الداعية جنة الفردوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركته
أهلاً ومرحاً أيها الزائر العزيز في منتدى الداعية جنة الفردوس الإيسلامي
نرجو منك أن تشرفنا بنضمامك معنا في المنتدى
اذا كنت منضم معنا فرجاءً سجل الدخول
تحيات الداعية جنة الفردوس
الداعية جنة الفردوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركته
أهلاً ومرحاً أيها الزائر العزيز في منتدى الداعية جنة الفردوس الإيسلامي
نرجو منك أن تشرفنا بنضمامك معنا في المنتدى
اذا كنت منضم معنا فرجاءً سجل الدخول
تحيات الداعية جنة الفردوس
الداعية جنة الفردوس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اسلامي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تـذكير البشـر بأخبـارالمهـدي المنتظـر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الداعية جنة الفردوس
Admin
Admin
الداعية جنة الفردوس


عدد المساهمات : 4517
جوهرة : 13406
تاريخ التسجيل : 03/01/2013

تـذكير البشـر بأخبـارالمهـدي المنتظـر Empty
مُساهمةموضوع: تـذكير البشـر بأخبـارالمهـدي المنتظـر   تـذكير البشـر بأخبـارالمهـدي المنتظـر I_icon_minitimeالإثنين مارس 25, 2013 12:34 pm

تـذكير البشـر بأخبـارالمهـدي المنتظـر

أولاً : اسمه

عن ابن مسعود قال : قال رسول الله:
( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجل من أهل بيتي
يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ) .
رواه أبو داود وعن ابن مسعود أيضاً قال :قال رسول الله
( لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ) .
رواه الترمذي
-------------------------
في هذا الحديث دلالة واضحة على أن اسم المهدي
يوافق اسم نبينا محمد ويوافق اسم أبيه أيضاً .
قال ابن كثير في نهاية الفتن والملاحم ( 1/55 ) :
” هو محمد بن عبد الله العلوي الفاطمي الحسني “ .

قال المبارك فوري في تحفة الأحوذي ( 6/402 ) : ” قوله( لا تذهب الدنيا )
أي لا تفنى ولا تنقضي ، وقوله ( يواطئ ) أي يوافق ويطابق ،
وقوله ( العرب ) قال القاري : ويمكن أن يقال : ذكر العرب لغلبتهم في زمنه ،
أولكونهم أشرف ، أو هو من باب الاكتفاء ومراده العرب والعجم “ .

ثانياً : نسبه :

عن أم سلمة قالت : قال رسول الله ( المهدي من عترتي من ولد فاطمة ) .
رواه أبو داود

قوله ( عترتي ) قال ابن الأثير في النهاية : ” عترة الرجل : أخص أقاربه “ .

وقال ابن كثير في النهاية في الفتن والملاحم :
” هو محمد بن عبد الله العلوي الفاطمي الحسني “ .
قال السفاريني في لوامع الأنهار :
” قال بعض حفاظ الأمة وأعيان الأئمة :إن كون المهدي من ذريته تواتر عنه ذلك
فلا يسوغ العدول عنه ولا الالتفات إلى غيره “ .

قال ابن القيم في ترك المنار المنيف ( 151 ) :
” وفي كونه من ولد الحسن سر لطيف ، وهو أن الحسن الخلافة لله فجعل الله من ولده
من يقوم بالخلافة الحق المتضمنة للعدل الذي يملأ الأرض ، وهذه سنة الله في عباده
أنه من ترك لأجله شيئاً أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه ، وهذا بخلاف الحسين
فإنه حرص عليها وقاتل فلم يظفر بها “ .

ثالثاً : حتمية خروجه :
عن علي رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملأها عدلاً ) .
رواه أبو داود
قال السفاريني في لوامع الأنهار البهية :
” وقد كثرت الروايات بخروجه حتى بلغت حد التواتر المعنوي ،
وشاع ذلك بين علماء السنة حتى عد من معتقداتهم “ .

وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي :
” اعلم أن المشهوربين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار أنه لا بد من آخر الزمان
من ظهور رجل منأهل البيت يؤيد الدين ويظهر العدل ويتبعه المسلمون “ .

رابعاً : لقبه :

سبق حديث : ( المهدي من عترتي ) .
الثابت منها : المهدي .
وهو من الهداية ، وسمي بذلك لأنه يهدي الناس هداية إرشاد إلى الحق .

خامساً : صفاته الخلقية .

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله
( المهدي مني أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ،
يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ) .
رواه ابو داود . قال ابن القيم : ” بإسناد جيد “
---------------------
قوله ( أجلى الجبهة ) هو انحسار الشعر عن الجبهة ،وهي مقدم الرأس .
قوله ( أقنى الأنف ) أي طول الأنف مع دقة أرنبته وحدب في الوسط .
( وأرنبة الأنف أعلاه الذي من جهة خارج الوجه ) .
غير ذلك من الأوصاف لايصح منها شيء .

سادساً : تهيئته للخلافة .

عن علي رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( المهدي منّا أهل البيت يصلحه الله في ليلة ) .رواه ابن ماجه
----------------------
قوله ( يصلحه الله في ليلة )
قال الشيخ حمود التويجري في اتحاف الجماعة ( 2/277 ) :
” يحتمل معنيين :
أحدهما : أن يكون المراد بذلك أن الله يصلحه للخلافة ، أي يهيئه لها .
والثاني : أن يكون متلبساً ببعض النقائص فيصلحه الله ويتوب عليه “ .

قال ابن كثير مؤيداً هذا القول :
” أي يتوب عليه ويوفقه ويفهمه ويرشده بعد أن لم يكن كذلك “ .

سابعاً : أشياء تكون قبل خروجه .

1- انتشار الظلم والجور في الأرض .
عن أبي مسعود الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لتملأن الأرض جوراً وظلماً ، فإذا ملئت الأرض جوراً وظلماً يبعث الله
رجلاً منّي فيملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً ) . رواه البزار

2- الاختلاف بين الناس والزلازل .

:عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( أبشركم بالمهدي يبعث على اختلاف من الناس والزلازل فيملأها قسطاً وعدلاً ).

3- اقتتال ثلاثة عند كنز كلهم ابن خليفة .
عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ، ثم لا يصير إلى واحد منهم
ثم تطلع الرايات السود قبل المشرق ) . رواه ابن ماجه . قال ابن كثير :
” إسناده قوي صحيح
-------------------------
قال ابن كثير في النهاية ( 55) :
” والظاهر أن المراد بالكنز في هذا السياق كنز الكعبة يقتل عنده ليأخذه ثلاثة
من أولاد الخلفاء حتى يكون آخر الزمان فيخرج المهدي “ .

قال الشيخ حمود التويجري في إتحاف الجماعة :
” وفي هذا نظر ، والأقرب أن يكون الكنز المذكور في حديث ثوبان رضي الله عنه
أنه الكنز الذي يحسر عنه الفرات وقد يكون غيره “ .

ثامناً : مكان خروجه .

حديث ثوبان السابق :
( ... ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق ، ثم يقاتلونكم قتالاً لم يقاتله قوم ،
فإذا رأيتموه فبايعونه ولو حبواً على الثلج فإنه خليفة الله المهدي ) .
--------------------------------
قال ابن كثير في النهاية ( 55 ) :
” فيخرج المهدي ويكون ظهوره من بلاد المشرق لا من سرداب سامراء
كما تزعمه جهلة الرافضة من أنه موجود الآن وهم ينتظرون خروجه في آخر الزمان ،
فإنه نوع من الهذيان وقسط كبير من الخذلان ، وهوس شديد من الشيطان ،
إذ لا دليل عليه ولا برهان من كتاب ولا من سنة ولا من معقول صحيح ولا استحسان ... “

إلى أن قال : ” وهذه الرايات السود ليست هي التي أقبل بها أبو مسلم الخراساني فاستهلب
بها دولة بني أمية في سنة (132) بل رايات سود أخر ، تأتي بصحبة المهدي
وهو محمد بن عبد الله العلوي الحسني ، ويؤيد بناس من أهل المشرق ينصرونه
ويقيمون سلطانه ويشدون أركانه وتكون راياتهم سود وهو زي عليه الوقار ،
لأن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء يقال لها : العقاب ،
وقد كانت عذاباً على الكفرة من نصارى الروم والعرب ... “ .

إلى أن قال : ” والمقصود أن المهدي الممدوح الموعود بوجوده في آخر الزمان
يكون أصل خروجه وظهوره من ناحية المشرق ويبايع عند البيت
كما دلّ على ذلك نص الحديث “ .

تاسعاً : نزول عيسى في عهده وصلاته خلف المهدي

:عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( كيف أنتم إذا نزل ابن مريم وإمامكم منكم ) .
رواه البخاري ومسلم

وعن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ،
قال : فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم : تعال صلّ لنا ، فيقول : لا ،
إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة ) . رواه مسلم
----------------------------
قال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله في عقيدة أهل السنة في المهدي ( 23-24 ) :
” فهذه الأحاديث التي وردت في الصحيحين تدل على أمرين :
أحدهما : أنه عند نزول عيسى بن مريم عليه السلام
يكون المتولي لإمرة المسلمين رجل منهم .

والثاني : أن حضور أميرهم للصلاة وصلاته بالمسلمين وطلبه من عيسى عليه السلام
عند نزوله أن يتقدم ليصلي لهم يدل على صلاح في هذا الأمير وهدى .

وهي وإن لم يكن فيها التصريح بلفظ المهدي إلا أنها تدل على صفات رجل صالح
يؤم المسلمين في ذلك الوقت .

وقد جاءت الأحاديث دالة على أن ذلك الرجل الصالح هو المهدي :
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي : تعال صلّ بنا فيقول : لا ،
إن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأمة ) .

رواه الحارث بن أبي سلمة ، قال ابن القيم : إسناده صحيح

عاشراً : كيفية خروجه على الناس

:عن أم سلمة – رضي الله عنها – قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هارباً إلى مكة ،
فيأتيهم ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ،
ويُبعث إليه بعث من الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة ،
فإذا رأى الناس ذلك أتاها أبدال الشام وعصائب العراق فيبايعونه ) .
رواه أبو داود
----------------------------
قال قال في عون المعبود ( 11/253 ) :
” عند موت خليفة : أي حكمية وهو الحكومة السلطانية بالغلبة التسليطية .
قوله ( فيخرج رجل من أهل المدينة ) : أي كراهية لأخذ منصب الإمارة ،
أو خوفاً من الفتنة الواقعة فيها .

قوله ( هارباً إلى مكة ) لأنها مأوى كل من إلتجأ إليها ومعبد كل من سكن فيها ،
قال الطيبي : وهو المهدي بدليل إيراد هذا الحديث أبو داود في باب المهدي .
قوله ( فيأتيه ناس من أهل مكة ) : أي بعد ظهور أمره ومعرفة نور قدره .
قوله ( فيخرجونه ) أي من بيته .
قوله ( وهو كاره ) إما بنية الإمارة ، وإما خشية الفتنة .
قوله ( بين الركن ) أي الحجر الأسود ( والمقام ) أي مقام إبراهيم .
قوله ( ويبعث إليه ) أي يرسل إلى حربه وقتاله ( بعث ) أي جيش .
قوله ( فإذا رأى الناس ذلك ) أي ما ذكر من خرق العادة ،
وما جعل للمهدي من العلامة .
قوله ( أتاه أبدال الشام ) قال في النهاية : ” هم الأولياء ، والعباد الواحد بدل ،
سموا بذلك لأنهم كلما مات منهم واحد بدل بآخر .</I>

وقد جاء خبر هذا الجيش الذي يخسف به في الصحيحين :
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم ،
قالت : قلت : يا رسول الله ،
كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم ؟
قال : يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم ) .
رواه البخاري ومسلم

قوله ( يغزو جيش ) الله أعلم ما هذا الجيش ؟
لكن ظاهر الأحاديث أنه الجيش الذي يبعث لقتال المهدي .
قوله ( ببيداء ) قال النووي : ” البيداء كل أرض ملساء لا شيء بها “ .
قال النووي في شرحه على مسلم ( 18/7 ) :
” وفي هذا الحديث من الفقه التباعد من أهل الظلم والتحذير من مجالستهم
ومجالسة البغاة ونحوهم من المبطلين لئلا يناله ما يعاقبون به ،
وفيه أن من كثر سواد قوم جرى عليه حكمهم في ظاهر عقوبات الدنيا “ .

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( المهدي مني أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، ... يملك سبع سنين ) .
رواه أبو داود
--------------------------
اختلف في مدة حكمه
فقيل : سبع سنوات . وقيل : ثمان سنوات . وقيل : تسع سنوات .
وأشهرها : أنه يملك سبع سنين ، ويجزم به المبارك فوري في تحفة الأحوذي ( 6/404 ) .




الثاني عشر : المهدي من المجددين


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) .
رواه أبو داود
--------------------------
قال في عون المعبود ( 11/260 ) :
” قوله ( على رأس كل مائة سنة ) إذا قلَّ العلم والسنة وكثر الجهل والبدعة .
قوله ( له ) أي لهذه الأمة .
قوله ( دينها ) أي يبين السنة من البدعة ، ويكثر العلم وينصر أهله ،
ويكسر أهل البدعة ويذلهم .
قوله ( أمر دينها ) قال المناوي في فيض القدير :
” أي ما اندرس من الأحكام الشرعية ،
وما ذهب من معالم السنن وخفي من العلوم الدينية الظاهرة والباطنة ،
فكان في المائة الأولى عمر بن عبد العزيز ،والثانية الشافعي ... “ .


قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة ( 4/42 ) :
” ... إن النبي صلى الله عليه وسلم بشر المسلمين برجل من أهل بيته ووصفه
بصفات بارزة ، أهمها أنه يحكم بالإسلام وينشر العدل بين الأنام ، فهو في الحقيقة من
المجددين الذين يبعثهم الله في رأس كل مائة سنة كما صح عنه صلى الله عليه وسلم “ .





الثالث عشر : مهدي الشيعة


قال ابن تيمية في منهاج السنة :
” ومن حماقاتهم – أي الشيعة – أيضاً أنهم يجعلون للمنتظر عدة مشاهد ينتظرونه فيها ،
كالسرداب الذي بسامراء الذي يزعمون أنه غائب فيه ، ومشاهد أخر ،
وقد يقيمون هناك دابة إما بغلة وإما فرساً وإما غير ذلك ليركبها إذا خرج ،
وفيهم من يقوم فيها أوقات دائماً لا يصلي خشية أن يخرج وهو في الصلاة
فيشتغل بها عن خروجه وخدمته ... “ .


وقال رحمه الله أيضاً : ” فإنهم يدعون أنه الغائب المنتظر محمد بن عبد الحسن
الذي دخل سرداب سامراء سنة (260) أو نحوها ولم يعد ، بل كان عمره سنة
وإما سنتين وإما ثلاثاً وإما خمساً أو نحو ذالك ،وله الآن على قولهم أكثر
من (400) سنة ولم ير له عين ولا أثر ، ولا سمع له حس ولا خبر “
.
وقال ابن القيم رحمه الله في المنار المنيف ( 152 ) :
” وأما الرافضة فلهم قول وهو أن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري المنتظر ،
الحاضر في الأمصار ، الغائب عن الأنظار ، دخل سرداب سامراء طفلاً صغيراً
من أكثر من ( 500 ) سنة ، فلم تره بعد ذلك عين ، ولا يُحس فيه بخبر ولا أثر .

ولقد أصبح هؤلاء عاراً على بني آدم ، وضحكة يسخر منها كل عاقل “ .
وقال ابن كثير في النهاية عنهم ( 55 ) :
” فإن هذا نوع من الهذيان ، وقسط كثير من الخذلان ، وهوس شديد من الشيطان “ .

-----------------------------------------------------------------------------

النزعات فـي المهدي
عن حفص بن غياث رحمه الله تعالى قلت لسفيان الثوري : يا أبا عبد الله إن الناس قد أكثروا في المهدي فما تقول فيه ؟ قال : ( إن مر على بابك فلا تكن منه في شيء ، حتى يجتمع الناس عليه ) ذكر ذلك أبو نعيم في الحلية 0

بسم الله الرحمن الرحيم
المهدي المنتظر محمد (بن عبد الله) من آل البيت ليس بنبي ولا يدعي النبوة ، تواترت فيه الأحاديث وأخبرت عنه بأنه خليفة راشد ، ولا يختلف أهل السنة أنه بشر من البشر ليس بنبي ولا معصوم ، يملأ الأرض قسطاً ، وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، مهمته الإصلاح والحكم بالعدل ، والقسط ، والقضاء على الظلم والجور ، وهدم القوانين الوضعية ، والتشريعات الجاهلية ، بمعاول الحق والحكمة ، ويكافح أهل الخرافات والدجالين الكذابين الذين ابتلوا بالهوس والجنون ، والذين استحكمت فيهم الأمراض النفسانية ، واستحوذ عليهم الشيطان فصدهم عن سواء السبيل 0
وإن في كل قرن وجيل تبتلى الأمة الإسلامية ، بمغرضين وضآلين عن الهدى المستقيم لا يعرفون العلم ولا يؤمنون بالمشورة ، لهم أغراض سيئة ، ومآرب قبيحة وأهداف عليلة تراكمت عليهم ظلمات الجهل ، وتجارت بهم الأهواء ، وأسرهم الضلال وتمكن من قلوبهم ، يحسنون الهدم ، ولا يفقهون الإصلاح ، يعظمون موافقيهم ، ويبدعون أو يكفرون مخالفيهم ، يظلمون العباد ، ويبغون في الأرض الفساد ، يستحلون الكذب لترويج ضلالهم ويسخرون من العلماء حين يكشفون حقائقهم 0
وإن من هؤلاء النابتة شرذمة مريضة خرجت في هذا العصر ، تسمي نفسها بالمهدوية نسبة إلى كبيرهم الذي أضلهم ، فجعل من نفسه المهدي المنتظر ، فجهل الحقائق وقفز على الواقع ، فلبس ودلّس ، فكان منه العجب ، فقد سرى فيه الغرور والإعجاب ولا عجب فهذا وذاك داء أهل الضلال !! 0
ويخطىء من يكذب بالصدق لكثرة الكذابين ، وينفي الحقائق لكثرة الملبسين فالحق أبلج والباطل لجلج ، وعلامات المهدي الثابتة في الأحاديث الصحيحة واضحة المعالم فحذار حذار ، من خرافات الرافضة في مهديهم ، وحذار حذار ، من ردّ الأحاديث الصحيحة ، والتكذيب بالحق ، والتنازع في الصدق ، فقد افتُعلت في هذا العصر نزعات متعددة ، وذهب أعداد من الناس في المهدي إلى مذاهب شتى
(1)- فقسم خرج عن الاعتدال الذي أمر الله به ورسوله ، وترك الاتزان والوسطية في هذه القضية الكبيرة ، والمسألة المهمة ، وارتكب شططاً في إنكار المهدوية ، وأنه خرافة لا حقيقة ، وكذب جملة من الأحاديث المتواترة ، والأخبار الصحيحة ، ورد الحجج الدامغة وزعم أن هذا من أساطير الأولين ، وأقوال المخرفين ، ويقول قائلهم (ودعوى المهدي في مبدئها ومنتهاها مبنية على الكذب الصريح ، والاعتقاد السيئ القبيح وهي في الأصل حديث خرافة ، يتلقفها واحد عن الآخر ، وقد صيغت لها الأحاديث المكذوبة سياسة للإرهاب والتخويف ، حيث غزا بها قوم على آخرين ، و إلا فمن المعلوم قطعاً أن الرسول الكريم ( عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) لذا فلن يفرض على أمته التصديق برجل من بني آدم ، مجهول في عالم الغيب ، ليس بملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا يأتي بدين جديد من ربه بما يجب الإيمان به ، ثم يترك أمته يتقاتلون على التصديق والتكذيب به إلى يوم القيامة ، إن هذا من المحال أن تأتي الشريعة به إذ هو جرثومة فتنة دائمة ، ومشكلة لم تحل والرسول جاء بمحاربة الفتن ... ) 0
ويقول آخر منهم ( وجرّت هذه العقيدة – يعني : عقيدة المهدي - على المسلمين شقاء طويلاً ، إذ قام فيهم كثيرون بهذه الدعوى ، وخرجوا على الحكام فسفكت بذلك دماء غزيرة ... ) 0
ولا يخفى على ذي علم وبصيرة أن هذا شطط في التعامل مع القضايا العلمية وجور في الحكم ، وخروج عن العدل الذي أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم وكم في هذا الكلام من شطحات ومخالفات أصولية علمية ، وكم فيه من البعد عن الوسطية ، وعدم الاتزان في الحوارات الهادئة الشرعية الهادفة للحقيقة والواقعية ، وكم في هذا الكلام من ترك الحق للباطل ، والهدى للضلال ، ولا ريب أن هذا خطأ في المنهج والفكر ، فلا يجوز ترك الحق للباطل ، وقد ادعى قوم النبوة ! فما نقول ؟ ونفت الجهمية ومن نحا نحوهم عن الله تعالى أسمائه وصفاته فهل نعطل الله تعالى عن ذلك ؟ حاشى وكلا! قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى ( لا نزيل عن الله صفة من صفاته بشناعة شنعت ) 0
(2)- وقسم من البشرية ، لم تصح الأحاديث لديهم ، ولم يفهموا ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث في هذا الباب ، وأدى إليهم اجتهادهم بعد البحث الشديد ، وتحري الحق إلى إنكاره وعدم الإيمان به ، فأولئك لهم أجر واحد بنص قوله صلى الله عليه وسلم ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر ) متفق على صحته من طريق يزيد بن عبد الله بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث ، عن بسر بن سعيد ، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص0
(3)- وقسم من الناس قبلوا كل ما هب ودب ، ولم يكن لديهم فرقان بين الشحم والورم ، فقبلوا الأخبار الموضوعة ، والحكايات المكذوبة ، والحجج الواهية وكانوا كحاطب ليل ، وصارت أسانيدهم عن هيان بن بيان وطبقته 0
وصنف من هؤلاء ، يعيشون على الرؤى والمنامات ، ويخلطون بين الحق والباطل والصدق والكذب ، ويأتون إلى الأحاديث الصحيحة في المهدي فيربطونها بالأحاديث الضعيفة ، ويخرجون بنتائج مضحكة ، وأراء شاذة ، وقد جزم أحدهم بتحديد وقت خروج المهدي بموت فلان أحد ملوك هذا العصر ، وهذا من الجهل والتعويل على الظن الذي هو أكذب الحديث 0
(4)- وقسم صاروا في حيرة مظلمة ، وتذبذب مَقيتْ ، وفوضوية عريضة ، فما بين مصدق ومكذب ، ومنكر ومثبت ، وقديماً قيل ( لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف ) ومع غياب العلماء والمصلحين تسود الفوضى ، ويكثر اللغط ، ويفتقد الانضباط والاعتدال ، ويقول كل من المهوسين ومن في قلوبهم مرض أنا لها أنا لها ، ويدلي كل بدلوه ، ويتصدر للخوض في هذه المسائل من ليس للكلام أهلاً ، وحين تختفي الأسود تظهر الثعالب 0

نبئت أن النار بعدك أوقدت

واستب بعدك يا كليب المجلس
وتحدثوا في أمر كل عظيمة

لو كنت حاضرهم بها لم ينبسُوا

(5)- وقسم عرفوا الحق فاتبعوه ، فآمنوا في المهدي وصدقوا به ، ويقولون بأنه من سلالة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه من أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة وأنه ليس بنبي ولا معصوم ولا يدعي النبوة ، وأنه بشر كآحاد البشرية إلا أن الله اصطفاه وفضله على كثير ممن خلق تفضيلاً ( وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) ( ذَلِكَفَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )وهؤلاء أئمة الحديث والمنتخبون من العلماء في كل عصر ، فلا يبالغون في الإثبات ، ويحددون خروجه بالرؤى والتكهنات ، ولا ينكرون الروايات الثابتة ، لقيام طوائف منحرفة ، وجماعات ضالة تدعي في مهديها الظلوم ، أنه الإمام المعصوم ، فالحق هدى بين ضلالتين ، ورحمة بين عذابين ، ووسط بين باطلين 0
قال التابعي المشهور محمد بن سيرين رحمه الله ( المهدي من هذه الأمة ، وهو الذي يؤم عيسى بن مريم ) ذكره عنه ابن أبي شيبة في المصنف عن أبي أسامة ، عن هشام عن ابن سيرين 0
وقال الإمام البربهاري في شرح السنة ( والإيمان بنـزول عيسى بن مريم عليه السلام ينـزل فيقتل الدجال ...... ويصلي خلف القائم من آل محمد صلى الله عليه وسلم) 0
وعقد الإمام ابن حبان في صحيحه عدة أبواب في ذكر المهدي 0
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في إغاثة اللهفان ( والمسلمون ينتظرون نـزول عيسى بن مريم من السماء ، لكسر الصليب ، وقتل الخنـزير ، وقتل أعدائه من اليهود ، وعُبَّادِه من النصارى ، وينتظرون خروج المهدي من أهل بيت النبوة ، يملأ الأرض عدلاً ، كما ملئت جوراً ) 0
وقال أيضاً في المنار المنيف - بعد أن ساق بعض أحاديث المهدي – ( وهذه بعض الأحاديث وإن كان في إسنادها بعض الضعف والغرابة ، فهي مما يقوي بعضها بعضاً ويشد بعضها ببعض ، فهذه أقوال أهل السنة ) 0
وقال السفاريني في عقيدته

وما أتى في النص من أشراط

فـكله حـق بلا شطاط
منها الإمام الـخاتم الفصيح

مـحمد المهدي والمسيح

وقال على شرحه لهذه الأبيات ( كثرت الأقوال في المهدي حتى قيل "لا مهدي إلا عيسى" والصواب الذي عليه أهل الحق أن المهدي غير عيسى ، وأنه يخرج قبل نزول عيسى عليه السلام ، وقد كثرت بخروجه الروايات ، حتى بلغت حد التواتر المعنوي وشاع ذلك بين علماء السنة ، حتى عدَّ من معتقداتهم ) 0
والذين ينادون بأنه لا مهدي إلا عيسى ، لا يملكون أدلة على هذا ، ولا يقدرون على تضعيف الروايات الثابتة في المهدي ، وحديث ( لا مهدي إلا عيسى ) لا يثبت بوجه من الوجوه ، وقد رواه ابن ماجه في سننه (1341) والحاكم في مستدركه (4/441) والخطيب في تاريخه (5/361) من طريق يونس بن عبد الأعلى المصري ، ثنا محمد بن إدريس الشافعي ، حدثني محمد بن خالد الجندي ، عن أبان بن صالح ، عن الحسن ، عن أنس رضي الله عنه 0
وقد حكم عليه بالنكارة ، النسائي ، والحاكم ، والبيهقي ، والذهبي ، والقرطبي والصغاني ، وأبو الفتح الأزدي ، وقال: وإنما يحفظ عن الحسن مرسلاً ، رواه جرير بن حازم عنه0
ويرى الذهبي أن يونس بن عبد الأعلى لم يسمع هذا الخبر من الشافعي 0
وذكر ابن الصلاح في أماليه أن أبان بن صالح لم يسمع من الحسن 0
وقال البيهقي رحمه الله ( والأحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصح البتة إسناداً ) 0
وقال صديق حسن خان ( وأحاديث المهدي بعضها صحيح ، وبعضها حسن وبعضها ضعيف ، وأمره مشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار ) 0
وقال الفاسي في ( المراصد )

وخبر المهدي أيضـاً وردا
ذا كثرة في نقله فاعـتضدا
ونصوص أهل التحقيق والعرفان في ذلك كثيرة جداً 0
قال ابن القيم في المنار المنيف ( وأما الرافضة الإمامية فلهم قول رابع وهو أن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري المنتظر ، من ولد الحسين بن علي لا من ولد الحسن الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار الذي يورث العصا ، ويختم الفضا دخل سرداب سامراء طفلاً صغيراً من أكثر من خمس مئة سنة ، فلم تره بعد ذلك عين ، ولم يحس فيه بخبر ولا أثر ، وهم ينتظرونه كل يوم يقفون بالخيل على باب السرداب ، ويصيحون به أن يخرج إليهم أخرج يا مولانا ، أخرج يا مولانا . ثم يرجعون بالخيبة والحرمان ، فهذا دأبهم ودأبه ولقد أحسن من قال

ما آن للسرداب أن يلد الذي

كلمتموه بجهلكم ما آنا
فعلى عقولكم العفاء فإنكم

ثلثتم العنقاء والـغيلانا

ولقد أصبح هؤلاء عاراً على بني آدم وضحكة يسخر منها كل عاقل ) 0
وأما الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في خروج مهدي أهل السنة ، فقد جاءت بأسانيد صحيحة ، وقال غير واحد من العلماء بتواترها ، وصنف الشوكاني رحمه الله رسالة سماها ( التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح ) وجاء في هذه الرسالة قوله ( والأحاديث المتواترة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثاً فيها الصحيح ، والحسن ، والضعيف المنجبر ، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة بل يصدق وصف التواتر على ما دونها على جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول)0
وقال الإمام أبو الحسن الآبري في كتاب مناقب الشافعي ( وقد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكر المهدي ، وأنه من أهل بيته ، وأنه يملك سبع سنين ، وأنه يملأ الأرض عدلاً ، وأن عيسى يخرج فيساعده على قتل الدجال وأنه يؤم هذه الأمة ، ويصلي عيسى خلفه ) وقد تناول جمع من العلماء هذا الكلام من الآبري كابراً عن كابر فنقله عنه ابن القيم في المنار المنيف ، والحافظ المزي في تهذيب الكمال ، وابن حجر في الفتح ، ولم يتعقبه أحد على هذا 0
وقال صديق حسن خان ( والأحاديث الواردة في المهدي – على اختلاف رواياتها – كثيرة جداً ، تبلغ حد التواتر ) والصواب من قولي العلماء أن التواتر ليس له حد محصور ، فقد يحصل بخبر الواحد ، حين يتلقاه الأئمة بالقبول 0
ومن الأحاديث في هذا الباب ، حديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني أو من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي - وجاء في بعض رواياته - يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ) وهذا الخبر رواه أبو داود في سننه (4282) والترمذي في جامعه (2231) وابن حبان في صحيحه (15/236) وغيرهم من طريق زائدة وأبي بكر بن عياش وعمر بن عبيد وفطر كما عند أبي داود ، وسفيان الثوري كما عند ابن حبان ، وسفيان بن عيينة في رواية عنه ، عند نعيم بن حماد في الفتن ، وشعبة كما عند الحاكم تعليقاً ، والأعمش كما عند ابن عدي ، وسليمان بن قرم ويحيى بن ثعلبة وحماد بن سلمة وقيس بن الربيع كما عند أبي عمر الداني والخطيب في تاريخه ، وعثمان ابن شبرمة ، وعمرو بن أبي قيس كما عند الطبراني ، ولفظ ابن شبرمة عند ابن حبان في صحيحه [يواطىء اسمه اسمي ، وخلقه خلقي] كلهم عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه 0
ولم يتفرد به عاصم عن زر ، فقد تابعه أبو إسحاق الشيباني ، جاء هذا في طبقات المحدثين بأصبهان 0
ورواه عن عاصم ، هشامُ بن معاذ كما عند الطبراني في الكبير ، وسفيانُ بن عيينة وسفيان الثوري كما عند الترمذي ، وعمر بن عبيد الطنافسي كما عند أحمد ، وأبو إسحاق الشيباني كما عند البزار في مسنده ، وحمزة الزيات كما عند ابن عدي ، وواسط بن الحارث وأبو الأحوص سلام بن سليم كما عند الطبراني ، ومحمد بن عياش بن عمرو العامري كما عند أبي عمرو الداني بلفظ ( يواطئ اسمه اسمي ) ولم يذكروا ( واسم أبيه اسم أبي ) 0
وجاء الخبر من طريق عبد الله بن عمر بن أبان ، عن يوسف بن حوشب الشيباني عن أبي يزيد الأعور ، عمرو بن مرة ، عن زر ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتي يوافق اسمه اسمي ) رواه الطبراني في الكبير وأبو نعيم في الحلية وابن عدي في الكامل 0
واختلف فيه على الأعمش وشعبة وسفيان الثوري فمرة يذكرونها ومرة يتركونها0
وقد صححه الترمذي وابن حبان وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم وغيرهم من أهل الحديث 0
وجاء في سنن أبي داود (4285) من طريق عمران القطان ، عن قتادة ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المهدي مني أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما ملئت جوراً وظلماً يملك سبع سنين ) 0
قال ابن القيم في المنار المنيف ، إسناده جيد 0
وفيه عمران القطان صدوق يهم قاله البخاري ، وقال الدارقطني كثير المخالفة والوهم ، وقال النسائي ضعيف ، وذهب جماعة إلى أنه صالح الحديث ، وذكره ابن حبان في ثقاته 0
وقد جاء شاهد له رواه الإمام أحمد في مسنده (3/36) قال حدثنا محمد بن جعفر ثنا عوف ، عن أبي الصديق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى تمتلأ الأرض ظلماً وعدواناً ، قال : ثم يخرج رجل من عترتي - أو من أهل بيتي - يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وعدواناً ) قال أبو نعيم الأصبهاني في الحلية على هذا الحديث ( مشهور من حديث أبي الصديق عن أبي سعيد) 0
وجاء في صحيح مسلم (2913) من طريق إسماعيل بن إبراهيم ، عن الجريري عن أبي نضرة قال : كنا عند جابر بن عبد الله فقال : يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم ، قلنا : من أين ذاك ؟ قال : من قبل العجم ، يمنعون ذاك ، ثم قال يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدى ، قلنا : من أين ذاك ؟ قال : من قبل الروم ، ثم سكت هنية ، ثم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثياً لا يعده عدداً )
قال : قلت لأبي نضرة وأبي العلاء : أتريان أنه عمر بن عبد العزيز : فقالا : لا 0
وقد حمل الهيثمي ، والسيوطي ، هذا الحديث على المهدي 0
وقد جاء في بعض الأحاديث أنه من ولد الحسن بن علي رضي الله عنهما ، قال أبو داود في سننه (4290) حدثت عن هارون بن المغيرة قال ثنا عمرو بن أبي قيس ، عن شعيب بن خالد ، عن أبي إسحاق قال : قال علي رضي الله عنه ونظر إلى ابنة الحسن فقال : ( إن ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم ، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه في الخُلُقِ ولا يشبهه في الخَلْقِ . ثم ذكر قصة : يملأ الأرض عدلاً) 0
وهذا الإسناد فيه ضعف ، لم يسمع أبو إسحاق من علي ، وفيه علل أخرى 0
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في المنار المنيف ( وأكثر الأحاديث على هذا تدل وفي كونه من ولد الحسن سر لطيف ، وهو أن الحسن رضي الله تعالى عنه ، ترك الخلافة لله فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة الحق ، المتضمن للعدل الذي يملأ الأرض ، وهذه سنة الله في عباده ، أنه من ترك لأجله شيئاً أعطاه الله ، أو أعطى ذريته أفضل منه ، وهذا بخلاف الحسين رضي الله عنه فإنه حرص عليها وقاتل عليها فلم يظفر بها ، والله أعلم 0
وقد قال بعض المفسرين على قول الله تعالى ( لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) أن الخزي في الدنيا هو خروج المهدي 0
قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره حدثنا موسى ، قال ثنا عمرو ، قال ثنا أسباط ، عن السدي ، قوله ( لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ) أما خزيهم في الدنيا فإنه إذا قام المهدي وفتحت القسطنطينية ، قتلهم ، فذلك الخزي ، وأما العذاب العظيم فإنه عذاب جهنم ، الذي لا يخفف عن أهله ، ولا يقضى عليهم فيها فيموتوا ) 0
وحكى الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى عن السدي وعكرمة ووائل بن داود أنهم فسروا الخزي في الدنيا بـخروج المهدي ................ وصحح رحمه الله أن الخزي في الدنيا أعم من ذلك كله 0
وهذا مجرد اجتهادٍ من هؤلاء المفسرين عليهم رحمة الله تعالى ، وقد جاءَت الإشارة إليه استئناساً وشاهداً ، لا احتجاجاً واستدلالاً 0
وهذه طريقة كثير من الأئمة يوردون مثل هذا عقيب سرد الأدلة الصحيحة والأصول الثابتة ، فلا مناص عن التصديق بخروج المهدي ، وأنه من آل البيت ، وأنه حاكم عادل ، فينشر العدل ويرفع الظلم ، ويعطي كل ذي حق حقه ، وفقاً لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنه لو خرج لو جب على المسلمين ، مبايعته وطاعته ومناصرته 0
وليس معنى ذلك أن يُتبع كل من يدعي المهدوية ويتزعمها ، ويقول أنا لها ، وأنا الحائز على شرفها ، فالدجالون كثر ، والمخرفون أكثر ، ومن في قلوبهم مرض زاد شرهم وطغى ، وفي كل يوم نسمع بمهوس يدعي المهدوية ويقول أنا المهدي المبشر به ، وقد أوحت إليه الشياطين بهذا ، فغرته وأردته الهاوية ، والله تعالى يقول ( وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ) وقال تعالى ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ . وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ . حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ) ولذلك صار هؤلاء فريسة رهطهم من الشياطين ، وضُحكة المجتمع ، وطُرفة الزمن ، والبعض من هؤلاء يتورط فيها بسبب أحلام يظنها يقضه ، وخيال يحسبه حقيقة ( وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ) وقدجروا بهذا الفعل القبيح ، والعمل الفظيع على الأمة الإسلامية محناً ، وأثمرت دعاويهم فتناً وحَكّمُوا عقولهم الفاسدة وآرائهم الكاسدة على الشريعة بدلاً من أن يحكموها (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ) 0
ولو أن هؤلاء كان لهم بصر نافذ ، واطلاع على التاريخ ، لكفوا عن ذلك ولأحسنوا الخروج من التورط في هذه الضلالات والموبقات ( والعاقل ينظر قبل أن يمشي والأحمق يمشي قبل أن ينظر ) ولو قلبوا صفحات التاريخ لنكلوا عن ذلك ، ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ، ولكن أنى لهم بتلك العبر ( وَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً ) 0
ولله در الإمام أبي عبد الله سفيان الثوري رحمه الله تعالى ، ذي البصر النافذ والعقل الراجح ، حيث لزم التأني وعدم التعجل والفوضوية في هذا الأمر الكبير ، فعن حفص بن غياث رحمه الله تعالى قال : قلت لسفيان الثوري : يا أبا عبد الله ، إن الناس قد أكثروا في المهدي فما تقول فيه ؟ قال : ( إن مر على بابك ، فلا تكن منه في شيء ، حتى يجتمع الناس عليه ) ذكر ذلك أبو نعيم في الحلية (7/31) 0
وهكذا يكون العلماء الراسخون ، والدعاة الربانيون ، لا تطوف عليهم هذه الخزعبلات والترهات ، فينظرون بنور الشريعة ، حسب ما يدلهم عليه كتاب ربهم ، وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ، عن طريق الأدلة الصحيحة الصريحة عنه صلى الله عليه وسلم0
وثمت طائفة من الناس يولد عنده هذا الحديث ، وهذه البشائر والمفرحات ، انهزاماً روحياً ، وإحباطاً في الإنتاج ، وخللاً في العمل من نشر العلم ، وتبليغ الدين ، ومواجهة الانحرافات في الأمة ، ويعكس هذا عنده أموراً سلبية ، فيتكل على تلك ، وينكل عن العمل الجاد المثمر ، ويكون عنده من الأماني التي هي رأس مال المفاليس ما لا يخطر على بال ، ولا يدور في خيال ، ولا ريب أن هذا من مصائد الشيطان ومكائده ، وإن هذا الظن الكاذب ، والجهل المركب ، يجر الأمة إلى كوارث مدلهمة ، وأزمات متتالية 0
وإن الإنسان الجاد في فكاك نفسه ، الحاذق في فهمه ، الحريص على ما ينفعه صاحب الهمة العالية ، هو الذي يتخذ من تلك المحفزات والمبشرات ، أعظم الإيجابيات ، وأكبر المحفِّزات في مواصلة العمل الجاد لتبليغ دين الله تعالى ، وتوعية البشرية وتبصيرهم بأمور دينهم الذي به قوامهم وعزهم ، والسعي الحثيث والعمل المتواصل لتوطيد شرع الله في أرضه ، والنأي بهم عن مراتع الذل والهوان ، والركون إلى أعداء الله تعالى ، وموالاة الذين كفروا 0
ذلك أن الحديث عن المهدي ونحوه من المبشرات من أعظم ما يحفز على الاجتهاد والركوب في سفينة النجاة ، وميل القلب والقالب إلى التعلق بالله تعالى ، والاستعداد إلى لقاء الله تعالى بالأعمال الصالحات ، والعمل على نشر الدين الخالص ، والعقيدة الصافية وتمكين الثوابت الشرعية ، والأصول العقدية ، في جذر القلوب ، ودليل ذلك قوله صلى الله صلى الله عليه وسلم ( بادوا بالأعمال ستّاً الدجال ، والدخان ودابة الأرض ، وطلوع الشمس من مغربها ، وأمر العامة وخويصة أحدكم ) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (2947) من طريق قتادة ، عن الحسن ، عن زياد بن رياح ، عن أبي هريرة 0
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليفعل ) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (3/191) والبخاري في الأدب المفرد (146) وأبو داود الطيالسي في مسنده (3/545) وعبد بن حميد في المنتخب من مسنده (1214) والضياء في المختارة (7/264) كلهم من طريق حماد بن سلمة ، عن هشام بن زيد ، عن أنس .. به 0
وقد روي من وجه آخر ، رواه ابن الأعرابي في معجمه (1/116) من طريق عبد الحميد بن صالح ، نا وكيع ، عن شعبة ، عن هشام بن زيد ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم ( إن قامت على أحدكم الساعة ، وفي يده فسيلة فليغرسها ) ويشبه أن يكون هذا الطريق غير محفوظ ، فقد رواه الإمام أحمد في مسنده (3/184) عن وكيع ، عن حماد بن سلمة ، عن هشام بن زيد ، عن أنس به ، وهذا هو المحفوظ 0
وروي من وجه آخر عن شعبة ، رواه ابن عدي في الكامل (5/38) من طريق عمر بن حبيب القاضي ، عن شعبة ، عن هشام بن زيد ، عن أنس به 0
وقد أنكر هذا الطريق ابن عدي ، فقال عقبه : وهذا من حديث شعبة ، عن حماد ابن زيد ، لا يرويه غير عمر بن حبيب ، وهذا الحديث معروف بحماد بن سلمة ، عن هشام بن زيد 0
وعمر بن حبيب : قال عنه البخاري يتكلمون فيه ، وقال عنه ابن معين والنسائي ضعيف 0
وقد أدرك ذلك علماء الإسلام ، ووعاه أصحاب الإرث النبوي ، أسوة بنبيهم صلى الله عليه وسلم ، قال داود ابن أبي داود المدني : قال لي عبد الله بن سلام ( إن سمعت بالدجال قد خرج وأنت على ودية تغرسها فلا تعجل أن تصلحها فإن للناس بعد ذلك عيشاً ) رواه البخاري في الأدب المفرد (169) من طريق سليمان بن بلال ، قال : أخبرني يحيى بن سعيد ، قال : أخبرني محمد ابن يحيى بن حبان ، عن داود بـه 0
وقال العلائي مقصود هذه الأخبار ، الحث على البداءة بالأعمال قبل حلول الآجال ، واغتنام الأوقات قبل هجوم الآفات ، وقد كان صلى الله عليه وسلم من المحافظة على ذلك بالمحل الأسمى ، والحظ الأوفى ، قام في رضى الله حتى تورمت قدماه 0
قال القاضي – على حديث (بادروا بالأعمال) - أمرهم أن يبادروا بالأعمال قبل نزول هذه الآيات ، فإنها إذا نزلت أدهشت وأشغلت عن الأعمال أو سد عليهم باب التوبة وقبول العمل 0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eldaaia-gantelfrdous.yoo7.com
 
تـذكير البشـر بأخبـارالمهـدي المنتظـر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الداعية جنة الفردوس :: الحديث الشريف :: الاحاديث الصحيحة-
انتقل الى: