الداعية جنة الفردوس Admin
عدد المساهمات : 4517 جوهرة : 13406 تاريخ التسجيل : 03/01/2013
| موضوع: سلسلة أعذار المتقاعسين عن الدعوة إلى الله العذر الثاني : طلب الرزق د.أحمد عبد الرحيم 12 فبراير، 2012 الخميس فبراير 28, 2013 12:43 am | |
| د.أحمد عبد الرحيم 12 فبراير، 2012
سلسلة أعذار المتقاعسين عن الدعوة إلى الله العذر الثاني : طلب الرزق إن كثيرا من الناس ينشغلُ في طلب رزقه ويُذهِبُ جلَّ وقته فِيه ويتعللُ دوما بضيق ذات اليد وحاجةِ الأسرة والأولاد. ولكن من العجيب أنه ينسي أن رزقه مكفولٌ له، فسبحان الله فلقد رأينا أن طلبَ الرزق لم يمنع الصحابةَ والتابعين وسلفَ الأمة –رضوان الله عليهم - من الدعوة الله والمساهمة في بذل الخير وإصلاح المجتمع. إن المتأمل لشرح الإمام ابن القيم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن روحَ القدسِ نفثَ في رُوعي أنه لن تموتَ نفسٌ حتى تستكملَ رزقَها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاءُ الرزق أن تطلبوه بمعصية الله، فإن ما عند الله لا ينالُ إلا بطاعته رواه ابن ماجه وابن حبان والحاكم وأبو نعيم عن جابر، والبزار عن حذيفة، والحاكم عن ابن مسعود، وأبو نعيم عن أبي أمامة. يقول ابن القيم: جمع النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: فاتقوا الله وأجملوا في الطلب بين مصالحِ الدنيا والآخرة ونعيمِها ولذاتِها، إن ما ينالُ بتقوى الله وراحة القلب والبدن وترك الاهتمام والحرص الشديد والتعب والعناء، والكد والشقاء في طلب الدنيا، إنما ينال بالإجمال في الطلب، فمن اتقى الله فاز بلذة الآخرة ونعيمها، ومن أجمل في الطلب استراح من نكد الدنيا وهمومها، فالله المستعان. وقال ابن القيم: فائدة: لابد في قبول المحل لما يوضع فيه أن يفرغ من ضده، فقبولُ المحل لما يوضعُ فيه مشروطٌ بتفريغه من ضده، وهذا كما أنه في الذوات والأعيان فكذلك هو في الاعتقادات والإرادات، فإذا كان القلب ممتلئاً بالباطل اعتقاداً ومحبة لم يبق فيه لاعتقادِ الحق ومحبتِهِ موضع، كما أن اللسان إذا اشتغل بالتكلم بما لا ينفع لم يتمكن صاحبه من النطق بما ينفعه إلا إذا فرغ لسانه من النطق بالباطل، وكذلك الجوارح إذا اشتغلت بغير الطاعة لم يمكن شَغلُها بالطاعة إلا إذا فرغها من ضدها، فكذلك القلب المشغول بمحبة غير الله وإرادته والشوق إليه والأنس به، لا يمكن شغلُهُ بمحبة الله وإرادته وحبه والشوق إلى لقائه إلا بتفريغه من تعلقه بغيره. ولله دَرُّ الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل حيث قال : حدثني أبي حدثنا سيار حدثنا جعفر قال: سمعت مالكاً يقول: بقدر ما تحزن للدنيا كذلك يخرج هم الآخرة من قلبك، وبقدر ما تحزن للآخرة كذلك يخرج هم الدنيا من قلبك. وإلى هؤلاء الذين شغلتهم الدنيا وهمة أهديهم قال الله تعالى: {فِي بِيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوِّ وَالآصَالِ رَجِالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ}. ألا فلينتبه أقوام غرتهم الدنيا من باب الرزق فعليهم بالوسطية والإجمال في الطلب ويقدموا للأخرة فالعيش عيش الأخرة ، والله تعالى أسأل أن يلهمنا رشدنا وأن يثبتنا على الحق بأذنه ، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
| |
|