الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: د.أحمد عبد الرحيم 7 مارس، 2012 سلسلة أعذار المتقاعسين عن الدعوة إلى الله الجزء الرابع الأربعاء فبراير 27, 2013 11:42 pm | |
| ]size=24]د.أحمد عبد الرحيم 7 مارس، 2012 سلسلة أعذار المتقاعسين عن الدعوة إلى الله الجزء الرابع إن كثيرا من المتقاعسين عن القيام بواجب الدعوة الى الله يتعذرون ، بأنهم يخلون الساحة للآخرين ليعملوا في مجال الدعوة ، سبحان الله وكأن المجال فيه ازدحامٌ، حتى أصبح هو عقبةً في طرقِ الخير، وليت هذا المتقاعس قد أفسحَ المجالَ للآخرين في طلب الرزق أو الوظيفة والتي عليها قطاراتٌ من الناس ينتظرون وظيفتَهُ تشغر!. لقد نسي هذا الأخ قول الله تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ}، وقاله سبحانه: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلمُتَّقِينَ}، وقاله سبحانه في وصف المؤمنين: {أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}. ولله درك يا عمر فلقد ضرب رضي الله عنه المثل والقدوة في تحقيق مقتضى هذه الآيات حيث كان عمر رضي الله عنه يحاول جاهداً مسابقة أبي بكر رضي الله عنه في الخير. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: {فمجموعُ أمتِه ( يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم) تقومُ مقامَه في الدعوة إلى الله، ولهذا كان إجماعُهم حجةً قاطعةً، فأمتُه لا تجتمعُ على ضلالة، وإذا تنازعوا في شيء ردوا ما تنازعوا فيه إلى الله وإلى رسوله ، وكلُّ واحدٍ من الأمةِ يجب عليه أن يقومَ من الدعوة بما يقدرُ عليه إذا لم يقم به غيرُه، فما قام به غيره: سقط عنه، وما عجز: لم يطالب به ، وأما ما لم يقم به غيرُه وهو قادرٌ عليه، فعليه أن يقومَ به، ولذلك يجب على هذا أن يقوم بما لا يجب على ذاك ، كل حسب مقدرته ، وقد تقسطتِ الدعوةُ على الأمة بحسب ذلك تارة وبحسب غيره أخرى، فقد يدعو هذا إلى اعتقاد الواجب، وهذا إلى عمل ظاهر واجب، وهذا إلى عمل باطن واجب، فتنوعُ الدعوة يكون في الوجوب تارة، وفي الوقوع أخرى}. وقد تبين بما لا يدع مجالا للشك ، بأن الدعوةَ إلى الله تجبُ على كل مسلم ، لكنها فرضٌ على الكفاية، وإنما يجب على الرجل المعينِ من ذلك ما يقدر عليه إذا لم يقم به غيره، وهذا شأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتبليغِ ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، والجهادِ في سبيل الله سبحانه وتعالى ، وتعليم الإيمان والتوحيد والأحكام والأخلاق والقرآن. وقد تبين أيضاً أن الدعوة نَفسَها أمرٌ بالمعروف ونهيٌ عن المنكر، فإن الداعي إلى الله تعالى هو طالبٌ مستدعٍ مقتضٍ لما دعا إليه، وذلك هو الأمر به، إذ الأمر هو طلب الفعل المأمورِ به، واستدعاءٌ له ودعاءٌ إليه، فالدعاء إلى الله: الدعاء إلى سبيله، فهو أمر بسبيله، وسبيلُه تصديقُه فيما أخبرَ، وطاعتُهُ فيما أمر. إن الحجة التالية التي يتحجج بها المتقاعسون عن واجب الدعوة إلى الله تعالى هي التعذر بعدم وجود برامج واضحه أو خُطط مرسومة ، ومن ثَمَّ يقوم بإلقاءِ اللوم على العلماء وطلاب العلم في ذلك وينتظر منهم أن يقوموا بكل شيء. ولكن ما هو حاله شخص متجمد التفكير ، فهو لا يفكرُ أن يضعَ برنامجاً أو خطة حتى في محيطِهِ الصغيرِ الذي يعايشه سواءً كان في حيه الذي يقطن فيه ، أو موقع وظيفته الذي يقضي فيه نهار عمله ، حقيقة حاله أنه جالس منتظر للبرنامج والخطط على زعمه ، بينما وعلى نقيض ذلك ترى حاله ، لو أراد أن يبني بيتاً لجتهد ليله ونهاره في عمل خطط تجريبة لا تحصى سبحان الله على حاله ، وقد قيل: الجالسون الخاملون لا تنتظر منهم أفكاراً جديدة في تطوير الأساليب والوسائل الدعوية، ومن اعتمد على هؤلاء فقد اعتمد على الأوهام والأحلام ، إن الذي لا يعايشُ همَّ الدعوة وينامُ ويستيقظُ عليها محال أن ترد عليه أفكارٌ في تطويرها والرفع من شأنها : ليست الثكلى كالمستأجرة.
ولا يزال قطار الأعذار مستمر فترى المتقاعس عن ركب الدعوة إلى الله منشغلا طوال وقته في نقد الآخرين ، وهو في ذات الوقت تجده لا يحسن أن يلقي درساً ، وأخر لا يعرف أن يكتب مقالاً، و ثالث لا يصلح أن يشرف على عمل... الخ. ولقد قال الحسن البصري في وصف أناسٍ مثل هؤلاء لما وجدهم قدِ اجتمعوا في المسجد يتحدثون: إن هؤلاء ملوا العبادة ووجدوا الكلامَ أسهلَ عليهم وقلَّ ورعُهم فتحدثوا، وقال الوليد بن مزيد: سمعت الأوزاعي يقول: إن المؤمنَ يقولُ قليلاً، ويعملُ كثيراً، وإن المنافقَ يتكلمُ كثيراً، ويعملُ قليلاً. قال النسابةُ البكريُّ لرؤبةَ بنِ العجاج: ما أعداء المروءة؟ قال: تخبرني، قال: بنو عمِّ السوء: إن رأوا حسناً ستروه، وان رأوا سيئاً أذاعوه. ولقد برع ابن زنجي البغدادي في وصفهم فقال: يمشون في الناس يبغون العيوبَ لمن لا عيب فيه، لكي يستشرفَ العطبُ إن يعلموا الخيرَ يخفوه، وإن علموا شرا أذاعوا وإن لم يعلموا كذبوا.
ومن أعراض هذا المرض أيضاً: التهويلُ والمبالغةُ، واستعمال العدسةِ المكبرةِ للتفتيش عن صغائرِ الغَير ، ولقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: يبصر أحدُكم القذاةَ في عين أخيه، وينسى الجذلَ أو الجذعَ في عين نفسه. فليتأمل كل متكاسل مشغول بعيوب غيره ويتغافل عن إساءات نفسه قول الشاعر: وتعـذر نفسك إذا ما أســــأت وغيرك بالعــذر لا تعـــــذر وتبصر في العين منه القـــــذى وفي عـينك الجذع لا تبصــــر وكيف ترى في عين صاحبك القـذى ويخفى قذى عينيك وهو عظـــيم أسأل الله تعالى أن يهدينا رشدنا ، وأن يستعملنا في خدمة دينه ، وإعلاء كلمته ، فالدعوة الى الله شرف ما بعدها شرف ، هو ولي ذلك والقادر عليه وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. [/size] | |
|