الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: _شرح حديث اسماء الله الحسنى أسماء الله الحسنى-1-- الأحد أبريل 14, 2013 7:58 pm | |
| تابع:أسماء الله الحسنى-1--
_شرح حديث اسماء الله الحسنى _________________________
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة ، هو الله الذي لا إله إلا هو ، الرحمن الرحيم ، الملك ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، الخالق ، البارئ ، المصور ، الغفار ، القهار ، الوهاب ، الرزاق ، الفتاح ، العليم ، القابض ، الباسط ، الخافض ، الرافع ، المعز ، المذل ، السميع ، البصير ، الحكم ، العدل ، اللطيف ، الخبير ، الحليم ، العظيم ، الغفور ، الشكور ، العلي ، الكبير ، الحفيظ ، المميت ، الحسيب ، الجليل ، الكريم ، الرقيب ، المجيب ، الواسع ، الحكيم ، الودود ، المجيد ، الباعث ، الشهيد ، الحق ، الوكيل ، القوي ، المتين ، الولي ، الحميد ، المحصي ، المبدئ ، المعيد ، المحيي ، المميت ، الحي ، القيوم ، الواجد ، الماجد ، الواحد ، الصمد ، القادر ، المقتدر ، المقدم ، المؤخر ، الأول ، الآخر ، الظاهر ، الباطن ، الوالي ، المتعالي ، البر ، التواب ، المنتقم ، العفو ، الرءوف ، مالك الملك ، ذو الجلال والإكرام ، المقسط ، الجامع ، الغني ، المغني ، المانع ، الضار ، النافع ، النور ، الهادي ، البديع ، الباقي ، الوارث ، الرشيد ، الصبور . رواه الترمذي والبيهقي في " الدعوات الكبرى " وقال الترمذي : هذا حديث غريب .
2288 - ( وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما ) : قال الطيبي : في هذا الحديث دليل على أن أشهر أسمائه تعالى هو : ( الله ) ، لإضافة هذه الأسماء إليه ، وقد روي أن الله هو الاسم الأعظم ، وقال المالكي النحوي : الله اسم علم ليس بصفة ، وقيل : في كل شيء من أسمائه تعالى سواه اسم من أسماء الله تعالى أي إليه ينسب كل اسم له ويقال الكريم من أسماء الله ولا يقال من أسماء الكريم الله . ( من أحصاها ) : أي حفظها كما فسر به الأكثرون ، كما ورد في بعض الروايات الصحيحة . فإن الحفظ يحصل بالإحصاء وتكرار مجموعها فالإحصاء كناية عن الحفظ ، أو ضبطها حصرا وتعدادا ، وعلما ، وإيمانا ، أو أطاقها بالقيام بما هو حقها والعمل بمقتضاها ، وذلك بأن يعتبر معانيها ، فيطالب نفسه بما تتضمنه من صفات الربوبية ، وأحكام العبودية فيتخلق بها ، قال ابن الملك : مثل أن يعلم أنه سميع بصير ، فكف لسانه وسمعه عما لا يجوز ، وكذا في باقي الأسماء اهـ .
وأما التخلق بأسمائه الحسنى ، فبسطه الغزالي في المقصد الأسنى ، وقيل : كل اسم للتخلق إلا اسم الله فإنه للتعلق ( دخل الجنة ) : قال الطيبي رحمه الله : ويدل الحديث على أن من أحصاها دخل الجنة ، ولا يتنافى أن من زاد فيها زاد مرتبة في الجنة ، إذ قد ورد في رواية ابن ماجه أسماء ليست في هذه الرواية ، كالتام ، والقديم ، والوتر ، والشديد ، والكافي والأبد ، إلى غير ذلك ، وأيضا ورد في الكتاب : المجيد ، الرب ، الأكرم ، الأعلى ، أحكم الحاكمين ، أرحم الراحمين ، أحسن الخالقين ، ذو الطول ، ذو القوة ، ذو المعارج ، ذو العرش ، رفيع الدرجات إلى غير ذلك اهـ . ومنها : رب العالمين ، ومالك يوم الدين .
قال الطيبي رحمه الله : وذكر الجزاء بلفظ الماضي تحقيقا ( هو الله الذي لا إله إلا هو ) : الاسم المعدود في هذه الجملة من أسمائه هو الله لا غيره من هو وإله ، والجملة تفيد الحصر والتحقيق لإلهيته ونفي ما عداه عنها . قال الطيبي : الجملة مستأنفة إما بيان لكمية تلك الأعداد أنها ما هي في قولة : إن لله تسعة وتسعين اسما ، وذكر الضمير نظرا إلى الخبر ، وإما بيان لكيفية الإحصاء في قوله : من أحصاها دخل الجنة ، فإنه كيف يحصى فالضمير راجع إلى المسمى الدال عليه ، وقوله : " لله " كأنه لما قيل : ولله الأسماء الحسنى سئل : وما تلك الأسماء ؟ فأجيب : هو الله ، أما [ ص: 1563 ] لما قيل : من أحصاها دخل الجنة سئل : كيف أحصاها ؟ فأجاب : قل هو الله ، فعلى هذا الضمير ضمير الشأن مبتدأ ، أو الله مبتدأ ثان ، وقوله : الذي لا إله إلا هو خبره ، والجملة خبر الأول ، والموصول مع الصلة صفة الله ، ولهذه الكلمة مراتب الأولى : أن يتكلم بها المنافق مجردا عن التصديق ، وذلك ينفعه في الدنيا بحقن دمه وحرز ماله وأهله ، الثانية : أن ينضم إليها عقد قلب بمحض التقليد ، وفي صحتها خلاف ، والصحيح أنه صحيح . الثالثة : أن يكون معها اعتقاد مستفاد من الأمارات والأكثر على اعتبارها . الرابعة : أن يكون معها اعتقاد حازم من جهة قاطعة وهي مقبولة اتفاقا . والخامسة : أن يكون المتكلم مكاشفا بمعناها معاينا ببصيرته ، وهذه هي الرتبة العليا . قال ابن حجر : وما نقل عن الأشعري من عدم صحة إيمان العوام كذب عليه ، على أن أكثرهم غير مقلد في الحقيقة ، ولكنه عاجز عن ترتيب البرهان بذلك على قواعد المتكلمين ، وأولى من هذا من له اعتقاد نشأ من ظني ، ثم من نشأ اعتقاده عن قطعي واعترف به ، فلا خلاف في كمال إيمانه ونفعه له في الدنيا والآخرة ، وأما إذا كان بالقلب فقط ، فإن كان ذلك لتعذر اللسان بنحو خرس نفعت فيهما اتفاقا أيضا ، أو لا لعذر لم ينفعه في الآخرة على ما نقله النووي عن إجماع أهل السنة ، لكن ذهب الغزالي ، وتبعه جمع محققون إلى نفعها فيهما . قلت : لكن بشرط عدم طلب الإقرار منه ، إنه إن أبى بعد ذلك فكافر إجماعا لقضية أبي طالب .
قال أهل الإشارة : إذا كان مخلصا في مقالته كان داخلا في الجنة في حالته . قال تعالى : ولمن خاف مقام ربه جنتان قيل : جنة معجلة وهي حلاوة الطاعة ولذة المناجاة ، وجنة مؤجلة وهي قبول المثوبة وعلو الدرجة اهـ . قال القشيري : هو للإشارة وهو عند هذه الطائفة إخبار عن نهاية التحقيق ، فإذا قيل هو لا يسبق إلى قلوبهم غير الحق ، فيكتفون عن كل بيان يتلوه لاستهلاكهم في حقائق القرب ، واستيلاء ذكر الحق على أسرارهم ، وانمحائهم عن شهودهم ، فضلا عن إحساسهم بمن سواه . قيل : الله أصله لاها بالسريانية فعرب ، وقيل عربي وضع في أصله ، لأن ذاته من حيث هو بلا اعتبار أمر حقيقي أو غيره غير معقول للبشر ، فلا يمكنه وضع اللفظ ولا الإشارة إليه بإطلاق اللفظ عليه ، لكنه لما غلب عليه بحيث لا يستعمل في غيره ، وصار كالعلم أجري مجراه في إجراء الأوصاف عليه ، وامتناع الوصف به وعدم تطرق احتمال الشركة إليه ومعناه المستحق للعبادة ، ثم قيل : مشتق من أله كعبد وزنا ومعنى وتصرفا ، فالإله بمعنى المألوه ، وقيل : من لاه يليه ليها ولاها أي : احتجب وارتفع لأنه محجوب عن إدراك الأبصار مرتفع عما لا يليق به ، وقيل : من أله أي : تحير ووله وزنا ومعنى لتحير العقول في معرفة صفاته ، فضلا عن معرفة ذاته ، وقيل : من أله أي فزع إذ يفزع الناس منه وإليه وقيل : من ألهت إلى كذا أي : سكنت إليه ؛ لأن القلوب تطمئن بذكره ، والأرواح تسكن إلى معرفته . وهذا الاسم عند أكثر العلماء أعظم التسعة والتسعين ؛ لأنه دال على الذات الجامعة لصفات الإلهية كلها ، وقد قال القطب الرباني السيد الشيخ عبد القادر الجيلاني : الاسم الأعظم هو الله ، لكن بشرط أن تقول : ( الله ) وليس في قلبك سوى الله . قيل : هذا الاسم للعوام إجراؤه على اللسان والذكر به على موجود فائض الجود ، جامع للصفات الألوهية ، ومنعوت بنعوت الربوبية ، ولخواص الخواص أن يستغرق قلبهم بالله ، فلا يلتفت إلى أحد سواه ، ولا يرجو ويخاف فيما يأتي ويذر إلا إياه ؛ لأنه هو الحق الثابت وما سواه باطل ، ومن ثمة قال - صلى الله عليه وسلم - كما رواه البخاري : أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد :
ألا كل شيء ما خلا الله باطل .
ثم قيل : إن أريد بالإله الأعم كان التقدير ، لا إله معبود بحق إلا هو أو الأخص وهو المعبود بحق ، فالتقدير لا إله موجود إلا هو ، وعلى كل فمحمل هو الرفع ويجوز النصب .
قال القشيري : مفاد هذا النفي وما بعده غاية الإثبات ، ألا ترى أن : لا أخ لي سواك آكد من : أنت أخي ، فمفادها نفي ما استحال وجوده من أصله وهو الشريك ، وإثبات ما استحال عدمه وهو الذات العلي ، والمراد [ ص: 1564 ] إظهار اعتقاد ذلك النفي والإثبات المشترط لصحة الإيمان المطلوب لظهور المعرفة والإتقان . ( الرحمن الرحيم ) : قال الطيبي : هما اسمان بنيا للمبالغة من الرحمة ، وهي لغة رقة القلب ، وانعطاف ورأفة تقتضي التفضيل والإحسان على من رق له ، وأسماء الله تعالى وصفاته إنما توجد باعتبار الغايات التي هي أفعال دون المبادئ التي تكون انفعالات ، وحظ العارف منهما أن يتوجه بكليته إلى جناب قدسه ، ويتوكل عليه ، ويلتجئ فيما يعن له إليه ويشغل سره بذكره ، والاستمداد به عن غيره لما فهم منهما أنه المنعم الحقيقي والمولي للنعم كلها عاجلها وآجلها ، ويرحم عباد الله فيعاون المظلوم ويصرف الظالم عن ظلمه بالطريق الأحسن ، وينبه الغافل وينظر إلى العاصي بعين الرحمة دون الازدراء ويجتهد في إزالة المنكر وإزاحته على أحسن ما يستطيعه ، ويسعى في سد خلة المحتاجين بقدر وسعه وطاقته ، فرحمة الله على العباد . إما إرادة الإنعام عليهم ودفع الضر عنهم فيكون الاسمان من صفات الذات ، أو نفس الإنعام والدفع ، فيعودان إلى صفات الأفعال ، والفرق أن صفة الذات عدمها يوجب نقصا ، ولا كذلك صفة الأفعال . والرحمن : أبلغ من الرحيم لأن زيادة المبنى تدل على مزيد المعنى ، وذلك تارة توجد باعتبار الكمية ، وأخرى باعتبار الكيفية ، وعلى الأول قيل : يا رحمن الدنيا ، لأنه يعم المؤمن والكافر ، ورحيم الآخرة لأنه يخص المؤمن ، وعلى الثاني قيل : يا رحمن الدنيا والآخرة ، ورحيم الآخرة ، لأن النعم الأخروية بأسرها تامة ، والنعم الدنيوية تنقسم إلى جليل وحقير ، وقليل وكثير ، وتام وغير تام ، وكان معنى الرحمن هو المنعم الحقيقي تام الرحمة عميم الإحسان ، ولذلك لا يطلق على غيره تعالى ، ويقال له خاص اللفظ عام المعنى ، بخلاف الرحيم فإنه عام اللفظ خاص المعنى . ( الملك ) : أي : ذو الملك التام ، والمراد به القدرة على الإيجاد والاختراع من قولهم : فلان يملك الانتفاع بكذا إذا تمكن منه ، فيكون من أسماء الصفات كالقادر ، وقيل : المتصرف في الأشياء بالإيجاد والإفناء والإماته والإحياء ، فيكون من أسماء الأفعال كالخالق ، وقيل : وموقع الملك في الحديث كموقع ملك يوم الدين في التنزيل على أسلوب التكميل ؛ لأنه تعالى لما ذكر ما دل على النعم والألطاف أردفه بما يدل على الغلبة والقوة ، وأنه الملك الحقيقي ، وأنه لا مالك سواه ، فإن العبد محتاج في الوجود إليه تعالى ، والاحتياج مما ينافي الملك ، فلا يمكن أن يكون له ملك مطلق ، بل يضاف إليه مجازا . ثم لما وصفه بما قد يوصف به المخلوق ، وكان مظنة للتشبيه أتبعه بقوله : ( القدوس ) : وهلم جرا بتتابع سائر الأسماء في الثناء ، وهو من أبنية المبالغة أي : الطاهر المنزه في نفسه عن سمات النقصان ، ثم وظيفة العارف من اسم الملك أن يعلم أنه هو المستغني على الإطلاق عن كل شيء ، وما عداه مفتقر إليه وجوده وبقاؤه ومسخر لحكمه وقضائه ، فيستغني عن الناس رأسا ويستبد بالتصرف في مملكته الخاصة التي هي قلبه وقالبه ، والتسلط على جنوده ورعاياه من القوى والجوارح واستعمالها فيما فيه خير الدارين ، وفي معناه قيل : من ملك نفسه فهو حر والعبد من يملكه هواه .
وقال القشيري : من عرف أنه تعالى هو القدوس تسمو همته إلى أن يطهره الحق من عيوبه وآفاته ، ويقدسه عن دنس آثامه في جميع حالاته ، فيحتال في تصفية وقته عن الكدورات ، ويرجع إلى الله بحسن استعانته في جميع الأوقات ، فإن من طهر الله لسانه عن الغيبة طهر الله قلبه عن الغيبة ، ومن طهر الله سره عن الحجبة من القربة [ ص: 1565 ] القريبة . حكي عن إبراهيم بن أدهم أنه مر بسكران مطروح على قارعة الطريق ، وقد تقيأ فنظر إليه وقال : بأي لسان أصابته هذه الآفة ، وقد ذكر الله وغسل فمه ؟ فلما أن أفاق السكران أخبر بما فعله فخجل وتاب ، فرأى إبراهيم في المنام كأن قائلا يقول له :
غسلت لأجلنا فمه غسلنا لأجلك قلبه
| |
|