الداعية جنة الفردوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركته
أهلاً ومرحاً أيها الزائر العزيز في منتدى الداعية جنة الفردوس الإيسلامي
نرجو منك أن تشرفنا بنضمامك معنا في المنتدى
اذا كنت منضم معنا فرجاءً سجل الدخول
تحيات الداعية جنة الفردوس
الداعية جنة الفردوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركته
أهلاً ومرحاً أيها الزائر العزيز في منتدى الداعية جنة الفردوس الإيسلامي
نرجو منك أن تشرفنا بنضمامك معنا في المنتدى
اذا كنت منضم معنا فرجاءً سجل الدخول
تحيات الداعية جنة الفردوس
الداعية جنة الفردوس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اسلامي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تابع:مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الداعية جنة الفردوس
Admin
Admin
الداعية جنة الفردوس


عدد المساهمات : 4517
جوهرة : 13406
تاريخ التسجيل : 03/01/2013

تابع:مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ** Empty
مُساهمةموضوع: تابع:مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **   تابع:مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ** I_icon_minitimeالجمعة مايو 17, 2013 11:35 pm

تابع:مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **
====================================
كيف يمكن التوفيق بين الحديث ‏:‏ ‏(‏إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً‏}‏

‏(‏201‏)‏ وسئل فضيلته ‏:‏ عن قول النبي ، صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها‏)‏ أو كما قال ، صلى الله عليه وسلم ، وهل يعارض هذا الحديث قول الله تعالى -‏:‏ ‏{‏إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً‏}‏ ‏؟‏

فأجاب حفظه الله تعالى -بقوله ‏:‏هذا الحديث حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه -يخبر فيه النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ؛ لقرب أجله وموته ثم يسبق عليه الكتاب الأول الذي كتب أنه من أهل النار ، فيعمل بعمل أهل النار - والعياذ بالله - فيدخلها ، وهذا فيما يبدو للناس ويظهر كما جاء في الحديث الصحيح‏:‏ ‏(‏إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار‏)‏ ‏.‏ -نسأل الله العافية - وكذلك الأمر بالنسبة للثاني يعمل الإنسان بعمل أهل النار ، فيمُنُّ الله تعالى عليه بالتوبة والرجوع إلى الله عند قرب أجله ، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها‏.‏

والآية التي ذكرها السائل لا تعارض الحديث لأن الله -تعالى - قال‏:‏ ‏{‏أجر من أحسن عملاً‏}‏ ومن أحسن العمل في قلبه وظاهره فإن الله -تعالى -لا يضيع أجره ، لكن الأول الذي عمل بعمل أهل الجنة فسبق عليه الكتاب ، كان يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس فيسبق عليه الكتاب، وعلى هذا يكون عمله ليس حسناً وحينئذ لا يعارض الآية الكريمة ‏.‏ والله الموفق‏.‏


كيف يمكن الجمع بين قول الله تعالى ‏:‏ ‏{‏فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ وبين قوله ‏:‏ ‏{‏فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر‏}‏

‏(‏202‏)‏ وسئل فضيلته ‏:‏ عن الجمع بين قول الله تعالى ‏:‏ ‏{‏فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء‏}‏ وقوله ‏:‏ ‏{‏فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر‏}‏ ‏.‏

فأجاب قائلاً ‏:‏ الجمع بينهما أن الله تعالى يخبر في بعض الآيات بأن الأمر بيده ويخبر في بعض الآيات أن الأمر راجع إلى المكلف ، والجمع بين هذه النصوص أن يقال‏:‏ إن للمكلف إرادة واختياراً وقدرة ، وإن خالق هذه الإرادة والاختيار والقدرة هو الله - عز وجل- فلا يكون للمخلوق إرادة إلا بمشيئة الله - عز وجل- وقد قال الله - تعالى - مبيناً الجمع بين هذه النصوص ‏:‏ ‏{‏لمن شاء منكم أن يستقيم ‏.‏ وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين‏}‏ ولكن متى يشاء الله - تعالى - ان يهدي الانسان او ان يضله‏؟‏ هذا هو ما جاء في قله تعالى‏:‏ ‏{‏فأما من أعطى واتقى ‏.‏ وصدق بالحسنى ‏.‏ فسنيسره للعسرى ‏.‏ وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى‏}‏ واقرأ قوله ‏:‏ ـ تعالى- ‏:‏ ‏{‏فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين‏}‏ تجد أن سبب ضلال العبد من نفسه فهو السبب ، والله -تعالى- يخلق عند ذلك فيه إرادة للسوء لأنه هو يريد السوء ، وأما من أراد الخير وسعى في الخير وحرص عليه فإن الله - تعالى -ييسره لليسرى ، ولما حدث النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أصحابه ‏:‏ بأنه ما من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعدة من النار قالوا يارسول الله أفلا نتكل على الكتاب وندع العمل‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏لا ، اعملوا فكل ميسر لما خلق له‏)‏ ثم قرأ هذه الآية ‏]‏فأما من أعطى واتقى ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏‏[‏إلخ ‏.‏

واعلم يا أخي أنه لا يمكن أن يوجد في كلام الله أو فيما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تناقض أبداً ، فإذا قرأت نصين ظاهرهما التناقض فأعد النظر مرة أخرى ، فسيتبين لك الأمر ، فإن لم تعلم فالواجب عليك التوقف وأن تكل الأمر إلى عالمه والله بكل شيء عليم‏.‏


تفسير قوله تعالى‏:‏ ‏{‏والله خلقكم وما تعملون‏}‏

203- وسئل فضيلة الشيخ ‏:‏ عن قول الله - تعالى - ‏:‏ ‏{‏والله خلقكم وما تعملون‏}‏ ‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏هذا مما قاله إبراهيم ، عليه الصلاة والسلام ، لقومه ‏{‏قال أتعبدون ما تنحتون ‏.‏ والله خلقكم وما تعملون‏}‏ أي ما تعملون من هذه الأصنام ليقيم عليهم الحجة بأنها لا تصلح آلهة ، لأنها إذا كانت مخلوقة لله - تعالى - فمن الذي يستحق العبادة المخلوق أم الخالق‏؟‏ الجواب الخالق‏.‏ وهل يستحق المخلوق أن يكون شريكاً في هذه العبادة ‏؟‏ لا ‏.‏ فإبراهيم ، عليه الصلاة والسلام ، أراد أن يقيم الحجة على قومه بأن ما عملوه من هذه الأصنام التي نحتوها مخلوق الله -عز وجل -فكيف يليق بهم أن يشركوا مع الله -تعالى - هذا المخلوق ‏.‏ وعلى هذا فقوله ‏:‏ ‏{‏وما تعملون‏{‏ ‏"‏ما‏"‏ اسم موصول عائدة على قوله ‏{‏ما تنحون‏}‏ هذا وجه هذه الآية ‏.‏ وليس فيها أنه يبرر شركهم بالله ويقول ‏:‏ إن عملكم مخلوق لله فأنتم بريئون من اللوم عليه ، كلا لأننا لو قلنا ذلك لكان يحتج لهم ولا يحتج عليهم ، ولكن هو يحتج عليهم وليس يحتج لهم‏.‏


كيف يمكن التعامل مع شخص عاص عندما دعي للحق قال‏:‏ إن الله لم يكتب لي الهداية ‏؟‏

‏(‏204‏)‏ وسئل فضيلته عن شخص عاص عندما دعي للحق قال‏:‏ إن الله لم يكتب لي الهداية‏.‏ فكيف يتعامل معه‏؟‏

فأجاب قائلاً ‏:‏ نقول بكل بساطة ‏:‏ أطَّلعت الغيب أم اتخذت عند الله عهداً‏؟‏ إن قال ‏:‏ نعم ، كفر لأنه ادعى علم الغيب وإن قال‏:‏ لا ، خصم وغلب ، إذا كنت لم تطلع أن الله لم يكتب لك الهداية فاهتد ، فالله ما منعك الهداية بل دعاك إلى الهداية ، ورغبك فيها ، وحذرك من الضلالة ، ونهاك عنها ولم يشأ الله - عز وجل - -أن يدع عباده على ضلالة أبداً قال - تعالى- ‏:‏ ‏{‏يبين الله لكم أن تضلوا‏}‏ ‏.‏ ‏{‏يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم‏}‏‏.‏ فتب إلى الله ، والله ـ عز وجل - أشد فرحاً بتوبتك من رجل أضل راحلته وعليها طعامه وشرابه ، وأيس منها ، ونام تحت شجرة ينتظر الموت ، فاستيقظ فإذا بخطام ناقته متعلق بالشجرة فأخذ بخطام الناقة فرحاً وقال‏:‏ ‏(‏اللهم أنت عبدي وأنا ربك‏)‏ ‏.‏ أخطأ من شدة الفرح فنقول ـ تب إلى الله ، والله أمرك بالاهتداء وبين لك طريق الحق‏.‏ والله ولي التوفيق‏.‏


الحكمة من وجود المعاصي والكفر

‏(‏205‏)‏ وسئل فضيلة الشيخ ‏:‏ عن الحكمة من وجود المعاصي والكفر‏؟‏

فأجاب بقوله ‏:‏ لوقوع المعاصي والكفر حكم كثيرة منها‏:‏

1- 1- إتمام كلمة الله-تعالى- حيث وعد النار أن يملأها قال الله ـ تعالى -‏:‏ ‏{‏ولا يزالون مختلفين ‏.‏ إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين‏}‏ ‏.‏

2- 2- ومنها ظهور حكمة الله -تعالى - وقدرته حيث قسم العباد إلى قسمين‏:‏ طائع ، وعاصٍ ، فإن هذا التقسيم يتبين به حكمة الله - عز وجل -فإن الطاعة لها أهل هم أهلها ، والمعصية لها أهل هم أهلها ، قال الله تعالى -‏:‏ ‏{‏الله أعلم حيث يجعل رسالته‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم‏}‏ فهؤلاء أهل الطاعة وقال -تعالى-‏:‏ ‏{‏وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون‏}‏ ‏.‏ وقال‏:‏ ‏{‏فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم‏}‏‏.‏ وهؤلاء أهل المعصية ‏.‏

ويتبين بذلك قدرته بهذا التقسيم الذي لا يقدر عليه إلا الله كما قال -تعالى -‏:‏ ‏{‏ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء‏}‏ وقال ‏:‏ ‏{‏إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين‏}‏ ‏.‏

3- 3- ومنها أن يتبين للمطيع قدر نعمة الله عليه بالطاعة إذا رأى حال أهل المعصية قال الله تعالى ‏:‏ ‏{‏لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين‏}‏ ‏.‏

4- 4- ومنها لجوء العبد إلى ربه بالدعاء أن يباعد بينه وبين المعصية والدعاء عبادة لله-تعالى-‏.‏

5- 5- ومنها أن العبد إذا وقع في المعصية ومَنَّ الله عليه بالتوبة ازداد إنابة إلى الله وانكسر قلبه، وربما يكون بعد التوبة أكمل حالاً منه قبل المعصية حيث يزول عنه الغرور والعجب ، ويعرف شدة افتقاره إلى ربه ‏.‏

6- 6- ومنها إقامة الجهاد ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، فإنه لولا المعاصي والكفر لم يكن جهاد ، ولا أمر بمعروف ، ولا نهي عن منكر ‏.‏ إلى غير ذلك من الحكم والمصالح الكثيرة ولله في خلقه شؤون‏.‏


هل في محاجة آدم وموسى إقرار للاحتجاج بالقدر ‏؟‏

‏(‏206‏)‏ سئل فضيلة الشيخ‏:‏ هل في محاجة آدم وموسى إقرار للاحتجاج بالقدر ‏؟‏ وذلك أن آدم احتج هو وموسى فقال له موسى ‏:‏ ‏(‏أنت أبونا خيبتنا أخرجتنا ونفسك من الجنة‏)‏ ‏.‏ فقال له آدم ‏:‏ ‏(‏أتلومني على شيء قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني‏؟‏‏)‏ فقال النبي ، صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏فحج آدم موسى ، فحج آدم موسى‏)‏ ‏.‏ أي غلبه بالحجة وآدم احتج بقضاء الله وقدره‏؟‏ ‏.‏

فأجاب بقوله ‏:‏ هذا ليس احتجاجاً بالقضاء والقدر على فعل العبد ومعصية العبد ، لكنه احتجاج بالقدر على المصيبة الناتجة من فعله ، فهو من باب الاحتجاج بالقدر على المصائب لا على المعائب ، ولهذا قال ‏:‏ ‏(‏خيبتنا وأخرجتنا ، ونفسك من الجنة‏)‏ ولم يقل ‏:‏ عصيت ربك فأخرجت من الجنة فاحتج آدم بالقدر على الخروج من الجنة الذي يعتبره مصيبة ، والاحتجاج بالقدر على المصايب لا بأس به ، أرأيت لو أنك سافرت سفراً وحصل لك حادث ، وقال لك إنسان ‏:‏ لماذا تسافر لو أنك بقيت في بيتك ما حصل لك شيء‏.‏ فستجيبه‏:‏ بأن هذا قضاء الله وقدره ، أنا ما خرجت لأجل أن أصاب بالحادث ، وإنما خرجت لمصلحة ، فأصبت بالحادث ، كذلك آدم عليه الصلاة والسلام ، هل عصى الله لأجل أن يخرجه من الجنة ‏؟‏ لا ‏.‏ فالمصيبة إذاً التي حصلت له مجرد قضاء وقدر، وحينئذ يكون احتجاجه بالقدر على المصيبة الحاصلة احتجاجاً صحيحاً ، ولهذا قال النبي ، صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏حج آدم موسى ، حج آدم موسى‏)‏ ‏.‏ وفي رواية للإمام أحمد‏:‏ ‏(‏فحجه آدم‏)‏ يعني غلبه في الحجة‏.‏

مثال آخر ‏:‏ رجل أصاب ذنباً وندم على هذا الذنب وتاب منه ، وجاء رجل من إخوانه يقول ‏:‏ له يا فلان كيف يقع منك هذا الشيء فقال‏:‏ هذا قضاء الله وقدره ‏.‏ فهل يصح احتجاجه هذا أولا‏؟‏ نعم يصح لأنه تاب ، فهو لم يحتج بالقدر ليمضي في معصيته ، لكنه نادم ومتأسف ، ونظير ذلك أن النبي ، صلى الله عليه وسلم، دخل ليلة على علي بن أبي طالب وفاطمة -رضي الله عنهما -فقال‏:‏ ‏(‏ألا تصليان‏؟‏‏)‏ فقال علي-رضي الله عنه- ‏:‏ يا رسول الله إن أنفسنا بيد الله ، فإن شاء الله أن يبعثنا بعثنا فانصرف النبي ، صلى الله عليه وسلم ، يضرب على فخزه وهو يقول‏:‏ ‏{‏وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً‏}‏ فالرسول ، صلى الله عليه وسلم ، لم يقبل حجته ، وبين أن هذا من الجدل ؛ لأن الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، يعلم أن الأنفس بيد الله ، لكن يريد أن يكون الإنسان حازماً فيحرص على أن يقوم ويصلي‏.‏ على كل حال تبين لنا أن الاحتجاج باللقدرعلى المعصية بعد التوبة منها جائز، وأما الاحتجاج بالقدر على المعصية تبريراً لموقف الإنسان واستمراراً فيها فغير جائز‏.‏


هل في قدر الله تعالى شر‏؟‏

‏(‏207‏)‏ سئل فضيلة الشيخ‏:‏ هل في قدر الله تعالى شر‏؟‏

فأجاب قائلاً ‏:‏ ليس في القدر شر، وإنما الشر في المقدور ، فمن المعروف أن الناس تصيبهم المصائب وتنالهم الخيرات ، فالخيرات خير، والمصائب شر ، لكن الشر ليس في فعل الله - تعالى -،يعني ليس فعل الله وتقديره شراً ،الشر في مفعولات الله لا في فعله ، والله - تعالى - لم يقدر هذا الشر إلا لخير كما قال-تعالى-‏:‏ ‏{‏ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس‏}‏ ‏.‏ هذا بيان سبب الفساد وأما الحكمة فقال‏:‏ ‏{‏ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون‏}‏ إذاً هذه مصائب مآلها الخير ، فصار الشر لا يضاف إلى الرب ، ولكن يضاف إلى المفعولات والمخلوقات ، مع أن هذه المفعولات والمخلوقات شر من وجه ، وخير من وجه آخر ، فتكون شراً بالنظر إلى ما يحصل منها من الأذية، ولكنها خير بما يحصل فيها من العاقبة الحميدة ‏{‏ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون‏}‏ ‏.‏

كيف يقضي الله كوناً ما لا يحب‏؟‏

‏(‏208‏)‏ سئل فضيلة الشيخ‏:‏ كيف يقضي الله كوناً ما لا يحب‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ المحبوب قسمان ‏:‏

الأول‏:‏ محبوب لذاته ‏.‏

الثاني ‏:‏ محبوب لغيره ‏.‏

فالمحبوب لغيره قد يكون مكروهاً لذاته، ولكن يحب لما فيه من الحكمة والمصلحة ، فيكون حينئذ محبوباً من وجه ، مكروهاً من وجه آخر ، مثال ذلك قوله -تعالى - ‏:‏ ‏{‏وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً‏}‏ ‏.‏ فالفساد في الأرض في حد ذاته مكروه إلى الله -تعالى - ؛ لأن الله - تعالى - لا يحب الفساد ولا المفسدين، ولكن للحكم التي يتضمنها يكون محبوباً إلى الله ـ عز وجل -من وجه آخر ، وكذلك العلو في الأرض ،ومن ذلك القحط ، والجدب ، والمرض ،والفقر يقدره الله - تعالى - على عباده مع أنه ليس محبوباً إليه في حد ذاته ، لأن الله لا يحب أن يؤذي عباده بشيء من ذلك ،بل يريد بعباده اليسر ، لكن يقدره للحكم المترتبه عليه ، فيكون محبوباً إلى الله من وجه، مكروهاً من وجه آخر قال الله -تعالى -‏:‏ ‏{‏ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون‏}‏ ‏.‏

فإن قيل ‏:‏ كيف يتصور أن يكون الشيء محبوباً من وجه ومكروهاً من وجه آخر‏؟‏

أجيب ‏:‏ بأن هذا أمر واقع لا ينكره العقل ، ولا يرفضه الحس فها هو الإنسان المريض يعطى جرعة من الدواء مرة كريهة الرائحة ، واللون، فيشربها وهو يكرهها لما فيها من المرارة ، وكراهة اللون ، والرائحة، ويحبها لما يحصل فيها من الفشاء ، وكذا الطبيب يكوي المريض بالحديدة المحماة على النار ، ويتألم منها فهذا الألم مكروه له من وجه ، محبوب له من وجه آخر‏.‏

حكم من يتسخط إذا نزلت به مصيبة‏؟‏

‏(‏209‏)‏ سئل فضيلة الشيخ ‏:‏ عمن يتسخط إذا نزلت به مصيبة‏؟‏

فأجاب بقوله ‏:‏ الناس حال المصيبة على مراتب أربع‏:‏

المرتبة الأولى ‏:‏ التسخط وهو على أنواع‏:‏

النوع الأول ‏:‏ أن يكون بالقلب كأن يسخط على ربه يغتاظ مما قدره الله عليه فهذا حرام ، وقد يؤدي إلى الكفر قال - تعالى ‏:‏ ‏{‏ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة‏}‏ ‏.‏

النوع الثاني‏:‏ أن يكون باللسان كالدعاء بالويل والثبور وما أشبه ذلك ، وهذا حرام‏.‏

النوع الثالث‏:‏ أن يكون بالجوارح كلطم الخدود ، وشق الجيوب ، ونتف الشعور وما أشبه ذلك وكل هذا حرام مناف للصبر الواجب‏.‏

المرتبة الثانية‏:‏ الصبر وهو كما قال الشاعر ‏:‏

والصبر مثل اسمه مر مذاقته ** لكن عواقبه أحلى من العسل

فيرى أن هذا الشيء ثقيل عليه لكنه يتحمله وهو يكره وقوعه ولكن يحميه إيمانه من السخط ، فليس وقوعه وعدمه سواء عنده وهذا واجب لأن الله تعالي أمر بالصبر فقال‏:‏ ‏{‏واصبروا إن الله مع الصابرين‏}‏ ‏.‏

المرتبة الثالثة‏:‏ الرضا بأن يرضى الإنسان بالمصيبة بحيث يكون وجودها وعدمها سواء فلا يشق عليه وجودها ، ولا يتحمل لها حملاً ثقيلاً ، وهذه مستحبة وليست بواجبة على القول الراجح ، والفرق بينها وبين المرتبة التي قبلها ظاهر لأن المصيبة وعدمها سواء في الرضا عند هذا أما التي قبلها فالمصيبة صعبة عليه لكن صبر عليها‏.‏

المرتبة الرابعة‏:‏ الشكر وهو أعلى المراتب ، وذلك بأن يشكر الله على ما أصابه من مصيبة حيث عرف أن هذه المصيبة سبب لتكفير سيئاته وربما لزيادة حسناته قال صلى الله عليه وسلم ‏(‏ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها‏)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eldaaia-gantelfrdous.yoo7.com
 
تابع:مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **
» أصول الفقه-الشرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى ::شرح..-10-
» أصول الفقه-الشرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى ::شرح..-11-
» أصول الفقه-الشرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى ::شرح..-12-
» أصول الفقه-الشرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى ::شرح..-13-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الداعية جنة الفردوس :: العلوم الشرعية :: علم الفقه-
انتقل الى: