الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: معنى قال الله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجرا * إلا المودة في القربى * ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا * إن الله غفور شكور ) الإثنين أبريل 15, 2013 9:19 pm | |
|
معنى الآية ؟ فنقول: إن معنى الآية هو: قل لا أسألكم على دعوتي أجراً أو مالاً . وإنما غاية ما أسألكم هو أن تودوني لقرابتي منكم ، وتصلوا الرحم التي بيني وبينكم فتحفظوني وتحسنوا معاملتي ولا تؤذوني، فإن هذا مما لا ينبغي بين الأقارب وذوي الأرحام .
وهذا ليس أجراً على الدعوة ، وإنما هو حق مشروع للقربى لا قدح أو عيب في سؤاله ، أو المطالبة به لأن سؤال الحق حق .
إن مودة القربى وصلة الرحم واجبة على الأقارب وذوي الأرحام. وذلك ما لم تكن قريش ترعاه مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
والاستثناء هنا منقطع غير متصل: وهو الذي لا يكون المستثنى داخلا ضمن المستثنى منه، كقوله تعالى: "لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلاَّ سَلاَماً" مريم/62. والسلام وهو المستثنى لا يدخل ضمن اللغو وهو المستثنى منه. ومعنى الآية: لا يسمعون فيها لغوا، لكن يسمعون سلاما. وكذلك المودةلا تدخل ضمن الأجر. ومعنى الآية: لا أسألكم عليه أجرا، لكن أسألكم المودة في القربى. لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يسأل على دعوة أجراً . وللآية معنى آخر دقيق مروي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو : لا أسألكم أجراً إلا أن تودوا الله تعالى، وأن تتقربوا إليه بطاعته .
فالمودة هنا هي مودة الله جل وعلا. والقربى التقرب إليه بطاعته. ويؤيد هذا المعنى الدقيق قوله تعالى: "قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً" الفرقان/57. فإن مودة الله والتقرب إليه هو معنى اتخاذ السبيل إليه تماما . كذبة صلعاء يقول إبراهيم الزنجاني: روى الجمهور في الصحيحين وأحمد بن حنبل في مسنده عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : علي وفاطمة وابناهما1 . وهذا كذب شنيع !! وادعاء باطل. إذ لا وجود لهذه الرواية في الصحيحين. ولا مسند الإمام أحمد !!!
بل الموجود في صحيح البخاري ومسند أحمد خلاف هذا تماماً ! وأما مسلم فلم يتطرق الى الموضوع البتة. فقد روى البخاري أن ابن عباس أنكر على سعيد بن جبير تفسيره الآية بقربى آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وقال له: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن بطن من قريش إلا وله فيه قرابة فنزلت عليه إلا أن تصلوا قرابة بيني وبينكم.
وروى أحمد في مسنده: سئل ابن عباس عن هذه الآية: "قُلْ لا أَسأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى" قال: فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد. قال: فقال ابن عباس: عجلتَ إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن بطن من بطون قريش إلا كان له فيهم قرابة. فقال إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة.
معنى قال الله تعالى :
( قل لا أسألكم عليه أجرا * إلا المودة في القربى * ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا * إن الله غفور شكور
ولم يكن البخاري ولا مسلم ولا أحمد بهذا المستوى من الجهل ! بحيث يروون شيئاً مرفوضاً عقلا ولغة ! فالآية مكية. والحسن والحسين رضي الله عنهما لم يولدا إلا في المدينة بعد الهجرة !
واستعمال لفظ القربى والقرابةفي الأقارب من استعمال العامة. أي هو استعمال عامي غير فصيح. وذلك لا يكون في لغة القرآن ، أو لغة النبي صلى الله عليه وآله وسلم . أو الصحابة لأنهم عرب أقحاح. وسعيد بن جبير رحمه الله أتي من قبل أعجميته.
فواضع هذه الرواية كذاب جاهل لا يعرف كيف يكذب ! ونسبتها إلى مصادر خالية منها من قبل عالم يوصف بأنه ركن الإسلام وعماد العلماء الأعلام2افتراء عظيم لا يليق بعامة الناس . فكيف بعالم ؟! إن عالماًله مثل هذه الجرأة على الكذب لحري بأن يسمى بدلاً من ذلك بـركن الكذب وعماد الدجل. وحجة عمياء ويقول أيضاً: وجوب المودة يستلزم وجوب الإطاعة لأن المودة إنما تجب مع العصمة. وهذا ادعاء محض لا أثر للعلم عليه! فما علاقة المودة بالعصمة وجوباأو استحبابا! يقول تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً" الروم/21. فالزوج يود زوجته وكذلك الزوجة تود زوجها ولا علاقة لهذه المودةبالعصمة أو الطاعة المطلقة. والصديق يود صديقه. ولا علاقة لذلك بكل ذلك! ويقول: "عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً" الممتحنة/7.
ويقول كذلك: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ" الممتحنة/1. ويقول: "وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى" المائدة/82
| |
|