الداعية جنة الفردوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركته
أهلاً ومرحاً أيها الزائر العزيز في منتدى الداعية جنة الفردوس الإيسلامي
نرجو منك أن تشرفنا بنضمامك معنا في المنتدى
اذا كنت منضم معنا فرجاءً سجل الدخول
تحيات الداعية جنة الفردوس
الداعية جنة الفردوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركته
أهلاً ومرحاً أيها الزائر العزيز في منتدى الداعية جنة الفردوس الإيسلامي
نرجو منك أن تشرفنا بنضمامك معنا في المنتدى
اذا كنت منضم معنا فرجاءً سجل الدخول
تحيات الداعية جنة الفردوس
الداعية جنة الفردوس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اسلامي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  تابع --11- نونية شيخ الاسلام :ابن القيم الجوزي (الكافية الشافية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الداعية جنة الفردوس
Admin
Admin
الداعية جنة الفردوس


عدد المساهمات : 4517
جوهرة : 13406
تاريخ التسجيل : 03/01/2013

 تابع --11- نونية شيخ الاسلام :ابن القيم الجوزي (الكافية الشافية) Empty
مُساهمةموضوع: رد: تابع --11- نونية شيخ الاسلام :ابن القيم الجوزي (الكافية الشافية)    تابع --11- نونية شيخ الاسلام :ابن القيم الجوزي (الكافية الشافية) I_icon_minitimeالإثنين مايو 20, 2013 11:29 pm

 تابع --11- نونية شيخ الاسلام :ابن القيم الجوزي (الكافية الشافية) 946737_533698770005931_1117171192_n
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eldaaia-gantelfrdous.yoo7.com
الداعية جنة الفردوس
Admin
Admin
الداعية جنة الفردوس


عدد المساهمات : 4517
جوهرة : 13406
تاريخ التسجيل : 03/01/2013

 تابع --11- نونية شيخ الاسلام :ابن القيم الجوزي (الكافية الشافية) Empty
مُساهمةموضوع: تابع --11- نونية شيخ الاسلام :ابن القيم الجوزي (الكافية الشافية)    تابع --11- نونية شيخ الاسلام :ابن القيم الجوزي (الكافية الشافية) I_icon_minitimeالأحد مايو 12, 2013 4:47 pm


تابع --11- نونية شيخ الاسلام :ابن القيم الجوزي (الكافية الشافية)
=====================================
فصل
في بيان أن المصيبة التي حلت بأهل التعطيل والكفران
من جهة الأسماء التي ما أنزل الله بها من سلطان
يا قوم أصل بلائكم أسماء لم*** ينزل بها الرحمن من سلطان
هي عكستكم غاية التعكيس واقتـ***ـلعت دياركم من الأركان
فتهدمت تلك القصور وأوحشت*** منكم ربوع العلم والايمان
والذنب ذنبكم قبلتم لفظها*** من غير تفصيل ولا فرقان
وهي التي اشتملت على أمرين من*** حق وأمر واضح البطلان
سميتم عرش المهيمن حيّزا*** والاستواء تحيزا بمكان
وجعلتم فوق السموات العلى*** جهة وسقتم نفي ذا بوزان
وجعلتم الاثبات تشبيها وتجـ***ـسيما وهذا غاية البهتان
وجعلتم الموصوف جسما قابل الا***عراض والأكوان والألوان
وجعلتم أوصافه عرضا وهـ***ذا كله جسر الى النكران
وكذاك سميتم حلول حوادث*** أفعاله تلقيب ذي عدوان
إذ تنفر الأسماع من ذا اللفظ نفـ***ـرتها من التشبيه والنقصان
فكسوتم أفعاله لفظ الحوا***دث ثم قلتم قول ذي بطلان
ليست تقوم به الحوادث والمرا***د النفي للافعال للديان
فإذا انتفت أفعاله وصفاته*** وكلامه وعلو ذي السلطان
فبأي شيء كان ربا عندكم*** يا فرقة التحقيق والعرفان
والقصد نفي فعاله عن بذا التلـ***ـقيب فعل الشاعر الفتان
وكذاك حكمة ربنا سميتم*** عللا وأغراضا وذان اسمان
لا يشعران بل ضدهما*** فيهون حينئذ على الأذهان
نفي الصفات وحكمة الخلاق والأ***فعال إنكارا لهذا الشأن
وكذا استواء الرب فوق العر*** قلتم أنه التركيب ذو بطلان
وكذاك وجه الرب جل جلاله*** وكذاك لفظ يد ولفظ يدان
سميتم ذا كله الأعضاء بل*** سميتموه جوارح الانسان
وسطوتم بالنفي حينئذ عليـ***ـه كنفينا للعيب مع نقصان
قلتم ننزهه على الأعراض والا***غراض والأبعاض والجثمان
وعن الحوادث أن تحل بذاته*** سبحانه من طارق الحدثان
والقصد نفي صفاته وفعاله*** والاستواء وحكمة الرحمن
والناس أكثرهم بسجن اللفظ مسـ***ـجونون خوف معرة السبحان
والكل لا الفرد يقبل مذاهبا*** في قالب ويرده في ثان
والقصد أن الذات والأوصاف وال***أفعال لا تنفى بذا الهذيان
سموه ما شئتم فليس الشأن في ال*** أسماء بل في مقصد ومعان
كم ذا توسلتم بلفظ الجسم*** والتجسيم للتعطيل والكفران
وجعلتموه الترس ان قلنا لكم*** الله فوق العرش والأكوان
قلتم لنا جسم على جسم تعا***لى الله عن جسم وعن جثمان
وكذاك ان قلنا القرآن كلامه*** منه بدا لك يبد من إنسان
كلا ولا ملك ولا لوح ولـ***ـكن قاله الرحمن قول بيان
قلتم لنا أن الكلام قيامه*** بالجسم أيضا وهو ذا حدثان
عرض يقوم بغير جسم ولم يكن*** هذا بمعقول لذي الأذهان
وكذاك حين نقول ينزل ربنا*** في ثلث ليل وآخر أو ثان
قلتم لنا أن النزول لغير أجسـ***ـام محال ليس ذا إمكان
وكذاك ان قلنا يرى سبحانه*** قلتم أجسم كي يرى بعيان
أم كان ذا جهة تعالى ربنا*** عن ذا فليس يراه من إنسان
ما إذا قلنا وجه كما*** في النص أو قلنا كذاك يدان
وكذاك ان قلنا كما في النص أ***ن القلب بين أصابع الرحمن
وكذاك ان قلنا الأصابع فوقها*** كل العوالم وهي ذو رجفان
وكذاك ان قلنا يداه لأرضه*** وسمائه في الحشر قابضتان
وكذاك ان قلنا سيكشف ساقه*** فيخر ذاك الجميع للأذقان
وكذاك ان قلنا يجيء لفصله*** بين العباد بعدل ذي سلطان
قامت قيامتكم كذاك قيامة الآ***تي بهذا القول في الرحمن
والله لو قلنا الذي قال الصحا***بة والألى من بعدهم بلسان
لرجمتمونا بالحجارة ان قدر***تم بعد رجم الشتم والعدوان
وجعلتم الجسم الذي قدرتم*** بطلانه طاغوت ذا البطلان
ووضعتم للجسم معنى غير معـ***روف به في وضع كل لسان
وبنيتم نفي الصفات عليه فاجـ***ـتمعت لكم إذ ذاك محذوران
كذب على لغة الرسول ونفي إثـ***ـبات العلو لفاطر الأكوان
وركبتم إذ ذاك تحريفين تحـ***ـريف الحديث ومحكم القرآن
وكسبتم وزرين وزر النفي والتـ***ـحريف فاجتمعت لكم كفلان
وعداكم أجران أجر الصدق والـ***إيمان حتى فاتكم حظان
وكسبتم مقتين مقت الهكم*** والمؤمنين فنالكم مقتان
ولبستم ثوبين ثوب الجهل والـ***ـظلم القبيح فبئست الثوبان
واتخذتم طرزين طرز الكبر والتـ***ـيه لعظيم فبئست الطرزان
ومددتم نحو العلى باعين لـ***ـكن لم تطل منكم لها الباعان
وأتيتموها من سوى أبوابها*** لكن تسورتم من الحيطان
وغلقتم بابين لو فتحا لكم*** فزتم بكل بشارة وتهان
باب الحديث وباب هذا الوحي من***يفتحهما فليهنه البابان
وفتحتم بابين من يفتحهما*** تفتح عليه مواهب الشيطان
باب الكلام وقد نهيتم عنه*** والباب الحريق فمنطق اليونان
فدخلتم دارين دار الجهل في الد***نيا ودار الخزي في النيران
وطعمتم لونين لون الشك والتشـ***ـكيك بعد فبئست اللونان
وركبتم أمرين كم قد أهلكا*** من أمة في سالف الأزمان
تقديم آراء الرجال على الذي*** قال الرسول ومحكم القرآن
والثاني نسبتهم الى الألغاز*** والتلبيس والتدليس والكتمان
ومكرتم مكرين لو تما لكم***لانفصمت فينا عرى الايمان
أطفأتم نور الكتاب وسنة الهـ***ـادي بذا التحريف والهذيان
لكنكم أوقدتمو للحرب نا***را بين طائفتين مختلفان
والله مطفيها بألسنة الألى*** قد خصهم بالعام والايمان
والله لو غرق المجسم في فم التجسـ***ـيم من قدم الى الآذان
فالنص أعظم عنده وأجل قد*** را أن يعارضه بقول فلان
فصل
في كسر الطاغوت الذي نفوا به صفات ذي الملكوت والجبروت
أهون بذا الطاغوت لا عز اسمه*** طاغوت ذي التعطيل والكفران
كم من أسير بل جريح بل قتيـ***ـل تحت ذا الطاغوت في الأزمان
وترى الجبان يكاد يخلع قلبه *** من لفظه تبا لكل جبان
وترى المخنث حين يقرع سمعه*** تبدو عليه شمائل النسوان
ويظل منكوحا لكل معطل*** ولكل زنديق اخي كفران
وترى صبي العقل يفزعه اسمه*** كالغول حين يقال للصبيان
كفران هذا الاسم لا سبحانه*** أبدا وسبحان العظيم الشان
كم ذا التترس بالمحال أما ترى*** قد مزقته كثرة السهمان
جسم وتجسيم وتشبيه أما***تعيون من فشر ومن هذيان
أنتم وضعتم ذلك الطاغـ****ـوت ثم به نفيتم موجب القرآن
جعلتموه شاهدا بل حاكما*** هذا على من يا أولي العدوان
أعلى كتاب الله ثم رسوله*** بالله فاستحيوا من الرحمن
فقضاؤه بالجور والعدوان مثـ***ـل قيامه بالزور والعدوان
وقيامه بالزور مثل قضائه*** بالجور والعدوان والبهتان
كم ذي الجعاجع ليس شيء تحتها*** الا الصدى كالبوم في الخربان
ونظير هذا قول ملحدكم وقد*** جحد الصفات لفاطر الأكوان
لو كان موصوفا لكان مركبا*** فالوصف والتركيب متحدان
ذا المنجنيق وذلك الطاغوت قد*** هدما دياركم الى الأركان
والله ربي قد أعان بكسر ذا*** وبقطع ذا سبحان ذي الاحسان
فلئن زعمتم أن هذا لازم*** لمقالكم حقا لزوم بيان
فلنا جوابات ثلاث كلها*** معلومة الايضاح والتبيان
منع اللزوم وما بأيديكم سوى*** دعوة مجردة عن البرهان
لا يرتضيها عالم أو عاقل*** بل تلك حيلة مفلس فتان
فلئن زعمتم أن منع لزومه*** منكم مكابرة على البطلان
فجوابنا الثاني امتناع النفي في*** ما تدعون لزومه ببيان
ان كان ذلك لازما للنص والملـ***ـزوم حق وهو ذو برهان
والحق لازمه فحق مثله*** أنى يكون الشيء ذا بطلان
ويكون ملزوما به حقا فذا*** عين المحال وليس في الامكان
فتعين الالزام حينئذ على*** قول الرسول ومحكم القرآن
وجعلتم أتباعه منا نسترا*** خوف خوفا من التصريح بالكفران
والله ما قلنا سوى ما قاله*** هذي مقالتنا بلا كتمان
فجعلتموها جنة والقصد مفهـ***ـوم فنحن وقاية القرآن
هذا وثالث ما نجيب به هو استفسـ***ـاركم يا فرقة العرفان
ماذا الذي تعنون بالجسم الذي*** ألزمتمونا أوضحوا ببيان
تعنون ما هو قائم بالنفس أو*** عال على العرش العظيم الشان
أو ذا الذي قامت به الأوصاف أو*** صاف الكمال عديمة النقصان
أو ما تركب من جواهر فردة*** أو صورة حلت هيولي ثان
أو ما هو الجسم الذي في العرف أو*** في الوضع عند تخاطب بلسان
أو ما هو الجسم الذي في الذهن ذا***ك يقال تعليم لذي الأذهان
ماذا الذي في ذاك يلزم من ثبو***ت علوه من فوق كل مكان
فأتوا بتعيين الذي هو لازم*** فاذا تعين ظاهر التبيان
فأتوا ببرهانين برهان اللزو***م ونفي لازمه فذان اثنان
والله لو نشرت لكم أشياخكم*** عجزوا ولو واطاهم الثقلان
ان كنتم أنتم فحولا فابرزوا*** ودعوا الشكاوى حيلة النسوان
وإذا اشتكيتم فاجعلوا الشكوى ال***ى الوحيين لا القاضي ولا السلطان
فنجيب بالتركيب حينئذ جوابا*** شافيا فيه هدى الحيران
الحق اثبات الصفات ونفيها*** عين المحال وليس في الامكان
فالجسم اما لازم لثبوتها*** فهو الصواب وليس ذا بطلان
أو ليس يلزم من ثبوت صفاته*** فشناعة الالزام بالبهتان
فالمنع في إحدى المقدمتين معـ***ـلوم البيان إذا بلا نكران
المنع إما في اللزوم أو انتقا***ء اللازم المنسوب للبطلان
هذا هو الطاغوت قد أضحى كما*** أبصرتموه بمنة الرحمن
فصل
في مبدأ العداوة الواقعة بين المثبتين الموحدين
وبين النفاة المعطلين
يا قوم تدرون العداوة بيننا*** من أجل ماذا في قديم زمان
انا تحيزنا الى القرآن والنـ***ـقل الصحيح مفسر القرآن
وكذا الى العقل الصريح وفطرة الر***حمن قبل تغير الانسان
هي أربع متلازمات بعضها*** قد صدقت بعضا على ميزان
والله ما اجتمعت لديكم هذه*** أبدا كما أقررتم بلسان
اذ قلتم العقل الصحيح يعارض الـ***ـمنقول من أثر ومن قرآن
فتقدم المعقول ثم انصرف الـ***ـمنقول بالتأويل ذي الألوان
فإذا عجزنا عنه ثم ألقيناه لم*** نعبأ به قصدا الى الاحسان
ولكم بذا سلف لهم تابعتم*** لما دعوا للأخذ بالقرآن
صدوا فلما أن أصيبوا أقسموا*** لمرادنا توفيق ذي الاحسان
ولقد أصيبوا في قلوبهم وفي*** تلك العقول بغاية النقصان
فأتوا بأقوال إذا حصلتها*** أسمعت ضحكة هازل مجان
هذا جزاء المعرضين عن الهدى*** متعوضين زخارف الهذيان
واضرب لهم مثلا بشيخ القوم إذ*** يأبى السجود بكبر ذي طغيان
ثم ارتضى الى أن أن صار قوادا لأر***باب الفسوق وكل ذي عصيان
وكذاك أهل الشرك قالوا كيف ذا*** بشر أتى بالوحي والقرآن
ثم ارتضوا أن يجعلوا معبودهم*** من هذه الأحجار والأوثان
وكذاك عباد الصليب حموا بتا***ركهم من النسوان والولدان
وأتوا الى رب السموات العلى***جعلوا له ولدا من الذكران
وكذلك الجهمي نزه ربه*** عن عرشه من فوق ذي الأكوان
حذرا من الحصر الذي في ظنه*** أو أن يرى متحيزا بمكان
فأصاره عدما وليس وجوده*** متحققا في خارج الأذهان
لكنمكا قدمائهم قالوا بأن***ن الذات قد وجدت بكل مكان
جعلوه في الآبار والأنجاس والـ*** ـحانات والخربات والقيعان
والقصد أنكم تحيزتم الى الآر***راء وهي كثيرة الهذيان
فتلونت بكم فجئتم أنتم*** متلونين عجائب الأكوان
وعرضتم قول الرسول على الذي*** قد قاله الأشياخ عرض وزان
وجعلتم أقوالهم ميزان ما*** قد قاله والقول في الميزان
ووردتم سفل المياه ولم نكن*** نرضى بذاك الورد للظمآن
وأخذتم أنتم بنيات الطريق ونحـ***ـن سرنا في الطريق الأعظم السلطاني
وجعلتم ترس الكلام مجنكم*** تبا لذاك الترس عند طعان
ورميتم أهل الحديث بأسهم*** عن فوس موتور الفؤاد جبان
فتترسوا بالوحي والسنن التي*** تتلوه نعم الترس للشجعان
هو ترسهم والله من عدوانكم*** والترس يوم البعث من نيران
أفتاركوه لفشركم ومحالكم*** لا كان ذاك بمنة الرحمن
ودعوتمونا للذي قلتم به*** قلنا معاذ الله من خذلان
فاشتد ذاك الحرب بين فريقنا*** وفريقكم وتفاقم الأمران
وتأصلت تلك العداوة بيننا*** من يوم أمر الله للشيطان
بسجوده فعصى وعارض أمره*** بقياسه وبعقله الخوان
فأتى التلاميذ الوقاح فعارضوا*** أخباره بالفشر والهذيان
ومعارض للأمر مثل معارض الأ***خبار هم في كفرهم صنوان
من عارض المنصوص بالمعقول قد*** ما أخبرونا يا أولي العرفان
أو ما عرفتم أنه القدري والـ***ـجبري أيضا ذاك في القرآم
إذ قال قد أغويتني وفتنتني***لأزينن لهم مدى الأزمان
فاحتج بالمقدور ثم أبان أن الـ***ـفعل منه بغية وزيان
فانظر الى ميراثهم ذا الشيـ***ـيخ بالتعصيب والميراث بالسهمان
فسألتكم بالله من وراثه؟*** منا ومنكم بعد ذا التبيان
هذا الذي ألقى العداوة بيننا*** إذ ذاك واتصلت به الى الآن
أصلتم أصلا وأصل خصمكم*** أصلا فحين تقابل الأصلان
ظهر التباين فانتشت ما بيننا الـ***ـحرب العوان وصيح بالأقران
أصلتم آراء الرجال وخصوصها*** من غير برهان ولا سلطان
هذا وكم رأي لهم فبرأي من***نزن النصوص فأوضحوا ببيان
كل له رأي ومعقول له*** يدعو ويمنع أخذ رأي فلان
والخصم أصل محكم القرآن مع*** قول الرسول فطرة الرحمن
وبنى عليه فاعتلى بنيانه*** نحو الاسما أعظم بذا البنيان
وعلى شفا جرف بنيتم أنتم*** فأتت سيول الوحي والايمان
قلعت أساس بنائكم فتهدمت*** تلك السقوف وخر للأركان
الله أكبر لو رأيتم ذلك البنيـ***ـان حين علا كمثل دخان
تسمو اليه نواظر من تحته*** وهو الوضيع ولو يرى بعيان
فاصبر له وهنا ورد الطرف تلقـ***ـاه قريبا في الحضيض الداني
فصل
في بيان أن التعطيل أساس الزندقة والكفران
والاثبات أساس العلم والايمان
من قال أن الله ليس بفاعل*** فعلا يقوم به قيام معان
كلا وليس الأمر أيضا قائما*** بالرب بل من جملة الأكوان
كلا وليس الله فوق عباده*** بل عرشه خلو من الرحمن
فثلاثة والله لا تبقى من الا***يمان حبة خردل بوزان
وقد استراح معطل هذه الثلا***ث من الاله وجملة القرآن
ومن الرسول ودينه وشريعة الاسلام بل من جملة الأديان
وتمام ذاك جحوده لصفاته*** والذات دون الوصف ذو بطلان
وتمام ذا الايمان اقرار الفتى*** بالله فاطر هذه الأكوان
فإذا أقر به وعطل كل مفـ***ـروض ولم يتوق من عصيان
لم ينقص الايمان حبة خردل*** أنى وليس يقابل النقصان
وتمام هذا قوله أن النبـ***ـوة ليس وصفا قام به الانسان
لكن تعلق ذلك المعنى القديـ***ـم بواحد من جملة الانسان
هذا وما ذاك التعلق ثابتا*** في خارج بل ذاك في الأذهان
فتعلق الأقوال لا يعطي الذي***وقفت عليه الكون في الأعيان
هذا إذا ما حصل المعنى الذي*** قلتم هو النفسي في البرهان
لكن جمهور الطوائف لم يروا***ذا ممكنا بل ذاك ذو بطلان
ما قال هذا غيركم من سائر النـ***ـظار في الآفاق والأزمان
تسعون وجها بينت بطلانه*** لولا القريض لسقتها بوزان
يا قوم أين الرب؟ أين كلامه؟*** أين الرسول فأوضحوا ببيان
ما فوق عرش الرب من هو قائل*** طه ولا حرفا من القرآن
ولقد شهدتم أن هذا قولكم*** والله يشهد مع أولي الايمان
وارحمتاه لكم غبنتم حظكم*** من كل معرفة ومن ايمان
ونسبتم للكفر أولى منمكم*** بالله والايمان والقرآن
هذي بضاعتكم فمن يستامها*** فقد ارتضى بالجهل والخسران
وتمام هذا قولكم في مبدأ*** ومعادنا أعني المعاد الثاني
وتمام هذا قولكم بفناء دا***ر الخلد فالداران فانيتان
يا قومنا بلغ الوجود بأسره الد***نيا مع الأخرى مع الايمان
الخلق والأمر المنزل والجزا***ومنازل الجنات والنيران
والناس قد ورثوه بعد فمنهم*** ذو السهم والسهمين والسهمان
بئس المورث والمورث والترا***ث ثلاثة أهل لكل هوان
يا وراثين نبيهم بشراكم*** ما إرثكم مع إرثهم سيان
شتان بين الوارثين وبين مو***روثيها وسهام ذي سهمان
يا قوم ما صاح الأئمة جهدهم*** بالجهم من أقطارها بأذان
الا لما عرفوه من أقواله***ومآلها بحقيقة العرفان
قول الرسول وقول جهم عندنا*** في قلب عبد ليس يجتمعان
نصحوكم والله جهد نصيحة*** ما فيهم والله من خوان
فخذو بهديهم فربي ضامن *** ورسوله أن تفعلوا بجنان
فإذا أبيت فالسلام على من اتبـ***ـع الهدى وانقاد للقرآن
سيروا على نجب العزائم واجعلوا*** بظهورها المسرى الى الرحمن
سبق المفرد وهو ذاكر ربه*** في كل حال ليس ذا نسيان
لكن أخو الغفلات منقطع به*** بين المفاوز تحت ذي الغيلان
صيد السباع وكل وحش كاسر*** بئس المضيف لأعجز الضيفان
وكذلك الشيطان يصطاد الذي*** لا يذكر الرحمن كل أوان
والذكر أنواع فأعلى نوعه*** ذكر الصفات لربنا المنان
وثبوتها أصل لهذا الذكر والنـ***ـافي لها داع الى النسيان
فلذاك كان خليفة الشيطان ذا*** لا مرحبا بخليفة الشيطان
والذاكرون على مراتبهم فأعـ***ـلاهم أولو الايمان والعرفان
بصفاته العليا اذا قاموا بحمـ***ـد الله في سر وفي اعلان
وأخص اهل الذكر بالرحمن أعـ***ـلمهم بها هم صفوة الرحمن
وكذاك كان محمد وأبوه ابـ***ـراهيم والمولود من عمران
وكذاك نوح وابن مريم عندنا*** هم خير خلق الله من إنسان
لمعارف حصلت لهم بصفاته*** لم يؤتها أحد من الانسان
وهم أولو العزم الذي بصورة الأ***حزاب والشورى أتوا ببيان
وكذلك القرآن مملوء من الأ***وصاف وهي القصد بالقرآن
ليصير معروفا لنا بصفاته*** ويصير مذكورا لنا بجنان
ولسان أيضا مع محبتنا له*** فلأجل ذا الاثبات في الايمان
مثل الأساس من البناء فمن يرم*** هدم الأساس فكيف بالبنيان
والله ما قام البناء لدين رسـ***ـل الله بالتعطيل للديّان
ما قام الا بصفات مفصلا*** إثباتها تفصيل ذي عرفان
فهي الأساس لديننا ولكل ديـ***ـن قبله من سائر الأديان
وكذاك ذندقة العباد أساسها التـ***ـعطيل يشهد ذا أولو العرفان
والله ما في الأرض زندقة بدت*** الا من التعطيل والنكران
والله ما في الأرض زندقة بدت*** من جانب الاثبات والقرآن
هذي زنادقة العباد جميعهم*** ومصنفاتهم بكل مكان
ما فيهم أحد يقول الله فو***ق العرش مستول على الأكوان
ويقول إن الله جل جلاله*** متكلم بالوحي والقرآن
ويقول إن الله كلم عبده*** موسى فأسمعه بذي الآذان
ويقول ان النقل غير معارض***للعقل بل أمران متفقان
والنقل جاء بما يحار العقل فيـ***ـه لا المحال البيّن البطلان
فانظر الى الجهمي كيف اتى الى*** أس الهدى ومعاقل الايمان
بمعاول التعطيل يقطعها فما*** يبقى على التعطيل من إيمان
يدري بهذا عارف بمآخذ ال***أقوال مضطلع بهذا الشأن
والله لو حدقتم لرأيتم *** هذا وأعظم منه رأي عيان
لكن على تلك العيون غشاوة*** ما حيلة الكحال في العميان
فصل
في بهت أهل الشرك والتعطيل في رميهم
أهل التوحيد والاثبات بتنقيص الرسول
قالوا تنقصتم من رسول الله وا*** عجبا لهذا البغي والبهتان
عزلوه أن يحتج قط بقوله*** في العلم بالله العظيم الشان
عزلوا كلام الله ثم رسوله*** عن ذاك عزلا ليس ذا كتمان
جعلوا حقيقته وظاهره هو الـ***ـكفر الصريح البيّن البطلان
قالوا وظاهره هو التشبيه والتـ***ـجسيم حاشا ظاهر القرآن
من قال في الرحمن ما دلت عليـ***ـه حقيقة الأخبار والفرقان
فهو المشبه والمثل والمجـ***ـسم عابد الأوثان لا الرحمن
تالله قد مسخت عقولكم فليـ***ـس وراء هذا قط من نقصان
ومريتم حزب الرسول وجنده*** بمصابكم يا فرقة البهتان
وجعلتم التنقيص عين وفاقه*** إذ لم يوافق ذاك رأي فلان
أنتم تنقصتم اله العرش*** والقرآن والمبعوث بالقرأن
نزهتوه عن صفات كماله***وعن الكلام وفوق كل مكان
وجعلتم ذا كله*** التشبيه والتـ***ـمثيل والتجسيم ذا البطلان
وكلامكم فيه الشفاء وغاية الـ***ـتحقيق يا عجبا لذا الخذلان
جعلوا عقولهم أحق بأخذ ما*** فيها من الأخبار والقرآن
وكلامه لا يستفاد به اليقيـ***ـن لأجل ذا لا يقبل الخصمان
تحكيمه عند اختلافهما بل الـ***ـمعقول ثم المنطق اليوناني
أي التنقص بعد ذا لولا الوقا*** حة والجراءة يا أولي العدوان
يا من له عقل ونور قد غدا*** يمشي به في الناس كل زمان
لكننا قلنا مقالة صارخ*** في كل وقت بينكم بأذان
الرب رب والرسول فعبده*** حقا وليس لنا اله ثان
فلذاك لم نعبده مثل عبادة الـ***ـرحمن فعل المشرك النصراني
كلا ولم نغل الغلو كم نهى*** عنه الرسةل مخافة الكفران
لله حق لا يكون لغيره*** ولعبده حق هما حقان
لا تجعلوا الحقين حقا واحدا*** من غير تمييز ولا فرقان
فالحج للرحمن دون رسوله*** وكذا الصلاة وذبح ذا القربان
وكذا السجود ونذرنا ويميننا*** وكذا متاب العبد من عصيان
وكذا التوكل والانابة والتقى*** وكذا الرجاء وخشية الرحمن
وكذا العبادة واستعانتنا به*** إياك نعبد ذان توحيدان
وعليهما قام الوجود بأسره*** دنيا وأخرى حبذا الركنان
وكذلك التسبيح والتكبير والتـ***ـهليل حق الهنا الديان
لكنما التعزيز والتوقير حـ***قّ للرسول بمقتضى القرآن
والحب والايمان والتصديق لا*** يختص بل حقان مشتركان
هذي تفاصيل الحقوق ثلاثة*** لا تجهلوها يا أولي العدوان
حق الاله عبادة بالأمر لا*** بهوى النفوس فذاك للشيطان
من غير اشراك به شيئا هما*** سببا النجاة فحبذا السببان
ورسوله فهو المطاع وقوله المـ***ـقبول إذ هو صاحب البرهان
والأمر منه الحتم لا تخيير فيـ***ـه عند ذي عقل وذي إيمان
من قال قولا غيره قمنا على*** أقواله بالسبر والميزان
ان وافقت قول الرسول وحكمه*** فعلى الرؤوس تشال كالتيجان
أو خالفت هذا رددناها على*** من قالها من كان من إنسان
أو أشكلت عنا توقفنا ولم*** نجزم بلا علم ولا برهان
هذا الذي أدى اليه علمنا*** وبه ندين الله كل أوان
فهو المطاع وأمره العالي على*** أمر الورى وأوامر السلطان
وهو المقدم في محبتنا على الـ***أهلين والأزواج والولدان
وعلى العباد جميعهم حتى على النـ***ـفس التي قد ضمها الجنبان
ونظير هذا قول أعداء المسـ***ـيح من النصارى عابدي الصلبان
انا تنقصنا المسيح بقولنا*** عبد وذلك غاية النقصان
لو قلتم ولد اله خالق*** وفيتموه حقه بوزان
وكذاك أشباه النصارى قد غلوا*** في دينهم بالجهل والطغيان
صاروا معادين الرسول وديننا*** في صورة الأحباب والاخوان
فانظر الى تبديلهم توحيده*** بالشرك والايمان بالكفران
وانظر الى تجريده التوحيد من*** أسباب كل الشرك بالرحمن
راجع مقالتهم وما قد قاله*** واستدع بالنقاد والوزان
عقل وفطرتك السليمة ثم زن*** هذا وذا لا تطغ في الميزان
فهناك تعلم أي حزبينا هو الـ*** منتقص المنقوص ذو العدوان
رامي البريء بدائه ومصابه***فعل المباهت أوقح الحيوان
كمعيّر الناس بالزعل الذي*** هو ضربه فاعجب لذي البهتان
يا فرقة التنقيص بل يا أمة الدعوى بلا علم ولا عرفان
والله ما قدمتم يوما مقا***لته على التقليد للانسان
والله ما قال الشيوخ وقال الا*** كنتم معهم بلا كتمان
والله أغلاط الشيوخ لديكم*** أولى من المعصوم بالبرهان
وكذا قضيتم بالذي حكمت به*** جهلا على الأخبار والقرآن
والله انهم لديكم مثل معصوم وهذا غاية الطغيان
تبا لكم ماذا التنقص بعد ذا*** لو تعرفون العدل من نقصان
والله ما يرضيه جعلكم له*** ترسا لشرككم وللعدوان
وكذاك جعلكم المشايخ جنة*** بخلافة والقصد ذو تبيان
والله يشهد ذا بحذر قلوبكم*** وكذاك يشهده أولو الايمان
والله ما عظمتموه طاعة*** ومحبة يا فرقة العصيان
إني وجهلكم به وبيجنه*** وخلافكم للوحي معلومان
أوصاكم أشياخكم بخلافهم*** لوفاقه في سالف الأزمان
خالفتم قول الشيوخ وقوله*** فغدا لكم خلفان متفقان
والله أمركم عجب معجب*** ضدان فيكم ليس يتفقان
تقديم آراء الرجال عليه مع*** هذا الغلو فكيف يجتمعان
كفرتم من جرد التوحيد جهـ***ـلا منكم بحقائق الايمان
لكن تجردتم لنصر الشرك والـ***ـبدع المضلة في رضا الشيطان
والله لم نقصد سوى التجريد للتـ*** ـوحيد ذاك وصية الرحمن
ورضا رسول الله منا لا غلو*** الشرك أصل عبادة الأوثان
والله لو يرضى الرسول دعاءنا*** اياه بادرنا الى الاذعان
والله لو يرضى الرسول سجودنا*** كنا نخر له على الأذقان
والله ما يرضيه منا غير*** اخلاص وتحكيم لذا القرآن
ولقد نهى ذا الخلق عن اطرائه*** فعل النصارى عابدي الصلبان
ولقد نهانا أن نصير قبره*** عيدا حذار الشرك بالرحمن
ودعا بأن لا يجعل القبر الذي*** ضمه وثنا من الأوثان
فأجاب رب العالمين دعاءه*** وأحاطه بثلاثة الجدران
حتى اغتدت أرجاؤه بدعائه*** في عزة وحماية وصيان
ولقد غدا عند الوفاة مصرحا*** باللعن يصرخ فيهم بأذان
وعنى الألي جعلوا القبور مساجدا*** وهم اليهود وعابدو الصلبان
والله لولا ذاك أبرز قبره*** لكنهم حجبوه بالحيطان
قصدوا الى تسنيم حجرته ليمـ***ـتنع السجود له على الأذقان
قصدوا موافقة الرسول وقصـ***ـده التجريد للتوحيد للرحمن
يا فرقة جهلت نصوص نبيهم*** وقصوده وحقيقة الايمان
فسطوا على أتباعه وجنوده*** بالغي والعدوان والبهتان
لا تعجلوا وتبينوا وتثبتوا*** فمصابكم ما فيه من حيران
قلنا الذي قال الأئمة قبلنا*** وبه النصوص أتت على التبيان
القصد حج البيت وهو فريضة الر*** حمن واجبة على الأعيان
ورحالنا شدت اليه من بقا***ع الأرض قاصيها كذاك الداني
من لم يزر بيت الاله فما له*** من حجة سهم ولا سهمان
وكذا نشد رحالنا للمسجد النـ***ـبوي خير مساجد البلدان
من بعد مكة أو على الاطلاق فيـ***ـه اخلف بين القوم منذ زمان
ونراه عند النذر فرضا لكـ***ـن النعمان يأبى ذا وللنعمان
أصل هو النافي الوجوب فانه*** ما جنسه فرضا على الانسان
ولنا براهين تدل بأنه*** بالنذر مفترض على الانسان
أمر الرسول لكل نادر طاعة*** بوفائه بالنذر بالاحسان
وصلاتنا فيه بألف من سوا***ه ما خلا ذا الحجر والأركان
وكذا صلاة في قبا فكعمرة*** في أجرها والفضل للمنان
فإذا أتينا المسجد النبوي صلينا التحية أولا ثنتان
بتمام أركان لها وخشوعها*** وحضور قلب فعل ذي الاحسان
ثم انثنينا للزيارة نقصد القبـ***ـر الشريف ولو على الأجفان
فنقوم دون القبر وقفة خاضع*** متذلل في السر والاعلان
فكأنه في القبر حيّ ناطق*** فالواقفون نواكس الأذقان
ملكتهم تلك المهابة فاعترت*** تلك القوائم كثرة الرجفان
وتفجرت تلك العيون بمائها*** ولطالما غاضت على الأزمان
وأتى المسلم بالسلام بهيبة*** ووقار ذي علم وذي ايمان
لم يرفع الأصوات حول ضريحه*** كلا ولم يسجد على الأذقان
كلا ولم ير طائفا بالقبر أسـ***ـبوعا كأن القبر بيت ثان
من انثنى بدعائه متوجها*** لله نحو البيت ذي الأركان
هذي زيارة من غدا متمسكا*** لشريعة الاسلام والايمان
من أفضل الأعمال هاتيك الزيا***رة وهي يوم الحشر في الميزان
لا تلبسوا الحق الذي جاءت به*** سنن الرسول بأعظم البرهان
هذي زيارتنا ولم ننكر سـ***ـوى البدع المضلة يا أولي العدوان
وحديث شد الرحل نص ثابت***يجب المصير اليه بالبرهان
فصل
في تعيين أن أتباع السنة والقرآن طريقة النجاة من النيران
يا من يريد نجاته يوم الحسا***ب من الجحيم وموقد النيران
اتبع رسول الله في الأقوال والأ***عمال لا تخرج عن القرآن
وخذ الصحيحين الذين همـ***ـا لعقد الدين والايمان واسطتان
واقرأهما بعد التجرد من هوى*** وتعصب وحمية الشيطان
واجعلهما حكما ولا تحكم على*** ما فيهما أصلا بقول فلان
واجعل مقالته كبعض مقالة مقال الأ***شياخ تنصرهما بكل أوان
وانصر مقالته كنصرك للذي*** قلدته من غير ما برهان
قدر رسول الله عندك وحده*** والقول منه اليك ذو تبيان
ماذا ترى فرضا عليك معينا *** إن كنت ذا عقل وذا ايمان
عرض الذي قالوا على أقواله*** أو عكس ذاك فذانك الأمران
هي مفرق الطرقات بين طريقنا*** وطريق أهل الزيغ والعدوان
قدر مقالات العباد جميعهم*** عدما وراجع مطلع الايمان
واجعل جلوسك بين صحب محمد*** وتلق معهم عنه بالاحسان
وتلق عنهم ما تلقوه هم*** عنه من الايمان والعرفان
أفليس في هذا بلاغ مسافر*** يبفي الاله وجنة الحيوان
لولا التناوش بين هذا الخلق ما*** كان التفرق قط في الحسبان
فالرب رب واحد كتابه*** كق وفهم الحق منه دان
ورسوله قد أوضح منه فلا*** يحتاج سامعهما الى تبيان
والنصح منه فوق كل نصيحة*** والعلم مأخوذ عن الرحمن
فلأي شيء يعدل الباغي الهدى*** عن قوله لولا عمى الخذلان
فالنقل عنه مصدق والقول من*** ذي عصمة ما عندنا قولان
والعكس عند سواه في الأمرين يا***من يهتدي هل يستوي النقلان
تالله قد لاح الصباح لمن له*** عينان نحو الفجر ناظرتان
وأخو العماية في عمايته يقو***ل الليل بعد أيستوي الرجلان
تالله قد رفعت لك الأعلام ان*** كنت المشمر نلت ادر أمان
وإذا جنبت وكنت كسلانا فما*** حرم الوصول اليه غير جبان
فاقدم وعد بالوصل نفسك واهـ***ـجر المقطوع منه قاطع الانسان
عن نيل مقصده فذاك عدوه*** ولو أنه منه القريب الداني
فصل
في تيسير السير الى الله على المثبتين الموحدين وامتناعه على
المعطلين والمشركين
يا قاعدا سارت به أنفاسه*** سير البريد وليس بالذملان
حتى متى هذا الرقاد وقد سرى*** وفد المحبة مع اولي الاحسان؟
وحدت بهم عزماتهم نحو العلى*** لا حادي الركبان والأظعان
ركبوا العزائم واعتلوا بظهورها*** وسروا فما حنوا الى نعمان
ساروا رويدا ثم جاءوا أولا*** سير الدليل يؤم بالركبان
ساروا بإثبات الصفات اليه لا التـ***ـعطيل والتحريف والنكران
عرفوه بالأوصاف فامتلأت قلو***بهم له بالحب والايمان
فتطايرت تلك القلوب اليه بالـ***أشواق إذ ملئت من العرفان
وأشدهم حبا له أدراهم*** بصفاته وحقائق القرآن
فالحب يتبع للشعور بحسبه*** يقوى ويضعف ذاك ذو تبيان
ولذاك كان العارفون صفاته*** أحبائه هم اهل هذا الشان
ولذاك كان العالمون بربهم*** أحبابه وبشرعة الايمان
ولذاك كان المنكرون لها هم الـ***أعداء حقا هم أولو الشنآن
ولذاك كان الجاهلون بذا وذا*** بغضاءه حقا ذوي شنآن
وحياة قلب العبد في شيئين من*** يرزقهما يحيا مدى الأزمان
في هذه الدنيا وفي الأخرى يكو***ن الحي ذا الرضوان والاحسان
ذكر الاله وحبه من غير إشـ***ـراك به وهما فممتنعان
من صاحب التعطيل حقا كامتنا***ع الطائر المقصوص من طيران
أيحبه من كان ينكر وصفه*** وعلوه وكلامه بقران
لا والذي حقا على العرش استوى*** متكلما بالوحي والفرقان
الله أكبر ذاك فضل الله يؤ***تيه لمن يرضى بلا حسبان
وترى المخلف في الديار تقول ذا*** احدى الاثافي خص بالحرمان
الله أكبر ذاك عدل الله يقضيه على من شاء من انسان
وله على هذا وهذا الحمد في الا***ولى وفي الأخرى هما حمدان
حمد لذات الرب جل جلاله*** وكذاك حمد العدل والاحسان
يا من تعز عليهم أرواحهم*** ويرون غبنا بيعها بهوان
ويرون خسرانا مبينا بيعها*** في أثر كل قبيحة ومهان
ويرون ميدان التسابق بارزا*** فيتاركون تقحم الميدان
ويرون أنفاس العباد عليهم*** قد أحصيت بالعد والحسبان
ويرون أن أمامهم يوم اللقا*** لله مسألتان شاملتان
ماذا عبدتم ثم ماذا قد أجبـ***ـتم من أتى بالحق والبرهان
هاتوا جوابا للسؤال وهيئوا*** أيضا صوابا للجواب يدان
وتيقنوا أن ليس ينجيكم سوى*** تجريدكم لحقائق الايمان
تجريدكم توحيده سبحانه*** عن شركة الشيطان والأوثان
وكذاك تجريد أتباع رسوله*** عن هذه الآراء والهذيان
والله ما ينجي الفتى من ربه*** شيء سوى هذا بلا روغان
يا رب جرد عبدك المسكين را***جي الفضل منك أضعف العبدان
لم تنسه وذكرته فاجعله لا*** ينساك أنت بدأت بالاحسان
وبه ختمت فكنت أولى بالجميـ***ـل وبالثناء من الجهول الجاني
فالعبد ليس يضيع بين فواتح*** وخواتم من فضل ذي الغفران
أنت العليم به وقد أنشأته*** من تربة هي أضعف الأركان
كل عليها قد علا وهوت الى*** تحت الجميع بذلة وهوان
وعلت عليها النيران حتى ظن أن*** يعلو عليها الخلق من نيران
وأتى الى الأبوين ظنا أنه*** سيصير الأبوين تحت دخان
فسعت الى الأبوين رحمتك التي*** وسعتهما فعلا بك الأبوان
هذا ونحن بنوهما وحلومنا*** في جنب حلمهما لدى الميزان
جزء يسير والعدو فواحد*** لهما وأعدانا بلا حسبان
والضعف مستول علينا في جميع جها***تنا سيما من الايمان
يا رب معذرة اليك فلم يكن*** قصد العباد ركوب ذا العصيان
لكن نفوس سوّلته وغرّها*** هذا العدو لها غرر أمان
فتيقنت يا رب أنك واسع الـ***ـغفران ذو فضل وذو احسان
ومقاله ما قاله الأبوان قبـ***ـل مقالة العبد الظلوم الجاني
نحن الألى ظلموا وان لم تغفر الذ***نب العظيم فنحن ذو خسران
يا رب فانصرنا على الشيطان ليـ***ـس لنا به لولا حماك يدان
فصل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eldaaia-gantelfrdous.yoo7.com
 
تابع --11- نونية شيخ الاسلام :ابن القيم الجوزي (الكافية الشافية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  تابع --3- نونية شيخ الاسلام :ابن القيم الجوزي (الكافية الشافية)
»  تابع --4- نونية شيخ الاسلام :ابن القيم الجوزي (الكافية الشافية)
»  تابع --5- نونية شيخ الاسلام :ابن القيم الجوزي (الكافية الشافية)
»  تابع --6- نونية شيخ الاسلام :ابن القيم الجوزي (الكافية الشافية)
»  تابع --7- نونية شيخ الاسلام :ابن القيم الجوزي (الكافية الشافية)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الداعية جنة الفردوس :: اللغة العربية [لغة الضاد] :: الشعر و النثر-
انتقل الى: