الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: ]د.أحمد عبد الرحيم 22 يناير، 2012 الجواب المفيد على ماانتشر بين المسلمين في شرح ما ورد في معنى الصلوات الطيبات الواردة في التحيات : الخميس فبراير 28, 2013 12:25 am | |
| د.أحمد عبد الرحيم 22 يناير، 2012
الجواب المفيد على ماانتشر بين المسلمين في شرح ما ورد في معنى الصلوات الطيبات الواردة في التحيات : (هل تعلم أن التحيات اسم طائر في الجنة على شجرة يقال لها الطيبات بجانب نهر يقال له الصلوات فإذا قال العبد التحيات لله والصلوات والطيبات نزل الطائر عن تلك الشجرة فغطس في ذلك النهر ونفض ريشه على جانب نهر بكل قطرة سقطت منه خلق منه ملكا يستغفر لقائلها إلى يوم القيامة)
للجواب عن ذلك أقول وبالله التوفيق : إن هذا الحديث تلوح عليه أمارات الوضع والكذب ، ولا صِحّة لِما ذُكِر أو ورد فيه. ولقد أوضح العلماء تفسير التحيات والطيبات والصلوات ، ولم يذكروا من ذلك شيئا . فقد ورد عن الإمام ابن عبد البر في ذلك أنه قال : ومعنى التحية الملك . وقيل : التحية : العَظَمة لله . والصلوات : هي الخمس ، والطيبات : الأعمال الزكية أنتهى قوله.
وقد أضاف الإمام النووي في نفس السياق حيث قال: وأما التحيات ، فهي جَمْع تحية ، وهي الملك . وقيل : البقاء . وقيل : العظمة . وقيل : الحياة ، وإنما قيل التحيات بالجمع لأن ملوك العرب كان كل واحد منهم تحييه أصحابه بتحية مخصوصة ، فقيل : جميع تحياتهم لله تعالى ، وهو المستحق لذلك حقيقة ، والمباركات والزاكيات في حديث عمر رضي الله عنه بمعنى واحد ، والبركة كثرة الخير ، وقيل : النماء ، وكذا الزكاة أصلها النماء ، والصلوات هي الصلوات المعروفة . وقيل : الدَّعوات والتضرع . وقيل : الرحمة أي : الله المتفضل بها ، والطيبات ، أي : الكلمات الطيبات .
وعلى نفس النهج جاء تفسير الإمام ابن رجب الحنبلي فقال: والتحيات ، جمع تحية ، وفسرت التحية بالملك ، وفسرت بالبقاء والدوام وفسرت بالسلامة ؛ والمعنى : أن السلامة من الآفات ثابت لله ، واجب له لذاته .وفسرت بالعظمة ، وقيل : إنها تجمع ذلك كله ، وما كان بمعناه ، وهو أحسن . أما ابن قتيبة فقد قال: إنما قيل " التحيات " بالجمع ؛ لأنه كان لكل واحد من ملوكهم تحية يُحَيَّا بها ، فقيل لهم : " قولوا : التحيات لله " أي : أن ذلك يستحقه الله وحده . وقوله : " والصلوات " فُسِّرَت بالعبادات جميعها ، وقد روي عن طائفة من المتقدمين : أن جميع الطاعات صلاة ، وفسرت الصلوات هاهنا بالدعاء ، وفسرت بالرحمة ، وفسرت بالصلوات الشرعية ، فيكون ختام الصلاة بهده الكلمة كاستفتاحها بقول : (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ، وقوله : " والطيبات " ، فُسِّرَت بالكلمات الطيبات ، كما في قوله تعالى : ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ ) ، فالمعنى : إن ما كان من كلام فإنه لله ، يُثْنَى به عليه ويُمَجَّد به . وفُسِّرَت " الطيبات " بالأعمال الصالحة كلها ؛ فإنها توصف بالطيب ، فتكون كلها لله بمعنى : أنه يُعْبَد بها ، ويُتَقَرّب بها إليه .
والله تعالى أعلى وأعلم . | |
|