]قال الله عز وجل : (قل انظروا ما في السماوات وما في الأرض).. فهل نظرت وتفكرت
منذ القدم وحتى الآن استحوذت السماء على إعجاب الإنسان بما زينها به الرحمن من أجرام وكواكب تأخذ بالألباب (ولقد جعلنا في السماء بروجاً وزيناها للناظرين)، ولكن المشكلة أن العديد منا يشعر بالارتباك عندما يتطلع إلى السماء بما تحويه من نجوم لا يستطيع تمييز بعضها عن بعض (في الليل طبعاً، لأن نجوم الظهر ليست من اختصاصي )، ويعجب كيف كانت تستخدم النجوم للاستدلال على الاتجاهات.
لذلك سأجمع لكم ما يمكن تسميته بدورةً عمليةً في هذا الموضوع؛ وإن كانت هذه الدورة ستقتصر على موضوع مراقبة النجوم والمجموعات الفلكية وتمييزها في السماء، إلا أنها كما أرجو ستكون كافيةً لتفتح عينيك على نوعٍ مختلف من الجمال ربما لم تشعر بوجوده من قبل.
سأستقي ما سأطرحه من العديد من المراجع أو مواقع الإنترنت الأجنبية (للأسف لم أجد ما أبحث عنه باللغة العربية)، ولذا فإن العديد من الأجرام والنجوم سأذكرها بأسمائها اللاتينية كما درستها في الجامعة -إلا ما عرفت منها- ، كما أرحب بكل من يستطيع أن يفيدنا بموضوع الأسماء العربية أو بأي تصحيح أو إضافةٍ يراها مناسبة.
ورغم أن هذه الدروس ينبغي أن تكون عملية، إلا سنحاول الاستعاضة عن ذلك بالصور المتحركة لكن قبل ذلك يستلزم شرح بعض المفاهيم الأساسية عن حركة الأجرام في السماء،و الآن هيا بنا نبدأ
ماذا سنشاهد في السماء؟
ماذا سنشاهد في السماء؟
(الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار)
في ليلةٍ مظلمة بعيداً عن أضواء المدينة وعندما القمر غير موجود، ستبدو السماء مزدحمة بآلاف النجوم، وسيذهل البعض من هذا التوزع الخلاب، وسيخيل إليهم أنه من المستحيل معرفة أو تمييز أي منها.
إلا أن المظاهر قد تكون خادعة، لأنه وحتى ضمن أفضل الظروف، فلن تظهر لك في قبة السماء أكثر من 2000 نجمة في وقتٍ واحد. بالطبع لا داعي لتمييز كل واحدة من هذه النجوم، ولكن من غير الصعب أن تميز أشكالاً محددةً من النجوم الأكثر لمعاناً.
عبر العصور، قام الناس بتسمية المجموعات التي يرونها بأسماء معينة، ولكن اليوم فإنه يتفق دولياً على تقسيم كافة السماء إلى 88 مجموعة فلكية(constellations) (، وللأسف فإن الأسماء اللاتينية هي المعتمدة دولياً وعلمياً في تسمية هذه المجموعات (وإن كانت اللاتينية أخذت العديد من الأسماء من العربية).
قد تأخذ بعض النجوم ضمن مجموعة فلكيةٍ شكلاً مميزاً فتسمى عندها asterism، وكمثال عليها مجموعة الدب الأكبر the Plough (ويطلق عليها أحياناً the Big Dipper) والتي تشكل جزءاً من مجموعة فلكية أكبر هي Ursa Major (معنى الاسم هو الدب الأكبر).
تختلف المجموعات الفلكية عن بعضها البعض بالحجم، ومنها ما يُرى فقط في أحد نصفي الكرة الأرضية (الشمالي أو الجنوبي) (لا تمكن رؤية نجم قطب مثلاً من نصف الكرة الجنوبي)، ومنها ما قد يُرى من كليهما.
يمكن أن ترى (بصعوبة) في السماء أيضاً مجموعات كثيفةً من النجوم تسمى clusters والتي يحوي الواحد منها من عشرات إلى آلاف النجوم، إلى أن القليل منها فقط يمكن رؤيته بالعين المجردة. عندما تكون في منطقةٍ مظلمةٍ تماماً ستلاحظ شريطاً غير منتظم من الضوء الخافت يشق السماء.. هذه هي مجرتنا درب التبانة the Milke Way (طريق الحليب )
هناك أجرام أخرى بإمكانك رؤيتها.. طبعاً أوضحها هو القمر بأطواره المختلفة، إضافةً إلى خمسة كواكب من المجموعة الشمسية هي عطارد Mercury، الزهرة Vinus، (لا يمكنك رؤية الأرض ) المريخ Mars، المشتري Jupiter، زحل Saturn، ومما تبقى من الكواكب فتمكن رؤية أورانوس Uranus ضمن ظروف ممتازة، ويمكن استخدام المنظار المكبر لرؤية أربعةٍ من أقمار المشتري. من الممكن أيضاً مشاهدة الشهب meteors والمذنبات comets والأقمار الصنعية [/size].
[/b]