الداعية جنة الفردوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركته
أهلاً ومرحاً أيها الزائر العزيز في منتدى الداعية جنة الفردوس الإيسلامي
نرجو منك أن تشرفنا بنضمامك معنا في المنتدى
اذا كنت منضم معنا فرجاءً سجل الدخول
تحيات الداعية جنة الفردوس
الداعية جنة الفردوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركته
أهلاً ومرحاً أيها الزائر العزيز في منتدى الداعية جنة الفردوس الإيسلامي
نرجو منك أن تشرفنا بنضمامك معنا في المنتدى
اذا كنت منضم معنا فرجاءً سجل الدخول
تحيات الداعية جنة الفردوس
الداعية جنة الفردوس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اسلامي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من روائع القصص

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الداعية جنة الفردوس
Admin
Admin
الداعية جنة الفردوس


عدد المساهمات : 4517
جوهرة : 13406
تاريخ التسجيل : 03/01/2013

من روائع القصص Empty
مُساهمةموضوع: من روائع القصص   من روائع القصص I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 08, 2013 1:44 am

تاسعًا العدل
قال عمر لعبد الله بن أرقم: أقسم بيت المال في كل شهر لا بل في كل جمعة. فقال رجل وهو طلحة: يا أمير المؤمنين، لو حبست شيئًا بعده عسى أن يكون يأتيك أمر يحتاج إليه، فلو تركت عدة لنائبة إن نابت المسلمين. فقال عمر: كلمة ألقاها الشيطان على لسانك، لقاني الله حجتها ووقاني فتنتها، لتكونن فتنة لقوم بعدي، أعصي الله العام مخافة عام قابل؟!! بل أعدُّ لهم ما أعدَّ رسول الله[94].
- لما استأذن الهرمزان على عمر بن الخطاب رضى الله عنه لم يجد عنده حاجبًا ولا بوابًا، فقيل له: هو في المسجد، فأتى المسجد، فوجده مستلقيًا متوسِّدًا كومًا من الحصى، ودِرَّته بين يديه، فقال له الهرمزان: يا عمر، عدلت فأمنت فنمت! [95].
- وجَّه أنوشروان رسولاً إلى ملك قد أجمع على محاربته، وأمره أن يتعرَّف سيرته في نفسه ورعيَّته، فرجع إليه، فقال: وجدتُ عنده الهزل أقوى من الجد، والكذب أكثر من الصدق، والجور أرفع من العدل. فقال أنوشروان: رزقت الظفر به، سِرْ إليه وليكن عملك في محاربته بما هو عنده أضعف وأقل وأوضع، فإنك منصور وهو مخذول. فسار إليه فقتله واستولى على مملكته[96].
- جاء بلال إلى عمر بن الخطاب وهو بالشام وحوله أمراء الأجناد جلوس، فقال: يا عمر. فقال: ها أنا عمر. فقال له بلال: إنك بين الله وبين هؤلاء وليس بينك وبين الله أحد، فانظر عن يمينك وعن شمالك، وبين يديك، ومن خلفك، هؤلاء الذين حولك، إن يأكلون إلا لحوم الطير.
قال: صدقت، والله لا أقوم من مجلسي هذا حتى تكفلوا لكل رجل من المسلمين طعامه وحظه من الزيت والخل. فقالوا: هذا إليك يا أمير المؤمنين، قد أوسع الله عليك من الرزق وأكثر من الخير[97].
أتت امرأة من ولد جرير بن عبد الله البجلي صاحب النبي r شريكًا القاضي، وهو في مجلس الحكم، فقالت: أنا بالله ثم بالقاضي، امرأةٌ من ولد جرير بن عبد الله صاحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وردَّدت الكلام، فقال: إيهًا عنك، الآن مَنْ ظلمك؟ قالت: الأمير عيسى بن موسى، كان لي بستانٌ على شاطئ الفرات، لي فيه نخلٌ، ورثته عن آبائي، وقاسمت إخوتي، وبنيت بيني وبينهم حائطًا، وجعلت فيه رجلاً فارسيًّا في بيتٍ؛ يحفظ لي النخل ويقوم ببستاني، فاشترى الأمير عيسى من إخوتي جميعًا، وسامني فأرغبني فلم أبعه، فلما كان في هذه الليلة بعث خمسمائة فاعلٍ فاقتلعوا الحائط، فأصبحت لا أعرف من نخلى شيئًا واختلط بنخل إخوتي. قال: يا غلام، طينة. فختم لها خاتمًا، ثم قال لها: امضي به إلى بابه حتى يحضر معك.
فجاءت المرأة بالطينة فأخذها الحاجب ودخل على عيسى، فقال له: أعدى شريكٌ عليك. قال له: ادع لي صاحب الشرطة. فدعا به، فقال: امض إلى شريك، فقل له: يا سبحان الله! ما رأيت أعجب من أمرك، امرأة ادعت دعوى لم تصح، أعديتها عليَّ؟ فقال: إن رأى الأمير أن يعفيني فليفعل. فقال: امض ويلك.
فخرج، فأمر غلمانه أن يتقدموا إلى الحبس بفراشٍ وغير ذلك من آلة الحبس، فلما جاء وقف بين يدي شريكٍ القاضي، فأدَّى الرسالة، فقال لصاحبه: خذ بيده فضعه في الحبس. قال: قد - والله يا أبا عبد الله - عرفت أنك تفعل بي هذا، فقدمت ما يصلحني إلى الحبس.
قال: وبلغ عيسى بن موسى ذلك فوجه بحاجبه إليه، فقال: هذا من ذاك، رسول أي شيءٍ أنت؟ فأدى الرسالة، فألحقه بصاحبه فحبس.
فلما صلَّى الأمير العصر بعث إلى إسحاق بن صباح الأشعثي وإلى جماعة من وجوه الكوفة من أصدقاء شريك، فقال: امضوا إليه، وأبلغوه السلام، وأعلموه أنه قد استخفَّ بي، فإني لست كالعامَّة.
فمضوا وهو جالسٌ في مسجده بعد العصر، فدخلوا إليه فأبلغوه الرسالة، فلما انقضى كلامهم، قال لهم: ما لي لا أراكم جئتم في غيره من الناس؟! من هاهنا من فتيان الحي؟ فابتدروه. فقال: يأخذ كل واحد منكم بيد رجلٍ من هؤلاء فيذهب به إلى الحبس، لا بتُّم - والله - إلا فيه، قالوا: أجادٌّ أنت؟ قال: حقًّا، حتى لا تعودوا تحملوا رسالة ظالم، فحبسهم.
فركب عيسى بن موسى في الليل إلى باب الحبس ففتح الباب وأخذهم جميعًا، فلما كان من الغد وجلس شريكٌ للقضاء، جاء السجَّان وأخبره، فدعا بالقمطر فختمها ووجه بها إلى منزله، وقال لغلامه: الحقني بثقلي إلى بغداد، والله ما طلبنا هذا الأمر منهم، ولكن أكرهونا عليه، ولقد ضمنوا لنا الإعزاز فيه.
ومضى نحو قنطرة الكوفة يريد بغداد، وبلغ عيسى بن موسى الخبر، فركب في موكبه فلحقه، وجعل يناشده الله، ويقول: يا أبا عبد الله، تثبت، انظر إخوانك تحبسهم؟ دع أعواني. قال: نعم؛ لأنهم مشوا لك في أمرٍ لم يجب عليهم المشي فيه، ولستُ ببارح أو يُرَدُّوا جميعًا إلى الحبس، وإلا مضيت من فوري إلى أمير المؤمنين فاستعفيته فيما قلَّدني.
فأمر بردِّهم جميعًا إلى الحبس، وهو - والله - واقفٌ مكانه حتى جاء السجان، فقال: قد رجعوا إلى الحبس. فقال لأعوانه: خذوا بلجامه قودوه بين يدي إلى مجلس الحكم، فمرُّوا به بين يديه حتى دخل المسجد، وجلس مجلس القضاء، ثم قال: الجريرية المتظلمة مِن هذا؟ فجاءت، فقال: هذا خصمك قد حضر، فلما جلس معها بين يديه قال: يخرج أولئك من الحبس قبل كل شيءٍ. ثم قال: ما تقول فيما تدعيه هذه؟ قال: صدقت. فقال: تردُّ جميع ما أُخِذَ منها إليها، وتبني حائطها في أسرع وقت، كما هُدِمَ. قال: أفعل، أبقي لك شيءٌ؟ قال: تقول المرأة: نعم، وبيت الفارسي ومتاعه. قال: وبيت الفارسي ومتاعه. فقال شريك: أبقي شيءٌ تدعينه عليه؟ قالت: لا، وجزاك الله خيرًا. قال: قومي، ثم وثب من مجلسه فأخذ بيد عيسى بن موسى فأجلسه في مجلسه، ثم قال: السلام عليك أيها الأمير، تأمر بشيء؟ قال: بأي شيءٍ آمر؟ وضحك[98].
- كان عبيد الله بن ظبيان قاضي الرَّقَّة، وكان الرشيد إذ ذاك بها، فجاء رجل فاستعدى إليه من عيسى بن جعفر، فكتب إليه ابن ظبيان: أمَّا بعد، أبقى الله الأمير وحفظه، وأتمَّ نعمته عليه، أتاني رجلٌ يذكر أنه فلان بن فلان، وأن له على الأمير - أبقاه الله - خمسمائة ألف درهم، فإنْ رأى الأمير - أبقاه الله - أن يحضر معه مجلس الحكم أو يوكِّل وكيلاً يناظر خصمه فعل.
قال: ودفع الكتاب إلى الرجل، فأتى باب عيسى بن جعفر، فدفع الكتاب إلى حاجبه، فأوصله إليه، فقال له: كُلْ هذا الكتاب.
فرجع إلى القاضي، فأخبره، فكتب إليه: أبقاك الله، وحفظك، وأمتع بك، حضر رجلٌ يقال له فلان بن فلان، فذكر أن له عليك حقًّا، فصر معه إلى مجلس الحكم أو وكيلك إن شاء الله.
ووجه بالكتاب مع عونين من أعوانه، فحضرا باب عيسى بن جعفر ودفعا الكتاب إليه، فغضب ورمى به، فانطلقا إليه فأخبراه.
فكتب إليه: حفظك الله وأبقاك وأمتع بك، لا بد أن تصير أنت وخصمك إلى مجلس الحكم، فإن أنت أبيت رفعتُ أمرك إلى أمير المؤمنين إن شاء الله.
ووجَّه الكتاب مع رجلين من أصحابه العدول، فقعدوا على باب عيسى بن جعفر حتى خرج، فقاما إليه ودفعا إليه كتاب القاضي، فلم يقرأه ورمى به، فأبلغاه ذلك.
فختم قمطره وانصرف وقعد في بيته، وبلغ الخبرُ الرشيدَ، فدعاه فسأله عن أمره، فأخبره بالقصة حرفًا حرفًا، فقال لإبراهيم بن عثمان: صر إلى باب عيسى بن جعفر فاختم عليه أبوابه كلها، ولا يخرجنَّ أحدٌ ولا يدخلن أحدٌ عليه حتى يُخْرِجَ إلى الرجل من حقِّه أو يصير معه إلى الحاكم.
قال: فأحاط إبراهيم بداره، ووكل بها خمسين فارسًا وأغلقت أبوابه، وظنَّ عيسى أنه قد حدث للرشيد رأيٌ في قتله، فلم يدر ما سبب ذلك، وجعل يكلِّم الأعوان من خلف الباب، وارتفع الصياح من داره، وصرخ النساء، فأمرهن أن يسكتن، وقال لبعض غلمان إبراهيم: ادعُ لي أبا إسحاق لأكلمه. فأعلموه ما قال، فجاء حتى صار إلى الباب، فقال له عيسى: ويلك ما حالنا؟ فأخبره خبر ابن ظبيان، فأمر أن تحضر خمسمائة ألف درهم من ساعته، ويدفع بها إلى الرجل.
فجاء إبراهيم إلى الرشيد فأخبره، فقال: إذا قبض الرجل ماله فافتح أبوابه[99].
- كان حماد بن موسى صاحب أمر محمد بن سليمان والغالب عليه، فحبس سوار القاضي رجلاً في بعض ما يحبس فيه القضاة، فبعث حمادٌ، فأخرج الرجل من الحبس، فجاء خصمه إلى سوار حتى دخل، فأخبره أن حمادًا قد أخرج الرجل من الحبس.
وركب سوار حتى دخل على محمد بن سليمان وهو قاعدٌ للناس، والناس على مراتبهم، فجلس بحيث يراه محمد بن سليمان، ثم دعا بقائد، فقال: أسامع أنت مطيع? قال: نعم. قال: اجلس هاهنا. فأقعده عَن يمينه، ثم دعا آخر من نظرائه، فقال له كما قال للأول، فأجاب مثل جواب الأول، فأقعده مع صاحبه، ففعل ذلك بجماعةٍ منهم، ثم قال لهم: انطلقوا إلى حماد بن موسى فضعوه في الحبس. فنظروا إلى محمد بن سليمان، فأعلموه ما أمرهم به، فأشار إليهم: أن افعلوا ما يأمركم به. فانطلقوا إلى حماد فوضعوه في الحبس، وانصرف سوار إلى منزله، فلما كان بالعشي أراد محمد بن سليمان الركوب إلى سوار، فجاءته الرسل، فقالوا: إن الأمير على الركوب إليك. فقال: لا، نحن بالركوب أولى إلى الأمير.
فركب إليه، فقال: كنت على المجيء إليك، أبا عبد الله. قال: ما كنت لأجشم الأمير ذاك. قال: بلغني ما صنع هذا الجاهل حماد. قال: هو ما بلغ الأمير. قال: فأحب أن تهب لي ذنبه. قال: أفعل أيها الأمير، اردد الرجل إلى الحبس. قال: نعم، بالصغر له والقماءة.
فوجه إلى الرجل فحبسه وأطلق حمادًا، وكتب بذلك صاحب الخبر إلى الرشيد، فكتب إلى سوارٍ يجريه ويحمده على ما صنع، وكتب إلى محمد بن سليمان كتابًا غليظًا يذكر فيه حمادًا، ويقول: الرافضي ابن الرافضي، والله لولا أن الوعيد أمام العقوبة ما أدَّبْته إلاَّ بالسيف؛ ليكون عظةً لغيره ونكالاً. يفتات[100] على قاضي المسلمين في رأيه، ويركب هواه لموضعه منك، ويعرض في الأحكام استهانةً بأمر الله تعالى، وإقدامًا على أمير لمؤمنين، وما ذاك إلاَّ بك، وبما أرخيت من رسنه، وبالله لئن عاد إلى مثلها ليجدني أغضب لدين الله تعالى، وأنتقم من أعدائه لأوليائه[101].

عاشرًا الرحمة
قال سعيد بن عفير[102] عن أشياخه: لما جاز المسلمون الحصن يعني حصن مصر أجمع عمرو على المسير إلى الإسكندرية، فسار إليها في ربيع الأول سنة عشرين، وأمر بفسطاطه أن يقوَّض، فإذا بحمامة وقد باضت في أعلاه، فقال: لقد تحرمت بجوارنا، أقرّوها الفسطاط حتى تطير فراخها. فأقرّوا الفسطاط، ووكّل به أن لا تهاج حتى تشتد فراخها، فبذلك سُميت الفسطاط فسطاطًا[103].
- قال محمد بن زكريا الغلابي[104]: شهدت عبد الله بن محمد ابن عائشة ليلة وقد خرج من المسجد بعد المغرب يريد منزله، وإذا في طريقه غلام من قريش سكران وقد قبض على امرأة، فجذبها، فاستغاثت، فاجتمع الناس عليه يضربونه، فنظر إليه ابن عائشة فعرفه، فقال للناس: تنحوا عن ابن أخي. ثم قال: إلي يابن أخي. فاستحي الغلام، فجاء إليه فضمَّه إلى نفسه، ثم قال له: امض معي. فمضى معه حتى صار إلى منزله، فأدخله الدار، وقال لبعض غلمانه: بيته عندك، فإذا أفاق من سكره فأعلمه بما كان منه، ولا تدعه ينصرف حتى تأتيني به.
فلما أفاق ذكر له ما جرى، فاستحيا منه وبكى، وهَمَّ بالانصراف؛ فقال الغلام: قد أمر أن تأتيه. فأدخله عليه فقال له: أما استحييت لنفسك؟ أما استحييت لشرفك؟ أما ترى من والدك؟ فاتق الله، وانزع عما أنت فيه. فبكى الغلام منكِّسًا رأسه، ثم رفع رأسه، وقال: عاهدت الله تعالى عهدًا يسألني عنه يوم القيامة أني لا أعود لشرب النبيذ ولا لشيء مما كنت فيه وأنا تائب. فقال: ادن مني. فقبَّل رأسه، وقال: أحسنت يا بني. فكان الغلام بعد ذلك يلزمه ويكتب عنه الحديث[105].
حادي عشر التواضع
عن عمرو بن شيبة، قال: كنت بمكة بين الصفا والمروة فرأيت رجلاً راكبًا بغلة وبين يديه غلمان وإذا هم يعنفون الناس. قال: ثم عدت بعد حين، فدخلت بغداد، فكنت على الجسر، فإذا أنا برجل حاف حاسر طويل الشعر، قال: فجعلت أنظر إليه وأتأمله، فقال لي: ما لك تنظر إليَّ؟ فقلت له: شبهتك برجل رأيته بمكة. ووصفت له الصفة، فقال له: أنا ذلك الرجل. فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال: إني ترفعت في موضع يتواضع فيه الناس، فوضعني الله حيث يترفَّع الناس[106].
- قال المغيرة كنا نهاب إبراهيم النَّخَعي[107] هيبة الأمير، وكان يقول: إن زمانًا صرت فيه فقيه الكوفة لزمان سوء.
وكان عطاء السلمي[108] إذا سمع صوت الرعد قام وقعد وأخذه بطنه كأنه امرأة ماخض[109]، وقال: هذا من أجلي يصيبكم، لو مات عطاء لاستراح الناس[110].
- تفاخرت قريش عند سلمان الفارسي رضى الله عنه يومًا، فقال سلمان: لكنني خُلقتُ من نطفة قذرة، ثم أعود جيفة منتنة، ثم آتى الميزان، فإن ثقل فأنا كريم، وإن خف فأنا لئيم[111].
- ركب زيد بن ثابت، فدنا ابن عباس ليأخذ بركابه، فقال له: مَه يابن عمِّ رسول الله. فقال: هكذا أُمرنا أن نفعل بعلمائنا. فأخذ زيد بن ثابت يد ابن عباس فقبَّلها، وقال: هكذا أُمرنا أن نفعل بأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم [112].
- قال عروة بن الزبير: رأيت عمر بن الخطاب رضى الله عنه وعلى عاتقه قربة ماء، فقلت: يا أمير المؤمنين، لا ينبغي لك هذا!! فقال: لما أتاني الوفود سامعين مطيعين، دخلتْ في نفسي نخوة، فأحببتُ أن أكسرها. ومضى بالقربة إلى حجرة امرأة من الأنصار فأفرغها في إنائها[113].
- عن عبد الله بن عباس، قال: كان للعباس ميزاب على طريق عمر، فلبس عمر ثيابه يوم الجمعة، وقد ذُبح للعباس فرخان، فلما وافى الميزاب صُبّ ماء بدم الفرخين، فأصاب عمر، فأمر عمر بقلعه، ثم رجع عمر فطرح ثيابه ولبس ثيابًا غير ثيابه، ثم جاء فصلَّى بالناس، فأتاه العباس، فقال: والله، إنه للموضعُ الذي وضعه رسول الله r. فقال عمر للعباس: وأنا أعزم عليك لما صعدت على ظهري حتى تضعه في الموضع الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ففعل ذلك العباس[114].
- نظر المأمون[115] يومًا إلى رءوس آنيته محشوةً بقطنٍ، وكانت قبل ذلك بأطباق فضةٍ، فقال لصاحب الشراب: أحسنت يا بني، إنما يباهي بالذهب والفضة من خلاق عنده، وأما نحن فينبغي أن نباهي بالأفعال الجميلة والأخلاق الكريمة، فإياك أن تحشو رءوس أوانيك إلا بالقطن؛ فذاك بالملوك أهيأ وأبهى[116].
- قال إبراهيم بن أدهم: ما فزت في الدنيا قط إلا مرة؛ بت ليلة في بعض مساجد قرى الشام، وكان في البطن فجرَّ المؤذن رجلي حتى أخرجني من المسجد[117].
ثاني عشر: العزَّة
دخل ربعي بن عامرعلى رستم، وقد زيَّنوا مجلسه بالنمارق المذهَّبة والزَّرَابِيِّ الحرير، وأظهر اليواقيت واللآلئ الثمينة، والزينة العظيمة، وعليه تاجه، وغير ذلك من الأمتعة الثمينة، وقد جلس على سرير من ذهب.
ودخل ربعي بثياب صفيقة، وسيف، وترس، وفرس قصيرة، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل وعليه سلاحه، ودرعه، وبيضته على رأسه.
فقالوا له: ضع سلاحك.
فقال: إني لم آتكم، وإنما جئتكم حين دعوتموني، فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت.
فقال رستم: ائذنوا له. فأقبل يتوكَّأ على رمحه فوق النمارق، فخرق عامتها، فقالوا له: ما جاء بكم؟ فقال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قَبِلَ ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدًا حتى نفضي إلى موعود الله.
قالوا: وما موعود الله؟ قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي.
فقال رستم: قد سمعت مقالتكم، فهل لكم أن تؤخِّروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا؟ قال: نعم، كم أحبّ إليكم؟ يومًا أو يومين؟ قال: لا، بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا.
فقال: ما سَنَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نؤخِّرَ الأعداء عند اللقاء أكثر من ثلاث، فانظر في أمرك وأمرهم، واختر واحدة من ثلاث بعد الأجل. فقال: أسيدهم أنت؟ قال: لا، ولكن المسلمين كالجسد الواحد يجير أدناهم على أعلاهم.
فاجتمع رستم برؤساء قومه فقال: هل رأيتم قط أعزَّ وأرجح من كلام هذا الرجل؟
فقالوا: معاذ الله أن تميل إلى شيء من هذا وتدع دينك إلى هذا الكلب، أما ترى إلى ثيابه؟ فقال: ويلكم لا تنظروا إلى الثياب، وانظروا إلى الرأي والكلام والسيرة، إن العرب يستخفون بالثياب والمأكل، ويصونون الأحساب[118].
عن أسلم أبي عمران التجيبي، قال: كنا بمدينة الروم فأخرجوا إلينا صفًّا عظيمًا من الروم، فخرج إليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر، على أهل مصر عقبة بن عامر، وعلى الجماعة فضالة بن عبيد، فحمل رجل من المسلمين على صفِّ الروم حتى دخل فيهم، فصاح الناس، وقالوا: سبحان الله، ألقى بيديه إلى التهلكة. فقام أبو أيوب، فقال: يا أيها الناس، إنكم تتأولون هذه الآية هذا التأويل، وإنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما أعزَّ الله الإسلام وكثر ناصروه، فقال بعضنا لبعض سرًّا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت، وإن الله قد أعزَّ الإسلام وكثر ناصروه، فلما أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم يردُّ علينا ما قلنا: "وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ"[119]. فكانت التهلكة الإقامة على الأموال وإصلاحها وتركنا الغزو. فما زال أبو أيوب شاخصًا في سبيل الله حتى دُفن بأرض الروم[120].
ثالث عشر: الورع
عن الحسن، قال: بينما عمر بن الخطاب رضى الله عنه يمشي ذات يوم في نفر من أصحابه إذا صَبِيَّة في السوق يطرحها الريح لوجهها من ضعفها، فقال عمر: يا بؤس هذا! مَن يعرف هذه؟
قال له عبد الله: أوَ مَا تعرفها؟! هذه إحدى بناتك.
قال: وأي بناتي؟ قال: بنت عبد الله بن عمر.
قال: فما بلغ بها ما أرى من الضيعة؟ قال: إمساكك ما عندك.
قال: إمساكي ما عندي عنها يمنعك أن تطلب لبناتك ما تطلبُ الأقوامُ، أما والله ما لك عندي إلا سهمك مع المسلمين، وسعك أو عجز عنك، بيني وبينكم كتاب الله[121].
- لما حضرتْ عمرَ بن عبد العزيز الوفاةُ دعا بنيه وكانوا أحدَ عَشَرَ رجلاً، ولم يخلف غير بضع عشر دينارًا، فأمر أن يكفَّن ويُشْتَرَى له موضعٌ يُدفن فيه بخمسة دنانير، ويقصد المال على وارثيه، فأصاب كلّ ابن منهم نصف دينار وربع دينار، وقال: يا بني، ليس لي مال فأوصي فيه، ولكني قد تركتكم وما لأحد عندكم تبعة، ولا يقع على أحد منكم عين أحد إلا ويرى لكم عليه حقًّا. فقال له مسلمة بن عبد الملك: أَوَ خير من ذلك يا أمير المؤمنين. قال: وما هو؟ قال: هذه ثلاث مائة دينار، فرِّقها فيهم، وإن شئت فتصدق بها، وأوص فيها بما شئت. قال: أَوَ خير من ذلك يا مسلمة، تردُّها إلى مَن أخذتها منه، فإنها ليست لك بحقٍّ. ثم قال: إن ولدي أحد رجلين: فإما صالح فالله يتولَّى الصالحين، وإما فاسق فلا أحب أن أترك له ما يستعين به على معصية الله. فقال مسلمة: يرحمك الله يا أمير المؤمنين حيًّا وميتًا، فقد ألنت لنا قلوبًا قاسية، وذكرتها وكانت ناسية، وأبقيت لنا في الصالحات ذكرًا. فيقال: إنه ما رُئِي أحد من أولاد عمر بن عبد العزيز إلا وهو غني، ولقد شوهد أحدهم وقد جهز من خالص ماله مائة فارس على مائة فرس في سبيل الله تعالى، ولما حضرت هشام بن عبد الملك الوفاةُ خلف أحد عشر ابنا كما خلف عمر بن عبد العزيز، وأوصى، فأصاب كل ابن ألف ألف دينار، فقال: إنه ما رُئِي أحد منهم إلا وهو فقير.[122]
قال أحمد بن سهل: مات أبو علي المَنْجُورَاني، فخرجنا نعزي ابنه علي بن محمد، فلما رجعنا من دفن أبيه نزع ثيابه، ودخل الماء في نهر، وقال: اشهدوا أني لا أملك اليوم شيئًا مما ورثت عن أبي، لأنه يتخالج في صدري، فإن واسيتموني بقميص حتى أخرج من الماء فعلتم. قال: وكان لنا صديقًا مؤانسًا، فألقوا إليه قميصًا، فخرج من الماء. وكان أبوه ترك مالاً لا يحصى.[123]
عن يوسف بن أسباط، أن الثوري وابن المبارك اختلفا في رجل خلف متاعه عند غلامه، فباع ثوبًا ممن يكره مبايعته، قال: قال الثوري: يخرج قيمته، يعني قيمة الثوب. وقال ابن المبارك: يتصدق بالربح.
فقال الرجل: ما أجد قلبي يسكن إلا أن أتصدق بالكيس. وقد كان ألقى الدراهم في الكيس. فقال أبو عبد الله: بارك الله فيه.[124][125]
- عن عبد الله بن راشد صاحب الطيب، قال أتيتُ عمر بن عبد العزيز بالطِّيبِ الذي كان يصنع للخلفاء من بيت المال، فأمسك على أنفه، وقال: إنما يُنتفع بريحه.[126]
- قدم على عمر بن الخطاب مسك وعنبر من البحرين، فقال عمر: والله لوددت أني أجد امرأة حسنة، تزن لي هذا الطيب حتى أفرقه بين المسلمين.
فقالت له امرأته عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل: أنا جيدة الوزن، فهلم أزن لك.
قال: لا. قالت: ولم؟!
قال: إني أخشى أن تأخذيه هكذا - وأدخل أصابعه في صدغيه - وتمسحين عنقك، فأصيب فضلاً عن المسلمين.[127]
كان لأبي بكر رحمه الله غلام يأتيه بكسبه كل ليلة، ويسأله من أين أصبت؟ فيقول: أصبتُ من كذا. فأتاه ذات ليلة بكسبه، وأبو بكر قد ظلَّ صائمًا، فنسي أن يسأله، فوضع يده فأكل، فقال الغلام: يا أبا بكر، كنت تسألني كل ليلة عن كسبي إذا جئتك، فلم أرك سألتني عنه الليلة؟ قال: فأخبرني من أين هو؟ قال: تكهَّنْتُ. لقوم في الجاهلية، فلم يعطوني أجري حتى كان اليوم فأعطوني. وإنما كانت كذبة، فأدخل أبو بكر يده في حلقه، فجعل يتقيَّأ، فذهب الغلام فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: إني كذبت أبا بكر. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، أحسبه قال: ضحكًا شديدًا. وقال: "إن أبا بكر يكره أن يدخل بطنه إلا طيبًا"[128][129]
عن فاطمة ابنة عبد الملك، قالت: اشتهى عمر بن عبد العزيز يومًا عسلاً، فلم يكن عندنا، فوجَّهنا رجلاً على دابَّة من دوابِّ البريد إلى بعلبك بدينار، فأتى بعسل، فقلت: إنكَ ذكرتَ عسلاً، وعندنا عسل، فهل لك فيه؟ قالت: فأتيناه به فشرب، ثم قال: من أين لكم هذا العسل؟ قالت: وجَّهْنَا رجلاً على دابَّة من دوابِّ البريد بدينار إلى بعلبك، فاشترى لنا عسلاً. فأرسل إلى الرجل، فقال: انطلق بهذا العسل إلى السوق فبعه، واردد إلينا رأس مالنا، وانظر إلى الفضل فاجعله في علف دواب البريد، ولو كان ينفع المسلمين قيء لتقيَّأت.[130]
- كان سفيان الثوري وسليمان الخوَّاص بمنى، فقال: امض بنا إلى هذا - يعني الخليفة - حتى نأمره. فدخل سفيان، فقال له: ادنه.
فقال: لا أطأ على ما لا تملك. قال: يا غلام أدرج. فأدرج البساط.
فقال له سفيان: كم أنفقت في حجتك؟ قال: لا أدري.
قال: لكن عمر بن خطاب رضى الله عنه أنفق ستة عشر دينارًا، وقال: أجحفنا ببيت المال. وأنت قد أنفقت الأموال.
فقال له أبو عبيد الله: شطت، تكلم أمير المؤمنين بمثل هذا.
فقال له سفيان: اسكت، ما أهلك فرعون إلا هامان.
فلما وَلَّى سفيان، قال: يا أمير المؤمنين، ائذن لي اضرب عنقه.
فقال له: اسكت، ما بقي على وجه الأرض مَن يُسْتَحْيَا منه غير هذا. [131]
عن مسلمة بن عبد الملك، قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز بعد الفجر في بيت كان يخلو فيه بعد الفجر فلا يدخل عليه أحد، فجاءته جارية بطبق عليه تمر صيحاني، وكان يعجبه التمر فرفع بكفِّه منه، فقال: يا مسلمة، أترى لو أن رجلاً أَكَلَ هذا، ثم شرب عليه من الماء على التمر طيب أكان مجزئه إلى الليل؟[132]
قلت: لا أدري.
قال: فرفع أكثر منه، فقال: هذا؟
قلت: نعم يا أمير المؤمنين، كان كافيًا دون هذا، حتى ما يبالي أن لا يذوق طعامًا غيره.
قال: فعلام يدخل النار؟
قال مسلمة: فما وقعت مني موعظة ما وقعت هذه.[133]
- عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، أنه خرج إلى عمر فنزل عليه، وكانت لعمر ناقة يحلبها، فانطلق غلامه ذات يوم فسقاه لبنًا فأنكره، فقال: "ويحك! من أين هذا اللبن؟" فقال: يا أمير المؤمنين، إن الناقة انفلت عليها ولدها، فشرب لبنها، فحلبت لك ناقة من مال الله. فقال له عمر: ويحك! سقيتني نارًا، ادعُ لي علي بن أبي طالب. فدعاه، فقال: إن هذا عمد إلى ناقة من مال الله، فسقاني لبنها أفتحله لي؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، هو لك حلال ولحمها، وأوشك أن يجيء من لا يرى لنا في هذا المال حقًّا.[134][135]
- عن العباس بن سهم، أن امرأة من الصالحات أتاها نعي زوجها وهي تعجن، فرفعت يديها من العجين، وقالت: هذا طعام قد صار لنا فيه شريك.[136]
- عن الشعبي، قال: جاء رجلان إلى شريح، فقال أحدهما: اشتريت من هذا دارًا فوجدت فيها عشرة آلاف درهم. فقال: خذها. فقال: لِمَ إنما اشتريت الدار؟! فقال للبائع: خذها أنت. قال: لِمَ وقد بعته الدار بما فيها؟! فأدارا الأمر بينهما فأبيا، فأتيا زيادًا فأخبراه، فقال: ما كنت أرى أن أحدًا هكذا بقي. وقال لشريح: ادخلْ بيت المال، فألقِ في كل جراب قبضة حتى يكون للمسلمين. ثم قال للشعبي: كيف ترى
الأمر؟ قال أبو بكر بن عياش: أعجبه ما صنع.[137]

- كان عمر بن عبد العزيز يقسم تفاحًا بين الناس، فجاء ابنٌ له وأخذ تفاحة من ذلك التفاح، فوثب إليه ففكَّ يده، فأخذ تلك التفاحة فطرحها في التفاح، فذهب إلى أُمِّه مستغيثًا، فقالت له: ما لك، أي بني؟ فأخبرها، فأرسلت بدرهمين فاشترت تفاحًا، فأكلت وأطعمته، ورفعت لعمر، فلما فرغ مما بين يديه دخل إليها، فأخرجت له طبقًا من تفاح، فقال: "من أين هذا يا فاطمة؟" فأخبرته فقال: "رحمك الله، والله إن كنت لأشتهيه".[138]
- عن قتادة قال: كان معيقيب على بيت مال عمر، فكنس بيت المال يومًا، فوجد فيه درهمًا، فدفعه إلى ابن لعمر، قال معيقيب: ثم انصرفتُ إلى بيتي، فإذا رسول عمر قد جاءني يدعوني، فجئت، فإذا الدرهم في يده، فقال لي: "ويحك[139] يا معيقيب، أوجدتَ عليَّ في نفسك شيئًا؟ قال: قلتُ: ما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: "أردتَ أن تخاصمني أمة محمد في هذا الدرهم"[140]
- عن فرات بن مسلم، قال: كنت أعرض على عمر بن عبد العزيز كتبي في كل جمعة، فعرضتها عليه، فأخذ منها قرطاسًا قدر أربع أصابع، فكتب فيه حاجة، قال: فقلت: غفل أمير المؤمنين. فأرسل من الغد: أن جئني بكتبك. قال: فجئت بها، فبعثني في حاجة، فلما جئت قال لي: ما لنا أن ننظر فيها؟ قلت: إنما نظرت فيها أمس. قال: فاذهب أبعث إليك، فلما فتحتُ كتبي وجدت فيها قرطاسًا قدر القرطاس الذي أخذ.[141]
رابع عشر: العفو
قال المأمون لعمه إبراهيم بن المهدي، وكان مع أخيه عليه: إني شاورت في أمرك فأشاروا عليَّ بقتلك، إلاَّ أني وجدت قدرك فوق ذنبك، فكرهت القتل لألزم حرمتك. فقال: يا أمير المؤمنين، إن المشير أشار بما جَرَتْ به العادة في السياسة، إلا أنك أبيتَ أن تطلب النصر إلا من حيث عودته من العفو، فإن عاقبت فلك نظيرٌ، وإن عفوت فلا نظير لك. وأنشأ يقول:
البرُّ منك وَطَيُّ العذر عندك لي
فيما فعلتُ فَلَمْ تَعْذِلْ ولم تَلُمِ
وقام عِلْمُكَ بي فاحتجَّ عندك لي
مقامَ شاهدِ عدلٍ غير مُتَّهَمِ [142]
خامس عشر: المروءة
لما حضرتْ سعيدَ بن العاص الوفاةُ قال: يا بَنِيَّ، لا تفقدوا إخواني مني عندكم عين وجهي، أَجْرُوا عليهم ما كنتُ أُجْرِي، واصنعوا بهم ما كنت أصنع، ولا تُلْجِئُوهم للطلب؛ فإن الرجل إذا طلب الحاجة اضطربت أركانه، وارتعدت فرائصه، وَكَلَّ لسانه، وبدا الكلام في وجهه، اكفوهم مئونة الطلب بالعطية قبل المسألة؛ فإني لا أجد لوجه الرجل يأتي يتقلقل على فراشه ذاكرًا موضعًا لحاجته فعدا بها عليكم لا أرى قضى حاجته عوضًا من بذل وجهه، فبادروهم بقضاء حوائجهم قبل أن يسبقوكم إليها بالمسألة.[143]
- قال عبيد الله بن محمدٍ التيمي: سمعت ذا النُّون يقول بمصر: من أراد أن يتعلَّم المروءة والظرف فعليه بسقاة الماء ببغداد.
قيل له: وكيف ذلك؟ قال: لمَّا حُمِلْتُ إلى بغداد رُمي بي على باب السلطان مقيَّدًا، فمرَّ بي رجلٌ متَّزرٌ بمنديل مصري، معتمٌّ بمنديل دَبِيقِيٍّ، بيده كيزان خزفٍ رقاقٍ وزجاج مخروط، فسألت: هذا ساقي السلطان؟ فقيل لي: لا، هذا ساقي العامة. فأومأت إليه: اسقني. فتقدَّم وسقاني، فشممت من الكوز رائحة المسك، فقلت لمن معي: ادفع إليه دينارًا. فأعطاه الدينار، فأبى وقال: لست آخذ شيئًا. فقلت له: ولم؟ فقال: أنت أسيرٌ، وليس من المروءة أن آخذ منك شيئًا. فقلت: كَمُلَ الظرف في هذا.[144]
سادس عشر: الفطنة
غضب المأمون على طاهر بن عبد الله، فأراد طاهرٌ أن يقصده، فورد كتابٌ له من صديقٍ له ليس فيه إلا السلام، وفي حاشيته يا موسى، فجعل يتأمَّله ولا يعلم معنى ذلك، وكانت له جارية فطنةٌ، فقالت: إنه يقول:{يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ} [القصص:20] فتثبط عن قصد المأمون [145]
- قال أبو بكر بن عيَّاش: كان بالكوفة رجلٌ قد ضاق معاشه، فسافر وكسب ثلاثمائة درهم، فاشترى بها ناقةً فارهةً وكانت زعرةً، فأضجرته واغتاظ منها، فحلف بالطلاق ليبيعنَّها يوم يدخل الكوفة بدرهم، ثمَّ ندم، فأخبر زوجته بالحال، فعمدت إلى سنَّور فعلَّقتها في عنق النَّاقة، وقالت: نادِ عليها مَنْ يشتري هذا السنور بثلاثمائة درهم والنَّاقة بدرهم، ولا أفرق بينهما. ففعل، فجاء أعرابيٌّ فقال: ما أحسنكِ!! لولا هذا البتيارك الذي في عنقك.[146]
- انفرد الحجَّاج يومًا عن عسكرهِ، فلقي أعرابيًّا، فقال له: كيف الحجَّاج؟
قال: ظالمٌ غاشم. قال: فهلا شكوتموه إلى عبد الملك.
قال: هو أظلم وأغشم. فأحاط به العسكر، قال: أركبوا البدوي. فلما ركب سأل عنه، فقيل له: هذا الحجَّاج. فركض خلفه وقال: يا حجَّاج.
قال: ما لك؟ قال: السرُّ الذي بيني وبينك لا يطَّلع عليه أحد. فضحك منه وأطلقه.[147]
- رأى المعتصم أسدًا، فقال لرجلٍ قد أعجبه قوامه وسلاحه: أفيك خيرٌ؟ فعلم أنَّه يريد أن يقدِّمه إلى الأسد، فقال: لا يا أمير المؤمنين. فضحك.[148]
-وقف المهديُّ على عجوزٍ من العرب، فقال: ممَّن أنتِ؟
قالت: من طيِّئ.
قال: ما منع طيِّئًا أن يكون فيهم مثل حاتم؟
فقالت: الذي منع الملوك أن يكون فيهم مثلك. فعجب من جوابها ووصلها.[149]
- أراد شعيب بن حربٍ أن يتزوَّج امرأةً، فقال لها: إني سيِّئ الخُلُقِ. فقالت: أسوأ خُلُقًا منك مَنْ يحوجك إلى أن تكون سيِّئ الخلق.[150]
-قال أبو عاصم النبيل: رأيت أبا حنيفة في المسجد الحرام يُفْتِي وقد اجتمع النَّاس عليه وآذَوْه، فقال: ما هاهنا أحدٌ يأتينا بشرطيٍّ؟ فقلت: يا أبا حنيفة، تريد شرطيًّا؟ قال: نعم. فقلت: اقرأ عليَّ هذه الأحاديث التي معي. فقرأها، فقمتُ عنه، ووقفتُ بحذائه، فقال لي: أين الشرطيُّ؟ فقلت له: إنَّما قلتُ تريد، لم أقل لك أجيء به!! فقال: انظروا، أنا أحتال للنَّاس منذ كذا وكذا، وقد احتال عليَّ هذا الصبيُّ.[151]
-قال الأصمعي: بينا أنا في بعض البوادي إذا أنا بصبي - أو قال: صبيةٍ - معه قربةٌ قد غلبته، فيها ماء، وهو ينادي: يا أبةِ، أدرك فاها، غلبني فوها، لا طاقة لي بفيها. قال: فوالله قد جمع العربية في ثلاث.[152]
- قال الحميدي: كنا عند سفيان بن عيينة فحدَّثنا بحديث زمزم؛ أنه لما شرب له فقام رجلٌ من المجلس، ثمَّ عاد، فقال له: يا أبا محمدٍ، أليس الحديث الذي حدثتنا في زمزم صحيحًا؟ فقال: نعم. قال: فإني قد شربت الآن دلوًا من زمزم على أنك تحدثني بمائة حديثٍ. فقال سفيان: اقعد. فحدَّثه بمائة حديثٍ.[153]
قال عيسى بن عمر: ولي أعرابيٌ البحرين، فجمع يهودها، فقال: ما تقولون في عيسى ابن مريم؟ قالوا: نحن قتلناه وصلبناه. قال: فوالله لا تخرجون حتى تُؤَدُّوا ديته. فأخذها منهم.[154]
- عن الرشيد أنه كان في داره حزمة خيزران، فقال لوزيره الفضل بن الربيع: ما هذه؟ فقال: عروق الرماح يا أمير المؤمنين. ولم يُرِدْ أن يقول الخيزران، لموافقته اسم أُمِّ الرشيد.[155]
- قال المبرِّد: قال رجلٌ لهشام بن عمروٍ الفوطي: كم تعدّ؟
قال: من واحدٍ إلى ألف ألف.
قال: لم أُرِدْ هذا.
قال: فما أردتَ؟
قال: كم تعدّ من السِّنِّ؟
قال: اثنان وثلاثون؛ ستة عشر من أعلى، وستة عشر من أسفل.
قال: لم أُرِدْ هذا.
قال: فما أردتَ؟
قال: كم لك من السنين؟
قال: ما لي منها شيءٌ، كلها لله عز وجل.
قال: فما سنُّك؟
قال: عظمٌ.
قال: فابن كم أنتَ؟
قال: ابن اثنين أب وأمّ.
قال: فكم أتى عليك؟
قال: لو أتى عليٌ شيءٌ لقتلني.
قال: فكيف أقول؟
قال: قُلْ: كم مضى من عمرك؟[156]
- عن مجاهد، عن عبد الله بن عباس، قال: لما تزوَّج داود بتلك المرأة، وولدت له سليمان بن داود بعدما تاب الله عليه، غلامًا طاهرًا نقيًّا، فَهِمًا، عاقلاً، عالمًا، وكان من أجمل الناس وأعظمه وأطوله، فبلغ مع أبيه حتى كان يشاوره في أموره، ويُدْخِله في حُكْمِه، فكان أول ما عَرَف داودُ من حكمته وتفرَّس فيه النبوة أن امرأة كانت كُسِيَتْ جمالاً، فجاءت إلى القاضي تخاصم عنده، فأعجبته، فأرسل إليها يخطبها، فقالت: ما أريد النكاح. فراودها على القبيح، فقالت: أنا عن القبيح أبعد. فانقلبت منه إلى صاحب الشرطة، فأصابها منه مثل الذي أصابها من القاضي، فانقلبت إلى صاحب السوق فكان منه مثل ذلك، فانقلبت منه إلى حاجب داود فأصابها منه ما أصابها من القوم، فرفضت حقَّها ولزمت بيتها.
فبينا القاضي، وصاحب الشرطة، وصاحب السوق، والحاجب، جلوس يتحدَّثون فوقع ذِكْرُهَا، فتصادق القوم بينهم، وشكا كل واحد منهم إلى صاحبه ما أصابه من العجب بها، قال بعضهم: وما يمنعكم وأنتم ولاة الأمر أن تتلطفوا بها حتى تستريحوا منها، فاجتمع رأي القوم على أن يشهدوا أن لها كلبًا وأنها تضطجع فترسله على نفسها حتى ينال منها ما ينال الرجل من المرأة، فدخلوا على داود ، فذكروا له أن امرأة لها كلب تسمنه وترسله على نفسها حتى يفعل بها ما يفعل الرجل بالمرأة، فكرهنا أن نرفع أمرها إليك حتى تتحقَّق، فمشينا حتى دخلنا منزلاً قريبًا منها في الساعة التي بلغنا أنها تفعل ذلك، فنظرنا إليها كيف حلَّته من رباطه، ثم اضطجعت له حتى نال منها ما ينال الرجل من المرأة، ونظرنا إلى المِيلِ يدخل في المُكْحُلَةِ ويخرج منها، فبعث داود فأتى بها فرجمها.
فخرج سليمان يومئذ وهو غلام حين ترعرع ومعه الغلمان ومعه حصانه يلعب، فجعل منهم صبيًّا قاضيًّا، وآخر على الشرطة، وآخر على السوق، وآخر حاجبًا، وآخر كالمرأة، ثم جاءوا يشهدون عند سليمان مثل ما شهد أولئك عند داود ، يريدون رجم ذلك الصبي كما رجمت المرأة، قال سليمان عند شهادتهم: فَرِّقُوا بينهم. ثم دعا بالصبي الذي جعله قاضيًّا، فقال: أيقنت الشهادة؟ قال: نعم. قال: فما كان لون الكلب؟ قال: أسود. قال: نَحُّوه. ونادى بالذي جعل على الشرطة، فقال له: أيقنت الشهادة؟ قال: نعم. قال: فما كان لون الكلب؟ قال: أحمر. قال: نَحُّوه. ثم دعا بصاحب السوق، فقال: أيقنت الشهادة؟ قال: نعم. قال: فما كان لون الكلب؟ قال: أبيض. قال: نَحُّوه. ثم دعا بالذي جعله حاجبًا، فقال: أيقنت الشهادة؟ قال: نعم. قال: فما كان لون الكلب؟ قال: أغبش. قال: أردتم أن تغشُّوني حتى أرجم امرأة من المسلمين. فقال للصبيان: ارجموهم. وخلَّى سبيل الصبي الذي جعله امرأة ورجع إلى حصانه.[157]
فدخلوا على داود فأخبروه الخبر، فقال داود: عليَّ بالشهود الساعةَ واحدًا واحدًا. فأُتِيَ بهم، فسألَ القاضيَ: ما كان لون الكلب؟ قال: أسود. ثم أتى بصاحب الشرطة، فسأله، فقال: أبيض. ثم أتى بصاحب السوق، فسأله، فقال: كان أحمر. ثم أتى بالحاجب، فسأله، فقال: كان أغبش. فأمر بهم داود فقُتِلُوا مكان المرأة، فكان هذا أول ما استبان لداود من فهم سليمان[158].
- قال ثمامة: دخلت إلى صديق أعوده، وتركتُ حماري على الباب، ولم يكن معي غلامٌ يحفظه، ثم خرجت، وإذا فوقه صبيٌّ، فقلتُ: أركبتَ حماري بغير إذني؟ قال: خفت أن يذهب فحفظته لك. قلت: لو ذهب كان أحب لي من بقائه. قال: إن كان هذا رأيك فيه، فاعمل على أنه قد ذهب، وهبه لي، واربح شكري. فلم أَدْرِ ما أقول.[159]
- قال الأصمعي: وقلت لغلامٍ حدثٍ من أولاد العرب: أَيَسُرُّك أن يكون لك مائة ألف درهم وأنك أحمقٌ؟! قال: لا والله. قلت: لِمَ؟ قال: أخاف أن يجني عليَّ حمقي جنايةً تذهب مالي، وتبقي عليَّ حمقي.[160]
- كان لشاعرٍ عدوٌّ، فبينما هو سائر ذات يوم في بعض الطرق إذا هو بِعَدُوِّه، فعلم الشاعر أن عدوَّه قاتله لا محالة، فقال له: يا هذا، أنا أعلم أن المنيَّة قد حضرت، ولكن سألتك الله إذا أنت قتلتني أن امضِ إلى داري، وقف بالباب، وقُلْ: أَلا أَيُّهَا الْبِنْتَانِ إِنَّ أَبَاكُمَا
فقال: سمعًا وطاعة. ثم إنه قتله، فلما فرغ من قتله أتى إلى داره، ووقف بالباب، وقال: "ألا أيتها البنتان أن أباكما". وكان للشاعر ابنتان، فلما سمعا قول الرجل: "ألا أيتها البنتان أن أباكما". أجابتاه بفم واحد: قَتِيلٌ خُذَا بِالثَّأْرِ ممَّن أَتَاكُمَا
ثم تعلَّقتا بالرجل، ورفعتاه إلى الحاكم فاستقْرَرَهُ، فأقرَّ بقتله، فقتله.[161]

- رُوِيَ أنَّ رجلاً خطب امرأة، وتحته أخرى، فقالوا: لا نزوِّجك حتى تطلِّق. فقال: اشهدوا أني قد طلقتُ ثلاثًا. فزوَّجُوه، فأقام على امرأته، فادَّعى القوم الطلاق، فقال: أما تعلمون أنه كانت تحتي فلانةٌ بنت فلانٍ فطلَّقْتُها؟ قالوا: بلى. وكانت تحتي فلانةٌ بنت فلانٍ فطلَّقْتُها؟ قالوا: بلى. وكانت تحتي فلانةٌ فطلَّقْتُها؟ قالوا: بلى. قال: فقد طلَّقْتُ ثلاثًا. فبلغ إلى عثمان فجعلها نيِّته.[162]
- قال المبرِّد: سأل المأمونُ يحيى بن المبارك عن شيءٍ، فقال: لا، وجعلني الله فداك يا أمير المؤمنين. فقال: لله دَرُّك، ما وُضِعَتْ واوٌ قطُّ وضعًا أحسن منها في هذا الموضع. ووصله وحمله.[163]
-قال إبراهيم بن المنذر الحزاميُّ: قدم أعرابيُّ من أهل البادية على رجلٍ من أهل الحضر، فأنزله، وكان عنده دجاجٌ كثيرٌ، وله امرأة وابنان وبنتان، قال: فقلت لامرأتي: اشوي دجاجةً، وقدميها إلينا؛ نتغدى بها. وجلسنا جميعًا ودفعنا إليه الدجاجة، فقلنا: اقسمها بيننا. نريد بذلك أن نضحك منه، قال: لا أُحْسِن القسمة، فإن رضيتم بقسمتي قسمت بينكم. قلنا: نرضى. فأخذ رأس الدجاجة فقطعه، فناولينه، وقال: الرأس للرئيس. ثم قطع الجناحين، وقال: الجناحان للابنين. ثم قطع الساقين، وقال: الساقان للابنتين. ثم قطع الزَّمِكَّى، وقال: العجز للعجوز. ثم قال: والزَّوْر للزائر. فلمَّا كان من الغد، قلت لامرأتي: اشوي لي خمس دجاجاتٍ. فلمَّا حضر الغداء، قلنا: اقسم بيننا. قال: شفعًا أو وترًا؟ قلنا: وترًا. قال: أنت وامرأتك ودجاجةٌ ثلاثةٌ. ثم رمى بدجاجةٍ، وقال: وابناك ودجاجةٌ ثلاثةٌ.
ورمى إليهما بدجاجةٍ، وقال: وابنتاك ودجاجةٌ ثلاثةٌ. ثم قال: وأنا ودجاجتان ثلاثةٌ. فأخذ الدجاجتين، فرآنا ننظر إلى دجاجتيه، فقال: لعلَّكم كرهتم قسمتي الوتر. قلنا: اقسمها شفعًا. فقبضهن إليه، ثم قال: أنت وابناك ودجاجةٌ أربعةٌ. ورمى إلينا دجاجة، ثم قال: والعجوز وابنتاها ودجاجةٌ أربعة. ورمى إليهنَّ دجاجةٌ، ثم قال: وأنا وثلاث دجاجات أربعةٌ. وضمَّ ثلاث دجاجاتٍ، ثم رفع رأسه إلى السماء، وقال: الحمد لله أنت فهَّمْتَنِيهَا.[164]
سابع عشر: الإحسان
كان للحسن جارٌ نصراني، وكان له كنيف على السطح، وقد نقب ذلك في بيته، وكان يتحلَّب منه البول في بيت الحسن، وكان الحسن أمر بإناء فوُضِعَ تحته، فكان يُخْرِجُ ما يجتمع منه ليلاً، ومضى على ذلك عشرون سنةً، فمرض الحسن ذات يومٍ فعاده النصراني، فرأى ذلك، فقال: يا أبا سعيد، مذ كم تحملون مني هذا الأذى? فقال: منذ عشرين سنةً. فقطع النصراني زناره[165] وأسلم. [166]
ثامن عشر: الفراسة
عن نافع أن عمر بن الخطاب بعث سرية، فاستعمل عليهم رجلاً يقال له: سارية. فبينما عمر يخطب يوم الجمعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eldaaia-gantelfrdous.yoo7.com
 
من روائع القصص
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من روائع القصص
» من روائع القصص
» من روائع القصص
» من روائع القصص
» من روائع القصص

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الداعية جنة الفردوس :: الساحة الدعوية :: قصص وعبر-
انتقل الى: