتهم ، عن أنس ، وهو الصواب " انتهى . وقال حمزة الكناني الحافظ : " لم يسمعه الزهريُّ من أنس ، رواه عن رجل عن أنس . كذلك رواه عقيل وإسحاق بن راشد وغير واحد عن الزهريِّ ، وهو الصواب "تحفة الأشراف" (1/394) . وقال البيهقي : " هكذا قال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال أخبرني أنس ، ورواه ابن المبارك عن معمر فقال عن الزهري عن أنس ، ورواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال : حدثني من لا أتهم عن أنس بن مالك . وكذلك رواه عقيل بن خالد عن الزهري في الإسناد ، غير أنه قال في متنه : فطلع سعد بن أبي وقاص لم يقل رجل من الأنصار " انتهى مختصرا . "شعب الإيمان" (5 / 264-265) وكذا أعله الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (1 / 394). ================ وقد اضطرب فيه عبد الرزاق ، فكان تارة يقول عن معمر عن الزهري أخبرني أنس ، وتارة يقول عن معمر عن الزهري عن أنس ، وهي رواية ابن المبارك وغيره عن معمر ، وهو الصحيح . ومعمر بن راشد – وإن كان من أوثق الناس في الزهري - إلا أنه كان يحدث أحيانا فيخطئ. قال أبو حاتم : ما حدث معمر بالبصرة فيه أغاليط وهو صالح الحديث وقال الذهبي : له أوهام معروفة . وقال أحمد : كان يحدثهم بخطأ بالبصرة . وقال يعقوب بن شيبة : سماع أهل البصرة من معمر حين قدم عليهم فيه اضطراب ، لأن كتبه لم تكن معه . وقال ابن رجب : حديثه بالبصرة فيه اضطراب كثير ، وحديثه باليمن جيد . وقال ابن حجر : ثقة ثبت فاضل ، إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئا ، وكذا فيما حدث به بالبصرة . "التهذيب" (10/245) – "الجرح والتعديل" (8/256) – "ميزان الاعتدال" (4 / 154) "شرح علل الترمذي" (ص 237) – "تقريب التهذيب" (ص 961) . وقد خالفه الجماعة : عقيل بن خالد وشعيب بن أبي حمزة وإسحاق بن راشد فرووه كلهم عن الزهري عن رجل عن أنس ، مما يدل على أن الزهري لم يسمعه من أنس ، وأن بينهما رجلا مجهولا . فالحديث معلول بجهالة الواسطة بين الزهري وأنس رضي الله عنه .
وإلى القول بإعلال الحديث عاد الشيخ الألباني رحمه الله ، بعد ما كان يصححه أولا . قال رحمه الله ـ تعليقا على تصحيح الحافظ المنذري لإسناده : " هو كما قال ، لولا أنه منقطع بين الزهري وأنس ، بينهما رجل لم يسم ، كما قال الحافظ حمزة الكناني ... ثم الناجي ، وقال [ أي : الناجي ] : وهذه العلة لم يتنبه لها المؤلف [يعني : الحافظ المنذري] .." . ثم قال الشيخ الألباني رحمه الله ، بعد ما نقل إسناده عن عبد الرزاق : " وهذا إسناد ظاهره الصحة ، وعليه جرى المؤلف والعراقي في "تخريج الإحياء" (3/187) ، وجرينا على ذلك برهة من الزمن حتى تبينت العلة ؛ فقال البيهقي عقبه (5/265) : "ورواه ابن المبارك عن معمر، فقال : عن معمر، عن الزهري، عن أنس . ورواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري ، قال : حدثني من لا أتهم عن أنس ... ، وكذلك رواه عقيل بن خالد عن الزهري" . وانظر: أعلام النبلاء(1/109) ، ولذلك قال الحافظ عقبه في "النكت الظراف على الأطراف": فقد ظهر أنه معلول" . انتهى . "ضعيف الترغيب" (2/247) هامش (1) . وللحديث شاهد رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (6607) من طريق معاذ بن خالد أنا صالح عن عمرو بن دينار عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : ليطلعن عليكم رجل من هذا الباب من أهل الجنة ... الحديث بنحوه . وهذا إسناد ضعيف جدا : معاذ بن خالد قال الذهبي : له مناكير ، وقد احتمل . "ميزان الاعتدال" (4 / 132)
وصالح هو ابن بشير بن وادع المعروف بالمري متروك ، قال ابن معين وابن المديني وصالح بن محمد : ليس بشيء . وقال عمرو بن علي : ضعيف الحديث يحدث بأحاديث مناكير عن قوم ثقات . وقال الجوزجاني : كان قاصا واهي الحديث . وقال البخاري : منكر الحديث . وقال النسائي : متروك الحديث . وقال ابن عدي : عامة أحاديثه منكرات تنكرها الأئمة عليه . "تهذيب التهذيب" (16 / 4) . قال الشيخ الألباني رحمه الله عن هذا الشاهد : "فيه صالح المري ، وهو ضعيف ، وهو مخالف للحديث قبله من وجوه ، كما هو ظاهر"اهـ "ضعيف الترغيب" (2/247) هـ(2) . والخلاصة :
====== أن هذا الحديث مختلف في تصحيحه بين أهل العلم ، فمن أهل العلم من يصححه ، ومنهم من يعله ، وقد رجح غير واحد من نقاد الحديث ، وعلماء العلل ضعف الحديث وانقطاعه ، ولعل القول بتضعيف الحديث أقرب وأولى بالصواب . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب
| |
|