الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: باب إعطاء من يخاف على إيمانه الأربعاء فبراير 13, 2013 12:12 am | |
| باب إعطاء من يخاف على إيمانه ============== حدثنا الحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد قالا حدثنا يعقوب وهو ابن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قوله في حديث سعد : ( أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطا ) إلى آخره . معنى هذا الحديث : أن سعدا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي ناسا ويترك من هو أفضل منهم في الدين ، وظن أن العطاء يكون بحسب الفضائل في الدين ، وظن أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم حال هذا الإنسان المتروك ، فأعلمه به وحلف أنه يعلمه مؤمنا ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( أو مسلما ) فلم يفهم منه النهي عن الشفاعة فيه مرة أخرى ، فسكت ثم رآه يعطي من [ ص: 122 ] هو دونه بكثير فغلبه ما يعلم من حسن حال ذلك الإنسان ، فقال : ( يا رسول الله ، ما لك عن فلان ؟ ) تذكيرا ، وجوز أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم هم بعطائه من المرة الأولى ثم نسيه فأراد تذكيره ، وهكذا المرة الثالثة ، إلى أن أعلمه النبي صلى الله عليه وسلم أن العطاء ليس هو على حسب الفضائل في الدين ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه مخافة أن يكبه الله في النار ) معناه : إني أعطي ناسا مؤلفة ، في إيمانهم ضعف ، لو لم أعطهم كفروا ، فيكبهم الله في النار ، وأترك أقواما هم أحب إلي من الذين أعطيتهم ، ولا أتركهم احتقارا لهم ، ولا لنقص دينهم ، ولا إهمالا لجانبهم ، بل أكلهم إلى ما جعل الله في قلوبهم من النور والإيمان التام ، وأثق بأنهم لا يتزلزل إيمانهم لكماله .
وقد ثبت هذا المعنى في صحيح البخاري عن عمرو بن تغلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بمال أو سبي فقسمه ، فأعطى رجالا وترك رجالا ، فبلغه أن الذين ترك عتبوا ، فحمد الله تعالى ثم أثنى عليه ثم قال : " أما بعد ، فوالله إني لأعطي الرجل وأدع الرجل ، والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي ، ولكني أعطي أقواما لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع ، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير " .
قوله : ( أخبرني عامر بن سعد عن أبيه أنه أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطا ) هكذا هو في النسخ ، وهو صحيح وتقديره : قال أعطى ، فحذف لفظة ( قال ) .
قوله : ( وهو أعجبهم إلي ) أي أفضلهم عندي .
قوله : ( فقمت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فساورته فقلت : ما لك عن فلان ) فيه التأدب مع الكبار وأنهم يسارون بما كان من باب التذكير لهم والتنبيه ونحوه ، ولا يجاهرون به فقد يكون في المجاهرة به مفسدة .
قوله : ( إني لأراه مؤمنا قال : أو مسلما ) هو بفتح الهمزة ( لأراه ) وإسكان واو ( أو مسلما ) . وقد سبق شرح [ ص: 123 ] هذا الحديث مستوفى في كتاب الإيمان .
| |
|