الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: علامات محبة الله للعبد الجمعة مايو 31, 2013 8:50 pm | |
| علامات محبة الله للعبد ============= عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ربَّ أشعث مدفوعٍ بالأبواب، لو أقسم على الله لأبرَّه"رواه مسلم وروى البخاريُّ نحوه. قال الإمام النوويّ: "(مدفوعٍ بالأبواب) أي لا قدر له عند الناس، فهم يدفعونه عن أبوابهم، ويطردونه عنهم، احتقاراً له، (لو اقسم على الله لأبرَّه) أي لو حلف على وقوع شيءٍ أوقعه الله إكراماً له بإجابة سؤاله وصيانته من الحنث في يمينه، وهذا لعظم منزلته وإن كان حقيراً عند الناس". ومن هذا ما روي عن ابن المبارك رحمه الله تعالى قال: أصاب الناس قحط، فخرجوا في الصعدات –أي الصحراء- يستسقون، فخرجت في من خرج، فإذا برجلٍ أسود فقير الحال بجانبي يرفع يديه إلى السماء ويقول: "أقسم بالله عليك يا ربِّ أن تسقينا الساعة"، قال ابن المبارك: فما هي إلا لحظات، حتى تلبَّدت السماء بالغيوم، وهطل المطر غزيرا، فلمَّا رأيت ذلك قلت لأتبعنَّ هذا الرجل لأنظر ما حاله، فإذا به متَّجهٌ إلى سوق النخاسة –أي سوق العبيد-، فإذا هو عبدٌ يباع ويُشترى، وإذا بصاحبه قد عرضه للبيع، يقول ابن المبارك: فاشتريته، وأخذته معي، وبينما نحن في الطريق حدَّثته بما رأيت منه، فقال لي: أوَ قد عرفت؟"، قلت: نعم، قال: "فائذن لي أن أصلِّي ركعتين"، قلت: صلّ، فصلَّى ركعتين ثمَّ رفع يديه إلى السماء وقال: "اللهمَّ إنَّ السرَّ الذي بيني وبينك قد انكشف، فاقبضني إليك الساعة"، قال ابن المبارك: فمات في مكانه!!.
- ومن أحبَّ الله فلا يعصيه، إلا أنَّ العصيان لا ينافي أصل المحبَّة، إنَّما يضادَّ كمالها، فكم من إنسانٍ يحبُّ الصحَّة، ويأكل ما يضرَّه، وسببه أنَّ المعرفة قد تضعف، والشهوة قد تغلب، فيعجز عن القيام بحقِّ المحبَّة، ويدلُّ على ذلك حديث نعمان أنَّه كان يؤتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحدَّه (أي يقيم عليه الحدّ) إلى أن أُتي به يوما، فحدَّه، فلعنه رجلٌ وقال: ما أكثر ما يؤتى به!، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تلعنه، فإنَّه يحبُّ الله ورسوله" رواه البخاري، فلم تخرجه المعصية عن المحبَّة، وإنَّما تخرجه عن كمال المحبَّة.
| |
|