الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: القول الفصل مابين تدبير الخالق وتدبير المخلوق *******بقلم *د*أحمد عبد الرحيم******* الخميس فبراير 28, 2013 1:14 am | |
| القول الفصل مابين تدبير الخالق وتدبير المخلوق
*******بقلم *د*أحمد عبد الرحيم******* من العجب العجاب أن تكون أخي المسلم شديد الحرص في إلحاحك في طلب أغراضك الدنيوية و كلما زاد تعويقها عليك وبعدها عنك كلما زاد إلحاحك في طلبها والحرص عليها ، و تنسى أو قد تتناسى أنها قد تمنع عنك لأحد أمرين ، إما لمصلحتك فربما قد يكون في تحقيقها إستعجال أذى أو وقع مضرة ، و إما لذنوبك فإن القاعدة الراسخة أن صاحب الذنوب بعيد كل البعد عن الإجابة ، فنظف طرق الإجابة أخي المسلم من أوساخ المعاصي وأدران الذنوب ، و انظر فيما تطلبه وتحقق فيه جيدا ، هل هو لإصلاح دينك ودنياك ، أو أنه لمجرد هواك ؟ فإن كان للهوى المجرد ، فاعلم أن من لطف الله بك وسعة رحمته عليك تعويقه لك فيما تطلب ، و أنت في إلحاحك بمثابة الطفل يطلب ما يؤذيه غير مكترث بحقيقة المضرة الحاصلة له ، فيمنع عنها رفقاً به ، و إن كان الإلحاح في الطلب لصلاح دينك فربما كانت المصلحة في تأخيره ، أو كان صلاح الدين بعدمه وليس العكس. خلاصة الأمر أخي المسلم أن تدبير الله عز وجل في جميع الأمور لك خير من تدبيرك لنفسك ، وأن الله تعالى قد يمنعك ما تهوى نفسك إبتلاء منه ليبلو صبرك فأره منك الصبر الجميل ترى عن قرب ما يسرك ويفتح لك أبواب الخير ، ولتيقن أخي المسلم أنك ما إن عملت على نظافة طرق الإجابة من أدران الذنوب وأذى المعاصى ، و صبرت على ما يقضيه لك الله عز وجل، فلتعلم أن كل ما يجري في الصلاح لك ، سواء كان ذلك عطاء أو منعاً منه سبحانه وتعالى. وتأمل معي أخي المسلم ، لو كشف اللهُ الغطاء لعبده, وأظهرَ له كيف يُدبّر له أموره وكيف أنّ الله أكثر حرصًا على مصلحةِ عباده من العبادِ أنفسهم وأنّه سبحانه وتعالى أرحمُ بهم من أمَّهاتهم ، فوالله لو علمت أخ المسلم هذه الحقيقة حق المعرفة ، لذابَ قلبُك محبّةً لله العظيم الرحيم ، ولتقطّعَ قلبك شُكراً له عز وجل ، لذا إذا أتعبتك آلام الدنيا فلا تحزن فربما أشتاق الله لسماع صوتك وأنت تدعوه ، فما عليك إلا أن تجتهد في عرض أمنياتك ودعواتك في سجدة لله تعالى ثم أَنسَها واترك تدبير الأمر كله له سبحانه وتعالى ، وأعلم حق العلم أن الله لا ينساها ، ولتطمئن وتقر عينك فأنت في رعاية الله الحفيظ و قل بقلبك قبل لسانك ( لا حول ولا قوة إلا بالله ، فوضت أمري إلى الله) فهو كفيل بحسن الإجابة والتدبير لك. والله أسأل أن يبصرنا بحقيقة أمرنا وان يرزقنا حسن الصبر على ما دبر لنا ، ويرضنا به ، وان ينعم علينا بحسن الظن المتصل به سبحانه وتعالى ، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. د.أحمد عبد الرحيم
| |
|