الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: فقه العلماء وبعد نظرهم : يقول العلامة ابن عثيمين –رحمه الله-: (...ولكن هنا مسألة: الأحد أبريل 14, 2013 9:19 pm | |
| فقه العلماء وبعد نظرهم :
يقول العلامة ابن عثيمين –رحمه الله-: (...ولكن هنا مسألة: ===================== وهي أن بعض الناس لغيرته على دين الله عز وجل إذا رأى المنكرات، وأن هذه المنكرات متفشية في الناس مما يوجد في الصحف أو يسمعه في الإذاعات، أو يشاهد عن طريق الدشوش مثلاً، يغار على هذا ويرى أن الحكومة مقصرة في هذا الشيء، ثم يذهب يشيع مساوئ الحكومة يين الناس، ويوغر الصدور عليها، ويلزم من عمله هذا أن يكره الناس ولاة أمورهم.
والحقيقة؛ أن هذه جادة خاطئة جداً! ومخالفة للشرع! وخطيرة على المجتمع! وسبب للفتن! ولو أنه سعى في إصلاح المجتمع نفسه لكان خيراً له!
فمثلاً ما يبث في الإعلام من مقروء ومسموع ومنظور، يُحَذِّر الناسَ منه، يقول مثلاً: إحذروا هذه المجلات، احذروا مشاهدة الأشياء الضارة في الدين والدنيا، احذروا من كذا،احذروا من كذا، احذروا من الربا مثلاً، احذروا من الرشوة؛ لكان خيراً له.
والمجتمع إذا صلح فإن ولاة الأمور جزء من المجتمع لابد أن يصلحوا إما اختياراً وإما اضطراراً،
أما أن يصب جام غيرته على ولاة الأمور من أجل أن يوغر صدور الناس عليهم فيحصل بذلك الشر والفساد؛
فهذا لاشك أنه خلاف الصواب، وحيدة عن الجادة السليمة.
ولا يخفى عليكم جميعاً ما حصل من الفتن العظيمة في زمن علي بن أبي طالب بل في زمن عثمان رضي الله عنهم،
فما حصل من الشر والفساد واستحلال النفوس والأموال بسبب هذا!! لأن مستعظم النار من مستصغر الشرر،
فلذلك نحن نرى أن مثل هذا المسلك مسلك خاطئ ومحرم ولا يجوز.
إذا كان في الإنسان غيرة حقيقية؛ فليوجه الشعب إلى الخير.
والعجب أن بعض الناس تجده يصب جام غيرته على ولاة أموره وهو يجد في شعبه من أشرك بالله عز وجل ولا يتكلم!! والشرك أعظم مما حصل من المعاصي من ولاة الأمور. أو يذهب يحاول أن ينزل الآيات على ما يهواه هو من المعاني، فيقول مثلاً: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} ثم يقول كل نظام أو كل قانون يخالف الشرع فهو كافر، وهذا أيضاً من الخطأ. وإذا فرضنا على التقدير البعيد أن ولي الأمر كافر، فهل يعني ذلك أن نوغر الناس عليه حتى. التمرد والفوضى والقتال؟. لا شك أنه من الخطأ. المصلحة التي تحصل غير مرجوة في هذا الطريق! المصلحة التي يريدها هذا لا يمكن أن تحصل بهذا الطريق! بل يحصل بذلك مفاسد عظيمة؛ لأنه مثلاً إذا قامت طائفة من الناس على ولي الأمر في البلاد؛ وعند ولي الأمر من القوة والسلطة ما ليس عند أحد، ما لذي يكون؟!! هل تغلب هذه الفئة القليلة؟. لا تغلب. بل بالعكس يحدث الشر والفوضى والفساد ولا تستقيم الأمور.
والإنسان يجب أن ينظر أولاً بعين الشرع، وأيضاً لا ينظر للشرع بعينٍ عوراء؛ ينظر إلى النصوص من جهة دون الجهة الأخرى، بل يجب أن يجمع بين النصوص).
من كتاب نظرات تأصيلية/ ص: (469)
| |
|