الداعية جنة الفردوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركته
أهلاً ومرحاً أيها الزائر العزيز في منتدى الداعية جنة الفردوس الإيسلامي
نرجو منك أن تشرفنا بنضمامك معنا في المنتدى
اذا كنت منضم معنا فرجاءً سجل الدخول
تحيات الداعية جنة الفردوس
الداعية جنة الفردوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركته
أهلاً ومرحاً أيها الزائر العزيز في منتدى الداعية جنة الفردوس الإيسلامي
نرجو منك أن تشرفنا بنضمامك معنا في المنتدى
اذا كنت منضم معنا فرجاءً سجل الدخول
تحيات الداعية جنة الفردوس
الداعية جنة الفردوس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اسلامي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من كتاب شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز الحنفي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الداعية جنة الفردوس
Admin
Admin
الداعية جنة الفردوس


عدد المساهمات : 4517
جوهرة : 13406
تاريخ التسجيل : 03/01/2013

من كتاب شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز الحنفي Empty
مُساهمةموضوع: من كتاب شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز الحنفي   من كتاب شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز الحنفي I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 19, 2013 8:58 pm

من كتاب شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز الحنفي
==============================
قوله: (ونؤمن بأشراط الساعة: من خروج الدجال، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء، ونؤمن بطلوع الشمس من مغربها، وخروج دابة الأرض من موضعها).
_____________________________________
ش: عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: « أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة [تبوك]، وهو في قبة [من] أدم، فقال: " اعدد ستا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا». وروي " راية "، بالراء والغين، وهما بمعنى. رواه البخاري وأبو داود وابن ماجه والطبراني(1).
وعن حذيفة بن أسيد، قال: « اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر الساعة، فقال: " ما تذاكرون " ؟ قالوا: نذكر الساعة، فقال: " إنها لن تقوم حتى ترون [قبلها] عشر آيات "، [فذكر]: " الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم». رواه مسلم(2).
وفي الصحيحين، واللفظ للبخاري، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: « ذكر الدجال عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " إن الله لا يخفى عليكم، إن الله ليس بأعور، وأشار بيده إلى عينه، وإن المسيح الدجال أعور عين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية».
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " « ما من نبي إلا وأنذر قومه الأعور الدجال، ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، ومكتوب بين عينيه ك ف ر»، فسره في رواية: " أي كافر ".
وروى البخاري وغيره، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة خيرا من الدنيا وما فيها». ثم يقول أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا}(3)(4).
وأحاديث الدجال، وعيسى ابن مريم عليه السلام، ينزل من السماء ويقتله، ويخرج يأجوج ومأجوج في أيامه بعد قتله الدجال، فيهلكهم الله أجمعين في ليلة واحدة ببركة دعائه عليهم: يضيق هذا المختصر عن بسطها.
وأما خروج الدابة وطلوع الشمس من المغرب - فقال تعالى: {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون}(5).
__________
(1) رواه البخاري 6: 198 - 199 من (الفتح). ورواية «راية» بالراء - هي رواية أبي داود، كما نص عليه الحافظ. وفي معناه حديث لعبد الله بن عمرو بن العاص. رواه أحمد في المسند: 6623
(2) مسلم 2: 366 - 367
(3) النساء: 159
(4) رواه البخاري 13: 329 (من الفتح)
(5) النمل: 82

(1/334)


--------------------------------------------------------------------------------

وقال تعالى: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون}(1).
وروى البخاري عند تفسير الآية، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا رآها الناس آمن من عليها، فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل»(2).
وروى مسلم، عن عبد الله بن عمرو، قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لم أنسه بعد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبا»(3). أي أول الآيات التي ليست مألوفة، وإن كان الدجال ونزول عيسى عليه السلام من السماء قبل ذلك، وكذلك خروج يأجوج ومأجوج، كل ذلك أمور مألوفة ؛ لأنهم بشر، مشاهدة مثلهم مألوفة، [أما خروج الدابة بشكل غريب غير مألوف] (4)، ثم مخاطبتها الناس ووسمها إياهم بالإيمان أو الكفر فأمر خارج عن مجاري العادات. وذلك أول الآيات الأرضية، كما أن طلوع الشمس من مغربها، على خلاف عادتها المألوفة - أول الآيات السماوية.
وقد أفرد الناس [ في ] أحاديث أشراط الساعة مصنفات مشهورة، يضيق على بسطها هذا المختصر.
__________
(1) الأنعام: 158
(2) البخاري 8: 223 (فتح). والمسند: 7161
(3) مسلم 2: 279. ورواه أحمد في المسند مطولا. 6881
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل. وقد استدركناه من سائر النسخ. ن

(1/335)


--------------------------------------------------------------------------------

قوله: (ولا نصدق كاهنا ولا عرافا، ولا من يدعي شيئا يخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمة).
___________________________________
ش: روى مسلم والإمام أحمد عن صفية بنت أبي عبيد، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: « من أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة».
وروى الإمام أحمد في مسنده، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: « من أتى عرافا أو كاهنا، فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد».
والمنجم يدخل في اسم العراف عند بعض العلماء، وعند بعضهم هو في معناه. فإذا كانت هذه حال السائل، فكيف بالمسئول ؟.
وفي الصحيحين ومسند الإمام أحمد، عن عائشة، قالت: « سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان ؟ فقال: " ليسوا بشيء "، فقالوا: يا رسول الله، إنهم يحدثون أحيانا بالشيء يكون حقا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها في أذن وليه، فيخلطون معها [أكثر من] مائة كذبة»(1).
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ثمن الكلب خبيث، ومهر البغي خبيث، وحلوان الكاهن خبيث». وحلوانه: الذي تسميه العامة حلاوته.
ويدخل في هذا المعنى ما يعطاه المنجم وصاحب الأزلام التي يستقسم بها، مثل الخشبة المكتوب عليها " ا ب ج د " والضارب بالحصى، والذي يخط في الرمل. وما تعاطاه هؤلاء حرام. وقد حكى الإجماع على تحريمه غير واحد من العلماء، كالبغوي والقاضي عياض وغيرهما.
وفي الصحيحين عن زيد بن خالد، قال: « خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية، على إثر سماء كانت من الليل، فقال: أتدرون ماذا قال ربكم الليلة ؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي، كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي، مؤمن بالكوكب»(2).
وفي صحيح مسلم ومسند الإمام أحمد، عن أبي مالك الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « أربع في أمتي من أمر الجاهلية، لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة»(3).
والنصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسائر الأئمة، بالنهي عن ذلك، أكثر من أن يتسع هذا الموضع لذكرها.
وصناعة التنجيم، التي مضمونها الإحكام والتأثير، وهو الاستدلال على الحوادث الأرضية [ بالأحوال الفلكية أو التمزيج بين القوى الفلكية والغوائل الأرضية](4) -: صناعة محرمة بالكتاب والسنة، بل هي محرمة على لسان جميع المرسلين، قال تعالى: {ولا يفلح الساحر حيث أتى}(5). وقال تعالى: {ألم تر}{إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت}(6). قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيره: الجبت السحر.
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل. وقد استدركناه من سائر النسخ. ن
(2) البخاري 2: 433 - 434، و7: 338 (فتح). ومسلم 1: 34
(3) مسلم 1: 256. والمسند 5: 342 - 343 (طبعة الحلبي)
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل. وأثبتناه من سائر النسخ. ن
(5) طه: 69
(6) النساء: 51

(1/336)


--------------------------------------------------------------------------------

وفي صحيح البخاري، [عن عائشة رضي الله عنها قالت](1): (كان لأبي بكر غلام يأكل من خراجه، فجاء يوما بشيء، فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام: تدري مم هذا ؟ قال: وما هو ؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية، وما أحسن الكهانة، إلا أني خدعته، فلقيني، فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلت منه، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه)(2).
والواجب على ولي الأمر وكل قادر أن يسعى في إزالة هؤلاء المنجمين والكهان والعرافين وأصحاب الضرب بالرمل والحصى والقرع والفالات، ومنعهم من الجلوس في الحوانيت والطرقات، أو يدخلوا على الناس في منازلهم لذلك. ويكفي من يعلم تحريم ذلك ولا يسعى في إزالته، مع قدرته على ذلك - قوله تعالى: {كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون}(3). وهؤلاء الملاعين يقولون الإثم ويأكلون السحت، بإجماع المسلمين. وثبت في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم برواية الصديق رضي الله عنه، أنه قال: « إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه».
وهؤلاء الذين يفعلون هذه الأفعال الخارجة عن الكتاب والسنة، أنواع:
نوع منهم: أهل تلبيس وكذب وخداع، الذين يظهر أحدهم طاعة الجن له، أو يدعي الحال من أهل المحال، من المشايخ النصابين، والفقراء الكذابين، والطرقية المكارين، فهؤلاء يستحقون العقوبة البليغة التي تردعهم وأمثالهم عن الكذب والتلبيس. وقد يكون في هؤلاء من يستحق القتل، كمن يدعي النبوة بمثل هذه الخزعبلات، أو يطلب تغيير شيء من الشريعة، ونحو ذلك.
ونوع يتكلم في هذه الأمور على سبيل الجد والحقيقة، بأنواع السحر. وجمهور العلماء يوجبون قتل الساحر، كما هو مذهب أبي حنيفة ومالك وأحمد في المنصوص عنه، وهذا هو المأثور عن الصحابة، كعمر وابنه وعثمان وغيرهم. ثم اختلف هؤلاء: هل يستتاب أم لا ؟ وهل يكفر بالسحر ؟ أم يقتل لسعيه في الأرض بالفساد ؟ وقال طائفة: إن قتل بالسحر قتل، وإلا عوقب بدون القتل، إذا لم يكن في قوله وعمله كفر، وهذا هو المنقول عن الشافعي، وهو قول في مذهب أحمد رحمهما الله.
وقد تنازع العلماء في حقيقة السحر وأنواعه: والأكثرون يقولون: إنه قد يؤثر في موت المسحور ومرضه من غير وصول شيء ظاهر إليه، وزعم بعضهم أنه مجرد تخييل.
واتفقوا كلهم على أن ما كان من جنس دعوة الكواكب السبعة، أو غيرها، أو خطابها، أو السجود لها، والتقرب إليها بما يناسبها من اللباس والخواتم والبخور ونحو ذلك - فإنه كفر، وهو من أعظم أبواب الشرك، فيجب غلقه، بل سده. وهو من جنس فعل قوم إبراهيم عليه السلام، ولهذا حكى الله عنه بقوله: {فنظر نظرة في النجوم}{فقال إني سقيم}(4). وقال تعالى: {فلما جن عليه الليل رأى كوكبا} الآيات، إلى قوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}(5).
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل. والصواب ما أثبتناه من سائر النسخ. ن
(2) البخاري 7: 117 (من الفتح)
(3) المائدة: 79
(4) الصافات: 88 - 89
(5) الأنعام: 76- 82

(1/337)


--------------------------------------------------------------------------------

واتفقوا كلهم أيضا على أن كل رقية وتعزيم أو قسم، فيه شرك بالله، فإنه لا يجوز التكلم به، وإن أطاعته به الجن أو غيرهم، وكذلك كل كلام فيه كفر لا يجوز التكلم به، وكذلك الكلام الذي لا يعرف معناه لا يتكلم به، لإمكان أن يكون فيه شرك لا يعرف. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: « لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا».
ولا يجوز الاستعاذة بالجن، فقد ذم الله الكافرين على ذلك، فقال تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}(1). قالوا: كان الإنسي إذا نزل بالوادي يقول: أعوذ بعظيم هذا الوادي من سفهائه، فيبيت في أمن وجوار حتى يصبح، {فزادوهم رهقا} يعني الإنس للجن، باستعاذتهم بهم، رهقا، أي إثما وطغيانا وجراءة وشرا، وذلك أنهم قالوا: قد سدنا الجن، والإنس ! فالجن تعاظم في أنفسها وتزداد كفرا إذا عاملتها الإنس بهذه المعاملة. وقد قال تعالى: {ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون}{قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون}(2). فهؤلاء الذين يزعمون أنهم يدعون الملائكة ويخاطبونهم بهذه العزائم، وأنها تنزل عليهم -: ضالون، وإنما [تنزل](3) عليهم الشياطين، وقد قال تعالى: {ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم}(4). فاستمتاع الإنسي بالجني: في قضاء حوائجه، وامتثال أوامره، وإخباره بشيء من المغيبات، ونحو ذلك، واستمتاع الجن بالإنس: تعظيمه إياه، واستعانته به، واستغاثته وخضوعه له.
ونوع منهم [يتكلم](5) بالأحوال الشيطانية، [والكشوف ومخاطبة](6) رجال الغيب، وأن لهم خوارق تقتضي أنهم أولياء الله ! وكان من هؤلاء من يعين المشركين على المسلمين ! ويقول: إن الرسول أمره بقتال المسلمين مع المشركين، لكون المسلمين قد عصوا !! وهؤلاء في الحقيقة إخوان المشركين.
والناس من أهل العلم فيهم على ثلاثة أحزاب:
حزب يكذبون بوجود رجال الغيب، ولكن قد عاينهم الناس، وثبت عمن عاينهم أو حدثه الثقات بما رأوه، وهؤلاء إذا رأوهم وتيقنوا وجودهم خضعوا لهم.
وحزب عرفوهم، ورجعوا إلى القدر، واعتقدوا أن ثم في الباطن طريقا إلى الله غير طريقة الأنبياء !.
وحزب ما أمكنهم أن يجعلوا وليا خارجا عن دائرة الرسول، فقالوا: يكون الرسول هو ممدا للطائفتين. فهؤلاء معظمون للرسول جاهلون بدينه وشرعه.
__________
(1) الجن: 6
(2) سبأ: 40 - 41
(3) في الأصل: (ينزل). ولعل الصواب ما أثبتناه من سائر النسخ. ن
(4) الأنعام: 128
(5) في الأصل: (ونوع منهم بالأحوال الشيطانية والتسوف ومخاطبته). والصواب ما أثبتناه من إحدى النسخ. ن
(6) في الأصل: (ونوع منهم بالأحوال الشيطانية والتسوف ومخاطبته). والصواب ما أثبتناه من إحدى النسخ. ن

(1/338)


--------------------------------------------------------------------------------

والحق: أن هؤلاء من أتباع الشياطين، وأن رجال الغيب هم الجن، ويسمون رجالا، كما قال تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}(1). وإلا فالإنس يؤنسون، أي يظهرون(2) ويرون، وإنما يحتجب الإنسي أحيانا، لا يكون دائما محتجبا عن أبصار الإنس، ومن ظن أنهم من " الإنس " فمن غلطه وجهله. وسبب الضلال فيهم، وافتراق هذه الأحزاب الثلاثة - عدم الفرقان بين أولياء الشيطان وأولياء الرحمن.
ويقول بعض الناس: الفقراء يسلم إليهم حالهم ! وهذا كلام باطل، بل الواجب عرض أفعالهم وأحوالهم على الشريعة المحمدية، فما وافقها قبل ! وما خالفها رد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد». وفي رواية: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».
فلا طريقة إلا طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا حقيقة إلا حقيقته، ولا شريعة إلا شريعته، ولا عقيدة إلا عقيدته، ولا يصل أحد من الخلق بعده إلى الله وإلى رضوانه وجنته وكرامته إلا بمتابعته باطنا وظاهرا.
ومن لم يكن له مصدقا فيما أخبر، ملتزما لطاعته فيما أمر، في الأمور الباطنة التي في القلوب، والأعمال الظاهرة التي على الأبدان -: لم يكن مؤمنا، فضلا عن أن يكون وليا لله تعالى، ولو طار في الهواء، ومشى على الماء، وأنفق من الغيب، وأخرج الذهب من الخشب، ولو حصل له من الخوارق ماذا عسى أن يحصل !! فإنه لا يكون، مع تركه الفعل المأمور وعمل المحظور - إلا من أهل الأحوال الشيطانية، المبعدة لصاحبها عن الله تعالى، المقربة إلى سخطه وعذابه. لكن من ليس يكلف من الأطفال والمجانين، قد رفع عنهم القلم، فلا يعاقبون، وليس لهم من الإيمان بالله والإقرار باطنا وظاهرا ما يكونون به من أولياء الله المقربين، وحزبه المفلحين،
وجنده الغالبين. لكن يدخلون في الإسلام تبعا لآبائهم، كما قال تعالى: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين}(3)
__________
(1) الجن: 6
(2) في الأصل « يشهون»، ولا معنى لها. ولعل ما أثبتنا أقرب إلى تصحيح الكلمة
(3) الطور: 21

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eldaaia-gantelfrdous.yoo7.com
 
من كتاب شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز الحنفي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من كتاب شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز الحنفي:مختصر لشرح العقيدة الطحاوية للعلامة ابن أبي العز الحنفي -رحمه الله
» -2-من كتاب شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز الحنفي: مختصر لشرح العقيدة الطحاوية للعلامة ابن أبي العز الحنفي -رحمه الله
» -3-من كتاب شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز الحنفي: مختصر لشرح العقيدة الطحاوية للعلامة ابن أبي العز الحنفي -رحمه الله
» -3-تابع من كتاب شرح العقيدة الطحاوية في العقيدة السلفية لابن ابي العز الحنفي
» -2-تابع كتاب شرح العقيدة الطحاوية لابنالحنفي ابن ابي العز الحنفي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الداعية جنة الفردوس :: العلوم الشرعية :: علم العقيدة-
انتقل الى: