الداعية جنة الفردوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركته
أهلاً ومرحاً أيها الزائر العزيز في منتدى الداعية جنة الفردوس الإيسلامي
نرجو منك أن تشرفنا بنضمامك معنا في المنتدى
اذا كنت منضم معنا فرجاءً سجل الدخول
تحيات الداعية جنة الفردوس
الداعية جنة الفردوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركته
أهلاً ومرحاً أيها الزائر العزيز في منتدى الداعية جنة الفردوس الإيسلامي
نرجو منك أن تشرفنا بنضمامك معنا في المنتدى
اذا كنت منضم معنا فرجاءً سجل الدخول
تحيات الداعية جنة الفردوس
الداعية جنة الفردوس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اسلامي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الداعية جنة الفردوس
Admin
Admin
الداعية جنة الفردوس


عدد المساهمات : 4517
جوهرة : 13406
تاريخ التسجيل : 03/01/2013

 مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **  Empty
مُساهمةموضوع: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **     مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **  I_icon_minitimeالجمعة مايو 17, 2013 11:32 pm


مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **
====================================
هل الإنسان مخير أو مسير

‏(‏195‏)‏ وسئل فضيلة الشيخ ‏:‏ هل الإنسان مخير أو مسير‏؟‏ ‏.‏

فأجاب بقوله ‏:‏ على السائل أن يسأل نفسه هل أجبره أحد على أن يسأل هذا السؤال وهل هو يختار نوع السيارة التي يقتنيها‏؟‏ إلى أمثال ذلك من الأسئلة وسيتبين له الجواب هل هو مسير أو مخير ‏.‏

ثم يسأل نفسه هل يصيبه الحادث باختياره‏؟‏

هل يصيبه المرض باختياره‏؟‏

هل يموت باختياره‏؟‏

إلى أمثال ذلك من الأسئلة وسيتبين له الجواب هل هو مسير أو مخير ‏.‏ والجواب‏:‏ أن الأمور التي يفعلها الإنسان العاقل يفعلها باختياره بلا ريب واسمع إلى قول الله تعالى-‏:‏ ‏{‏فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبًا‏}‏ وإلى قوله‏:‏ ‏{‏منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة‏}‏ وإلى قوله ‏:‏ ‏{‏ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً‏}‏ وإلى قوله ‏:‏ ‏{‏ففدية من صيام أو صدقة أو نسك‏}‏ حيث خير الفادي فيما يفدي به‏.‏

ولكن العبد إذا أراد شيئاً وفعله علمنا أن الله -تعالى -قد أراده -لقوله -تعالى-‏:‏ ‏{‏لمن شاء منكم أن يستقيم ‏.‏ وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين‏}‏ فلكمال ربوبيته لا يقع شيء في السموات والأرض إلا بمشيئته تعالى ‏.‏

وأما الأمور التي تقع على العبد أو منه بغير اختياره كالمرض والموت والحوادث فهي بمحض القدر وليس للعبد اختيار فيها ولا إرادة‏.‏ والله الموفق‏.‏

ما حكم الرضا بالقدر‏؟‏ وهل الدعاء يرد القضاء‏؟‏

‏(‏196‏)‏ وسئل فضيلته ‏:‏ عن حكم الرضا بالقدر‏؟‏ وهل الدعاء يرد القضاء‏؟‏

فأجاب قائلاً‏:‏ أما الرضا بالقدر فهو واجب لأنه من تمام الرضا بربوبية الله فيجب على كل مؤمن أن يرضى بقضاء الله ، ولكن المقضي هو الذي فيه التفصيل فالمقضي غير القضاء ، لأن القضاء فعل الله ، والمقضي مفعول الله فالقضاء الذي هو فعل الله يجب أن نرضى به ، ولا يجوز أبداً أن نسخطه بأي حال من الأحوال‏.‏

وأما المقضي فعلى أقسام ‏:‏

القسم الأول‏:‏ ما يجب الرضا به‏.‏

القسم الثاني‏:‏ ما يحرم الرضا به‏.‏

القسم الثالث‏:‏ ما يستحب الرضا به‏.‏

فمثلاً المعاصي من مقضيات الله ويحرم الرضا بالمعاصي ، وإن كانت واقعة بقضاء الله فمن نظر إلى المعاصي من حيث القضاء الذي هو فعل الله يجب أن يرضى ، وأن يقول ‏:‏ إن الله تعالى حكيم، ولولا أن حكمته اقتضت هذا ما وقع ، وأما من حيث المقضي وهو معصية الله فيجب ألا ترضى به والواجب أن تسعى لإزالة هذه المعصية منك أو من غيرك ‏.‏ وقسم من المقضي يجب الرضا به مثل الواجب شرعاً لأن الله حكم به كوناً وحكم به شرعاً فيجب الرضا به من حيث القضاء ومن حيث المقضي ‏.‏

وقسم ثالث يستحب الرضا به ويجب الصبر عليه وهو ما يقع من المصائب ، فما يقع من المصائب يستحب الرضا به عند أكثر أهل العلم ولا يجب، لكن يجب الصبر عليه ، والفرق بين الصبر والرضا أن الصبر يكون الإنسان فيه كارهاً للواقع ، لكنه لا يأتي بما يخالف الشرع وينافي الصبر، والرضا لا يكون كارهاً للواقع فيكون ما وقع وما لم يقع عنده سواء ، فهذا هو الفرق بين الرضا والصبر ولهذا قال الجمهور‏:‏ إن الصبر واجب ، والرضا مستحب‏.‏

أما قول السائل ‏:‏ هل الدعاء يرد القضاء‏؟‏

فجوابه ‏:‏ أن الدعاء من الأسباب التي يحصل بها المدعو ، وهو في الواقع يرد القضاء ولا يرد القضاء ، يعني له جهتان فمثلاً هذ1 المريض قد يدعو الله-تعالى-بالشفاء فيشفى، فهنا لولا هذا الدعاء لبقي مريضاً ، لكن بالدعاء شفي ، إلا أننا نقول ‏:‏ إن الله -سبحانه وتعالى- قد قضي بأن هذا المرض يشفى منه المريض بواسطة الدعاء فهذا هو المكتوب فصار الدعاء يرد القدر ظاهرياً ،حيث إن الإنسان يظن أنه لولا الدعاء لبقي المرض، ولكنه في الحقيقة لا يرد القضاء؛لأن الأصل أن الدعاء مكتوب وأن الشفاء سيكون بهذا الدعاء،هذا هو القدر الأصلي الذي كتب في الأزل ، وهكذا كل شيء مقرون بسبب فإن هذا السبب جعله الله - تعالى - سبباً يحصل به الشيء وقد كتب ذلك في الأزل من قبل أن يحدث‏.‏

هل للدعاء تأثير في تغيير ما كتب للإنسان قبل خلقه‏؟‏

‏(‏197‏)‏ سئل فضيلة الشيخ‏:‏ هل للدعاء تأثير في تغيير ما كتب للإنسان قبل خلقه‏؟‏

فأجاب بقوله ‏:‏ لا شك أن للدعاء تأثيراً في تغيير ما كتب ، لكن هذا التغيير قد كتب أيضاً بسبب الدعاء ، فلا تظن أنك إذا دعوت الله فإنك تدعو بشيء غير مكتوب، بل الدعاء مكتوب وما يحصل به مكتوب ، ولهذا نجد القارئ يقرأ على المريض فيشفى ، وقصة السرية التي بعثها النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فنزلوا ضيوفاً على قوم ولكنهم لم يضيفوهم وقدر أن لدغت حية سيدهم فطلبوا من يقرأ عليه، فاشترط الصحابة أجرة على ذلك فأعطوهم قطيعاً من الغنم ، فذهب أحدهم فقرأ عليه الفاتحة ، فقام اللديغ كأنما نشط من عقال ، أي كأنه بعير فك عقاله ، فقد أثرت القراءة في شفاء المريض‏.‏

فللدعاء تأثير لكنه ليس تغييراً للقدر، بل هو مكتوب بسببه المكتوب، وكل شيء عند الله بقدر ، وكذلك جميع الأسباب لها تأثير في مسبباتها بإذن الله ، فالأسباب مكتوبة والمسببات مكتوبة‏.‏

كيف يعاقب الله على المعاصي وقد قدرها على الإنسان

‏(‏198‏)‏ وسئل فضيلة الشيخ ‏:‏ هناك مشكلة ترد على بعض الناس وهي‏:‏ كيف يعاقب الله على المعاصي وقد قدرها على الإنسان‏؟‏

فأجاب قائلاً ‏:‏ هذه في الحقيقة ليست مشكلة وهي إقدام الإنسان على العمل السيئ ثم يعاقب عليه هذه ليست مشكلة؛ لأن إقدام الإنسان على العمل السيئ ، إقدام باختياره فلم يكن أحد شهر سيفه أمام وجهه وقال ‏:‏ اعمل هذا المنكر بل هو عمله باختياره والله - تعالى - يقول‏:‏ ‏{‏إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً‏}‏ فالشاكر والكفور كلهم قد هداه الله السبيل وبينه له ووضحه له، ولكن من الناس من يختار هذا الطريق ومن الناس من لا يختاره ، وتوضيح ذلك أولاً بالإلزام ، وثانياً بالبيان‏:‏ أما الإلزام فإننا نقول للشخص ‏:‏ أعمالك الدنيوية وأعمالك الأخروية كلاهما سواء ، ويلزمك أن تجعلهما سواء ، ومن المعلوم أنه لو عرض عليك من أعمال الدنيا مشروعان أحدهما ترى لنفسك الخير فيه ، والثاني ترى لنفسك الشر فيه ، من المعلوم أنك تختار المشروع الأول الذي هو مشروع الخير ولا يمكن أبداً بأي حال من الأحوال أن تختار المشروع الثاني وهو مشروع الشر ، ثم تقول ‏:‏ إن القدر ألزمني به ، إذاً يلزمك في طريق الآخرة ما التزمته في طريق الدنيا ، ونقول ‏:‏ جعل الله أمامك من أعمال الآخرة مشروعين مشروعاً للشر وهو الأعمال المخالفة للشرع ، ومشروعاً للخير وهوالأعمال المطابقة للشرع، فإذا كنت في أعمال الدنيا تختار المشروع الخيري فلماذا لا تختار المشروع الخيري في أعمال الآخرة ، إنه يلزمك في عمل الآخرة أن تختار المشروع الخيري كما أنت التزمت في عمل الدنيا أن تسلك المشروع الخيري هذا طريق الإلزام‏.‏

أما طريق البيان فإننا نقول ‏:‏ كلنا يجهل ماذا قدر الله له قال الله -تعالى-‏:‏ ‏{‏وما تدري نفس ماذا تكسب غداً‏}‏ فالإنسان حينما يقدم على العمل يقدم عليه باختيار منه ليس عن علم بأن الله قدره عليه وأرغمه عليه ولهذا قال بعض العلماء ‏:‏ ‏"‏إن القدر سر مكتوم‏"‏ ونحن جميعاً لا نعلم أن الله قدر كذا حتى يقع ذلك العمل ، فنحن إذاً حينما نقدم على العمل لا نقدم عليه على أساس أنه كتب لنا أو علينا، وإنما نقدم عليه باختيار ، وحينما يقع نعلم أن الله قدره علينا، ولذلك لا يقع احتجاج الإنسان بالقدر إلا بعد وقوع العمل ، ولكنه لا حجة له بذلك ويذكر عن أمير المؤمنين عمر قصة - قد تصح عنه وقد لا تصح - رفع إليه سارق تمت شروط القطع في سرقته فلما أمر أمير المؤمنين بقطع يده قال‏:‏ مهلاً يا أمير المؤمنين والله ما سرقت ذلك إلا بقدر الله‏.‏ قال له ‏:‏ ونحن لا نقطع يدك إلا بقدر الله ‏.‏ فاحتج عليه أمير المؤمنين بما احتج به هو على سرقته من أموال المسلمين ، مع أن عمر يمكنه أن يحتج عليه بالقدر والشرع ، لأنه مأمور بقطع يده ، أما ذاك فلا يمكن أن يحتج إلا بالقدر إن صح أن يحتج به‏.‏

وعلى هذا فإنه لا يمكن لأي أحد أن يحتج بالقدر على معصية الله ، وإنه في الواقع لا حجة فيه يقول الله عز وجل - ‏:‏ ‏{‏رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل‏}‏ فالله يقول ‏:‏ ‏{‏لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل‏}‏ مع أن ما يعمله الناس بعد الرسل هو بقدر الله ، ولو كان القدر حجة ما زالت بإرسال الرسل أبداً ‏.‏ بهذا يتبين لنا أثراً ونظراً أنه لا حجة للعاصي بقضاء الله وقدره ، لأنه لم يجبر على ذلك ‏.‏ والله الموفق‏.‏


هل الرزق والزواج مكتوب في اللوح المحفوظ‏؟‏

‏(‏199‏)‏ وسئل فضيلته ‏:‏ هل الرزق والزواج مكتوب في اللوح المحفوظ‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ كل شيء منذ خلق الله القلم إلى يوم القيامة فإنه مكتوب في اللوح المحفوظ لأن الله - سبحانه وتعالي ـ أول ما خلق القلم قال له‏:‏ ‏(‏اكتب قال ‏:‏ ربي وماذا أكتب ‏؟‏ قال‏:‏ اكتب ما هو كائن فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة‏)‏ ‏.‏ وثبت عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أن الجنين في بطن أمه إذا مضى عليه أربعة أشهر ، بعث الله إليه ملكاً ينفح فيه الروح ويكتب رزقه، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد ‏.‏

والرزق أيضاً مكتوب مقدر بأسبابه لا يزيد ولا ينقص ، فمن الأسباب أن يعمل الإنسان لطلب الرزق كما قال الله -تعالى- ‏:‏ ‏{‏هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور‏}‏ ومن الأسباب أيضاً صلة الرحم من بر الوالدين ،وصلة القرابات، فإن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال‏:‏ ‏(‏من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه‏)‏ ومن الأسباب تقوى الله-عز وجل - كما قال- تعالى -‏:‏ ‏{‏ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ‏.‏ ويرزقه من حيث لا يحتسب‏}‏ ‏.‏ ولا تقل ‏:‏ إن الرزق مكتوب ومحدد ولن أفعل الأسباب التي توصل إليه فإن هذا من العجز ‏:‏ والكياسة والحزم أن تسعى لرزقك ، ولما ينفعك في دينك ودنياك قال النبي ، صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني‏)‏ ‏.‏ وكما أن الرزق مكتوب مقدر بأسبابه فكذلك الزواج مكتوب مقدر ، وقد كتب لكل من الزوجين أن يكون زوج الآخر بعينه ، والله -تعالى - لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء‏.‏

هل الكفار مكتوب عملهم في الأزل‏؟‏ وإذا كان كذلك فكيف يعذبهم الله-تعالى-‏؟‏

‏(‏200‏)‏ وسئل فضيلته‏:‏ هل الكفار مكتوب عملهم في الأزل‏؟‏ وإذا كان كذلك فكيف يعذبهم الله-تعالى-‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله ‏:‏ نعم الكفار مكتوب عملهم في الأزل ، ويكتب عمل الإنسان أيضاً عند تكوينه في بطن أمه كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال ‏:‏ حدثنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وهو الصادق المصدوق‏:‏ ‏(‏إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه -أربعين يوماً ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد‏)‏‏.‏ فأعمال الكفار مكتوبة عند الله -عز وجل-معلومة عنده والشقي شقي عند الله - عز وجل ـ في الأزل ، والسعيد سعيد عند الله في الأزل‏.‏ ولكن قد يقول قائل كما قال السائل ‏:‏ كيف يعذبون وقد كتب الله عليهم ذلك في الأزل‏؟‏

فنقول ‏:‏ إنهم يعذبون لأنهم قد قامت عليهم الحجة وبين لهم الطريق، فأرسلت إليهم الرسل ، وأنزلت الكتب ، وبين الهدى من الضلال ورُغِّبوا في سلوك طريق الهدى، وحُذِّروا من سلوك طريق الضلال ، ولهم عقول ولهم إرادات ، ولهم اختيارات ولهذا نجد هؤلاء الكفار وغيرهم أيضاً يسعون إلى مصالح الدنيا بإرادة واختيار ، ولا نجد أحداً منهم يسعى إلى شيء يضره في دنياه أو يتهاون ويتكاسل في أمر نافع له ، ثم يقول ‏:‏ إن هذا مكتوب علي‏.‏ أبداً فكل يسعى إلى ما فيه المنفعة ، فكان عليهم أن يسعوا إلى ما فيه منفعة أمور دينهم كما يسعون إلى ما فيه المنفعة في أموردنياهم ، ولا فرق بينهما بل إن بيان الخير والشر في أمور الدين في الكتب المنزلة على الرسل ، عليهم الصلاة والسلام ، أكثر وأعظم من بيان الأمور الدنيوية ، فكان عليهم أن يسلكوا الطرق التي فيها نجاتهم والتي فيها سعادتهم دون أن يسلكوا الطرق التي فيها هلاكهم وشقاؤهم ‏.‏

ثم نقول ‏:‏ هذا الكافر حين أقدم على الكفر لا يشعر أبداً أن أحد أكرهه، بل هو يشعر أنه فعل ذلك بإرادته واختياره ، فهل كان حين إقدامه على الكفر عالماً بما كتب الله له‏؟‏ والجواب‏:‏ لا ‏.‏ لأننا نحن لا نعلم أن الشيء مقدر علينا إلا بعد أن يقع ، أما قبل أن يقع فإننا لا نعلم ماذا كتب لأنه من علم الغيب‏.‏

ثم نقول له ‏:‏ الآن أنت قبل أن تقع في الكفر أمامك شيئان ‏:‏ هداية وضلال فلماذا لا تسلك طريق الهداية مقدراً أن الله كتبه لك‏؟‏ لماذا تسلك طريق الضلال ثم بعد أن تسلكه تحتج بأن الله كتبه‏؟‏‏!‏ لأننا نقول ‏:‏ لك قبل أن تدخل هذا الطريق هل عندك علم أنه مكتوب عليك ‏؟‏ فسيقول ‏:‏ لا ‏.‏ ولا يمكن أن يقول ‏:‏ نعم ‏.‏ فإذا قال ‏:‏ لا‏.‏ قلنا ‏:‏ إذاً لماذا لم تسلك طريق الهداية وتقدر أن الله تعالى -كتب لك ذلك ولهذا يقول الله -عز وجل-‏:‏ ‏{‏فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم‏}‏ ويقول ‏:‏ -عز وجل - ‏{‏فأما من أعطى ‏.‏ واتقى وصدق بالحسنى ‏.‏ فسنيسره لليسرى ‏.‏ وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسني ‏.‏ فسنيسره للعسرى‏}‏ ولما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه‏:‏ بأنه ما من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعدة من النار قالوا‏:‏ يا رسول الله ألا ندع العمل ونتكل على الكتاب‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏لا ، اعملوا فكل ميسر لما خلق له‏)‏ ثم قرأ قوله -تعالى -‏:‏ ‏{‏فأما من أعطى واتقى ‏.‏ وصدق بالحسنى ‏.‏ فسنيسره لليسرى ‏.‏ وأما من بخل واستغنى ‏.‏ وكذب بالحسنى ‏.‏ فسنيسره للعسرى‏}‏ ‏.‏

فهذا جوابنا على هذا السؤال الذي أورده هذا السائل وما أكثر من يحتج به من أهل الضلال ، وهو عجب منهم لأنهم لا يحتجون بمثل هذه الحجة على مسائل الدنيا أبداً ، بل تجدهم يسلكون في مسائل الدنيا ما هو أنفع لهم ، ولا يمكن لأحد أن يقال له ‏:‏ هذا الطريق الذي أمامك طريق وعر صعب، فيه لصوص ، وفيه سباع ، وهذا الطريق الثاني طريق سهل ، ميسر آمن‏.‏ لا يمكن لأحد أن يسلك الطريق الأول ويدع الطريق الثاني مع أن هذا نظير الطريقين ‏:‏ طريق النار،وطريق الجنة‏.‏ فالرسل بينت طريق الجنة وقالت ‏:‏ هو هذا ، وبينت طريق النار وقالت ‏:‏ هو هذا ، وحذرت من الثاني ورغبت في الأول ، ومع ذلك فإن هؤلاء العصاة يحتجون بقضاء الله وقدره -وهم لا يعلمونه -على معاصيهم ومعايبهم التي فعلوها باختيارهم وليس لهم في ذلك حجة عند الله-تعالى-
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eldaaia-gantelfrdous.yoo7.com
 
مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع:مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **
» أصول الفقه-الشرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى ::شرح..-10-
» أصول الفقه-الشرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى ::شرح..-11-
» أصول الفقه-الشرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى ::شرح..-12-
» أصول الفقه-الشرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى ::شرح..-13-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الداعية جنة الفردوس :: العلوم الشرعية :: علم الفقه-
انتقل الى: