الداعية جنة الفردوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركته
أهلاً ومرحاً أيها الزائر العزيز في منتدى الداعية جنة الفردوس الإيسلامي
نرجو منك أن تشرفنا بنضمامك معنا في المنتدى
اذا كنت منضم معنا فرجاءً سجل الدخول
تحيات الداعية جنة الفردوس
الداعية جنة الفردوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركته
أهلاً ومرحاً أيها الزائر العزيز في منتدى الداعية جنة الفردوس الإيسلامي
نرجو منك أن تشرفنا بنضمامك معنا في المنتدى
اذا كنت منضم معنا فرجاءً سجل الدخول
تحيات الداعية جنة الفردوس
الداعية جنة الفردوس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اسلامي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 -2-تابع كتاب شرح العقيدة الطحاوية لابنالحنفي ابن ابي العز الحنفي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الداعية جنة الفردوس
Admin
Admin
الداعية جنة الفردوس


عدد المساهمات : 4517
جوهرة : 13406
تاريخ التسجيل : 03/01/2013

-2-تابع كتاب شرح العقيدة الطحاوية  لابنالحنفي ابن ابي العز الحنفي  Empty
مُساهمةموضوع: -2-تابع كتاب شرح العقيدة الطحاوية لابنالحنفي ابن ابي العز الحنفي    -2-تابع كتاب شرح العقيدة الطحاوية  لابنالحنفي ابن ابي العز الحنفي  I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 19, 2013 9:04 pm


فمن اعتقد في بعض البله أو المولعين، مع تركه لمتابعة الرسول في أقواله وأفعاله وأحواله - أنه من أولياء الله، ويفضله على متبعي طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو ضال مبتدع، مخطئ في اعتقاده. فإن ذاك الأبله، إما أن يكون شيطانا زنديقا، أو زوكاريا(1) متحيلا، أو مجنونا معذورا ! فكيف يفضل على من هو من أولياء الله، المتبعين لرسوله ؟! أو يساوى به ؟! ولا يقال: يمكن أن يكون هذا متبعا في الباطن [وإن كان تاركا للاتباع في الظاهر](2) ؟ فإن هذا خطأ أيضا، بل الواجب متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا. قال موسى بن عبد الأعلى الصدفي: قلت للشافعي: إن صاحبنا الليث كان يقول: إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة ؟ فقال الشافعي: قصر الليث رحمه الله، بل إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء، ويطير في الهواء، فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب(3).
وأما ما يقوله بعض الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " اطلعت على الجنة فرأيت أكثر أهلها البله " فهذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا ينبغي نسبته إليه(4)، فإن الجنة إنما خلقت لأولي الألباب، الذين أرشدتهم عقولهم وألبابهم إلى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. وقد ذكر الله أهل الجنة بأوصافهم في كتابه، فلم يذكر في أوصافهم البله، الذي هو ضعف العقل، وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم: « اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء»(5). ولم يقل البله !.
والطائفة الملامية، وهم الذين يفعلون ما يلامون عليه، ويقولون نحن متبعون في الباطن، ويقصدون إخفاء المراسين(6) (7) ! ردوا باطلهم بباطل آخر !! والصراط المستقيم بين ذلك.
وكذلك الذين يصعقون عند سماع الأنغام الحسنة، مبتدعون ضالون ! وليس للإنسان أن يستدعي ما يكون سبب زوال عقله ! ولم يكن في الصحابة والتابعين من يفعل ذلك، ولو عند سماع القرآن، بل كانوا كما وصفهم الله تعالى: {إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون}(Cool. وكما قال الله تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد}(9).
__________
(1) هذه لفظة مولدة. وفي شرح القاموس 3: 240 «الزواكرة: من يتلبس فيظهر النسك والعبادة، ويبطن الفسق والفساد. نقله المقري في نفح الطيب»
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل. وأثبتناه من سائر النسخ. ن
(3) هكذا وردت القصة في الأصل. وانظر القصة في تفسير ابن كثير 1 / 80. ن
(4) ذكره العجلوني في كشف الخفا 2: 164، بلفظ: «أكثر أهل الجنة البله». ومجموع ما قيل فيه: أنه لا أصل له
(5) رواه أحمد والشيخان، من حديث ابن عباس - ورواه البخاري والترمذي، من حديث عمران بن حصين. وانظر كشف الخفا 2: 139
(6) في سائر النسخ: (المرائين). ن
(7) كذا في المطبوعة، فيحرر
(Cool الأنفال: 2
(9) الزمر: 23

(1/340)


--------------------------------------------------------------------------------

وأما الذين ذكرهم العلماء بخير من عقلاء المجانين، فأولئك كان فيهم خير، ثم زالت عقولهم. ومن علامة هؤلاء، أنه إذا حصل في جنونهم نوع من الصحو، تكلموا بما كان في قلوبهم من الإيمان. ويهذون بذلك في حال زوال عقلهم، بخلاف غيرهم ممن تكلم إذا حصل لهم نوع إفاقة بالكفر والشرك، ويهذون بذلك في حال زوال عقلهم. ومن كان قبل جنونه كافرا أو فاسقا، لم يكن حدوث جنونه مزيلا لما ثبت من كفره أو فسقه. وكذلك من جن من المؤمنين المتقين، يكون محشورا مع المؤمنين المتقين. وزوال العقل بجنون أو غيره، سواء سمي صاحبه مولها أو ولها، لا يوجب مزيد حال، بل حال صاحبه من الإيمان والتقوى يبقى على ما كان عليه من خير وشر، لا أنه يزيده أو ينقصه، ولكن جنونه يحرمه الزيادة من الخير، كما أنه يمنع عقوبته على الشر، ولا يمحو عنه ما كان عليه قبله.
وما يحصل لبعضهم عند سماع الأنغام المطربة، من الهذيان، والتكلم ببعض اللغات المخالفة للسان المعروف منه !! فذلك شيطان يتكلم على لسانه، كما يتكلم على لسان المصروع، وذلك كله من الأحوال الشيطانية ! وكيف يكون زوال العقل سببا أو شرطا أو تقربا إلى ولاية الله، كما يظنه كثير من أهل الضلال ؟ ! حتى قال قائلهم:
هم معشر حلوا النظام وخرقوا الـ... سياج فلا فرض لديهم ولا نفل
مجانين، إلا أن سر جنونهم... عزيز على أبوابه يسجد العقل
وهذا كلام ضال، بل كافر، يظن أن [ في ] الجنون سرا يسجد العقل على بابه !! لما رآه من بعض المجانين من نوع مكاشفة، أو تصرف عجيب خارق للعادة، ويكون ذلك [بسبب](1) ما اقترن به من الشياطين، كما يكون للسحرة والكهان ! فيظن هذا الضال أن كل من خبل(2) أو خرق عادة كان وليا لله !! ومن اعتقد هذا فهو كافر، فقد قال تعالى: {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين}{تنزل على كل أفاك أثيم}(3). فكل من تنزل عليه الشياطين لا بد أن يكون عنده كذب وفجور.
وأما الذين يتعبدون بالرياضات والخلوات، ويتركون الجمع والجماعات، فهم الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، قد طبع الله على قلوبهم. كما قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من ترك ثلاث جمع تهاونا من غير عذر، طبع الله على قلبه». وكل من عدل عن اتباع [سنة] الرسول، إن كان عالما بها فهو مغضوب عليه، وإلا فهو ضال. ولهذا شرع الله لنا أن نسأله في كل صلاة أن يهدينا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم عليهم، من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
__________
(1) في الأصل: (سبب) والتصويب من الفتاوى (10 / 445). ن
(2) الذي في الفتاوى: (كاشف). ن
(3) الشعراء: 221 - 222

(1/341)
--------------------------------------------------------------------------------
وأما من يتعلق بقصة موسى مع الخضر عليه السلام، في تجويز الاستغناء عن الوحي بالعلم اللدني، الذي يدعيه بعض من عدم التوفيق -: فهو ملحد زنديق. فإن موسى عليه السلام لم يكن مبعوثا إلى الخضر، ولم يكن الخضر مأمورا بمتابعته. ولهذا قال له: أنت موسى بني إسرائيل ؟ قال: نعم. ومحمد صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى جميع الثقلين، ولو كان موسى وعيسى حيين لكانا من أتباعه، وإذا نزل عيسى عليه السلام إلى الأرض، إنما يحكم بشريعة محمد، فمن ادعى أنه مع محمد صلى الله عليه وسلم كالخضر مع موسى، أو جوز ذلك لأحد من الأمة -: فليجدد إسلامه، وليشهد شهادة الحق، فإنه مفارق لدين الإسلام بالكلية، فضلا عن أن يكون من
أولياء الله، وإنما هو من أولياء الشيطان. وهذا الموضع مفرق بين زنادقة القوم وأهل الاستقامة، [وحرك تر](1).
وكذا من يقول بأن الكعبة تطوف برجال منهم حيث كانوا !! فهلا خرجت الكعبة إلى الحديبية فطافت برسول الله صلى الله عليه وسلم حين أحصر عنها، وهو يود منها نظرة ؟! وهؤلاء لهم شبه بالذين وصفهم الله تعالى حيث يقول: {بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة}(2)، إلى آخر السورة.
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأثبتناه من سائر النسخ. ن
(2) المدثر: 52

(1/342)


--------------------------------------------------------------------------------

[ قوله]: (ونرى الجماعة حقا وصوابا، والفرقة زيغا وعذابا).
_________________________________________
ش: قال الله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}(1). وقال تعالى: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم}(2). وقال تعالى: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون}(3). وقال تعالى: {ولا يزالون مختلفين}{إلا من رحم ربك}(4). فجعل أهل الرحمة مستثنين من الاختلاف. وقال تعالى: {ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد}(5).
وقد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم: « إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة - يعني الأهواء - كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة». وفي رواية: « قالوا: من هي يا رسول الله ؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي». فبين أن عامة المختلفين هالكون إلا أهل السنة والجماعة، وأن الاختلاف واقع لا محالة.
وروى الإمام أحمد عن معاذ بن جبل، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: « إن [الشيطان] ذئب الإنسان، كذئب الغنم، يأخذ الشاة القاصية، [والناحية]، فإياكم والشعاب، وعليكم بالجماعة، والعامة، والمسجد»(6).
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: « أنه قال لما نزل قوله تعالى: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم} قال: " أعوذ بوجهك " {أو}{من تحت أرجلكم} قال: " أعوذ بوجهك " ](7) ، {أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض}(Cool قال: " هاتان أهون». فدل على أنه لا بد أن يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض، مع براءة الرسول من هذه الحال، وهم فيها في جاهلية. ولهذا قال الزهري: وقعت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون، فأجمعوا على أن كل دم أو مال أو قرح(9) أصيب بتأويل القرآن - فهو هدر، نزلوهم منزلة الجاهلية.
وقد روى مالك بإسناده الثابت عن عائشة رضي الله عنها، أنها كانت تقول: ترك الناس العمل بهذه الآية، يعني قوله تعالى: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما}(10). فإن المسلمين لما اقتتلوا كان الواجب الإصلاح بينهم كما أمر الله تعالى، فلما لم يعمل بذلك صارت فتنة وجاهلية، وهكذا تسلسل النزاع.
__________
(1) آل عمران: 103
(2) آل عمران: 105
(3) الأنعام: 159
(4) هود: 118 - 119
(5) البقرة: 176
(6) المسند 5: 232 - 233 (طبعة الحلبي). وصححناه وأتممناه منه ومجمع الزوائد 5: 219
(7) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، واستدركناه من صحيح البخاري (8 / 291 فتح). ن
(Cool الأنعام: 65
(9) هكذا بالأصل ولعل صوابها: (فرج). ن
(10) الحجرات: 9

(1/343)


--------------------------------------------------------------------------------

[ والأمور] التي تتنازع فيها الأمة، في الأصول والفروع - إذا لم ترد إلى الله والرسول - لم يتبين فيها الحق، بل يصير فيها المتنازعون على غير بينة من أمرهم، فإنهم [ إن ] رحمهم الله أقر بعضهم بعضا، ولم يبغ بعضهم على بعض، كما كان الصحابة في خلافة عمر وعثمان يتنازعون في بعض مسائل الاجتهاد، فيقر بعضهم بعضا، ولا يعتدي ولا يعتدى عليه، وإن لم يرحموا وقع بينهم الاختلاف المذموم، فبغى بعضهم على بعض، إما بالقول، مثل تكفيره وتفسيقه، وإما بالفعل، مثل حبسه وضربه وقتله. والذين امتحنوا الناس بخلق القرآن، كانوا من هؤلاء، ابتدعوا بدعة، وكفروا من خالفهم فيها، واستحلوا منع حقه وعقوبته.
فالناس إذا خفي عليهم بعض ما بعث الله به الرسول: إما عادلون وإما ظالمون، فالعادل فيهم: الذي يعمل بما وصل إليه من آثار الأنبياء، ولا يظلم غيره، والظالم: الذي يعتدي على غيره. وأكثرهم إنما يظلمون مع علمهم بأنهم يظلمون، كما قال تعالى: {وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم}(1). وإلا فلو سلكوا ما علموه من العدل، أقر بعضهم بعضا، كالمقلدين لأئمة العلم، الذين يعرفون من أنفسهم أنهم عاجزون عن معرفة حكم الله ورسوله في تلك المسائل، فجعلوا أئمتهم نوابا عن الرسول، وقالوا: هذا غاية ما قدرنا عليه، فالعادل منهم لا يظلم الآخر، ولا يعتدي عليه بقول ولا فعل، مثل أن يدعي أن قول مقلده هو الصحيح بلا حجة يبديها، ويذم من خالفه، مع أنه معذور.
ثم إن أنواع الافتراق والاختلاف في الأصل قسمان: اختلاف تنوع، واختلاف تضاد:
واختلاف التنوع على وجوه:
منه ما يكون كل واحد من القولين أو الفعلين حقا مشروعا، كما في القراءات التي اختلف فيها الصحابة رضي الله عنهم، حتى زجرهم النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: " كلاكما محسن "، ومثله اختلاف الأنواع في صفة الأذان، والإقامة، والاستفتاح، ومحل سجود السهو، والتشهد، وصلاة الخوف، وتكبيرات العيد، ونحو ذلك، مما قد شرع جميعه، وإن كان بعض أنواعه أرجح أو أفضل.
ثم تجد لكثير من الأمة في ذلك من الاختلاف ما أوجب اقتتال طوائف منهم على شفع الإقامة وإيتارها ونحو ذلك ! وهذا عين المحرم. وكذا تجد كثيرا منهم في قلبه من الهوى لأحد هذه الأنواع، والإعراض عن الآخر والنهي عنه -: ما دخل به فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنه ما يكون كل من القولين هو في المعنى القول الآخر، لكن العبارتان مختلفتان، كما قد يختلف كثير من الناس في ألفاظ الحدود، وصوغ الأدلة، والتعبير عن المسميات، ونحو ذلك. ثم الجهل أو الظلم يحمل على حمد إحدى المقالتين وذم الأخرى والاعتداء على قائلها ! ونحو ذلك.
__________
(1) آل عمران: 19

(1/344)


--------------------------------------------------------------------------------

وأما اختلاف التضاد، فهو القولان المتنافيان، إما في الأصول، وإما في الفروع عند الجمهور الذين يقولون: المصيب واحد. والخطب في هذا أشد، لأن القولين يتنافيان، لكن نجد كثيرا من هؤلاء قد يكون القول الباطل الذي مع منازعه فيه حق ما، أو معه دليل يقتضي حقا ما، فيرد الحق مع الباطل، حتى يبقى هذا مبطلا في البعض، كما كان الأول مبطلا في الأصل، وهذا يجري كثيرا لأهل السنة.
وأما أهل البدعة، فالأمر فيهم ظاهر. ومن جعل الله له هداية ونورا رأى من هذا ما يبين له منفعة ما جاء في الكتاب والسنة من النهي عن هذا وأشباهه، وإن كانت القلوب الصحيحة تنكر هذا، لكن نور على نور.
والاختلاف الأول، الذي هو اختلاف التنوع، الذم فيه واقع على من بغى على الآخر فيه. وقد دل القرآن على حمد كل واحدة من الطائفتين في مثل ذلك، إذا لم يحصل بغي، كما في قوله تعالى: {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله}(1). وقد كانوا اختلفوا في قطع الأشجار، فقطع قوم، وترك آخرون. وكما في قوله تعالى: {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين}{ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما}(2) فخص سليمان بالفهم وأثنى عليهما بالحكم والعلم.
وكما في إقرار النبي صلى الله عليه وسلم يوم بني قريظة لمن صلى العصر في وقتها، ولمن أخرها إلى أن وصل إلى بني قريظة.
وكما في قوله: « إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر».
والاختلاف الثاني، هو ما حمد فيه إحدى الطائفتين، وذمت الأخرى، كما في قوله تعالى: {ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر}(3). وقوله تعالى: {هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار}(4) الآيات.
وأكثر الاختلاف الذي يئول إلى الأهواء بين الأمة - من القسم الأول، وكذلك إلى سفك الدماء واستباحة الأموال والعداوة والبغضاء. لأن إحدى الطائفتين لا تعترف للأخرى بما معها من الحق، ولا تنصفها، بل تزيد على ما مع نفسها من الحق زيادات من الباطل، والأخرى كذلك. [ ولذلك](5) جعل الله مصدره البغي في قوله: {وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم}(6). لأن البغي مجاوزة الحد، وذكر هذا في غير موضع من القرآن ليكون عبرة لهذه الأمة.
وقريب من هذا الباب ما خرجاه في الصحيحين، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: « ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم». فأمرهم بالإمساك عما لم يؤمروا به، معللا بأن سبب هلاك الأولين إنما كان كثرة السؤال ثم الاختلاف على الرسل بالمعصية.
__________
(1) الحشر، آية: 5
(2) الأنبياء: 78 - 79
(3) البقرة: 253
(4) الحج: 19
(5) في الأصل: (وكذلك)، ولعل الصواب ما أثبتناه من سائر النسخ. ن
(6) البقرة: 213

(1/345)


--------------------------------------------------------------------------------

ثم الاختلاف في الكتاب، من الذين يقرون به - على نوعين:
أحدهما: اختلاف في تنزيله.
والثاني: اختلاف في تأويله. وكلاهما فيه إيمان ببعض دون بعض.
فالأول كاختلافهم في تكلم الله بالقرآن وتنزيله، فطائفة قالت: هذا الكلام حصل بقدرته ومشيئته لكونه مخلوقا في غيره لم يقم به، وطائفة قالت: بل هو صفة له قائم بذاته ليس بمخلوق، لكنه لا يتكلم بمشيئته وقدرته. وكل من الطائفتين جمعت في كلامها بين حق وباطل، فآمنت ببعض الحق، وكذبت بما تقوله الأخرى من الحق، وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك.
وأما الاختلاف في تأويله، الذي يتضمن الإيمان ببعضه دون بعض، فكثير، كما في حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات يوم وهم يختصمون في القدر، هذا ينزع بآية وهذا ينزع بآية، فكأنما فقئ في وجهه حب الرمان، فقال: " أبهذا أمرتم ؟ أم بهذا وكلتم ؟ أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض ؟ انظروا ما أمرتم به فاتبعوه، وما نهيتم عنه فانتهوا»(1). وفي رواية: « يا قوم بهذا ضلت الأمم قبلكم، باختلافهم على أنبيائهم وضربهم الكتاب بعضه ببعض، وإن القرآن لم ينزل لتضربوا بعضه ببعض، ولكن نزل القرآن يصدق بعضه بعضا، ما عرفتم منه فاعملوا به، وما تشابه فآمنوا به». وفي رواية: « فإن الأمم قبلكم لم يلعنوا حتى اختلفوا، وإن المراء في القرآن كفر». وهو حديث مشهور، مخرج في المساند والسنن.
وقد روى أصل الحديث مسلم في صحيحه، من « حديث عبد الله بن رباح الأنصاري، أن عبد الله بن عمرو قال: هجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب، فقال: إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب»(2).
وجميع أهل البدع مختلفون في تأويله، مؤمنون ببعضه دون بعض، يقرون بما يوافق رأيهم من الآيات، وما يخالفه: إما أن يتأولوه تأويلا يحرفون فيه الكلم عن مواضعه، وإما أن يقولوا(3): [هذا متشابه لا يعلم أحد معناه، فيجحدون ما أنزله الله من معانيه ] وهو في معنى الكفر بذلك، لأن الإيمان باللفظ بلا معنى هو من جنس إيمان أهل الكتاب، كما قال تعالى: {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا}(4). وقال تعالى: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني}(5) أي: إلا تلاوة من غير فهم معناه. وليس هذا كالمؤمن الذي فهم ما فهم من القرآن فعمل به، واشتبه عليه بعضه فوكل علمه إلى الله، كما أمره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: « فما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه» "، فامتثل ما أمر به صلى الله عليه وسلم.
__________
(1) المسند: 6845، 6846، بنحو هذا
(2) مسلم 2: 304. وكذلك رواه أحمد في المسند، من هذا الوجه: 6801 وهو من حديث «عبد الله بن عمرو بن العاص». وكان في المطبوعة هنا «عبد الله بن عمر»، وهو خطأ
(3) في الأصل: (يقول). والصواب ما أثبتناه من سائر النسخ. ن
(4) الجمعة: 5
(5) البقرة: 78

(1/346)


--------------------------------------------------------------------------------

قوله: (ودين الله في الأرض والسماء واحد، وهو دين الإسلام، قال الله تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام}(1). وقال تعالى: {ورضيت لكم الإسلام دينا}(2).
وهو بين [الغلو و] التقصير، وبين التشبيه والتعطيل، وبين الجبر والقدر، وبين الأمن والإياس).
___________________________________
ش: ثبت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إنا معاشر الأنبياء ديننا واحد». وقوله تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه}(3) - عام في كل زمان، ولكن الشرائع تتنوع، كما قال تعالى: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا}(4).
[فدين الإسلام](5) هو ما شرعه الله سبحانه وتعالى لعباده على ألسنة رسله، وأصول هذا الدين وفروعه موروثة عن الرسل، وهو ظاهر غاية الظهور، يمكن كل مميز من صغير وكبير، وفصيح وأعجمي، وذكي وبليد - أن يدخل فيه بأقصر زمان، وإنه يقع الخروج منه بأسرع من ذلك، من إنكار كلمة، أو تكذيب، أو معارضة، أو كذب على الله، أو ارتياب في قول الله تعالى، أو رد لما أنزل، أو شك فيما نفى الله عنه الشك، أو غير ذلك مما في معناه.
فقد دل الكتاب والسنة على ظهور دين الإسلام، وسهولة تعلمه، وأنه يتعلمه الوافد ثم يولي في وقته. واختلاف تعليم النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الألفاظ بحسب من يتعلم، فإن كان بعيد الوطن، كضمام بن ثعلبة النجدي، ووفد عبد القيس، علمهم ما لا يسعهم جهله، مع علمه أن دينه سينتشر في الآفاق، ويرسل إليهم من يفقههم في سائر ما يحتاجون إليه، ومن كان قريب الوطن يمكنه الإتيان كل وقت، بحيث يتعلم على التدريج، أو كان قد علم فيه أنه قد عرف ما لا بد منه - أجابه بحسب حاله وحاجته على ما تدل قرينة حال السائل، كقوله: « قل آمنت بالله ثم استقم».
وأما من شرع دينا لم يأذن به الله، فمعلوم أن أصوله المستلزمة له لا يجوز أن تكون منقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن غيره من المرسلين، إذ هو باطل، وملزوم الباطل باطل، كما أن لازم الحق حق.
وقوله: " بين الغلو والتقصير " - قال تعالى: {قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق}(6). وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}{وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون}(7).
__________
(1) آل عمران: 19
(2) المائدة: 3
(3) آل عمران: 85
(4) المائدة: 48
(5) في الأصل: (فالدين). ولعل الصواب ما أثبتناه من سائر النسخ. ن
(6) المائدة: 77
(7) المائدة: 87 - 88

(1/347)


--------------------------------------------------------------------------------

وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها: « أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر ؟ فقال بعضهم: لا آكل اللحم، وقال بعضهم: لا أتزوج النساء، وقال بعضهم: لا أنام على فراش، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " ما بال أقوام يقول أحدهم كذا وكذا ؟! لكني أصوم وأفطر، وأنام وأقوم، وآكل اللحم، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني»(1). وفي غير الصحيحين: سألوا عن عبادته في السر، فكأنهم تقالوها(2).
وذكر في سبب نزول الآية الكريمة: عن ابن جريج، عن عكرمة أن عثمان بن مظعون، وعلي بن أبي طالب، وابن مسعود، والمقداد بن الأسود، وسالما مولى أبي حذيفة، في أصحابه(3) - تبتلوا، فجلسوا في البيوت، واعتزلوا النساء، ولبسوا المسوح، وحرموا طيبات الطعام واللباس، إلا ما يأكل ويلبس أهل السياحة من بني إسرائيل، وهموا بالاختصاء، وأجمعوا لقيام الليل وصيام النهار، فنزلت: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}(4)، يقول: لا تسيروا بغير سنة المسلمين، يريد ما حرموا من النساء والطعام واللباس، وما أجمعوا له من قيام الليل وصيام النهار، وما هموا به من الاختصاء، فلما نزلت فيهم، بعث النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، فقال: «إن لأنفسكم عليكم حقا، وإن لأعينكم حقا، صوموا وأفطروا، وصلوا وناموا، فليس منا من ترك سنتنا»، فقالوا: اللهم سلمنا واتبعنا ما أنزلت(5).
وقوله: " وبين التشبيه والتعطيل " - تقدم أن الله سبحانه وتعالى يحب أن يوصف بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله، من غير تشبيه، فلا يقال: سمع كسمعنا، ولا بصر كبصرنا، ونحوه، ومن غير تعطيل، فلا ينفى عنه ما وصف به نفسه، أو وصفه به أعرف الناس به: رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن ذلك تعطيل، وقد تقدم الكلام في هذا المعنى.
ونظير هذا القول قوله: " ومن لم يتوق النفي والتشبيه، زل ولم يصب التنزيه ". وهذا المعنى مستفاد من قوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}(6). فقوله: {ليس كمثله شيء} - رد على المشبهة، وقوله: {وهو السميع البصير} - رد على المعطلة.
وقوله: " وبين الجبر والقدر " - تقدم الكلام أيضا على هذا المعنى، وأن العبد غير مجبور على أفعاله وأقواله، وأنها [ليست] بمنزلة حركات المرتعش وحركات الأشجار بالرياح وغيرها، وليست مخلوقة للعبد، بل هي فعل العبد وكسبه وخلق الله تعالى.
__________
(1) مسلم 1: 394. ورواه البخاري أطول قليلا 9: 89 - 90. ورواه أيضا ابن حبان في صحيحه، رقم 13 بتحقيقنا. وكذلك رواه أحمد في المسند: 13568، 13763، 14090 - كلهم من حديث أنس بن مالك. وقد وهم الحافظ ابن كثير، فذكره في التفسير 3: 214، فذكر أنه «في الصحيحين عن عائشة»! وقلده في وهمه تلميذه الشارح، هنا. وما وجدته من حديث عائشة قط، لا في الصحيحين ولا في غيرهما، ما استطعت
(2) بل هذه بمعناها في صحيح البخاري في هذا الحديث
(3) في تفسير ابن جرير (12348 شاكر): «في أصحاب». ن
(4) المائدة: 87
(5) رواية ابن جريج عن عكرمة - ذكرها ابن كثير في التفسير 3: 216، وهكذا بدون إسناد
(6) الشورى: 11

(1/348)


--------------------------------------------------------------------------------

وقوله: " وبين الأمن والإياس " - تقدم الكلام أيضا على هذا المعنى، وأنه يجب أن يكون العبد خائفا من عذاب ربه، راجيا رحمته، وأن الخوف والرجاء بمنزلة الجناحين للعبد، في سيره إلى الله تعالى والدار الآخرة.

(1/349)


--------------------------------------------------------------------------------

-2-تابع كتاب شرح العقيدة الطحاوية لابن السلام ابن ابي العز الحنفي
=====================================
وله: (فهذا ديننا واعتقادنا ظاهرا وباطنا، ونحن برآء إلى الله تعالى من كل من خالف الذي ذكرناه وبيناه، ونسأل الله تعالى أن يثبتنا على الإيمان، ويختم لنا به، ويعصمنا من الأهواء المختلفة، والآراء المتفرقة، والمذاهب الردية، مثل المشبهة، والمعتزلة، والجهمية، والجبرية، والقدرية، وغيرها، من الذين خالفوا السنة والجماعة، وحالفوا الضلالة، ونحن منهم برآء، وهم عندنا ضلال وأردياء. وبالله العصمة والتوفيق).
________________________________________
ش: الإشارة بقوله: " فهذا " إلى كل ما تقدم من أول الكتاب إلى هنا. والمشبهة: هم الذين شبهوا الله سبحانه بالخلق في صفاته، وقولهم عكس قول النصارى، شبهوا المخلوق - وهو عيسى عليه السلام - بالخالق وجعلوه إلها، وهؤلاء شبهوا الخالق بالمخلوق، كداود الجواربي وأشباهه.
والمعتزلة: هم عمرو بن عبيد، وواصل بن عطاء الغزال وأصحابهما، سموا بذلك لما اعتزلوا الجماعة بعد موت الحسن البصري رحمه الله، في أوائل المائة الثانية، وكانوا يجلسون معتزلين، فيقول قتادة وغيره: أولئك المعتزلة.
وقيل: إن واصل بن عطاء هو الذي وضع أصول مذهب المعتزلة، وتابعه عمرو بن عبيد تلميذ الحسن البصري، فلما كان زمن هارون الرشيد صنف لهم أبو الهذيل كتابين، وبين مذهبهم، وبنى مذهبهم على الأصول الخمسة، التي سموها: العدل، والتوحيد، وإنفاذ الوعيد، والمنزلة بين المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ! ولبسوا فيها الحق بالباطل، إذ شأن البدع هذا، اشتمالها على حق وباطل.
وهم مشبهة الأفعال ؛ لأنهم قاسوا أفعال الله تعالى على أفعال عباده، وجعلوا ما يحسن من العباد يحسن منه، وما يقبح من العباد يقبح منه ! وقالوا: يجب عليه أن يفعل كذا، ولا يجوز له أن يفعل كذا، بمقتضى ذلك القياس الفاسد !! فإن السيد من بني آدم لو رأى عبيده تزني بإمائه ولا يمنعهم من ذلك لعد إما مستحسنا للقبيح، وإما عاجزا، فكيف يصح قياس أفعاله سبحانه وتعالى على أفعال عباده ؟! والكلام على هذا المعنى مبسوط في موضعه.
فأما العدل، فستروا تحته نفي القدر، وقالوا: إن الله لا يخلق الشر ولا يقضي به، إذ لو خلقه ثم يعذبهم عليه يكون ذلك جورا !! والله تعالى عادل لا يجور. ويلزمهم على هذا الأصل الفاسد أن الله تعالى يكون في ملكه ما لا يريده، فيريد الشيء ولا يكون، ولازمه وصفه بالعجز ! تعالى الله عن ذلك.
وأما التوحيد فستروا تحته القول بخلق القرآن، إذ لو كان غير مخلوق لزم تعدد القدماء !! ويلزمهم على هذا القول الفاسد أن علمه وقدرته وسائر صفاته مخلوقة، أو التناقض !.
وأما الوعيد، فقالوا: إذا أوعد بعض عبيده وعيدا فلا يجوز أن لا يعذبهم ويخلف وعيده، لأنه لا يخلف الميعاد، فلا يعفو عمن يشاء، ولا يغفر لمن يريد، عندهم !!.
وأما المنزلة بين المنزلتين، فعندهم أن من ارتكب كبيرة يخرج من الإيمان ولا يدخل في الكفر !!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eldaaia-gantelfrdous.yoo7.com
 
-2-تابع كتاب شرح العقيدة الطحاوية لابنالحنفي ابن ابي العز الحنفي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» -2-من كتاب شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز الحنفي: مختصر لشرح العقيدة الطحاوية للعلامة ابن أبي العز الحنفي -رحمه الله
» -3-من كتاب شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز الحنفي: مختصر لشرح العقيدة الطحاوية للعلامة ابن أبي العز الحنفي -رحمه الله
» من كتاب شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز الحنفي:مختصر لشرح العقيدة الطحاوية للعلامة ابن أبي العز الحنفي -رحمه الله
» -3-تابع من كتاب شرح العقيدة الطحاوية في العقيدة السلفية لابن ابي العز الحنفي
» من كتاب شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز الحنفي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الداعية جنة الفردوس :: العلوم الشرعية :: علم العقيدة-
انتقل الى: