شرح مصطلح الحديث
==============
الحديث الصحيح لغيره
============
هو الحسن لذاته ،
إذا روي من طريق آخر مثله ، أو أقوى منه .
وسمّي صحيحا لغيره ؛ لأن الصحة لم تأت من ذات السند ، وإنما جاءت من انضمام غيره إليه .
وهو أعلى مرتبة من الحسن لذاته ، ودون الصحيح لذاته .
مثال الحديث الصحيح [لغيره] :
=================
ما رواه الإمام الترمذي في الطهارة قال :
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ . هذا حديث فيه محمد بن عمرو بن علقمة وحديثه حسن إن شاء الله تعالى . لكن رواه غيرُه عن أبي هريرة ، فارتقى حديثه هذا إلى درجة الصحيح لغيره .
============
الحديث الحسن لغيره
=============
هو الضعيف إذا تعددت طرقه ، ولم يكن سبب ضعفه فسق الراوي ، أو كذبه .
ويستفاد من هذا التعريف ؛
أن الضعيف يرتقي إلى درجة الحسن لغيره بأمرين ،هما :
أ- أن يروى من طريق آخر فأكثر ، على أن يكون الطريق الآخر مثله ، أو أقوى منه .
ب- أن يكون سبب ضعف الحديث إما سوء حفظ راويه ، أو انقطاع في سنده ، أو جهالة في رجاله .
حكمه :
====
هو من المقبول الذي يحتج به . ويعمل به أيضا عند جماهير العلماء من المحدثين والأصوليين وغيرِهم ؛ لأنه وإن كان في الأصل ضعيفا لكنه قد انجبر بوروده من طريق آخر ، مع سلامته من أن يعارضه شيء ، فزال بذلك ما نخشاه من سوء حفظ الراوي ، أو غفلته ، وتحصّل بالمجموع قوة تدل على أنه ضبط الحديث ، وحَسُنَ الظنُّ براويه أنه حفظه وأداه كما سمعه ، لذلك سمّي الحديث حسنا .
مرتبته :
الحسن لغيره أدنى مرتبة من الحسن لذاته .
ويبنى على ذلك : أنه لو تعارض الحسن لذاته مع الحسن لغيره ؛ قدم الحسن لذاته .
مثال الحديث الحسن [لغيره] :
================
ما رواه الإمام الترمذي في النكاح رقم (1113)وحسّنَهُ ، قال :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالُوا :
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، قَال سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ أَبِيهِ : أَنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِي فَزَارَةَ تَزَوَّجَتْ عَلَى نَعْلَيْنِ .
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" أَرَضِيتِ مِنْ نَفْسِكِ وَمَالِكِ بِنَعْلَيْنِ ؟" قَالَتْ : نَعَمْ . قَالَ : فَأَجَازَهُ .
وأخرجه ابن ماجه في سننه : في النكاح، قال :
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، قَالا :
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ أَبِيهِ : أَنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي فَزَارَةَ تَزَوَّجَ عَلَى نَعْلَيْنِ ، فَأَجَازَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِكَاحَهُ .
ومدار إسناديهما على عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمِ العدويِّ ، وهو ضعيف .
فعاصمٌ هذا ضعيف لسوء حفظه ، وقد حسّن له الإمامُ الترمذيُّ هذا الحديث لمجيئه من غير وجه [ أي من طرق أخرى عديدة ] .
فهذا الحديث الضعيف في نفسه لضعف إسناده ، ولمجيئه من طرق أخرى قد ارتقى إلى درجة الحسن لغيره .
الضعيف الذي ينجبر ويرتقي إلى الحسن لغير:
=========================
ليس كل حديث ضعيف ينجبر ويتقوى بمجيئه من طريق آخر فيرتقي إلى الحسن لغيره ، بل من الضعيف أنواع لا ينجبر ضعفها ولا ترتقي للحسن لغيره بحال من الأحوال.
الحديث الضعيف الذي ينجبر بمجيئه من طريق آخر هو:
1- ما كان من رواية سيء الحفظ.
2- ما كان من رواية المختلط
الذي لم يتميز حديثه القديم الذي حدث به قبل الاختلاط من حديثه الذي حدث به بعد الاختلاط.
3- ما كان من رواية المستور ،
وهو الذي روى عنه اثنان ولم يوثق ، والمستور هو مجهول الحال.
4- ما كان من رواية مجهول العين.
وهو من لم يرو عنه إلا راو واحد،
5- ما كان من رواية المدلس.
وهي رواية الراوي عمن سمع منه ما لم يسمعه منه بصيغة تحتمل السماع كأن وأن.
6- الحديث المرسل.
=============
فكل هذه الأنواع إذا وردت من طريق آخر أعلى منها أو مثلها , أو عدة طرق أقل منها ، انجبر ما فيها من ضعف وارتقت من الضعيف إلى الحسن لغيره
تحقيق ونقل
الداعية جنة الفردوس