حسان بن ثابت في مدح الرسول

قصيده رائعه المعاني
ل
__________________________

محمد المبعـوث للنـاس رحمـةً

يشيِّد ما أوهى الضلال ويصلـح


لئن سبَّحت صُمُّ الجبـال مجيبـةً

لداود أو لان الحديـد المصفـح


فإن الصخور الصمَّ لانـت بكفـه

وإن الحصـا فـي كفـه ليُسَبِّـح


وإن كان موسى أنبع الماء بالعصا

فمن كفه قد أصبح المـاء يَطفـح


وإن كانت الريح الرُّخاءُ مطيعـةً

سليمان لا تألو تـروح وتسـرح

فإن الصبا كانـت لنصـر نبينـا

ورعبُ على شهر به الخصم يكلح

وإن أوتي الملكَ العظيم وسخِّرت

له الجن تسعى في رضاه وتكدح

فـإن مفاتيـح الكنـوز بأسرهـا

أتتـه فـرَدَّ الزاهـد المترجِّـح

وإن كان إبراهيـم أُعطـي خُلـةً

وموسى بتكليم على الطور يُمنـح

فهذا حبيـب بـل خليـل مكلَّـم

وخصِّص بالرؤيا وبالحق أشـرح

وخصص بالحوض الرَّواء وباللِّوا

ويشفع للعاصيـن والنـار تَلْفـح

وبالمقعد الأعلى المقـرَّب نالـه

عطـاءً لعينيـه أَقـرُّ وأفــرح

وبالرتبة العليـا الوسيلـة دونهـا

مراتب أرباب المواهـب تَلمـح

ولَهْوَ إلـى الجنـات أولُ داخـلٍ

له بابهـا قبـل الخلائـق يفتـح

الداعية جنة الفردوس