الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: حدثتني عائشة أم المؤمنين قالت : إنا كنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده جميعا لم تغادر منا واحدة ، فأقبلت فاطمة عليها السلام تمشي الأربعاء أبريل 10, 2013 6:17 pm | |
| حدثتني عائشة أم المؤمنين قالت :
إنا كنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده جميعا لم تغادر منا واحدة ، فأقبلت فاطمة عليها السلام تمشي ، و لا والله ما تخفى مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رآها رحب بها ، قال : " مرحبا بابنتي " . ثم أجلسها عن يمينه ، أو عن شماله ، ثم سارها ، فبكت بكاء شديدا ، فلما رأى حزنها سارها الثانية ، فإذا هي تضحك ، فقلت لها - أنا من بين نسائه - : خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسر من بيننا ثم أنت تبكين ! فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها : عما سارك ؟ قالت : ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره . فلما توفي قلت لها : عزمت عليك - بما لي عليك من الحق - لما أخبرتني . قالت : أما الآن فنعم ، فأخبرتني ، قالت : أما حين سارني في الأمر الأول ، فإنه أخبرني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة ، و إنه قد عارضني به العام مرتين ، و لا أرى الأجل إلا قد اقترب ، فاتقي الله و اصبري ، فإني نعم السلف أنا لك . قلت : فبكيت بكائي الذي رأيت ، فلما رأى جزعي سارني الثانية قال : ( فذكر الحديث ) [ فضحكت ضحكي الذي رأيت ] .
و السياق للبخاري ، و الزيادة لمسلم ، و لمن دونه نحوه . و زاد مسلم في رواية بعد قولها : " فإذا هي تضحك " : " فقلت : ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن " . و هو رواية للبخاري ( 3623 ) و في " الأدب المفرد " ( 1030 ) بعضه . ثم أخرجه هو ، و مسلم ، و ابن حبان ( 6915 ) و النسائي و غيرهم من طرق أخرى مختصرا ليس فيها ذكر للكلمتين و لا لفضل فاطمة ، إلا في رواية للنسائي ، و ابن حبان ( 6913 ) من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عنها مختصرا و في آخره : " فأخبرني أني أول أهله لحوقا به ، و أني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران ، فضحكت " . و إسناده حسن ، و لهذه الزيادة شاهد من حديث أبي سعيد الخدري تقدم تخريجه برقم ( 796 ) . و لكلمة " السلف " من قوله صلى الله عليه وسلم شاهد من رواية ابن إسحاق عن عبد الله بن رافع عن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا المنبر يقول : " إني لكم سلف على الكوثر " . و رجاله ثقات ، إلا أن ابن إسحاق مدلس و قد عنعنه ، و مع هذا فقد خالفه القاسم ابن عباس الهاشمي عن عبدالله بن رافع به ، فقال : " فرط " مكان " سلف " . أخرجه مسلم ( 7 / 67 ) و للحديث عنده تتمة . أخرجه هو و غيره من حديث أبي هريرة بتمامه و بأتم منه فيه السلام على قبور المؤمنين ، و هو مخرج في " الإرواء " ( 776 ) و " أحكام الجنائز " ( 190 ) . ثم رأيت حديث ابن إسحاق في " معجم الطبراني الكبير " ( 23 / 413 / 996 ) بلفظ : " إني سابقكم على الكوثر ، فبينما أنا عليه .. " الحديث . أخرجه من طريق ابن أبي شيبة بهذا اللفظ ، فلا أدري إذا كان محفوظا هو و الذي قبله عن ابن أبي شيبة ، أو أحدهما خطأ عليه ، كما يبدو أن كلمة " السلف " في حديث ابن إسحاق - إن كانت هي المحفوظة في رواية ابن أبي شيبة - فليست محفوظة في رواية شيخ ابن إسحاق عبد الله بن رافع ، لمخالفة القاسم بن عباس إياه كما تقدم ، و قد أخرجها الطبراني أيضا ( رقم 661 ) . و إن مما يؤيد هذه المخالفة ، و يؤكد شذوذ لفظ ابن إسحاق أن الحديث جاء عن جمع من الصحابة بلفظ : " أنا فرطكم على الحوض " . و قد أخرج ابن أبي عاصم في " السنة " روايات الكثيرين منهم بأسانيد كثيرة خرجتها في " ظلال الجنة " ( 2 / 242 - 246 ) .
| |
|